٦٠ سنة شريهان.. ضحك ولعب وفن ودمع
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
عالم من السحر وتجربة ملهمة أثرت فى وجدان أجيال كاملة، بموهبتها المتفردة والأصيلة التى جعلتها واحدة من أبرز أيقونات الفن المصرى والعربى، هى النجمة شيريهان التى تحتفل بميلادها الـ٦٠.
لم تكن شيريهان التى بدأت رحلتها الفنية منذ الطفولة مجرد فتاة صغيرة تحلم بالأضواء، بل تجسيد لمزيج من العبقرية والموهبة والإصرار الذين شكلوا ملامح نجمة لا تُنسى، فميلادها فى عائلة فنية جعلها تلتقى بكبار القامات الفنية منذ صغرها، ساعدها شقيقها عمر خورشيد أن تلتقى بأم كلثوم التى حملتها وهى طفلة صغيرة ووضعتها على إحدى الطاولات وطلبت منها الرقص دون موسيقى، وأهدتها قطعة من الشكولاتة إعجابا بأدائها.
موقف آخر جمعها بعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش فى عيد ميلاد شقيقها فى بيروت وكانت وقتها لم تتجاوز الثامنة من عمرها، وقامت بالرقص على صوت حليم وفريد، فقام العندليب بإهدائها سلسلة بها عين زرقاء كان يرتديها ليعبر فريد عن غيرته من الموقف ويهديها بالفعل فى اليوم التالى سلسلة أخرى بها عين زرقاء أيضا، لا تزال شيريهان تحتفظ بهما.
ثم جاءت البداية من خلال مشاركتها فى برامج الأطفال، وقدمت دورا وهى طفلة صغيرة فى فيلم «قطة على نار» أمام نور الشريف وفى نهاية السبعينيات شاركت فى مسرحية «ربع دستة أشرار» مع فؤاد المهندس وشويكار، لكنها حظيت بشهرة أكبر بعد أن قدمت دورا رئيسيا فى مسرحية «سك على بناتك» مع فؤاد المهندس بعدها بعام فى بداية الثمانينيات، لتتصدر أفيش «الخبز المر» فى عالم السينما مع فريد شوقى ومحمود عبد العزيز، لتبدأ رحلة من البطولات فى عالم السينما والمسرح والدراما، فقدمت أفلام «العذراء والشعر الأبيض» أمام نبيلة عبيد ومحمود عبد العزيز وإخراج حسين كمال، كونت دويتو سينمائيًا مع عادل إمام فى أفلام «مين فينا الحرامى» و«خلى بالك من عقلك»، وفى منتصف الثمانينيات حققت نقلة فى طبيعة أدوارها السينمائية فلم تعد تلك الفتاة الخفيفة ذات الجمال الهادئ، راهنت على التعاون مع أبرز مخرجى الثمانينيات فقدمت مع خيرى بشارة «الطوق والأسورة»، ومع محمد خان «يوم حار جدا»، ومع رأفت الميهى فى «ميت فل»، وعاطف الطيب فى «جبر الخواطر»، ورضوان الكاشف فى «عرق البلح».
إلى جانب تلك الأعمال التى حملت أسلوبًا فنيًا مميزًا تركت شيريهان بصمة فى عالم الاستعراض والفوازير، فلم تكن مجرد ممثلة أو راقصة لكنها أعادت تعريف الفن الاستعراضى فى مصر فى منتصف الخمسينيات، من خلال الفوازير التى قدمتها منتصف الثمانينيات، والتى تعتبر بمثابة نقطة تحول فى تاريخ التليفزيون العربى، حيث قدّمت مفهومًا مختلفًا للفوازير، جمعت بين الإبداع البصرى، الأداء الراقص، والكاريزما الاستثنائية، فقدمت «فوازير ألف ليلة وليلة» «عروسة البحور» و«ألف ليلة وليلة:وردشان وماندو» و«حليمة وفاطيما وكاريما» و«حول العالم»، وإلى جانب الفوازير تألقت فى المسرح الاستعراضى فى «علشان خاطر عيونك» و«شارع محمد على».
النجاح الكبير الذى حققته شيريهان فى عالم الاستعراض لم يكن سهلا، فقد اعتمدت على تدريبات مكثفة لتقديم حركات احترافية، وكانت تفكر فى كل التفاصيل من أزياء وألوان وحتى تعبيرات وجهها، وهو ما جعلها أقرب إلى لوحة فنية متحركة.
جرعة الدهشة والفرحة التى حققتها شيريهان على الشاشة كان لها وجه آخر خلف الكواليس حيث كانت تخفى قوة غير عادية، وحياة مليئة بالتحديات والصراعات، بدأت من صراعات عائلية وهى صغيرة مع أسرة والدها دفعتها للنضج المبكر، وحادث كاد ينهى حياتها المهنية، ومعركة صحية شرسة مع مرض السرطان، لتصبح أيقونة الفرح والسعادة رمزا للتحدى، وبعد أن غابت عن جمهورها فى بداية الألفية وبالتحديد فى ٢٠٠٢ بآخر أفلامها «العشق والدم»، حققت حلم العودة فى ٢٠٢١ من خلال عرض «كوكو شانيل»، إلى جانب ظهورها فى إعلان رمضانى حاولت من خلاله أن تثبت للعالم أن الفن يمكن أن يكون رسالة من الأمل والتفاؤل، فلم يكن مجرد إعلان تجارى بل كان إعلان انتصارها على كل المعوقات التى واجهتها، والتأكيد أن شيريهان هى استثناء، فما يميز شيريهان عن غيرها ليس فقط الموهبة، بل قدرتها على لمس أرواح الجمهور بمزيج من البساطة والرُقى. لم تكن مجرد ممثلة أو فنانة، بل هى أيضا رمز للأناقة والأنوثة التى تُعبر عن جيل بأكمله، فحتى فى غيابها عن الأضواء فترات طويلة ظلت شيريهان حاضرة فى القلوب، وحتى اليوم تُلهم أجيالًا جديدة بقصتها؛ قصة المرأة التى جمعت بين الفن والقوة، بين الحلم والواقع، فهى ليست مجرد اسم فى صفحات التاريخ الفنى، بل هى رسالة للحياة والفرح والإصرار على مواصلة الرحلة مهما كانت الصعوبات.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: شيريهان الف ليلة وليلة شارع محمد علي الطوق والأسورة جبر الخواطر مرض السرطان كوكو شانيل اعلان رمضان الفنون الاستعراضية السينما المصرية فريد شوقي محمود عبد العزيز عادل إمام عاطف الطيب خيري بشارة محمد خان المرأة الملهمة رمز التحدي نجمة الشاشة فى عالم
إقرأ أيضاً:
مصر تتوهج.. سمفونية من الشراكات ورقصة نحو مستقبل ذهبي
في قلب عالم تتبدل فيه الفصول وتتلاطم الأمواج، ترتفع مصر شامخة كالأهرامات، لتستقبل فجراً جديداً يزينه الأمل وتغمره البهجة. إنها ليست مجرد أخبار عابرة، بل هي نغمات ساحرة تعزفها رياح التغيير، معلنة عن ميلاد عصر من الازدهار والرخاء.
بقيادة ملهمة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، القائد الذي يحول الرؤى إلى حقائق، تنطلق مصر نحو مستقبل مشرق بخطى واثقة وثبات. جهوده المخلصة في بناء جسور من الثقة مع العالم، وتحويل أرض الكنانة إلى واحة جاذبة للاستثمار، بدأت تؤتي أكلها وتثمر عن شراكات استراتيجية تضيء سماءنا بالأمل.
تخيل معي! زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لم تكن مجرد لقاء عابر، بل كانت بمثابة لوحة فنية رسمت بألوان التعاون الوضّاء. اتفاقيات اقتصادية بقيمة سبعة مليارات دولار ليست مجرد أرقام، بل هي أغنيات فرح تعزفها المصالح المشتركة، وتعلن عن فصل جديد في العلاقات بين البلدين الصديقين.
وإيطاليا، هذه الحضارة العريقة، تمد يدها بمحبة وثقة، لتضخ استثمارات هائلة في شرايين الطاقة المصرية، بقيمة ثمانية مليارات يورو! إنها ليست مجرد استثمارات، بل هي بذور تنمو لتثمر طاقة ونماء لمستقبل أجيالنا.
أما الاتحاد الأوروبي، هذا الصرح الشامخ، فيقدم لمصر دعماً مباشراً بقيمة أربعة مليارات يورو، وكأنه يضع إكليلاً من الزهور على جبينها، تقديراً لدورها المحوري وأهميتها الاستراتيجية في المنطقة.
وها نحن اليوم نفتح قلوبنا وأبوابنا بكل ترحاب للشركات العالمية ولقافلة المستثمرين الكرام القادمين إلى أرضنا الطيبة. أهلاً وسهلاً بكم في مصر! إن أرض الكنانة، بتاريخها العريق وشعبها المضياف، تتشرف باستقبال رؤوس الأموال والخبرات التي ستساهم في بناء مستقبل أكثر ازدهاراً للجميع. إن ثقتكم في مصر هي وسام نعتز به، وشراكتكم هي حجر الزاوية في مسيرتنا نحو التنمية الشاملة.
يا أبناء مصر الأبية! هذه ليست مجرد أخبار، بل هي دعوة للفرح، وبشارة بالخير القادم. إنها لحظة تاريخية تستحق أن نستقبلها بقلوب مفتوحة وأرواح متفائلة. فلنرقص فرحاً على أنغام هذه الشراكات، ولنستقبل مستقبلنا بأذرع مفتوحة وعزيمة لا تلين. مصر تتوهج، وشمس الازدهار تشرق من جديد على أرض الكنانة.. ومرحباً بكل من يساهم في هذا النور!