دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي السوريين الذين لجؤوا إلى بلاده للعودة إلى ديارهم بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وقال ميقاتي خلال ندوة سياسية في روما أمس السبت إن "تداعيات الحرب السورية جعلت من لبنان حاضنا لأكبر عدد من اللاجئين نسبة لعدد سكانه"، لافتا إلى أن "اللاجئين السوريين يشكلون ما نسبته ثلث سكاننا".

وتابع ميقاتي قائلا "إن الضغط كبير جدا على مواردنا، مما يفاقم المشاكل الاقتصادية الحالية ويخلق منافسة شرسة على الوظائف والخدمات".

وقال ميقاتي خلال الندوة التي أقامها حزب رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني "فراتيلي ديتاليا" (إخوة إيطاليا) إنه "يتعين على المجتمع الدولي، وخصوصا أوروبا، أن يساعد في عودة السوريين".

ولفت إلى أن ذلك يجب أن يحصل "عبر الانخراط" في جهود التعافي التي تبذل في "المناطق الآمنة في سوريا".

ويبلغ عدد سكان لبنان وفق السلطات 5.8 ملايين نسمة، في حين يستضيف البلد حاليا نحو مليوني سوري وفقا للسلطات اللبنانية.

جدل بشأن عودة اللاجئين السوريين

وبعد سقوط النظام السوري، ثار في عدد من الدول الأوروبية جدل بشأن عودة اللاجئين السوريين في هذه البلدان إلى بلدهم بعد انتفاء أسباب لجوئهم.

إعلان

فقد دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي الاثنين إلى التحلي بالصبر في وقت يقيّم فيه ملايين اللاجئين السوريين فرص العودة إلى بلدهم بعد سقوط نظام بشار الأسد.

وقال غراندي في بيان أرسله إلى الصحفيين "هناك فرصة كبيرة أمام سوريا للمضي نحو السلام، وأمام شعبها للبدء في العودة إلى بلده". وأضاف "ولكن مع استمرار غموض الوضع، يقيّم ملايين اللاجئين ما إذا كانت العودة آمنة، فبعضهم متلهف وبعضهم متردد".

وفي ألمانيا، أعرب المستشار أولاف شولتس عن عدم رغبته في إعادة أي لاجئ سوري مندمج بشكل جيد في ألمانيا، في حين عرضت النمسا مبلغ ألف يورو لكل لاجئ سوري يرغب في العودة لبلاده.

فقد صرّح المستشار الألماني أولاف شولتس بعدم رغبته في إعادة أي لاجئ سوري مندمج بشكل جيد في ألمانيا، حتى عقب سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وقال شولتس في مدونة صوتية إن أي شخص مندمج جيدا ويتحدث اللغة الألمانية ولديه عقد عمل يمكنه أن يشعر بالأمان في ألمانيا، وأضاف: "هذا ينطبق أيضا على السوريين.. لن نطلب منهم ترك وظائفهم والرحيل".

كما حذرت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر بالفعل من عواقب سلبية على سوق العمل الألمانية، خاصة في قطاع الصحة، إذا تمت إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

وتحدث وزير الصحة كارل لاوترباخ عن أكثر من 6 آلاف طبيب سوري مندمجين في ألمانيا بشكل كامل ولا غنى عنهم في نظام الرعاية الصحية الألماني.

ومن بين المعترضين بشدة على عودة السوريين إلى بلادهم أرباب الأعمال والنقابات واتحادات الصناعات التي ذكّرت بمدى الحاجة إليهم في الاقتصاد الألماني الذي يواجه نقصا حادا في العمالة.

ومع ذلك، جمدت دول عدة في الاتحاد الأوروبي -بما في ذلك ألمانيا وإيطاليا- دراسة طلبات اللجوء الجديدة التي قدمها مواطنون سوريون، مع وجود أكثر من 100 ألف حالة معلقة في جميع أنحاء دول التكتل حتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول، وفقا للبيانات الرسمية.

إعلان

ووفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يوجد حاليا 6.2 ملايين لاجئ سوري، أي ما يقرب من ثلث سكان سوريا خارج بلادهم، 3 أرباعهم (76%) في الدول المجاورة، 3 ملايين في تركيا، ونحو 775 ألفا في لبنان، وأكثر من 600 ألف في الأردن، وقريب من 300 ألف في العراق، وأكثر من 150 ألفا في مصر.

وتستضيف هذه الدول الخمس وحدها ما يقرب من 5 ملايين سوري، وذلك على الرغم من الوضع السياسي والاقتصادي غير المستقر في بعضها، مثل لبنان والعراق، حيث القدرة على الاستقبال محدودة، ولكن نقص الوسائل أو أمل العودة قريبا جعل بعض اللاجئين يختارهما.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات اللاجئین السوریین فی ألمانیا لاجئ سوری

إقرأ أيضاً:

أصيبت بالاكتئاب.. نعامة تسير 15 كيلومترًا للعودة إلى صاحبها في تركيا

في مشهد غير مألوف، خضعت نعامة تدعى "هدهد" لفحص طبي في قريتها الأصلية بولاية ديار بكر جنوب شرق تركيا، بعدما هربت من المكان الذي أهديت إليه وعادت سيرًا على الأقدام لمسافة 15 كيلومترًا إلى منزل من تولى تربيتها.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); وأفادت وكالة انباء "الأناضول" التركية يوم الأحد، بأن واقعة هروب النعامة، التي كانت في 11 من فبراير الماضي، تحول إلى حدث لافت، إذ شوهدت "هدهد" على الطريق السريع بين ديار بكر وسلوان، قبل أن تعود تلقائيًا إلى قرية "كوزل كوي"، حيث نشأت وترعرعت.رحلة العودة إلى الجذور
أخبار متعلقة Morbid Metal.. نظرة على لعبة الأكشن المنتظرة 5 ميداليات تزين مشوار جامعة جدة في بطولة الكاراتيه للطالباتوفي إطار الأنشطة الميدانية للعيادة البيطرية المتنقلة التابعة لكلية الطب البيطري في جامعة دجلة التركية، توجه فريق من الأكاديميين والطلاب لفحص النعامة، التي نالت شهرة واسعة محليا بعد "رحلة العودة إلى الجذور".

In Türkiye, a gifted ostrich broke free from its new home and returned to its former owner on its own. pic.twitter.com/eH9jMzDRQk
— Daily Turkic (@DailyTurkic) February 16, 2025

وقال عميد كلية الطب البيطري في جامعة دجلة، البروفيسور صادق يايلا، في حديث لـ "الأناضول"، إن النعامة أظهرت علامات توتر وقلق بعد رحلتها الطويلة، مضيفًا: "لاحظنا عليها فقدانًا مؤقتا للشهية وأعراضًا شبيهة بالاكتئاب، لكنها استعادت عافيتها بعد العلاج، واليوم هي بصحة جيدة".أعراض التوتر تخف تدريجيًا
وأشار رئيس قسم الأمراض الباطنية في الكلية ورئيس مستشفى الحيوانات في جامعة دجلة، البروفيسور حسن إيجن، إلى أن النعامة واجهت حالة من التوتر الشديد بسبب الابتعاد عن صاحبها الذي نشأت في منزله.
وتابع القول: "مع ذلك، وبفضل العلاقة العاطفية القوية التي تربطها بصاحبها، بدأت أعراض التوتر تخف تدريجيًا بعد وصولها إليه".

مقالات مشابهة

  • مفوضية اللاجئين: 13 مليون نازح ولاجئ في السودان خلال عامين من الحرب
  • إنفجار في وادي العزية... ومعلومات عن سقوط جرحى للجيش
  • أصيبت بالاكتئاب.. نعامة تسير 15 كيلومترًا للعودة إلى صاحبها في تركيا
  • قيود غير مسبوقة تُواجه اللاجئين.. ألمانيا تتخذ إجراءات صارمة للحد من الهجرة غير الشرعية
  • في عكار.. توفي إثر سقوط صخرة كبيرة عليه
  • عودة السوريين وتأثيرات الدعم الدولي.. هل يتحقق الاستقرار في البلاد؟
  • عودة 1.4 مليون سوري إلى ديارهم منذ ديسمبر 2024 ومخاوف من مغادرتهم مجددا
  • عودة أكثر من 1.4 مليون سوري إلى ديارهم منذ سقوط نظام الأسد
  • الأمم المتحدة تكشف حصيلة السوريين العائدين إلى ديارهم منذ سقوط الأسد
  • 400 ألف سوري عادوا للبلاد منذ سقوط الأسد