سيطرة المتمردين على سوريا يعيد خلط أوراق التهديد الإرهابي فى الدول الغربية
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يثير الوضع في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد مخاوف من العودة غير المنضبطة إلى فرنسا وعودة الإرهاب الداخلي. وأصبح السؤال الرئيسي هو ما هي عواقب سقوط بشار الأسد على التهديد الإرهابي الذي يواجه فرنسا؟ وهو سؤال حاسم بعد ثلاثة عشر عامًا من الحرب الدموية في سوريا وما يقرب من تسع سنوات من التأهب الأمني المتواصل في فرنسا.
يذكر مصدر في الشرطة الفرنسية التصريحات التي أدلى بها يوم الأحد الماضى في دمشق أبومحمد الجولاني في مسجد أمية، وهو مكان ذو رمزية كبيرة، حيث أشاد رئيس هيئة تحرير الشام، بـ"النصر التاريخي للمنطقة وللأمة الإسلامية".
وبالتالي فإن سقوط دمشق سيكون انتصارًا للمجتمع الإسلامي العالمي، حيث يتردد صدى هذه الكلمات أيضًا لدى جميع الأشخاص المتطرفين في فرنسا، الذين ما زالوا يحلمون بالجهاد والانتصار العالمي لـ"الإيمان الحقيقي". وفي هذا السياق، تنبع مخاوف باريس من ثلاثة عناصر:
العنصر الأول: الجهاديون الفرنسيون المحاصرون حتى الآن في جيب إدلب شمال غرب سوريا. ويشير مصدر متخصص في مكافحة الإرهاب إلى أن "هذه الحرية الحديثة قد تثير المخاوف من عمليات الإعادة غير المنضبطة إلى فرنسا". ويؤكد أحد المتخصصين في مكافحة الإرهاب أنه من بين هؤلاء الجهاديين الفرنسيين، هناك أفراد "معروفون جيدًا لدى أجهزة المخابرات، وصدرت ضدهم أحكام بالإدانة من المحاكم الفرنسية".
فى السياق نفسه، صرح أوليفييه كريستن، المدعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب، بأن هؤلاء المقاتلين جاءوا من "حركة هيئة تحرير الشام" ولكن أيضًا من "لواء عمر أومسين"، الذى ولد عام 1976 في السنغال، وعاش في نيس لفترة طويلة، وهو أحد المعروفين لأجهزة مكافحة الإرهاب الفرنسي، وأسس كتيبته في سوريا عام 2013، واجتذب عددًا من الشباب الفرنسيين. ويتمتع بعلاقات قوية مع هيئة تحرير الشام.
ويؤكد المدعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب، أن أكثر من مئة فرنسي كانوا موجودين في جيب إدلب حتى الأيام الأخيرة "منهم حوالي خمسين ينتمون إلى كتيبة عمر أومسين، وحوالي ثلاثين من هيئة تحرير الشام. وهناك أيضًا "حوالي ثلاثين امرأة لجأن إلى المخيمات بعد كارثة تنظيم الدولة الإسلامية". ومن المعروف أن من بينهم أفرادًا معنيين متورطين في عمليات التمويل.
إن أجهزة المخابرات الفرنسية، وفي المقام الأول المديرية العامة للأمن الخارجي والمديرية العامة للأمن والسلامة، هي بالطبع في حالة تأهب لمنع عودة محتملة "غير منضبطة" لبعض هؤلاء الأفراد. وباريس ليست وحدها في توخي اليقظة، حيث تشعر برلين وبروكسل ولندن بالقلق. ومع وجود مجموعة من عشرات البريطانيين المحتجزين حاليًا في سوريا، فقد تحدث وزير بريطانى عن "موضوع يثير قلقًا كبيرًا" وأكد أن الأجهزة البريطانية تراقب الوضع بعناية "من خلال التواصل والتعاون مع جيراننا".
وفيما يتعلق بفرنسا، فإن الأمر يتعلق باليقظة ليس فقط تجاه الجهاديين الفرنسيين، ولكن أيضًا تجاه نظرائهم الناطقين بالفرنسية، وخاصة سكان شمال أفريقيا، الذين يشكلون خطرًا مثل الفرنسيين. وفي الواقع، ذهب العديد من المغاربة والجزائريين والتونسيين إلى سوريا، وبحسب مصدرين قضائيين وشرطيين، فإن الإحصائيات المتعلقة بهم أقل دقة بكثير. ويبقى الواقع أن الأجهزة الفرنسية لم تنتظر سقوط دمشق لتهتم بها، ذلك أن العشرات من المتطرفين من شمال إفريقيا، وأحيانًا ثنائيي الجنسية، "نُقلوا" إلى شمال إفريقيا، وأصبحوا في مرمى المخابرات الفرنسية.
السبب الثاني للقلق: الوضع في السجون والمخيمات التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية (قسد، أكراد سوريا) بينما ترغب أنقرة في التخلص من هؤلاء الأكراد على حدودها، كما أن سقوط مدينة منبج الخاضعة لسيطرة القوات الكردية شمالي البلاد قد يؤدى إلى زعزعة استقرار القطاع الكردي مما يتبع ذلك من عواقب وخيمة للغاية على فرنسا.
ولا تزال قوات الدفاع والأمن تحتجز آلاف الجهاديين في عدة سجون. وعدد أكبر من النساء والأطفال في مخيمي الهول وروج شرقي البلاد. ومن بينهم 66 فرنسية محتجزة في معسكر روج، و65 فرنسيًا محتجزين في سجني ديريك والحسكة.
ويؤكد مصدر في مكافحة الإرهاب أنه إذا استمرت تركيا في دعم هجومها، "فسنجد أنفسنا أمام مجموعة من الحلول السيئة: خطر الهروب الجماعي أو الحاجة إلى تنفيذ عملية إعادة كارثية لأسباب أمنية". ومما يزيد القلق أن هذا الوضع، كما يشير أحد المتخصصين، "أن النساء المعنيات كثيرًا ما يرفضن إعادتهن إلى وطنهن". ويضيف أن "من بين المعتقلين عدد من الشخصيات الجهادية الفرنسية بينهم مقربون من الجهاديين الأخوين كلان.. إن رؤية أفراد مثل أدريان جيهال، المقرب من الأخوين كلان، أو توماس بارنوين، صديق الجهادى محمد مراح، أو حتى رومان جارنييه، من شبكة "فيسول" الإسلامية، يختفون من السجون سيكون كارثة.
وكشف مصدر في الشرطة عن عدد "نحو عشرة جهاديين أطلق سراحهم ضمن الذين كانوا محتجزين فى السجون السورية، وقال أوليفييه كريستن: "لقد حددنا هوية اثنين من الجهاديين الفرنسيين في أحد السجون في حلب" بينما قدر أنه من المؤكد أن هناك المزيد خاصةً من بين الجهاديين الذين لم تعد لدى الأجهزة الفرنسية أى معلومات عنهم.
العنصر الثالث والأخير المثير للقلق: تأثير الأخبار السورية على التهديد الداخلي. ومن الطبيعي أن تقوم المديرية العامة لمكافحة الإرهاب، الرائدة في مكافحة الإرهاب على التراب الوطني، بتقييم التداعيات المحتملة في فرنسا وعواقبها على الحركة الإسلامية.
ومن المرجح أن يثير سقوط دمشق حماس الأفراد الذين كثيرًا ما يخلطون بسعادة بين الحركات والمنظمات الإرهابية. على أية حال، يكفي أن نشير إلى أنه في الأشهر الأخيرة، حلم العديد من الجهاديين الشباب المحتملين بالمغادرة إلى سوريا. وكان هذا هو حال الشاب الفرنسي الذي اعتقل الأسبوع الماضي في إطار خطة هجوم فاشلة، أو المراهق الذى يبلغ من العمر 17 عامًا وتم القبض عليه في مايو الماضي.
وفي هذه النقطة، تقدم المحاكمة الجارية فى قضية اغتيال صموئيل باتي أيضًا مثالًا واضحًا على الانجذاب إلى سوريا، فقد أثبت التحقيق أن عبدالله أنزوروف، قاتل الأستاذ، كان يحلم بالذهاب إلى سوريا، وتحديدًا في صفوف منظمة هيئة تحرير الشام، وكان على اتصال مع جهاديين من هذا التنظيم المتمركز في سوريا.
مخيم روج.. قلق من هروب الإرهابيين وإعادة انتشارهم فى أوروبا
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: هيئة تحرير الشام الجولاني فرنسا فی مکافحة الإرهاب هیئة تحریر الشام إلى سوریا فی سوریا من بین
إقرأ أيضاً:
«سوريا ستظل في قلبنا».. أول تصريحات لـ أسماء الأسد بعد سقوط النظام
تصريحات أسماء الأسد بعد سقوط نظام بشار.. أطلقت أسماء الأسد عقيلة الرئيس السوري السابق بشار الأسد، حسابا جديدا لها على موقع التواصل الاجتماعي إكس"، لتكسر بذلك سنوات من الصمت السياسي، حيث أكدت عبر منشوراتها أن هذا الحساب سيكون بعيدا عن السياسة، وسيركز على جوانب مختلفة من حياتها وأنشطتها الإنسانية.
كل يوم جديد يحمل معه فرصة لبداية أجمل. لا شيء يبقى على حاله، والأمل هو سر الاستمرار.
— Asma Al Assad - أسماء الأسد (@AsmaFAlAkhras) February 16, 2025
وفي هذا السياق، علقت أسماء الأسد بعد إطلاق الحساب: بعد فترة من الصمت، حان الوقت للانطلاق من جديد.. الأمل والتغيير لا يتوقفان، فلنبدأ معًا.
وأكملت حديثها سوريا: بكل جمالها وتاريخها العريق سوف تظل في قلبنا ونتمنى لشعبها الأمان والازدهار، وأن تعود الأيام السعيدة لتملأ كل زاوية من أرضها الطيبة.
وجدير بالذكر، أن حساب أسماء الأسد تم الكشف عنه من قبل نجلها حافظ، الذي نشر في وقت سابق فيديو له في شوارع موسكو عبر منصة تليجرام، وأعلن عن حساب والدته عبر إكس.
وكتب حافظ: الحساب سيكون بعيدًا عن السياسة، ويهدف إلى تقديم محتوى إنساني يعكس جوانب مختلفة من حياتها.
وشدد على أن الهدف هو أن تُروى القصة كما كانت، بعيدًا عن التوتر والاتهامات.
في تصريحات أخرى، أكدت أسماء الأسد أنها ستظل ملتزمة بالصمت في القضايا السياسية ولن تتدخل في الشؤون السياسية مستقبلا، معتبرة أن الأمل في السلام والأمان سيظل حاضرًا في قلبها، وأن الوطن هو القوة التي لا تنكسر مهما كانت التحديات، مؤكدة في ختام منشوراتها أن الوطن ليس مجرد مكان، بل هو شعور يسكن في القلب مهما ابتعدنا، معبرة عن أن سوريا ستظل دائمًا الحكاية الأجمل.
“خلال السنوات الماضية، كنت دائمًا ملتزمة بالصمت في ما يتعلق بالقضايا السياسية، ولن يكون لي أي تدخل في هذا المجال مستقبلاً. لكن الأمل يبقى في أن يعم السلام والأمان في كل زاوية من هذا الوطن، ويعيش شعبه في أمان وطمأنينة.”
— Asma Al Assad - أسماء الأسد (@AsmaFAlAkhras) February 16, 2025
وفي وقت سابق ظهر حافظ الأسد نجل الرئيس السوري السابق بشار الأسد، في مقطع فيديو وصف بأنه أول ظهور له منذ الإطاحة بوالده في ديسمبر، ويظهر به وهو يتجول في أحد شوارع موسكو الراقية خلال النهار، ويكتفي في المقطع، الذي لا يتجاوز تسع ثوانٍ، بالتأكيد على امتلاكه حسابين على منصتي تلغرام وإكس، قائلاً باللهجة السورية: صار تساؤل إذا الحسابين على إكس وتلغرام إلي، فحبيت أن أوضح: بلا، هِنّا إلي وما عندي حساب غيرهم على أي منصة.
وجاء ذلك بعد انتشار حساب على تليجرام، ينسب لحافظ الأسد يروي فيه ما وصفه بتفاصيل الساعات الأخيرة لحكم والده، ولا يذكر حافظ بشكل صريح اسم حسابه على تليجرام في الفيديو، لكن تظهر علامة مائية تشير إلى نفس الحساب المتداول باسمه.
اقرأ أيضاًعاجل.. إصابة أسماء الأسد زوجة الرئيس السوري بسرطان الدم
بعد إعلان إصابتها بـ سرطان الدم.. آخر التطورات الصحية لـ أسماء الأسد
أسماء الأسد: نار الحرب لم تستطع أن تأخذ مكان نور الفن السورى