«يديعوت أحرونوت»: التطورات داخل سوريا تصب فى مصلحة إسرائيل
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
أجرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية قراءة سريعة للأحداث الأخيرة التى تجرى حاليا فى سوريا، وعلى الرغم من توقع حدوث حالة من الفزع لدى الإسرائيليين من إمكانية حدوث تطورات مقلقة، إلا أن توقعات الصحيفة جاءت مغايرة وغير تقليدية، إذ اعتبرت الأحداث الأخيرة تصب فى مصلحة إسرائيل بشكل كبير، مع الحذر من إمكانية حدوث مفاجآت بين اللحظة والأخرى.
فى البداية أوضحت الصحيفة أن الثوار فى سوريا أعلنوا اليوم عن سيطرتهم على إقليم القنيطرة القريب من الحدود مع إسرائيل. وهذه المنطقة مليئة بالقرويين أو المزارعين الذين كانت تربطهم علاقات جيدة بإسرائيل، نظرا لمساعدتهم فى علاج أعداد كبيرة من الجرحى المدنيين أثناء الحرب الأهلية، ورغم ذلك هناك مخاوف من إمكانية احتلال الثوار الجهاديين من حركة هيئة تحرير الشام للمنطقة، ولذلك تستعد إسرائيل بكل قوة لهذا السيناريو بما فى ذلك إجراء مناورة عسكرية كبرى جنوب هضبة الجولان، تحسبا لحدوث أى تغيير فى الوضع.
وفى الماضى كان هؤلاء الجهاديون يعيشون فى هذه المنطقة إلى أن قامت إسرائيل بنزع فتيل خطورتهم بمساعدة الأهالى.
لكن من وراء الكواليس هناك تطورات مفاجئة، فمن يدعم الجماعات الأساسية للثوار هو الجيش التركى ورئيسه رجب طيب أردوغان، ورغم ذلك اتضح أن الولايات المتحدة وإدارة بايدن جندوا أنفسهم لعملية هادئة، نصف سرية، ليس فقط من أجل قمع تطلعات أردوغان الساعى للهيمنة على الجيوب الكردية فى شمال سوريا، ولكن هدفهم الحقيقى وهو الأهم، السيطرة على بؤر الميليشيات الشيعية الحليفة لإيران على نهر الفرات.
نقطة أخرى تصب فى مصلحة إسرائيل وهى وقوع المعسكر الرئيسى للميليشيات الشيعية العراقية والأفغانية الموالية لإيران فى منطقة البو كمال، التى تعتبر أيضا نقطة هامة فى الممر الميدانى الذى يتم من خلاله تدفق التمويل والامدادات الإيرانية عبر العراق إلى سوريا، ومن هناك إلى لبنان، وتمكنت الميليشيا الكردية العربية sdf التى تضم مقاتلين أكرادًا وعربًا من احتلال هذه المنطقة، إضافة إلى منطقة استراتيجية أخرى تقع فى دير الزور، وتعمل هذه الميليشيا تحت رعاية ودعم من ٩٠٠ جندى أمريكى منتشرين فى قواعد تقع شرق نهر الفرات.
وبسيطرة هذه الميليشيا على منطقة البو كمال، ومنطقة دير الزور، سيتم قطع محور التمويل البرى من إيران عبر العراق وسوريا إلى لبنان.
والسؤال هو هل ستتمكن هذه الميليشيا الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، من التمسك بالمناطق التى احتلتها، وهناك سؤال آخر هل تمكنت من احتلال معسكر الإمام خومينى الذى أنشأته إيران فى منطقة البو كمال الذى يعتبر القاعدة المركزية للميليشيات الشيعية التابعة لها.
ولذا من المهم حسب الصحيفة أن تضعط إسرائيل على الولايات المتحدة لمواصلة دعمها للأكراد حتى لا يسمح أردوغان للثوار الجهاديين الوصول إلى منطقة الجولان، وعلى الأمريكيين أولا عدم سحب قواتهم ومواصلة دعمهم للأكراد وثانيا عليها التأثير على أردوغان حتى يظل الثوار الجهاديون فى أماكنهم.
وإذا استمر هذا الوضع، فإنه يعتبر من ناحية أمن إسرائيل تطورا استراتيجيا إيجابيا من المقام الأول، وهناك تطور استراتيجى آخر ومهم وفقا لوجهة النظر الإسرائيلية يتعلق بسيطرة الثوار على منطقة درعا جنوب غرب سوريا.
وتقع منطقة درعا على الحدود مع إسرائيل والأردن، والأمر المهم هو أن الثوار الذين سيطروا عليها هم من أبناء المنطقة أو البلدة من القرويين السنيين أو القرويين الدروز من إقليم السويداء القريب، ووفقا لبعض التقارير الغربية ولما سبق تداوله فى مرات عديدة فإن إسرائيل تربطها بهم علاقات طيبة فى فترة ذروة الحرب الأهلية، حيث قدمت لهم إسرائيل مساعدات إنسانية وعسكرية لفترة طويلة، وأنشأت من أجلهم مستشفيات، ونقلت العديد منهم لمستشفياتها خلال الفترة من أعوام ٢٠١٥ إلى ٢٠١٨، ومن الممكن توقع أن أبناء هذه المنطقة لن يسرعوا للعمل ضد إسرائيل، وربما أيضا العكس.
واضافة إلى ذلك توجد محطات رادار ومنشآت استخباراتية على جبل الدروز، ليس فقط تابعة لسوريا ولكن أيضا لإيران وحزب الله، وإذا ما استمر الدروز وسكان المنطقة فى السيطرة عليها، فمن المتوقع ألا يكون هناك أى تواجد لإيران وحزب الله فى هذه المنطقة مستقبلا.
ويعتبر أبناء الدروز من المسلمين السنة بينما حزب الله وإيران من الشيعة، وتعتبر درعا منطقة سنية قوية، ويعتبر إقليم السويداء الذى يقع شرق إقليم درعا معسكرا للدروز الذين رفضوا من قبل الثورة على نظام بشار الأسد بصورة واضحة ومعلنة، لكنهم تراجعوا وقرروا الثورة على الأسد وقاموا أيضا بطرد الجيش السورى من إقليم السويداء الدرزى، والمثير أن الدروز داخل هذا الإقليم تربطهم علاقات طيبة للغاية مع أشقائهم الدروز فى إسرائيل.
والأهم هو أن الذين سيطروا على هذه المنطقة ليسوا ثوار حركة هيئة تحرير الشام، ولكن السكان المحليين الذين تربطهم أيضا علاقات جيدة بإسرائيل التى قدمت لهم مساعدات كبيرة، ووفقا لبعض التقارير الأجنبية قامت بتسليحهم بالأسلحة الخفيفة للدفاع عن أنفسهم من النظام السورى.
ومع ذلك وبالنسبة لمنطقة درعا، يجب الوضع فى الاعتبار احتمال تدفق رهيب للاجئين نحو الحدود الإسرائيلية، تماما مثلما حدث خلال العقد الماضى عندما توطن عشرات الآلاف من السوريين على الجدار الحدودى مع إسرائيل فى الجولان، واستعدت إسرائيل وقتها لمنعهم من اقتحام الحدود.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اسرائيل سوريا درعا الجولان القنيطرة هيئة تحرير الشام الاكراد ايران حزب الله دير الزور البو كمال رجب طيب أردوغان الولايات المتحدة الجيش التركي الثوار السوريون المساعدات الإسرائيلية اللاجئون السوريون نهر الفرات التطورات الاستراتيجية الصراع السوري الحرب الاهلية السورية العلاقات الإسرائيلية الأمريكية الدعم العسكري الإسرائيلي هذه المنطقة
إقرأ أيضاً:
التلال الـ5 التي تحتلها إسرائيل.. هذا ما يجب أن تعرفه عنها
كتب موقع "الجزيرة نت": استكمل الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، انسحابه الجزئي من جنوب لبنان، وأبقى على وجود عسكري دائم لقواته في 5 مواقع إستراتيجية داخل الأراضي اللبنانية، وذلك بالتزامن مع انتهاء المهلة الثانية لتنفيذ وقف إطلاق النار مع حزب الله.وأتى الإبقاء على قوات عسكرية إسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية، تحت ذريعة "منع عودة حزب الله للمناطق الحدودية"، وذلك بالتنسيق مع إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، رغم رفض واعتراض دولة لبنان على ذلك، وإصرارها على تنفيذ كافة بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني 2024.
وامتنعت إسرائيل عن سحب كامل قواتها من لبنان بحلول اليوم الثلاثاء 18 شباط الحالي، حيث كان من المفروض أن يستكمل الجيش الإسرائيلي سحب قواته في 26 كانون الثاني، وفقا للمهلة المحددة في الاتفاق بين إسرائيل ولبنان، قبل أن يتم الإعلان عن تمديدها بضوء أخضر من البيت الأبيض.
واستمر انتشار قوات الاحتلال في 5 مواقع رئيسة على طول الحدود، والتي حددتها قيادات عسكرية في رئاسة هيئة أركان الجيش، ووصفتها بـ"الإستراتيجية" و"الحيوية من ناحية أمنية".
تجربة الحزام الأمني
وأوضح المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوآف زيتون، أن الإبقاء على قوات إسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية تم بالتنسيق مع الولايات المتحدة وبموافقتها، مشيرا إلى أن جيش الدفاع الإسرائيلي يعتزم العودة إلى صيغة جزئية من الوجود الدائم للقوات على الجانب اللبناني من الحدود، بعد 25 عاما من الانسحاب من المنطقة الأمنية.
وهذه المرة، يقول المراسل العسكري: "هناك 5 مواقع عسكرية فقط، وهو ما يعكس إمكانية تكرار تجربة الحزام الأمني، فالمواقع ستكون على بعد مئات الأمتار فقط من السياج الحدودي، ولكنها ستكون مأهولة بمئات الجنود حتى يتم اتخاذ قرار آخر من قبل المستوى السياسي بإسرائيل".
وأضاف المراسل العسكري أن المواقع الإستراتيجية التي سيبقى بها الجيش الإسرائيلي، ستكون خارج القرى الشيعية القريبة من الحدود، لكنها ستسيطر على مناطق مهمة في الخط الطبوغرافي الذي كان يشكل تحديات ومشكلة بالنسبة للجيش الإسرائيلي حتى الحرب، من الغرب إلى الشرق، ومن البحر إلى الجبل، خاصة في المهام الدفاعية".
مواقع إستراتيجية بالجنوب
وبحسب ما كشف عنه الجيش الإسرائيلي فإن المواقع الخمسة التي سيبقي على قواته بها داخل الأراضي اللبنانية، هي تلال اللبونة وهي منطقة مرتفعة في قضاء صور عند راس الناقورة، وبلدة البرج الشمالية قبالة مستوطنة شلومي الإسرائيلية، وتم السيطرة عليها بهدف تمكين قوات حرس الحدود الإسرائيلي من مراقبة الممرات والطرقات المؤدية إلى وادي حامول وخراج الناقورة والجبين. تلال اللبونة قبالة مستوطنة شلومي
يرى الجيش الإسرائيلي أن تلال اللبونة، التي كانت توجد فيها مواقع للجيش اللبناني وكذلك لحزب الله، من أهم المواقع الإستراتيجية داخل الأراضي اللبنانية، وذلك بسبب إشرافها على مناطق واسعة في جنوب لبنان، وكذلك كونها تطل على الكثير من المستوطنات في الجليل الغربي راس الناقورة مرورا إلى شلومي وصولا إلى نهاريا.
جبل بلاط قبالة مستوطنة "زرعيت".
يدور الحديث عن موقع "كركوم" سابقا في منطقة الحزام الأمني التي أقامها الجيش الإسرائيلي بالسابق في جنوب لبنان، ويهدف الجيش من تحديث هذا الموقع الموجود على قمة جبل بلاط الذي يعتبر من المرتفعات الإستراتيجية جنوب لبنان، السيطرة على طول المنطقة الحدودية بين مستوطنة شتولا بالوسط حتى مستوطنة زرعيت باتجاه الشمال.
ويقع جبل بلاط الذي يبعد مسافة 800 متر عن منطقة "الخط الأزرق"، بين بلدتي مروحين ورامية، في القطاع الغربي من الجنوب اللبناني، ويطل على مساحات واسعة من القطاع الأوسط للحدود اللبنانية حيث يطل ويكشف على العديد من المستوطنات في الجليل الأعلى.
جبل الدير المحاذي لمستوطنتي "أفيفيم" و"مالكيا"
يعتبر جبل الدير أو ما يعرف أيضا بجبل الباط أحد المرتفعات الإستراتيجية في جنوب لبنان كونه يطل ويكشف مناطق واسعة في عمق الجليل الأعلى، كما أنه يوجد خارج بلدة عيترون بالقطاع الأوسط من الجنوب لبنان.
وهو أحد المواقع الإستراتيجية في المنطقة الجنوبية من لبنان، حيث يوفر مدى رؤية واسع يشمل وادي السلوقي وبنت جبيل وعيتا الشعب، كما أنه يطل على مساحات واسعة ومناطق كبيرة من شمال إسرائيل، ويطل بالأساس على مستوطنات "أفيفيم" و"يفتاح" و"مالكيا".
تلة الدواوير قبالة كيبوتس مرغليوت
ويدور الحديث عما يعرف بمنطقة "نقطة الدواوير" وهي المرتفعات المطلة على كيبوتس مرغليوت، حيث يهدف الجيش الإسرائيلي -من خلال التمركز فوق هذه المنطقة- إلى التحكم والسيطرة على جبل المنارة والتلال المقابلة ومنع الاطلاع ورصد المستوطنات بالجانب الشرقي وتقييد البلدات الجنوبية في المنطقة. وتعتبر "الدواوير" التي تموضع الاحتلال الإسرائيلي فوقها، منطقة إستراتيجية وعالية في القطاع الشرقي من جنوب لبنان، وتقع على الطريق بين بلدتي مركبا وحولا، وتكشف أجزاء واسعة من الجليل الأعلى، وتطل تحديدا على مستوطنة "مرغليوت" منطقة وداي هونين باتجاه مدينة صفد.
تلة الحماميص- قرب مستوطنة المطلة
يعتبر تل الحماميص الذي توجد فيه قرية صغيرة جدا تعرف باسم سردا، وترتفع 500 متر عن سطح البحر، منطقة إستراتيجية تطل على جنوب منطقة سهل الخيام قضاء مرجعيون، ويهدف الجيش الإسرائيلي من التموضع بالمكان للسيطرة على مناطق سهل الخيام وكفركلا.
وتبقى الأهمية الإستراتيجية للتل من وجهة نظر جيش الاحتلال الإسرائيلي أن "الحماميص" تطل وتكشف مستوطنة المطلة، ومعسكرات الجيش الإسرائيلي في المنطقة. (الجزيرة نت)