أثار تنحي الرئيس الكوري الجنوبي عن منصبه تساؤلات حول مستقبل البلاد، وسط مخاوف من دخولها في حالة عدم استقرار سياسي واقتصادي قد تشابه أزمات دول أخرى، مثل سوريا، ومع أن الظروف التاريخية والسياسية تختلف بشكل كبير بين الدولتين، إلا أن هذه المقارنة تسلط الضوء على تحديات الفترات الانتقالية في الحكم.

بدء المرحلة الانتقالية

شهدت كوريا الجنوبية تنحي الرئيس الحالي بعد ضغوط سياسية واحتجاجات داخلية طالبت بالإصلاحات، أدى ذلك إلى تسلم القيادة المؤقتة لرئيس الوزراء هان داك سو، الذي تعهد بالحفاظ على استقرار البلاد خلال هذه المرحلة الحرجة.

ومع ذلك، يواجه النظام السياسي الكوري الجنوبي تحديات كبيرة، من بينها إعادة بناء الثقة بين الحكومة والشعب.

التوترات الإقليمية

تصاعدت التوترات مع كوريا الشمالية خلال الأشهر الماضية، ما يثير القلق من احتمالية حدوث تصعيد عسكري في ظل فراغ القيادة.

وتمثل كوريا الشمالية تهديدًا مستمرًا، حيث زادت من تجاربها الصاروخية مؤخرًا، مما يعقد المشهد الأمني ويضع القيادة الجديدة أمام اختبار حقيقي.

الدروس المستفادة من الأزمات الدولية

تُظهر الأزمات في سوريا ودول أخرى أن الفترات الانتقالية قد تؤدي إلى فوضى إذا لم تُدار بشكل صحيح. ومع ذلك، تتمتع كوريا الجنوبية بمؤسسات ديمقراطية قوية واقتصاد متماسك، وهو ما يميزها عن السيناريو السوري.

التحرك نحو الاستقرار

ركزت القيادة المؤقتة على تعزيز التعاون مع الحلفاء، وخاصة الولايات المتحدة، لضمان استقرار الأوضاع الأمنية والاقتصادية، كما أُطلقت مبادرات لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، بهدف تخفيف التوترات الاقتصادية وطمأنة المواطنين.

هل يتكرر السيناريو السوري؟

رغم القلق من تداعيات الفراغ السياسي، فإن كوريا الجنوبية تختلف عن سوريا في عدة نقاط محورية، إذ تمتلك كوريا الجنوبية نظامًا ديمقراطيًا قادرًا على احتواء الأزمات، وتحظى البلاد بدعم من حلفاء مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

كما يمثل الاقتصاد الكوري الجنوبي أحد أعمدة الاستقرار، مما يقلل من احتمالية انهياره.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الرئيس الكوري الجنوبي كوريا الشمالية كوريا الجنوبية کوریا الجنوبیة

إقرأ أيضاً:

البرلمان الكوري الجنوبي يعزل الرئيس يون سوك يول

سيول"أ.ف.ب": صوّت البرلمان في كوريا الجنوبية أمس على عزل الرئيس يون سوك يول، بعد محاولته الفاشلة لفرض الأحكام العرفية وعرقلة عمل المؤسسة التشريعية عبر اللجوء إلى الجيش في الثالث من ديسمبر.واحتشد عشرات آلاف المتظاهرين أمام الجمعية الوطنية أثناء إجراء عملية التصويت، وعبّروا عن فرحهم لدى إعلان رئيس البرلمان وو وون شيك نتيجة التصويت.

وصوّت 204 نواب لصالح مذكرة العزل بينما عارضها 85 نائبا، وامتنع ثلاثة نواب عن التصويت وأُبطلت ثماني بطاقات تصويت.

وينبغي أن يوافق البرلمان على مذكرة العزل بأغلبية 200 صوت من أصل 300. ونجحت المعارضة التي تضمّ 192 نائبا في إقناع 12 من أصل 108 من أعضاء حزب السلطة للشعب الذي ينتمي إليه يون، بالانضمام إليها.

وبذلك، عُلِّق عمل يون في انتظار قرار المحكمة الدستورية المصادقة على فصله في غضون 180 يوما. ومن المقرّر أن يتولّى رئيس الوزراء هان دوك سو مهام منصبه مؤقتا.

ودعا الاتحاد الأوروبي في بيان إلى "حل سريع ومنظّم للأزمة الحالية، وفقا للدستوري الكوري".

من جانبه، قال زعيم الحزب الديموقراطي (قوة المعارضة الرئيسية) في البرلمان بارك تشان داي بعد التصويت، إنّ "إجراءات العزل اليوم تمثّل انتصارا عظيما للشعب والديموقراطية".

وقبل التصويت، أكد بارك في كلمة أمام البرلمان، أنّ فرض الأحكام العرفية يشكّل "انتهاكا واضحا للدستور وخرقا خطيرا للقانون"، مضيفا أنّ "يون سوك يول هو العقل المدبّر لهذا التمرّد".

وأضاف "أحضّكم على التصويت لصالح العزل من أجل ترك درس تاريخي مفاده أنّ أولئك الذين يدمّرون النظام الدستوري سوف يُحاسبون"، معتبرا أنّ "يون سوك يول هو الخطر الأكبرعلى جمهورية كوريا".

في السابع من ديسمبر، فشلت محاولة أولى لعزل يون عندما غادر معظم نواب حزب السلطة للشعب الجلسة البرلمانية لمنع اكتمال النصاب القانوني.

وعند إعلان عزل يون، عبّر حوالى 200 ألف متظاهر كانوا محتشدين أمام الجمعية الوطنية عن فرحهم، ورقصوا على أنغام موسيقى البوب الكورية الصاخبة، كما احتضن واحدهم الآخر بينما كانوا يبكون، وفقا لمراسلي في المكان.وقالت تشوي جانغ ها (52 عاما) "أليس من المدهش أننا، الشعب، حقّقنا هذا معا؟".

في المقابل، تجمّع آلاف من مناصري يون في وسط سيول، حيث حُملت أعلام كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.وقال يون للتلفزيون إنّه "محبط للغاية"، مؤكدا أنّه "سيتنحّى جانبا لبعض الوقت". ودعا إلى إنهاء "سياسة الإفراط والمواجهة" لصالح "سياسة التروّي والتفكير".

وأمام المحكمة الدستورية ستة أشهر للمصادقة على قرار البرلمان أو نقضه. ومع تقاعد ثلاثة من قضاتها التسعة في أكتوبر من دون أن يتمّ استبدالهم بسبب الجمود السياسي، سيتعيّن على الستة المتبقّين اتخاذ قرارهم بالإجماع.وإذا تمّت الموافقة على العزل، ستجري انتخابات رئاسية مبكرة خلال فترة ستين يوما.

وتعهّد رئيس المحكمة مون هيونغ باي اتخاذ "إجراء سريع وعادل"، بينما دعا بقية القضاة إلى أول اجتماع صباح الإثنين.

ويون سوك يول (63 عاما) هو ثالث رئيس في تاريخ كوريا الجنوبية يقوم البرلمان بعزله، بعد بارك جون هيي في العام 2017 وروه مو هيون في العام 2004. غير أنّ المحكمة العليا نقضت إجراءات عزل روه موه هيون بعد شهرين على اتخاذ القرار بعزله من قبل البرلمان.

مقالات مشابهة

  • «في يده مصير الرئيس الكوري الجنوبي».. ماذا تعرف عن مهام المحكمة الدستورية الكورية؟
  • البرلمان الكوري الجنوبي يعزل الرئيس يون سوك يول
  • برلمان كوريا الجنوبية يوافق على محاكمة الرئيس يون بتهم فساد
  • الرئيس الكوري الجنوبي يؤكد أنه سيبذل كل ما في وسعه من أجل البلاد حتى اللحظة الأخيرة
  • جهاز الأمن الرئاسي الكوري الجنوبي يعين فريقا لحماية رئيس الوزراء القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية
  • برلمان كوريا الجنوبية يعزل الرئيس يون سوك يول
  • الجمعية الوطنية في كوريا الجنوبية تصوت لصالح مقترح عزل الرئيس
  • البرلمان الكوري الجنوبي يقرر عزل رئيس البلاد
  • البرلمان الكوري الجنوبي يبدأ الجلسة الثانية للتصويت على عزل "يون"