باحثون يطورون طريقة لمكافحة الفيروسات المهددة للبشرية (تفاصيل)
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
في خطوة قد تساهم في مواجهة تهديدات الفيروسات المستقبلية بشكل أسرع وأكثر فعالية، طور فريق من الباحثين طريقة جديدة لمكافحة عدوى فيروس SARS-CoV-2 .
في ديسمبر 2021، كان عقار "باكسلويد" بمثابة نقطة تحول في مكافحة جائحة "كوفيد-19"، حيث أثبت فعاليته في علاج الملايين ومع ذلك، يعترف الباحثون أن هذا العقار، مثل غيره من مضادات الفيروسات، قد يفقد فعاليته في المستقبل بسبب مقاومة الأدوية ومن هنا، جاء سعي الباحثين لإيجاد طريقة جديدة تضمن فعالية طويلة الأمد ضد الفيروسات.
وتتمثل الطريقة في فئة جديدة من مضادات الفيروسات التي تستهدف إنزيمات أساسية لا تقتصر على فيروس "سارس"، بل تشمل أيضا فيروسات أخرى مثل الإيبولا وحمى الضنك، بالإضافة إلى فيروسات الحمض النووي المتكاثرة في السيتوبلازم مثل الجدري.
ودرس الباحثون في مختبر قائد الدراسة من جامعة روكفلر، توماس توشل، إنزيمات "ميثيل ترانسفيراز" التي تلعب دورا رئيسيا في تكاثر العديد من الفيروسات، بما في ذلك فيروس SARS-CoV-2. وتعمل هذه الإنزيمات على تعديل أغشية الحمض النووي الريبي الخاصة بالفيروس، ما يساعده على التهرب من دفاعات الجهاز المناعي. وقد أظهرت الدراسة أن هذه الإنزيمات تمثل هدفا واعدا للعلاج المضاد للفيروسات.
ويقول توشل: "عملنا يثبت أن إنزيمات "ميثيل ترانسفيراز" هي أهداف علاجية، ما يفتح الباب أمام تطوير علاجات جديدة لمكافحة الفيروسات التي كان لدينا أدوات محدودة لمكافحتها سابقا".
وعلى الرغم من أن معظم مضادات الفيروسات، بما في ذلك "باكسلويد"، تركز على تعطيل "بروتياز"، وهو إنزيم مختلف يكسر البروتينات في الفيروس، إلا أن توشل وفريقه نظروا إلى أبعد من ذلك. واعتقدوا أن الفيروسات ستكون أقل عرضة للهروب من العلاج الذي يستهدف إنزيمين فيروسيين مختلفين في وقت واحد.
وبعد فحص 430 ألف مركب في بداية الوباء، اكتشف الباحثون مجموعة صغيرة من المركبات التي تثبط "ميثيل ترانسفيراز NSP14" الموجود على الغطاء الفيروسي. وتم تحسين هذه المركبات كيميائيا، وأثبتت فعاليتها في تجارب خلوية وفي الفئران ضد "كوفيد-19"، حيث كانت فعالية هذه المركبات مماثلة لفعالية عقار "باكسلويد".
وتشير النتائج إلى أن المجموعة الجديدة تستهدف الفيروس بشكل انتقائي دون التأثير على العمليات الحيوية في الجسم، ما يعني أنه من المحتمل أن تكون له آثار جانبية ضئيلة.
ومع ذلك، يحذر توشل من أن مجموعة المركبات لا تزال في مرحلة البحث وتحتاج إلى تحسينات إضافية قبل أن تصبح جاهزة للاستخدام البشري.
وفي المستقبل، يخطط مختبر توشل لتوسيع نطاق هذا البحث لاستكشاف مثبطات لفيروسات أخرى مثل الفيروس المخلوي التنفسي وفيروسات الفلافونويد مثل حمى الضنك وزيكا، بالإضافة إلى العدوى الفطرية.
ويقول توشل: "يفتح هذا العمل الباب لاستهداف العديد من مسببات الأمراض، ويعد فرصة جديدة للاستعداد للأوبئة المستقبلية".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الفيروسات فيروس Sars CoV 2 مضادات الفيروسات الحمض النووي العدوى الفطرية
إقرأ أيضاً:
أبناء الجيل “زد” يطورون محتوى هادفاً بروح شبابية ولمسة كوميدية
استعرض عدد من صناع المحتوى خلال فعاليات قمة المليار متابع 2025، كيفية تقديم أبناء الجيل “زد” لمحتوى رقمي هادف يجمع بين الرسائل الإيجابية والوعي المجتمعي من جهة، وروح الشباب واللمسة الكوميدية الجذابة من جهة أخرى، مؤكدين أن هذا المزيج المميز يجعل المحتوى أكثر قربًا وتفاعلًا مع جمهورهم، حيث يتناول قضايا تمس اهتمامات الأجيال الشابة بأسلوب عصري مبتكر.
وشهدت النسخة الثالثة من قمة المليار متابع، أكبر قمة عالمية في اقتصاد صناعة المحتوى، والتي نظمها المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات، واختتمت فعالياتها اليوم، زخماً كبيراً بمشاركة أكثر من 15 ألف صانع محتوى ومؤثر وأكثر من 420 متحدثاً و125 رئيساً تنفيذياً وخبيراً عالمياً.
واستضافت جلسة بعنوان “جيل زد من أجل المحتوى الهادف”، كلاً من أحمد سعودي، صانع المحتوى وصاحب برنامج “الفاخر” على منصة “نيوميديا أكاديمي”، الذي يقدم محتوى تاريخياً ومعلومات عامة بشكل كوميدي، وشذى اليمان التي تقدم محتوى سياسياً كوميدياً على منصة “بلينكس”، وحمزة عبد الرازق الذي يقدم محتوى جيوسياسياً على “يوتيوب”.
وأكد أحمد سعودي وشذى اليمان، أن أهم ما يميز تجربة الجيل زد، هو تناولهم الموضوعات الجادة بشكل غير رسمي، أو كوميدي.
وعن أهم التحديات التي تواجه صناع المحتوى من الجيل زد، قال أحمد إن التحدي الأكبر هو الضغط الذي يواجهه صناع المحتوى من هذا الجيل، وعيش نمط حياة مختلف عن أقرانه، وموازنته بين حياته الخاصة وصناعة المحتوى الذي يقدمه.
وأوضحت شذى أنها بدأت بالاهتمام بالسياسة في لبنان منذ عام 2019، وتقديم محتواها بالصبغة الكوميدية، وهو ما ساعدها على إيصال المعلومة الموثقة بشكل حيادي يجذب المتابعين.
وأشارت إلى أن التحدي الأكبر الذي يواجهها هو تقديم المحتوى بشكل متوازن، خصوصاً بنكهة كوميدية.
من جهته، أشار حمزة عبدالرزاق إلى أنه بدأ مشواره مع صناعة المحتوى منذ عشر سنوات، مع يوتيوب ثم إنستغرام، حتى وصل إلى المحتوى الذي يقدمه حالياً.
وأكد أنه يستغرق وقتاً طويلاً في إعداد محتواه، كونه يعمل بمفرده، وأضاف أن تقديم محتوى حيادي وهادف وذي مصداقية يحتاج إلى الكثير من البحث.
وأجمع صناع المحتوى الثلاثة على تقبل الأجيال الأكبر والأصغر سناً لما يقدمونه، حيث إن المعيار هنا هو صحة المعلومة المقدمة، وطريقة عرضها، واحترام عقول المتابعين أياً كانت أعمارهم، واتفقوا على أن الاعتراض على المحتوى قد يحدث إذا تم تقديم المعلومة بشكل خاطئ، في حالة المحتوى التعليمي أو العلمي، أو تبني وجهة نظر معينة.
ووجه صنّاع المحتوى الشباب عدداً من النصائح للراغبين في دخول مجال صناعة المحتوى، حيث شدد حمزة على ضرورة تقديم المعلومة بطريقة سهلة، واحترام عقول المتابعين، وعرض المعلومات بشكل مميز وعصري.
ونصح أحمد الجيل الجديد بالاستمرارية في تقديم المحتوى، والثقة بالنفس، وألا يلتفت إلى أي محاولات من شأنها تثبيط عزيمته.
ووجهت شذى عدة نصائح قائلة: كونوا على طبيعتكم، وكونوا مبدعين، ولا تقلدوا أحداً، وتحلوا بالجرأة، ولا تدعوا أحداً يحبطكم، ما دمتم تحبون ما تقدمون.
كما استضافت جلسة بعنوان “نظرة على أدوات صناع المحتوى من جيل زد “، جوهر خان وسعد صفا وألسدير مان، وتناولت كيفية تحقيق التوازن بين استخدام الأدوات الذكية والاعتماد على الإبداع البشري لضمان إنتاج محتوى يجمع بين الكفاءة والجودة.
واستهل جوهر خان الجلسة بالتأكيد على أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءاً لا يتجزأ من صناعة المحتوى. وقال إننا اليوم أمام فرصة حقيقية للاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي لتعزيز إنتاجيتنا، لكنها في الوقت نفسه تحمل خطراً يتمثل في تراجع اللمسة الإنسانية التي تميز العمل الإبداعي، وعلينا أن نكون حذرين في طريقة توظيف هذه الأدوات لضمان حفاظنا على أصالة العمل.
وأضاف خان أن التكنولوجيا يمكن أن تكون قوة إيجابية إذا استخدمت بطريقة مدروسة، مشيراً إلى أن ما يميز الإبداع البشري هو الروح الشخصية التي تضفي على العمل طابعا فريدا، وهو ما يجب أن نحافظ عليه مهما تطورت الأدوات التقنية.
العمل اليدوي.
من جانبه تحدث صانع المحتوى سعد صفا عن أهمية تطوير منصات تجمع بين كتابة المحتوى، وتحريره، وتوزيعه.
وقال إن وجود مثل هذه المنصات سيساعدنا على تسريع عملية الإنتاج وتحقيق جودة أعلى، ومع ذلك، يجب أن يكون تصميم هذه المنصات قائما على تعزيز التفاعل بين الإنسان والتكنولوجيا، لا أن يكون بديلا عنه.
وأشار إلى أن العمل اليدوي يظل في بعض الأحيان الخيار الأفضل، خاصة في الحالات التي تتطلب دقة وإبداعا كبيرين. وأضاف أن التكنولوجيا لا يمكنها أن تحل محل الخبرة البشرية، لكنها يمكن أن تكون أداة مكملة إذا أحسنا استخدامها.
وأكد صانع المحتوى ألسدير مان، أن التكنولوجيا ليست غاية في حد ذاتها، بل هي وسيلة لزيادة الإبداع البشري.
وأوضح أنه إذا اعتمدنا بشكل مفرط على الأدوات الذكية من دون التفكير في كيفية تحسين المحتوى، فإننا نخاطر بفقدان العنصر البشري الذي يجعل الإبداع فريداً.
وأضاف أنه يجب أن نعمل على إيجاد توازن بين استخدام الأدوات التكنولوجية والحفاظ على الطابع الإنساني، حيث إن الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً للإبداع البشري، بل هو شريك يمكنه أن يساعدنا في تقديم الأفضل.وام