تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يثير الوضع في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد مخاوف من العودة غير المنضبطة إلى فرنسا وعودة الإرهاب الداخلي. وأصبح السؤال الرئيسي هو ما هي عواقب سقوط بشار الأسد على التهديد الإرهابي الذي يواجه فرنسا؟ وهو سؤال حاسم بعد ثلاثة عشر عامًا من الحرب الدموية في سوريا وما يقرب من تسع سنوات من التأهب الأمني ​​المتواصل في فرنسا.

والإجابة ليست مطمئنة على الإطلاق حيث تشعر فرنسا وجيرانها بالقلق.

يذكر مصدر في الشرطة الفرنسية التصريحات التي أدلى بها يوم الأحد الماضى في دمشق أبومحمد الجولاني في مسجد أمية، وهو مكان ذو رمزية كبيرة، حيث أشاد رئيس هيئة تحرير الشام، بـ"النصر التاريخي للمنطقة وللأمة الإسلامية".

وبالتالي فإن سقوط دمشق سيكون انتصارًا للمجتمع الإسلامي العالمي، حيث يتردد صدى هذه الكلمات أيضًا لدى جميع الأشخاص المتطرفين في فرنسا، الذين ما زالوا يحلمون بالجهاد والانتصار العالمي لـ"الإيمان الحقيقي". وفي هذا السياق، تنبع مخاوف باريس من ثلاثة عناصر:

العنصر الأول: الجهاديون الفرنسيون المحاصرون حتى الآن في جيب إدلب شمال غرب سوريا. ويشير مصدر متخصص في مكافحة الإرهاب إلى أن "هذه الحرية الحديثة قد تثير المخاوف من عمليات الإعادة غير المنضبطة إلى فرنسا". ويؤكد أحد المتخصصين في مكافحة الإرهاب أنه من بين هؤلاء الجهاديين الفرنسيين، هناك أفراد "معروفون جيدًا لدى أجهزة المخابرات، وصدرت ضدهم أحكام بالإدانة من المحاكم الفرنسية".

فى السياق نفسه، صرح أوليفييه كريستن، المدعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب، بأن هؤلاء المقاتلين جاءوا من "حركة هيئة تحرير الشام" ولكن أيضًا من "لواء عمر أومسين"، الذى ولد عام 1976 في السنغال، وعاش في نيس لفترة طويلة، وهو أحد المعروفين لأجهزة مكافحة الإرهاب الفرنسي، وأسس كتيبته في سوريا عام 2013، واجتذب عددًا من الشباب الفرنسيين. ويتمتع بعلاقات قوية مع هيئة تحرير الشام.

 ويؤكد المدعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب، أن أكثر من مئة فرنسي كانوا موجودين في جيب إدلب حتى الأيام الأخيرة "منهم حوالي خمسين ينتمون إلى كتيبة عمر أومسين، وحوالي ثلاثين من هيئة تحرير الشام. وهناك أيضًا "حوالي ثلاثين امرأة لجأن إلى المخيمات بعد كارثة تنظيم الدولة الإسلامية". ومن المعروف أن من بينهم أفرادًا معنيين متورطين في عمليات التمويل. 

إن أجهزة المخابرات الفرنسية، وفي المقام الأول المديرية العامة للأمن الخارجي والمديرية العامة للأمن والسلامة، هي بالطبع في حالة تأهب لمنع عودة محتملة "غير منضبطة" لبعض هؤلاء الأفراد. وباريس ليست وحدها في توخي اليقظة، حيث تشعر برلين وبروكسل ولندن بالقلق. ومع وجود مجموعة من عشرات البريطانيين المحتجزين حاليًا في سوريا، فقد تحدث وزير بريطانى عن "موضوع يثير قلقًا كبيرًا" وأكد أن الأجهزة البريطانية تراقب الوضع بعناية "من خلال التواصل والتعاون مع جيراننا".

وفيما يتعلق بفرنسا، فإن الأمر يتعلق باليقظة ليس فقط تجاه الجهاديين الفرنسيين، ولكن أيضًا تجاه نظرائهم الناطقين بالفرنسية، وخاصة سكان شمال أفريقيا، الذين يشكلون خطرًا مثل الفرنسيين. وفي الواقع، ذهب العديد من المغاربة والجزائريين والتونسيين إلى سوريا، وبحسب مصدرين قضائيين وشرطيين، فإن الإحصائيات المتعلقة بهم أقل دقة بكثير. ويبقى الواقع أن الأجهزة الفرنسية لم تنتظر سقوط دمشق لتهتم بها، ذلك أن العشرات من المتطرفين من شمال إفريقيا، وأحيانًا ثنائيي الجنسية، "نُقلوا" إلى شمال إفريقيا، وأصبحوا في مرمى المخابرات الفرنسية.

السبب الثاني للقلق: الوضع في السجون والمخيمات التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية (قسد، أكراد سوريا) بينما ترغب أنقرة في التخلص من هؤلاء الأكراد على حدودها، كما أن سقوط مدينة منبج الخاضعة لسيطرة القوات الكردية شمالي البلاد قد يؤدى إلى زعزعة استقرار القطاع الكردي مما يتبع ذلك من عواقب وخيمة للغاية على فرنسا.

ولا تزال قوات الدفاع والأمن تحتجز آلاف الجهاديين في عدة سجون. وعدد أكبر من النساء والأطفال في مخيمي الهول وروج شرقي البلاد. ومن بينهم 66 فرنسية محتجزة في معسكر روج، و65 فرنسيًا محتجزين في سجني ديريك والحسكة. 

ويؤكد مصدر في مكافحة الإرهاب أنه إذا استمرت تركيا في دعم هجومها، "فسنجد أنفسنا أمام مجموعة من الحلول السيئة: خطر الهروب الجماعي أو الحاجة إلى تنفيذ عملية إعادة كارثية لأسباب أمنية". ومما يزيد القلق أن هذا الوضع، كما يشير أحد المتخصصين، "أن النساء المعنيات كثيرًا ما يرفضن إعادتهن إلى وطنهن". ويضيف أن "من بين المعتقلين عدد من الشخصيات الجهادية الفرنسية بينهم مقربون من الجهاديين الأخوين كلان.. إن رؤية أفراد مثل أدريان جيهال، المقرب من الأخوين كلان، أو توماس بارنوين، صديق الجهادى محمد مراح، أو حتى رومان جارنييه، من شبكة "فيسول" الإسلامية، يختفون من السجون سيكون كارثة.

وكشف مصدر في الشرطة عن عدد "نحو عشرة جهاديين أطلق سراحهم ضمن الذين كانوا محتجزين فى السجون السورية، وقال أوليفييه كريستن: "لقد حددنا هوية اثنين من الجهاديين الفرنسيين في أحد السجون في حلب" بينما قدر أنه من المؤكد أن هناك المزيد خاصةً من بين الجهاديين الذين لم تعد لدى الأجهزة الفرنسية أى معلومات عنهم.

العنصر الثالث والأخير المثير للقلق: تأثير الأخبار السورية على التهديد الداخلي. ومن الطبيعي أن تقوم المديرية العامة لمكافحة الإرهاب، الرائدة في مكافحة الإرهاب على التراب الوطني، بتقييم التداعيات المحتملة في فرنسا وعواقبها على الحركة الإسلامية.

ومن المرجح أن يثير سقوط دمشق حماس الأفراد الذين كثيرًا ما يخلطون بسعادة بين الحركات والمنظمات الإرهابية. على أية حال، يكفي أن نشير إلى أنه في الأشهر الأخيرة، حلم العديد من الجهاديين الشباب المحتملين بالمغادرة إلى سوريا. وكان هذا هو حال  الشاب الفرنسي الذي اعتقل الأسبوع الماضي في إطار خطة هجوم فاشلة، أو المراهق الذى يبلغ من العمر 17 عامًا وتم القبض عليه في مايو الماضي.

وفي هذه النقطة، تقدم المحاكمة الجارية فى قضية اغتيال صموئيل باتي أيضًا مثالًا واضحًا على الانجذاب إلى سوريا، فقد أثبت التحقيق أن عبدالله أنزوروف، قاتل الأستاذ، كان يحلم بالذهاب إلى سوريا، وتحديدًا في صفوف منظمة هيئة تحرير الشام،  وكان على اتصال مع جهاديين من هذا التنظيم المتمركز في سوريا.

مخيم روج.. قلق من هروب الإرهابيين وإعادة انتشارهم فى أوروبا

 

 

 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: هيئة تحرير الشام الجولاني فرنسا فی مکافحة الإرهاب هیئة تحریر الشام إلى سوریا فی سوریا من بین

إقرأ أيضاً:

اعتقال الإرهابي المصري أحمد منصور في سوريا

أعلنت مصادر أمنية سورية القبض على الإرهابي المصري أحمد منصور من قبل أجهزة الأمن، بعد بثه مقاطع فيديو، هدد فيها الدولة المصرية.

ومن جانبها أعلنت منصة تطلق على نفسها "ثوار 25 يناير"، والتابعة للإرهابي أحمد منصور، اختفاءه في دمشق، مع بعض رفاقه، منذ أمس الثلاثاء.

وقال الإعلامي المصري مصطفى بكري، عبر حسابه على موقع "إكس"، :"وقف الإرهابي أحمد منصور، أو بقاؤه مفرجاً عنه، لن يغير من الأمر شيئاً.. مصر لديها شعب واع، وأقوي جيش في المنطقة، ورجال شرفاء في جهاز الشرطة.. الشعب وحده كفيل بسحق كل من يظن أنه قادر علي زعزعة أمن واستقرار البلاد، ولن يسمح بعودة الفوضي والخراب على أرضه لصالح تنظيم داعش الإخواني".

وقف الإرهابي أحمد المنصور ، أو بقائه مفرجا عنه ، لن يغير من الأمر شيئا ، مصر ليست من جزر الموز . مصر لديها شعب واع ، وأقوي جيش في المنطقه . ورجال شرفاء في جهاز الشرطه . الشعب وحده كفيل بسحق كل من يظن أنه قادر علي زعزعة أمن واستقرار البلاد ، ولن يسمح بعودة الفوضي والخراب علي أرضه…

— مصطفى بكري (@BakryMP) January 15, 2025 ما القصة ؟

بدأ الإرهابي المصري أحمد منصور هجومه المتكرر على الدولة المصرية، عبر عدة فيديوهات، بعد سيطرة هيئة تحرير الشام، بقيادة أحمد الشرع، على الحكم في سوريا، والإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وحرّض منصور في مقاطع الفيديو على ممارسة العنف والإرهاب في ذكرى 25 يناير (كانون الثاني)، مطالباً المصريين بما أسماه "إسقاط النظام".

???? #احمد_منصور_ارهابي_مآجور انتهت مهمته وإرضاء مصر ???????? مطلب عظيم لا يفهمه المشرد ولا المرتزقة، #احمد_منصور الإرهابي و نطفة الاخونحي #عبدالرحمن_يوسف_القرضاوى هم مجرد شباشب وقيم صفرية ، نوع من العبيد باعت وطنها وشرفها للخارج ، والخارج باعها في سوق النخاسة
???? اكثروا من اللطم على… pic.twitter.com/oHIuyL08gx

— Dr.Salem Alketbi د.سالم الكتبي (@drsalemalketbi) January 15, 2025 من هو الإرهابي أحمد منصور؟

ولد الإرهابي أحمد منصور في محافظة الإسكندرية، لكنه ينحدر في الأصل من محافظة سوهاج، من قبيلة السادة العواضية، وهي إحدى القبائل المعروفة في الصعيد.

عقب انتهائه من دراسته في المعهد الأزهرى الثانوي، تابع منصور تعليمه في معهد إعداد الدعاة، ثم التحق بالأكاديمية البحرية في الإسكندرية بعد تخرجه، وذلك في فترة ما قبل 25 يناير (كانون الثاني) 2011.

وانخرط أحمد المنصور في التنظيمات المتطرفة في مصر، حيث انضم إلى "حركة حازمون"، التي كانت تمثل أحد التنظيمات الإرهابية.
وبعد فض اعتصام تنظيم الإخوان الإرهابي في أغسطس (آب) 2013، غادر أحمد المنصور إلى سوريا، حيث انضم إلى "جيش الفتح" الذي كان يشكل تحالفاً من الجماعات الإرهابية المسلحة ضد نظام بشار الأسد.

وفي الآونة الأخيرة، أصبح اسم أحمد المنصور مرتبطاً بتصعيد التهديدات ضد مصر، حيث ظهر في فيديوهات دعائية جديدة يهاجم فيها الحكومة المصرية، مهددًا بـ "تصعيد عسكري" انطلاقاً من سوريا.

وخلال ظهوره الأخير في دمشق، أعلن أحمد منصور تأسيسه جماعة مسلحة، قال إن هدفها "إسقاط الدولة المصرية".

والده يتبرأ منه

وعبر مقطع فيديو نشره على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أعلن عاطف منصور، والد الإرهابي الهارب أحمد منصور، التبرؤ من نجله، وقال "أنا عاطف والد أحمد منصور في سوريا، والذي ينشر فيديوهات تسيء لسمعة الدولة، ويقول إن أنا وأمه وأخواته وأهله محبوسين، ولم يحدث ذلك إطلاقاً.

انا(عاطف)والد احمد المنصور اللي هربان لسوريا وينزل فيديوهات تسئ سمعة البلد ويقول أنه أناوأمه وأخواته وأهله محبوسين الكلام دماحصلش احمد عاوز يعمل نفسه زعيم وانا[برئ منه و من تصرفاته الي يوم الدين] البلد دي خيرها عليك وعلينا صرفت مليون جنيه على اخوك للحصول علىالماجستير من ايطاليا pic.twitter.com/Vih8njWYpl

— السامري الصالح (@HanaRomil53448) January 15, 2025

وأضاف والد منصور "أنا بريء من أحمد ومن تصرفاته، مصر خيرها على الجميع، والحكومة إذا كانت مضطهدة أخواتك، لم ينفقوا على شقيقك مليون جنيه مصري للحصول على الماجستير، أنا غضبان عليك وبريء منك إلى يوم القيامة”.

مقالات مشابهة

  • اعتقال الإرهابي المصري أحمد منصور في سوريا
  • لوموند: رياح سيئة تهبّ على العلاقات الفرنسية الجزائرية.. ويجب الحزم والهدوء
  • “وأج” ترد على دعوات اليمين المتطرف الفرنسي ومسؤولين في الحكومة الفرنسية لفرض عقوبات على الجزائر
  • دعوات لمساعدة الدول النامية على دحر خطر «الإرهاب الرقمي»
  • التحالف الإسلامي يعتمد مبادرات لمحاربة الفكر الإرهابي
  • تعليم الغربية: لا يوجد شكاوى من امتحانات النقل فى يومها الثالث
  • المعارضة الفرنسية قد تطالب بالتصويت على سحب الثقة من الحكومة في 16 يناير
  • بولتون يحذر من تغيرات واسعة بعد سقوط الأسد ويدعو لصد نفوذ إيران وطموحات تركيا
  • تحرير ود مدني.. نصر إستراتيجي يعيد رسم مشهد الحرب في السودان
  • مظاهرة تندد بسياسة الحدود الفرنسية البريطانية إثر وفاة مهاجر سوري