بوابة الفجر:
2025-02-19@06:45:00 GMT

٦٠ سنة شريهان.. ضحك ولعب وفن ودمع

تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT

عالم من السحر وتجربة ملهمة أثرت فى وجدان أجيال كاملة، بموهبتها المتفردة والأصيلة التى جعلتها واحدة من أبرز أيقونات الفن المصرى والعربى، هى النجمة شيريهان التى تحتفل بميلادها الـ٦٠.

لم تكن شيريهان التى بدأت رحلتها الفنية منذ الطفولة مجرد فتاة صغيرة تحلم بالأضواء، بل تجسيد لمزيج من العبقرية والموهبة والإصرار الذين شكلوا ملامح نجمة لا تُنسى، فميلادها فى عائلة فنية جعلها تلتقى بكبار القامات الفنية منذ صغرها، ساعدها شقيقها عمر خورشيد أن تلتقى بأم كلثوم التى حملتها وهى طفلة صغيرة ووضعتها على إحدى الطاولات وطلبت منها الرقص دون موسيقى، وأهدتها قطعة من الشكولاتة إعجابا بأدائها.

موقف آخر جمعها بعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش فى عيد ميلاد شقيقها فى بيروت وكانت وقتها لم تتجاوز الثامنة من عمرها، وقامت بالرقص على صوت حليم وفريد، فقام العندليب بإهدائها سلسلة بها عين زرقاء كان يرتديها ليعبر فريد عن غيرته من الموقف ويهديها بالفعل فى اليوم التالى سلسلة أخرى بها عين زرقاء أيضا، لا تزال شيريهان تحتفظ بهما.

ثم جاءت البداية من خلال مشاركتها فى برامج الأطفال، وقدمت دورا وهى طفلة صغيرة فى فيلم «قطة على نار» أمام نور الشريف وفى نهاية السبعينيات شاركت فى مسرحية «ربع دستة أشرار» مع فؤاد المهندس وشويكار، لكنها حظيت بشهرة أكبر بعد أن قدمت دورا رئيسيا فى مسرحية «سك على بناتك» مع فؤاد المهندس بعدها بعام فى بداية الثمانينيات، لتتصدر أفيش «الخبز المر» فى عالم السينما مع فريد شوقى ومحمود عبد العزيز، لتبدأ رحلة من البطولات فى عالم السينما والمسرح والدراما، فقدمت أفلام «العذراء والشعر الأبيض» أمام نبيلة عبيد ومحمود عبد العزيز وإخراج حسين كمال، كونت دويتو سينمائيًا مع عادل إمام فى أفلام «مين فينا الحرامى» و«خلى بالك من عقلك»، وفى منتصف الثمانينيات حققت نقلة فى طبيعة أدوارها السينمائية فلم تعد تلك الفتاة الخفيفة ذات الجمال الهادئ، راهنت على التعاون مع أبرز مخرجى الثمانينيات فقدمت مع خيرى بشارة «الطوق والأسورة»، ومع محمد خان «يوم حار جدا»، ومع رأفت الميهى فى «ميت فل»، وعاطف الطيب فى «جبر الخواطر»، ورضوان الكاشف فى «عرق البلح».

إلى جانب تلك الأعمال التى حملت أسلوبًا فنيًا مميزًا تركت شيريهان بصمة فى عالم الاستعراض والفوازير، فلم تكن مجرد ممثلة أو راقصة لكنها أعادت تعريف الفن الاستعراضى فى مصر فى منتصف الخمسينيات، من خلال الفوازير التى قدمتها منتصف الثمانينيات، والتى تعتبر بمثابة نقطة تحول فى تاريخ التليفزيون العربى، حيث قدّمت مفهومًا مختلفًا للفوازير، جمعت بين الإبداع البصرى، الأداء الراقص، والكاريزما الاستثنائية، فقدمت «فوازير ألف ليلة وليلة» «عروسة البحور» و«ألف ليلة وليلة:وردشان وماندو» و«حليمة وفاطيما وكاريما» و«حول العالم»، وإلى جانب الفوازير تألقت فى المسرح الاستعراضى فى «علشان خاطر عيونك» و«شارع محمد على».

النجاح الكبير الذى حققته شيريهان فى عالم الاستعراض لم يكن سهلا، فقد اعتمدت على تدريبات مكثفة لتقديم حركات احترافية، وكانت تفكر فى كل التفاصيل من أزياء وألوان وحتى تعبيرات وجهها، وهو ما جعلها أقرب إلى لوحة فنية متحركة.

جرعة الدهشة والفرحة التى حققتها شيريهان على الشاشة كان لها وجه آخر خلف الكواليس حيث كانت تخفى قوة غير عادية، وحياة مليئة بالتحديات والصراعات، بدأت من صراعات عائلية وهى صغيرة مع أسرة والدها دفعتها للنضج المبكر، وحادث كاد ينهى حياتها المهنية، ومعركة صحية شرسة مع مرض السرطان، لتصبح أيقونة الفرح والسعادة رمزا للتحدى، وبعد أن غابت عن جمهورها فى بداية الألفية وبالتحديد فى ٢٠٠٢ بآخر أفلامها «العشق والدم»، حققت حلم العودة فى ٢٠٢١ من خلال عرض «كوكو شانيل»، إلى جانب ظهورها فى إعلان رمضانى حاولت من خلاله أن تثبت للعالم أن الفن يمكن أن يكون رسالة من الأمل والتفاؤل، فلم يكن مجرد إعلان تجارى بل كان إعلان انتصارها على كل المعوقات التى واجهتها، والتأكيد أن شيريهان هى استثناء، فما يميز شيريهان عن غيرها ليس فقط الموهبة، بل قدرتها على لمس أرواح الجمهور بمزيج من البساطة والرُقى. لم تكن مجرد ممثلة أو فنانة، بل هى أيضا رمز للأناقة والأنوثة التى تُعبر عن جيل بأكمله، فحتى فى غيابها عن الأضواء فترات طويلة ظلت شيريهان حاضرة فى القلوب، وحتى اليوم تُلهم أجيالًا جديدة بقصتها؛ قصة المرأة التى جمعت بين الفن والقوة، بين الحلم والواقع، فهى ليست مجرد اسم فى صفحات التاريخ الفنى، بل هى رسالة للحياة والفرح والإصرار على مواصلة الرحلة مهما كانت الصعوبات.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: شيريهان الف ليلة وليلة شارع محمد علي الطوق والأسورة جبر الخواطر مرض السرطان كوكو شانيل اعلان رمضان الفنون الاستعراضية السينما المصرية فريد شوقي محمود عبد العزيز عادل إمام عاطف الطيب خيري بشارة محمد خان المرأة الملهمة رمز التحدي نجمة الشاشة فى عالم

إقرأ أيضاً:

بيتر ثيل.. ملياردير يكره الديمقراطية وهكذا يرى العالم

رسمت مجلة لوبس صورة متعددة الألوان والأبعاد للمستثمر في فك التشفير بيتر ثيل المسيحي المعادي للديمقراطية والذي يدعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورأت أنه يحمل أفكارا غريبة، وله تأثير قوي على جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي.

وافتتحت المجلة مقالها المطول -بقلم جولي كلاريني وريمي نيون- عن ثيل، الذي يصف نفسه بأنه ليبرالي ومسيحي وشاذ وقارئ ومعلق على الفيلسوف الفرنسي رينيه جيرار، بقوله "مرحبا بفوز ترامب" الذي دعمه منذ عام 2016، مبرزا أن "المستقبل يتطلب أفكارا جديدة وغريبة".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 25 أسئلة لتوضيح ما تعنيه خطة نشر قوات أوروبية في أوكرانياlist 2 of 2الإسلاموفوبيا في فرنسا.. ليبيراسيون: 173 عملا معاديا للمسلمين عام 2024end of list

وإذا كان هذا المستثمر الذي صنع ثروته من خلال فيسبوك والمشاركة في تأسيس "باي بال" وشركة البرمجيات "بالانتير"، أقل شهرة بين عامة الناس من صديقه الملياردير إيلون ماسك، فهو يعد من الشخصيات الأكثر نفوذا في الإدارة الجديدة، وهو من أكثر رجال الأعمال في مجال التكنولوجيا قدرة على التعبير الفكري، وتقول الفيلسوفة كاثرين مالابو "إن ما توصل إليه ليس فلسفة عظيمة، ولكنه ليس سيئا مقارنة بترامب وماسك".

ولتوضيح صورة ثيل صاحب الفكر المتقلب، يؤكد عالم الاجتماع أرنو سان مارتن أن الخط الفاصل بين العظمة والسخافة رفيع للغاية، وأن "الحياة اليومية لثيل لا تزال تتلخص في التماس المال، لكن هؤلاء الناس يحاولون إعطاء أنفسهم طابعا فلسفيا من خلال إشارات غامضة، وهو يقول أشياء شنيعة، ولكن كلما كنت أكثر ثراءً زاد الأمر سوءًا".

إعلان

وقد لخص المقال فكر هذا الملياردير، الذي ولد عام 1967، في ست نقاط محورية حسب التسلسل التالي:

1. كآبة المشاريع العظيمة

يرى ثيل أن العالم راكد، وهذا هو أحد الجوانب الأكثر إثارة للدهشة في خطابه، رغم وجوده فيما يعتبر القلب النابض للابتكار العالمي وادي السيليكون، فهو يرى أن دماء الغرب قد نفدت منذ زمن طويل بعد أن كان المهندسون أصحاب الرؤية الثاقبة يريدون إعادة تشكيل العالم وكشف أسرار المادة.

في ذلك -كما يرى ثيل- نجح المهندسون في اختراق الذرة، ونشروا الزراعة المعدلة وراثيا، وبنوا السدود، وصمموا طائرة الكونكورد، أما اليوم ففقدنا هذا الزخم، ونحن نكتفي بتوزيع ثمار التقدم الماضي دون أن نخترع أي شيء آخر في الواقع.

ويرد ثيل، الذي يكره النساء، فقدان روح الفتح إلى "تأنيث المجتمع" واستيلاء البيروقراطيين وموظفي المالية والعصريين (الهيبسترز) على السلطة، وهم جميعا شخصيات ضعيفة، وإلى الخوف من التقدم، إذ يرى أن علاج الخوف من الحرب النووية ليس الهروب من بناء الأسلحة النووية، بل بتطوير "أنظمة أفضل مضادة للصواريخ الباليستية".

وكذلك يسخر ثيل من علم المناخ الذي يعتقد أنه بعيد عن الصواب في إثارة الشك في المستقبل، وحسب رأيه، لا ينبغي أن تتمثل الاستجابة للأضرار البيئية في الإبطاء، بل في الإسراع لأن حل مشكلة تغير المناخ يكمن في "مفاعلات الاندماج".

العبقري في نظر ثيل يشبهه تماما، فهو رجل أولا وأبيض ثانيا ثم هو أميركي أو على الأقل غربي، وفكر ثيل هو بمثابة حنين إلى الزمن المبارك عندما كانت هذه الفئة من الناس تعتقد أنها مركز الكون.

2. اختفاء الرجال العظماء

في ذهن ثيل، قراءة التاريخ بسيطة، فهو جدول مزدوج الإدخال، إما "متفائلون أو متشائمون" وكذلك "متأكدون أو غير محددين"، فالأوروبيون متشائمون غير محددين، "يقتصرون على رد الفعل على الأحداث عند وقوعها"، أما الصينيون فهم متشائمون محددون يفعلون كل ما في وسعهم لتجنب اندلاع ثورة، في حين أن الأميركيين -في نظره- متفائلون بشدة، ولكنهم لا يخططون لمستقبل أفضل إلا في أوقات رخائهم.

وتعد فلسفة ثيل التاريخية بأكملها نخبوية، وهو يفتقر إلى وجهات نظر يرسمها رجال أقوياء، وهو قريب من الحركة التي يتزعمها المدون كيرتس يارفين، الذي يحارب الديمقراطية باعتبارها "ضعيفة"، ويهاجم ما يسميه "الكاتدرائية"، وهي الهيمنة الثقافية المفترضة للديمقراطيين الليبراليين، ويدافع وسط فوضى عارمة عن ظهور "ملوك الرؤساء التنفيذيين".

إعلان

والعبقري في نظر ثيل يشبهه تماما، فهو رجل أولا وأبيض ثانيا ثم هو أميركي أو على الأقل غربي، وفكر ثيل بمثابة حنين إلى الزمن المبارك عندما كانت هذه الفئة من الناس تعتقد أنها مركز الكون.

3. الموت البطيء للنظام القديم

وقد كتب بيتر ثيل مقالا يرى فيه أن "عودة ترامب إلى البيت الأبيض تنذر بنهاية النظام القديم"، لأنه مرحلة جديدة من التاريخ، تموت فيه الليبرالية الكلاسيكية كسياسة وكفلسفة، وهو يعتبر أن التنوير قد فشل، وأن "الديمقراطية أظهرت عجزها عن كبح جماحها"، لأن العنف لا يرفع من خلال "العقد الاجتماعي" الذي تدافع عنه الفلسفة الليبرالية.

ويرى ثيل أن حركة اليقظة (ووكيسم) "انحراف عن التقاليد اليهودية المسيحية"، وأيديولوجية وحشية، والخطر بالنسبة له هو أن هذه "الصوابية السياسية" سوف تؤدي إلى حكومة عالمية من "الملحدين الشيوعيين".

4. ابتعد عن السياسة

وللهروب من الديمقراطية، التي يرى ثيل أن ما يقوضها هو "الزيادة الكبيرة في عدد المتلقين للرعاية الاجتماعية وتوسيع حق التصويت للنساء"، يسعى لمضاعفة المجالات التي تفلت من الدولة، كالفضاء والعملات المشفرة والجزر البحرية، لأنه يرى -حسب الخبير الاقتصادي برنارد بيريت- أن "الدولة والديمقراطية أعداء للحرية وأن التكنولوجيا سوف تنقذنا من السياسة".

وترى المؤرخة مايا كاندل أن "ما يجب أن نفهمه هو أن الحرية في أذهان أصحاب التكنولوجيا ليست للجميع. بل هي مخصصة للأقوياء الذين لديهم القدرة والواجب على تحريك العالم".

إذا لم تكن جزءًا من الكائنات العليا، فلست من عالم ثيل، عالم النمو والوصول إلى الموارد، عالم المعرفة والخلود، وقبل كل شيء عالم التفوق

5. تسريع التقنية

ماذا نفعل في زمن نهاية العالم؟ في بعض الأحيان لا يكتفي ثيل بالانتظار حتى عودة المسيح، لأنه يبدو من الممكن "المساهمة في تعجيل (نهاية العالم)"، ولتحقيق هذه الغاية، يرغب ثيل في أن نعود إلى الأسئلة الكبرى مثل طبيعة الإنسان، والسيطرة على الطبيعة، ومحاربة الموت.

وفي فكر بيتر ثيل يتعايش منهجان، فكر ديني حول نهاية التاريخ، وفكر تقدمي، وليس في ذلك تعارض بالنسبة له، ويبدو له أن السعي إلى الخلود هو الطريق للوصول إلى الجنة، لذا فإن التطور البشري والمسيحية ليسا متعارضين.

إعلان 6. السيطرة على العالم

وبيتر ثيل هو من أشد المعجبين بسلسلة أفلام "سيد الخواتم"، التي تجمع بين ثلاثية السلطة المفسدة، والصراع الكوني بين الخير والشر، وإمكانية الخلود. وقد قال عدة مرات إنه يريد أن يصبح قزما، و"إذا كان يرى نفسه قزما، فهو -حسب أوليفييه ألكسندر- يرى بقية العالم أنواعا أدنى جسديا أو أخلاقيا، تجب السيطرة عليها أو ستختفي".

وملخص نظرة ثيل للعالم -حسب المقال- تعتمد على مبدأ التمايز العمودي أدنى أو أعلى، و"إذا لم تكن جزءًا من الكائنات العليا، فلست من عالمه، عالم النمو والوصول إلى الموارد، عالم المعرفة والخلود، وقبل كل شيء عالم التفوق".

مقالات مشابهة

  • «كيوب سات» .. أقمار صغيرة بقدرات فائقة في استكشاف الكون!
  • الكويت.. فيديو دهس شخص بشاحنة صغيرة خلال مشاجرة يثير تفاعلا والداخلية ترد
  • معجزة صغيرة تنقذ عائلة في سلوفاكيا من هجوم دب
  • بيتر ثيل.. ملياردير يكره الديمقراطية وهكذا يرى العالم
  • [ من الحقائق الواضحة الثابتة ]
  • شاشات صغيرة، عوائد كبيرة: رؤى حول استهلاك الفيديو في السعودية
  • مصرع صغيرة صعقا بالكهرباء في شقة ببولاق الدكرور
  • جائحة أم سم؟ لغز مميت يثير الرعب في قرية صغيرة
  • مقتل شخصين جراء تحطم طائرة صغيرة شرق أتلانتا الأمريكية
  • في ذكرى وفاته.. حسين صدقي واعظ سينما «الأبيض والإسود» «بروفايل»