وإن بدت التطورات والأحداث المتسارعة في هذه اللحظة التاريخية الفارقة في سوريا أو غيرها، صعبة وشديدة على المجاهدين الذائدين عن فلسطين ومظلومية هذه الأمة وعلى شرفاء المحور الجهادي المقاوم (محور القدس) عموما.. إلا أنها الظُّلمة المطبقة التي تسبق انبلاج الفجر، وهي إرهاصات ساعة الحسم الكبرى التي تحمل مفاجآت صاعقة للعدو الأمريكي الصهيوني الأطلسي وأدواته من أنظمة الخيانة و”التطبيع” وجماعات التكفير وذبح شعوبنا المظلومة لصالح مشغلها الشيطان الأكبر.
إنها سنن الله ووعده الذي لا يُخلف، وكلُّ من له عروة وثقى واعتصام وإيمان أصيل قوي بالله وتوكل حقيقي قرآني محمدي عليه، لا يمكن أن تتسلل إلى قلبه ذرة شك في ذلك، وهؤلاء لا يمكن أن تخلو منهم ساحة الصراع مع العدو اللدود وجبهته الدولية الصهيونية والإقليمية النفاقية العريضة الذين تعصف بهم نشوة “الانتصارات” غير الطبيعية التي أحرزوها بالغدر والخيانات وشراء الولاءات والمواقف المعروضة في ساحة التسوق السياسي الدولي، والتي لن تدوم طويلا.
أحرار الأمة ومؤمنوها المجاهدون الصادقون الصابرون الصامدون المرابطون بثبات ويقين لاتهزهم أعتى الزلازل والمحن.. هؤلاء يدركون جيدا أن المعركة لم تنته وأن أطوارها الأهم والأعظم هي القادمة الحاسمة القاصمة للعدو الأكبر وكلِّ فلول أدواته وجماعاته وعصاباته والمنخرطين في حلفه الشيطاني الإجرامي المتربص شرا ليس فحسب بأمتنا وشعوبها بل بالبشرية قاطبة.
هؤلاء المؤمنون الميامين في اليمن وفلسطين ولبنان والعراق وإيران لا يرون في أمريكا-بمنظورهم الإيماني الرباني القرآني الواضح والدقيق- سوى “قشة”، حسب وصف الشهيد القائد المؤسس السيد حسين بدر الدين الحوثي(ر)، ولا وجود لصورتها الفرعونية التي تُظهرها بأنها “على كل شيء قدير”! سوى في أذهان من ابتُليت بهم بشرية اليوم ، كشأن أسلافهم في العصور الغابرة الذين نطالع مضارب أمثالهم في القرآن الكريم، من عبدة الأوثان المادية والبشرية ومواطئ قوى الطغيان والطاغوت والإجرام.
إن لشعوب أمتنا وكل أحرار الإنسانية خيرَ مثال في الشعب اليمني المسلم العزيز، شعبا وجيشا وقيادة، خيرَ مثال ملهم لما نتحدث عنه وأوضحَ نموذج لمن صدقوا ما عاهدوا الله عليه وما بدَّلوا تبديلا، ولم ترهبهم أمريكا وكلُّ مؤامراتها وأشكالِ عدوانها وإيذائها، بل لم تهتز لهم شعرة بفعل ما تُرعد به وتُزبد آلةُ دعايتها وتهديدها ووعيدها وممارساتها البلطجية والإجرامية.. وعلى النقيض من ذلك أذاقوها ويذيقونها الويل ويذلونها ويمرغون أنفها في الوحل بعملياتهم المتوالية والمتنامية ضد قطعها العسكرية وحاملات طائراتها في البحر، كما هو شأن سائر العمليات الأخرى التي لا تتوقف وضرباتِها للعدو الثلاثي الأمريكي البريطاني الصهيوني تحت الحزام بحرا وجوا ..وبالقوة نفسها والإيلام ذاته تتواصل الضربات لرأس حربة العدوان الإجرامي الصهيوني في فلسطين المحتلة؛ وشواهدُ ذلك تتراكم بوطأتها الشديدة المتعالية في كل مفاصل هذا العدو وقواعده وأعصابه ومرافقه الحساسة وقوائم قوَّته الاستراتيجية الغاشمة في يافا وأسدود وعسقلان وأم الرشراش والنقب وفي سائر جنبات الكيان اللقيط المؤقت في أرضنا المحتلة فلسطين
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
استشهاد قيادي في حركة حماس بغارة للعدو الإسرائيلي جنوب لبنان
يمانيون../ أفادت مصادر إعلامية لبنانية باستشهاد القيادي في حركة حماس في لبنان، محمد شاهين، إثر عملية اغتيال نفذها العدو الإسرائيلي باستهداف مركبته في مدينة صيدا جنوب لبنان.
وقد استهدفت طائرات إسرائيلية السيارة التي كان يستقلها شاهين عند الكورنيش البحري، على بعد أمتار من حاجز للجيش اللبناني.
وعلى الفور، قام الجيش اللبناني بوضع طوق أمني حول المكان، وتم السماح للصحفيين بتصوير السيارة المستهدفة بعد فترة قصيرة. وأدى الحادث إلى حدوث زحمة سير خانقة بسبب الطوق الأمني وإغلاق الطرق المؤدية إلى المكان.
ويُعد هذا الاعتداء هو الثاني منذ وقف إطلاق النار في 23 من نوفمبر الماضي، بعد استهداف سيارة مدنية في منطقة إقليم التفاح على طريق جرجوع.
ويتزامن هذا العدوان الإسرائيلي على صيدا، مع تصعيد عسكري إسرائيلي في بلدات الحدودية جنوب لبنان اليوم الاثنين، حيث توغل الجيش الإسرائيلي في بلدة كفرشوبا وجرف أراض زراعية فيها، كما فجر وأحرق عدد من المنازل في يارون، فيما ألقت مسيرة إسرائيلية قنبلة على أهالي كفرشوبا دون تسجيل إصابات.