15 ديسمبر، 2024

بغداد/المسلة: (رويترز) – قال مسؤولان إيرانيان لرويترز إن الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد اشتكى لوزير الخارجية الإيراني في الأيام الأخيرة التي سبقت الإطاحة به من أن تركيا تدعم بقوة قوات المعارضة في هجومها للإطاحة به.

وانتهت خمسة عقود من حكم عائلة الأسد يوم الأحد عندما فر الرئيس إلى موسكو، حيث منحته الحكومة اللجوء.

دعمت إيران الأسد في الحرب الأهلية الطويلة في سوريا، ويُنظر للإطاحة به على نطاق واسع باعتبارها ضربة كبيرة “لمحور المقاومة” بقيادة إيران، وهو تحالف سياسي وعسكري يعارض النفوذ الإسرائيلي والأمريكي في الشرق الأوسط.

ومع استيلاء مقاتلين من هيئة تحرير الشام، التي كانت متحالفة مع تنظيم القاعدة في السابق، على المدن الكبرى وتقدمهم نحو العاصمة، التقى الأسد بوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في دمشق في الثاني من ديسمبر كانون الأول.

ووفقا لمسؤول إيراني كبير، عبر الأسد خلال الاجتماع عن غضبه مما قال إنها جهود مكثفة من جانب تركيا لإزاحته.

وقال المسؤول إن عراقجي أكد للأسد استمرار دعم إيران ووعد بإثارة القضية مع أنقرة.

وفي اليوم التالي، التقى عراقجي بوزير الخارجية التركي هاكان فيدان للتعبير عن مخاوف طهران البالغة بشأن دعم أنقرة لتقدم المعارضة.

وقال مسؤول إيراني ثان “التوتر خيم على الاجتماع. عبرت إيران عن استيائها من انحياز تركيا للأجندات الأمريكية والإسرائيلية ونقلت مخاوف الأسد”، وذلك في إشارة إلى دعم أنقرة للمعارضة السورية وتعاونها مع المصالح الغربية والإسرائيلية في استهداف حلفاء إيران في المنطقة.

وقال المسؤول إن فيدان ألقى باللوم على الأسد في الأزمة، مؤكدا أن عدم انخراطه في محادثات سلام حقيقية وسنوات حكمه القمعي هي الأسباب الجذرية للصراع.

وقال مصدر في وزارة الخارجية التركية مطلع على محادثات الوزير إن هذه ليست التصريحات الدقيقة التي أدلى بها فيدان، وأضاف أن عراقجي لم يحمل أو ​​ينقل أي رسائل من الأسد إلى أنقرة، لكنه لم يقدم تفاصيل.

وقال فيدان للصحفيين في الدوحة يوم الأحد إن نظام الأسد كان لديه “وقت ثمين” لمعالجة المشاكل القائمة في سوريا، لكنه لم يفعل، وسمح بدلا من ذلك “بالتفكك البطيء وانهيار النظام”.

وقال قائد الثورة الاسلامية آية الله علي خامنئي يوم الأربعاء إن الإطاحة بالأسد كانت نتيجة لخطة من الولايات المتحدة وإسرائيل.

وأضاف أن إحدى دول جوار سوريا كان لها دور أيضا. ولم يذكر بلدا بالاسم لكن بدا أنه يشير إلى تركيا.

وكانت تركيا داعما رئيسيا لجماعات المعارضة التي سعت إلى الإطاحة بالأسد منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2011.

وتسيطر تركيا، عضو حلف شمال الأطلسي، على مساحات من الأراضي في شمال سوريا بعد عدة توغلات عبر الحدود استهدفت وحدات حماية الشعب الكردية السورية.

ويحرم سقوط الأسد إيران وحليفتها جماعة حزب الله اللبنانية من حليف مهم. فقد سمحت علاقات طهران بدمشق بأن تبسط إيران نفوذها عبر ممر بري، يمتد من حدودها الغربية عبر العراق وصولا إلى لبنان، لنقل إمدادات الأسلحة إلى حزب الله.

وأنفقت إيران مليارات الدولارات لدعم الأسد خلال الحرب ونشرت الحرس الثوري في سوريا لإبقاء حليفها في السلطة.

كما لعب حزب الله دورا كبيرا، إذ أرسل مقاتلين لدعم الأسد لكنه اضطر إلى إعادتهم إلى لبنان خلال العام الماضي لخوض القتال العنيف مع إسرائيل، وهي إعادة انتشار أضعفت قوات الجيش السوري.

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة.. عراقجي: نسعى إلى فهم أولى مع الجانب الأمريكي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بدأت إيران والولايات المتحدة يوم السبت مفاوضات حاسمة بهدف الوصول إلى اتفاق نووي جديد، وسط تهديدات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشن ضربات عسكرية إذا فشلت المفاوضات، وتحذيرات من إيران بأن أي هجوم على أراضيها سيجر الولايات المتحدة إلى صراع أوسع في منطقة الشرق الأوسط.

المفاوضات في عمان.. الحوار غير المباشر

المفاوضات التي تُعقد في سلطنة عمان قد تكون أول محادثات مباشرة بين المسؤولين الإيرانيين والأمريكيين منذ عشر سنوات، على الرغم من أن إيران تصر على أن المفاوضات ستكون غير مباشرة، حيث يتوسط وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي بين الطرفين. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي إن المحادثات غير المباشرة بدأت بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، مشيراً إلى أن الطرفين سيجلسان في غرف منفصلة ويتبادلان الآراء من خلال الوسيط العماني.

 

إيران تسعى إلى "فهم أولي" مع واشنطن

قال عباس عراقجي لدى وصوله إلى العاصمة العمانية مسقط إنه من المبكر الحديث عن جدول زمني للمحادثات، مشيراً إلى أن ذلك يعتمد على “الإرادة الكافية من الجانبين”، وأضاف أن إيران تسعى إلى "فهم أولي" مع الولايات المتحدة يمكن أن يؤدي إلى عملية تفاوضية.

 

ترامب يهدد بالضربات العسكرية

جاءت المفاوضات في وقت حساس، حيث أعطى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران مهلة لمدة شهرين لقبول اتفاق يؤدي إلى تقليص برنامجها النووي أو القضاء عليه تماماً. 

وقال ترامب في تصريحات له على متن الطائرة الرئاسية إن "إيران لا يمكنها امتلاك سلاح نووي" وإنه يريد أن تكون إيران دولة عظيمة، ولكن بدون برنامج نووي.

ترامب لم يستبعد احتمال توجيه ضربات عسكرية ضد إيران إذا فشلت المفاوضات، مشيراً إلى أن إسرائيل ستكون في مقدمة الدول التي تقود أي هجوم محتمل.

 

تهديدات و"خطوط حمراء" إيرانية

إيران، من جانبها، أكدت مراراً رفضها التفاوض تحت الضغط، حيث حددت "خطوطها الحمراء" في المحادثات، بما في ذلك "اللغة التهديدية" و"المطالب المفرطة" بشأن برنامجها النووي وصناعتها الدفاعية، التي تشير إلى برنامجها الصاروخي الباليستي الذي يعد تهديداً بالنسبة لحلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

 

المفاوضات ليست مجرد اتفاق نووي

وتعتبر الإدارة الأمريكية أن المفاوضات ليست فقط بشأن البرنامج النووي الإيراني، بل أيضاً على نطاق واسع يشمل برنامج إيران الصاروخي ودعمها للمجموعات المسلحة في المنطقة. 

حيث أكد مسؤولون في الإدارة الأمريكية أن الهدف هو إيجاد اتفاق أقوى من الاتفاق النووي الذي أبرمته إدارة الرئيس باراك أوباما عام 2015.

 

القلق الإسرائيلي وتداعيات فشل المفاوضات

المفاوضات تجري في ظل تصاعد القلق الإسرائيلي بشأن فشل المحادثات النووية. بينما يدعم مسؤولون في الإدارة الأمريكية الإجراءات العسكرية الإسرائيلية ضد إيران، كانت تصريحات ترامب هذه المرة مفاجئة لبعض المسؤولين الإسرائيليين، حيث عبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن قلقه من تأخر المفاوضات، مشيراً إلى أنه قد يتخذ قراراً بشن هجوم ضد إيران إذا طال أمد المفاوضات.

 

إمكانية التوصل إلى اتفاق

يعتقد بعض الخبراء أن المفاوضات في هذا السياق قد تكون مجرد بداية لاستكشاف مدى إمكانية التوصل إلى اتفاق. 

وقال مسؤول أمريكي سابق إن "السبت على أفضل تقدير سيكون مجرد تمهيد للطاولة، لتحديد ما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق"، مشيراً إلى أن التفاصيل الحساسة المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني ستظل غير واضحة في هذه المرحلة الأولى.

تهديدات الحرب وتداعياتها على المنطقة

من جانب آخر، حذر عراقجي في مقال نُشر هذا الأسبوع من أن أي حرب على إيران ستجر الولايات المتحدة والمنطقة إلى صراع مكلف، قد يمتد عبر المنطقة بأسرها، مؤكداً أن هذا النوع من الحرب سيكون بعيداً عن ما يريده ترامب، الذي دخل البيت الأبيض تحت شعار معارضة الحروب الخارجية.

مقالات مشابهة

  • سوريا ولبنان.. من الجوار الصعب إلى التعاون
  • ترامب: أتوقع اتخاذ قرار بشأن إيران سريعا جدا
  • اليوم.. رئيس الوزراء اللبناني يزور سوريا
  • عبدالله بن زايد يبحث مع عراقجي مستجدات المحادثات بين إيران وأمريكا
  • سوريا تحارب آخر شبكات التهريب المرتبطة بإيران وحزب الله
  • أردوغان يزور سوريا لأول مرة منذ سقوط الأسد
  • سوريا تتحرك لقطع آخر شبكات تهريب إيران
  • المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة.. عراقجي: نسعى إلى فهم أولى مع الجانب الأمريكي
  • عراقجي في عُمان قبيْل مباحثات غير مباشرة بين طهران وواشنطن حول برنامج إيران النووي
  • إيران تمنع بث صور تجمع بين عراقجي ومبعوث ترامب