الثورة نت:
2025-05-01@21:59:56 GMT

رياح القلع؟

تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT

رياح القلع؟

 

ما الذي يرسمه هذا التحول الذي تشهده سوريا؟ وإلى أي حد سيأخذ هذا البلد العربي الأصيل ملامح الدول «التابعة» بعد أن كان طرفا عصيا على التطويع والسير في ركب دول الكيان؟.
التقسيمات قائمه وتقطيع الأوصال جار تعميقه بمنهجية ميسرة ومشاهدة عربية وإسلامية، وعشرات المكونات اليوم داخل سوريا تحاول رسم تفاصيل الواقع الجديد والتبشير بمسارات جديدة للمشهد مع خفض الجناح ولين القول بعد عقود من الرفض والمقاومة.


الشرق الجديد يتشكل لكيان بلا حدود، يستبيح فيه المحيط القريب، وينفخ أوساخه على كل المنطقة، مظلته أمريكا والغرب، وسنده الحامي الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ومؤشر نجاحه، جمهوره المشجع، حفنة الحداثيين الموالين الذين لا يرون في جرائمه ما يخدش شعاراتهم المستوردة، ولا يتسع جدالهم وانتصارهم للسلام بالمفهوم الأمريكي والإسرائيلي لدماء وصرخات أطفال ونساء فلسطين المستباحة.
توغّل الكيان وأعلن «دمرنا 70%، 80% من القدرات العسكرية ومئات الأهداف الاستراتيجية السورية»، مقدرات عقود من الزمان في سوريا نسفها الكيان الإسرائيلي في أيام، وتهدم جزء أصيل من جدار المقاومة، ولا صوت للفاتحين الجدد، ولا اعتراض لإخوة الدين وشركاء التاريخ والجغرافيا، ولا إدانة لمراقبيّ المنتهكين للقوانين والمبادئ الدولية، إلا من صوت خجول، وفقاعة أسمتها الأمم المتحدة بيان، حذرت فيه الكيان، من تجاوز مظامين اتفاقية فض الاشتباك (1974).
يثير الصمت الذي رافق العدوان الإسرائيلي على سوريا عاصفة من علامات الاستفهام المعَقَّدة، إذ ظهر في المشهد وكان العدو الصهيوني جزءاً من معركة «فتح» للدولة السورية، وعكست تصريحات قادة الكيان وضعية مريحة لتطلعاته.
كما كشف الدخول السريع لإسرائيل في المشهد السوري فداحة ما صارت إليه الأمة، وأكد حقيقة عميقة بأن لا رغبة لإنهاء حالة الارتهان لبريق الغرب، ولا استعداد لحلحلة قيود الخوف أو مغادرة مساحة الخنوع والاستسلام لرغبات الوكيل الإسرائيلي لدول الغطرسة في المنطقة خوفا وطمعا. يحدث هذا رغم علم أنظمتنا الموقرة بأن هذا التدخل الأمريكي الصهيوني أنما هو جزء أصيل من مخطط إعادة صياغة الشرق بما يتوافق والمتغيرات والتحديات العالمية، وتمكين العدو من صدارة المنطقة وتوسيع كيانه، لذلك فالقادم من المؤكد أنه سيكون أكثر خزيا وفظاعة.
أنظمة بائسة تبيع حاضر شعوبها ومستقبلها بثمن بخس مقداره بقاء هذه الأنظمة على كراسي السلطة، والمحصلة مخزية، لا أكثر من سنوات وعقود من الضعف والتهاون وتقليد النعامة في إخباء رأسها من نور الحقائق وشواهد المخاطر تنتهي اليوم إلى مثل هذا الوضع المزري فتجعل الكيان يتجرأ ليعلن بلا خجل انه وبمئات الغارات قد دمر قدرات بلد عربي جديد إضافة إلى دول أخرى، كان من بينها اليمن الذي دمرت المؤامرات قدراته قبل الشروع في تحالف دولي للعدوان والسعي لتدمير ما تبقى.
قبل يومين، وزير خارجية واشنطن يزور دولا في المنطقة، والتحركات الأمريكية في أوجّها للانتهاء من باقي تفاصيل اليوم التالي لهذه الأوضاع المتفجّرة في المنطة، العيون تترقب، وما لم يتم تدارك ما بقي من نخوة وعزة، ورفض لاستراتيجية الاستضعاف التي تمارس ضد الدول العربية والإسلامية عموما، فان امتنا ستتحول رعايا في دولة خلافة على الطريقة الأمريكية الصهيونية.
الصمت في هذا الاختبار لا شك بأنه ستكون له تداعيات كبيرة، خصوصا وأنه فعل معلن ويأتي في سياق تهديد ليس خافياً على أحد وسيطال الجميع، وهو ما يفترض أن يرفع من وتيرة الرفض ويدعو لموقف حازم، يضع نهاية لهذه البلطجة وللضوء الأخضر الممنوح للكيان ليمارس على أساسه ما يشاء، عدا ذلك فلن يدرك أحد من أين ستأتيه رياح القلع.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

القصة الكاملة للمقاتل السوري مجدي نعمة الذي بدأت محاكمته اليوم بباريس

بدأت اليوم الثلاثاء في باريس محاكمة السوري مجدي نعمة المقاتل السابق في صفوف "جيش الإسلام" حيث يواجه تهمة التواطؤ في ارتكاب جرائم حرب بين عامي 2013 و2016 في ضواحي دمشق.

ويدحض نعمة البالغ من العمر 36 عاما التهم الموجّهة إليه، مشدّدا على "الدور المحدود" الذي اضطلع به في إطار هذه الجماعة التي حاربت النظام السوري وكانت تدعو إلى تطبيق للشريعة الإسلامية.

وُضع نعمة في الحبس الاحتياطي منذ يناير/كانون الثاني 2020، ويواجه احتمال الحكم عليه بالسجن 20 عاما.

وإلى جانب تهمة التواطؤ في ارتكاب جرائم حرب والمساعدة في التخطيط لها، يشتبه في أن المقاتل السوري ساعد على تجنيد أطفال أو فتيان في صفوف "أشبال الإسلام" وتدريبهم على العمل المسلح.

وقد رفض رئيس محكمة الجنايات جان-مارك لافيرن أن يتكلم المتهم بالإنجليزية، طالبا أن يستخدم لغته الأم العربية.

وقد تجاهل مجدي نعمة هذه التوجيهات. وعندما طُلب منه التعريف عن نفسه، ردّ بالإنجليزية. وقال "لا أدلة إطلاقا على الأفعال المنسوبة لي"، مؤكّدا أن هذه القضية "سياسية بحتة".

الانشقاق والغوطة وتركيا

وهذه ثاني محاكمة تقام في فرنسا على خلفية جرائم مرتكبة في سوريا، بعد محاكمة أولى جرت في مايو/أيار 2024 في غياب المتّهمين وهم مسؤولون رفيعو المستوى في النظام السوري أدينوا بتهمة ضلوعهم في الاختفاء القسري لفرنسيَّيْن من أصل سوري ومقتلهما.

إعلان

أما مجدي نعمة، فقد انشقّ عن الجيش السوري في نوفمبر/تشرين الثاني 2012 لينضم إلى زهران علوش مؤسس وقائد "لواء الإسلام" الذي أصبح "جيش الإسلام" عام 2013.

وسيطرت هذه الجماعة على الغوطة الشرقية شمال شرق دمشق في عام 2011 "ويشتبه في ارتكابها جرائم حرب خصوصا في حقّ المدنيين".

وكان المتهم القريب من زعيم الجماعة اتخذ من إسلام علوش اسما حركيا. وأكد للمحققين أنه غادر الغوطة الشرقية نهاية مايو/أيار 2013 إلى تركيا حيث كان المتحدث باسم "جيش الإسلام"، مما يثبت أنه لم يكن بإمكانه ارتكاب الجرائم المنسوبة إليه. ويزعم أنه ترك الجماعة عام 2016.

وفي نوفمبر/تشرين 2019 وصل إلى فرنسا كطالب لمتابعة دراسته في معهد أبحاث العالم العربي والإسلامي بجامعة إيكس مارسيليا (جنوب شرق).

وأوقِف مجدي نعمة في يناير/كانون الثاني 2020 بعد بضعة أشهر من تقديم شكوى في فرنسا ضدّ "جيش الإسلام"، ووجَّه إليه قاض تهمة التواطؤ في ارتكاب جرائم حرب والتخطيط لها.

اختفاء قسري

وأحيل لاحقا على محكمة الجنايات بتهمة التواطؤ في حالات الاختفاء القسري. واتهم كعضو في "جيش الإسلام" بخطف 4 نشطاء في مجال حقوق الإنسان بينهم المحامية والصحفية السورية رزان زيتونة. ولم يعثر على هؤلاء إلى اليوم.

لكن محكمة استئناف باريس ألغت هذه الملاحقات في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 لأسباب إجرائية، رغم أنها أكدت في حكمها أنه "يجب اعتبار جيش الإسلام مسؤولا عن اختفاء" الناشطين الأربعة. ثم ثبّتت محكمة التمييز، أعلى محكمة في النظام القضائي الفرنسي، هذا الحكم.

وكان فريق الدفاع عن مجدي نعمة قد طعن خلال التحقيق في مبدأ الولاية القضائية العالمية للقضاء الفرنسي الذي يسمح له بمحاكمة أجنبي بتهمة ارتكاب جرائم ضدّ الإنسانية أو جرائم حرب في الخارج ضدّ أجانب، لكن محكمة التمييز ردت الطعن.

وقبل انطلاق المحاكمة، أشار وكيلا الدفاع عن نعمة إلى أن سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024 يفتح آفاقا جديدة ويثير "مسألة شرعية" هذه المحاكمة.

إعلان

وبالنسبة إلى مارك بايي، المحامي المكلّف بالدفاع عن عدّة أطراف مدنية في هذه القضية، فيعتبر أنه "في الوضع الحالي من المستحيل إجراء محاكمة على خلفية هذه الجرائم في سوريا".

ومن المتوقع أن يصدر الحكم في 27 مايو/أيار المقبل.

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع الإسرائيلي يهدد الشرع دعمًا لدروز سوريا
  • أمطار غزيرة.. رياح قوية ورعود على 19 ولاية اليوم!
  • أردوغان: لن نسمح بفرض أمر واقع يهدد استقرار سوريا
  • الجيش الإسرائيلي: إجلاء 3 مواطنين سوريين دروز لتلقي العلاج الطبي داخل إسرائيل بعد إصابتهم في سوريا
  • لليوم الثالث: “العدل الدولية تعقد جلساتها لمساءلة الكيان الإسرائيلي بشأن التزاماته تجاه المنظمات الأممية في فلسطين
  • رياح قوية وأمطار غزيرة على 14 ولاية اليوم
  • سوريا.. ملاحقة المتورطين في أحداث جرمانا
  • القصة الكاملة للمقاتل السوري مجدي نعمة الذي بدأت محاكمته اليوم بباريس
  • العفو الدولية: الكيان الإسرائيلي يرتكب جريمة إبادة جماعية على الهواء مباشرة في قطاع غزة
  • المشهد اليمني الذي يشبهُ غزة