شهادات تكشف فصولاً التعذيب: السجون والمعتقلات السرية.. جحيم شاهد على فظاعة المحتل وبشاعة جرائمه
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
أكثر من 45 سجناً ومعتقلاً سرياً شيدتها دولتا الاحتلال السعودية والإمارات في المحافظات المحتلة روايات مرعبة يرويها سجناء ناجون من تلك المعتقلات تكشف بشاعة ما عايشوه من معاناة وإذلال طيلة فترة اعتقالهم
تتعدد الجرائم والانتهاكات التي يمارسها الاحتلال السعودي الإماراتي ومرتزقته ضد المواطنين في المحافظات المحتلة وتزداد حدتها يوما بعد يوم، إلا أن ما كشفته الأيام من خفايا الإجرام والوحشية التي ترتكبها المليشيات الممولة من الإمارات في اقبية السجون المخفية، يعد من أبشع الشواهد على فظاعة المحتل وأدواته الإجرامية بحق المدنيين والأبرياء في عدن والمحافظات المحتلة.
قضايا وناس / مصطفى المنتصر
أكثر من 45 سجناً ومعتقلاً سرياً شيدتها الإمارات في المحافظات المحتلة وجعلت منها قبورا بلا شواهد لآلاف الأبرياء والمعارضين الذين نجوا بصورة أو بأخرى من جرائم الاغتيالات، لينتهي بهم المطاف في سجون مظلمة ومصائد قاتلة، تمنوا حينها لو كانت رصاصة الموت أقرب إليهم من جحيم المعاناة التي عاشوها خلف تلك السجون سيئة الصيت والسمعة .
وبحسب منظمات حقوقية ودولية فإن تلك السجون التي أنشأتها الإمارات والسعودية في المحافظات اليمنية المحتلة منافية لكل القوانين والأعراف والمواثيق الدولية والإنسانية كونها أنشئت خارج إطار سلطة الدولة وبطريقة مخالفة .
وهو ما أكدته منظمتا” هيومن رايتس ووتش” و”العفو الدولية” أن الإمارات تدير شبكة من السجون السرية في مناطق متعددة بجنوب اليمن، يُحتجز فيها مئات المعتقلين دون محاكمات عادلة، في ظل اتهامات متكررة بتعرض السجناء والمعتقلين للتعذيب الجسدي والنفسي، مما يثير تساؤلات عن مدى قانونية وجودها.
التقارير كشفت عن أساليب قاسية للتعذيب وشهادات مروعة في سجون الاحتلال السعودي الإماراتي منها الصعق الكهربائي، والضرب المبرح، والحرمان من النوم والطعام، وذكر شهود ناجون أن بعض المعتقلين تعرضوا للإذلال الجنسي، مما يجعل الانتهاكات مشابهة لتلك التي وثقت في سجون أبوغريب في العراق وغيرها من السجون الأمريكية الوحشية.
وتدير ميليشيات الاحتلال المختلفة والى جانبها مجموعة من الضباط الأجانب تلك السجون والمعتقلات بدعم وتمويل سعودي إماراتي، من أجل مجابهة واستهداف الأصوات المناهضة للتواجد الأجنبي في المحافظات اليمنية المحتلة وترهيب المعارضين والناشطين والإعلاميين والسياسيين المنددين بجرائم المحتل وأدواته، حتى يتسنى للمحتل مواصلة العبث والتدمير والنهب بحرية وانتهاك حقوق اليمنيين بمختلف الأساليب الوحشية والإجرامية.
وتتوزع تلك السجون على امتداد المحافظات المحتلة ومنها ما كشفته مصادر حقوقية مطلعة عن عدد السجون في محافظة عدن والتي بلغ عددها أكثر من 15 سجناً ومعتقلاً أبرزها سجن قاعة وضاح ويقع في التواهي -جولد مور بجانب مبنى الانتقالي ويديره سامر الجندب بتكليف من يسران المقطري، وسجن قوات العاصفة ويقع في التواهي، فتح في مقر قوات العاصفة ويديره المدعو أوسان العنشلي وسجن بيت شلال ويقع أيضاً في التواهي -جولدمور بداخل منزل شلال، وسجن معسكر طارق يقع في خور مكسر بجانب إدارة البحث والمرور، سجن معسكر جبل حديد ويقع في الطريق الواصل بين المعلا وخور مكسر بجانب مطعم الحمراء”.
3500 سجين ومعتقل
وقدرت مصادر حقوقية مطلعة أن عدد المعتقلين في سجون ومعتقلات المحتل الإماراتي السعودي في المحافظات المحتلة تجاوز 3500 سجين ومعتقل ومخفي قسرا، ناهيك عن عمليات الاغتيالات التي تعرض لها ناشطون وسياسيون في المحافظات المحتلة حيث بلغت عمليات الاغتيالات أكثر من 220 حادثة اغتيال منذ العام 2015م.
وعلى الرغم من انكشاف العديد من الجرائم والانتهاكات وجرائم الاغتيالات التي يقوم بها المحتل وأدواته والانتقادات الدولية والحقوقية لحجم الوحشية التي يتعرض لها السجناء في سجون الاحتلال السعودي الإماراتي، إلا أن المحتل لم يغلق أياً من تلك السجون ولايزال حتى الأمس القريب يفتتح المزيد من السجون والمشاريع الإجرامية التي حولت حياة الأبرياء والمدنيين إلى جحيم مرعب ومعاناة لا تنتهي .
نقل سجناء بطائرات أمريكية
ويكشف بعض السجناء الناجين من جحيم المعاناة في تلك السجون المظلمة عن مستوى الإذلال والترهيب التي عاشوها طيلة فترة الاعتقال وما تعرضوا له من ضغوطات نفسية وأساليب قمعية مرعبة، على أيدي سجانين أمريكيين وكولمبيين وإماراتيين أداروا عملية التحقيق والتعذيب خلال فترة الاعتقال وطريقة نقل السجناء من معتقل إلى آخر بصورة تكشف حقيقة الوضع المزري الذي يعيشه المواطنين والسجناء في ظل استمرار الاحتلال السعودي الإماراتي في انتهاك السيادة اليمنية ونهب مقدرات الوطن وترهيب وقتل أبنائه.
ويروي أحد الناجين من سجن الإمارات في عدن ويدعى ( ع.ن.ص) عن الحياة المخفية والجحيم المنسي الذي يكابده الآلاف من الأبرياء في سجون مليشيات الاحتلال بقوله: في البداية كنت في معتقل الإماراتيين أو ما يُعرف بسجن التحالف السري، الواقع على طريق خط البريقة بعدن ، حيث كان هناك مجموعة مكونة من 45 سجيناً مكبلين بالقيود والأغلال إلى جانبهم ومن خلفهم مجموعة من القتلة والمجرمين يفتقرون لأبسط معاني الإنسانية بل هم أشبه بالحيوانات والذين كانوا يتعاملون مع السجناء بأحقر التعامل اللا إنساني والأساليب الإجرامية والوحشية المميته.
وكشف المعتقل الناجي من السجون السرية الإماراتية، طريقة نقل المعتقلين سراً بالطائرات المروحية الإماراتية والتي تمت من سجن التحالف في عدن إلى سجن الريان بالمكلا عبر عدد من الطائرات نوع “شينوك” وهي مروحية عسكرية أمريكية من تصميم شركة “بويونغ” وقد استخدمتها الإمارات لنقل المعتقلين اليمنيين بين مختلف السجون والمعتقلات التابعة لها.
وبحسب رواية السجين ذاته، فقد قام السجانون والقائمون على تلك السجون ومعهم مجموعة من الأمريكيين الكولومبيين والإماراتيين بإخراج أكثر من ثلاثين سجيناً بعد منتصف إحدى ليالي عام 2018م بعدما تم إيهامهم خلال الأيام الماضية بأنه سيتم الإفراج عن عدد منهم ونقل عدد آخر إلى سجون افضل وارقى .
ويقول :” في تلك الليلة الحالكة أخرجونا من الزنازين وعيوننا معصوبة وأيدينا مقيدة، وكأننا مواش تقاد إلى المسلخ، ومن ثم وضعونا في قفص حديدي حتى اكتمل عدد السجناء المطلوبين، وبعدها تم اقتيادها واحداً بعد الآخر إلى عربات أشبه بالديانات بعد أن كان يسوقنا ويدفعنا إلى السيارات بشدة ويضع الإماراتي يده اليمنى فوق رقبة السجين ليجبره على الانحناء إلى الأرض، طالباً منه الإسراع ليتضح لهم من خلال تلك الأساليب والممارسات ان خبر الإفراج أو النقل لم يكن سوى كذبة ومقدمة لما هو أشد وأعظم من تلك الحالة المزرية التي كانوا عليها .
ويضيف : قام الإماراتيون بدفعنا إلى السيارات جنباً إلى جنب ولا ندري ما الذي يحصل وبعدها تحركت العربات التي كنا فيها مع السجانين مسافة قصيرة من مركز الاعتقال لتتوقف فجأة وعشنا جميع السجناء حالة من الرعب والقلق ونحن نسمع أصوات طائرات تحلق من فوقنا بعلو منخفض ليتم نقلنا عبرها من معتقلنا في عدن إلى سجن ومعتقل أكثر فظاعة في المكلا بحضرموت .
اختطاف وقتل وإخفاء جثة
وفي مشهد آخر لا يقل بشاعة عما رواه أحد الناجين من سجون الإمارات، وهي حالة أخرى كانت نهايتها الموت حين أقدم مجموعة من المسلحين الملثمين التابعين للانتقالي في شهر رمضان الموافق 18 مايو 2018م، من اختطاف المواطن ياسر قاسم الكلدي (28 عاما)، بعد مداهمة منزله، وأخذه من بين أولاده في منطقة الشعب بالبريقة.
وبحسب المصادر فإن المجموعة المسلحة التي اعتقلت الكلدي تتبع مليشيا ما يسمى جهاز مكافحة الإرهاب وهي أحد الألوية التابعة لمليشيات الانتقالي ويرأسها شلال شايع، ومن ثم نقلته إلى جهة معسكر الجلاء، ليقوموا بعد ذلك بإعدامه في سجن المعسكر السري، وإخفاء جثته عن أسرته حتى الآن.
ويوجد معسكر الجلاء في محافظة عدن وبداخله منطقتان على الأقل يحتجز فيهما المعتقلون، إحداهما مبنى من الصفيح والآخر يقع في قبوٍ تحت الأرض، بحسب منظمة “مواطنة” لحقوق الإنسان التي تحققت مما لا يقل عن 13 واقعة احتجاز تعسفي و17 واقعة تعذيب في هذا المعسكر.
نساء رهائن بدلا عن أبنائهن
ولم يقتصر الأمر في هذا الإجرام والوحشية على الرجال فقط، بل شمل النساء أيضا ومنهن من تعرضن للاغتصاب والانتهاكات والاعتداء الجنسي واللفظي بصورة بشعة وأساليب لم يشهدها اليمنيون قط على مر التاريخ .
وبحسب منظمات حقوقية وإنسانية، فقد أقدمت مليشيات الإمارات في شهر نوفمبر عام 2017م على اختطاف إحدى النساء وتدعى سيناء باشادي وهي امرأة تجاوز عمرها 50 عاماً وتم أخذها من منزلها في الحوطة بمحافظة لحج وأمضت أشهراً في سجون مليشيا الحزام الأمني التابع للإمارات كرهينة بدلاً عن ابنها “علي” وهو أحد المجندين في صفوف مليشيات التحالف، والذي قاموا بتصفيته لاحقاً في مدينة المخا الساحلية.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الاحتلال السعودی الإماراتی فی المحافظات المحتلة الإمارات فی تلک السجون من السجون مجموعة من أکثر من فی سجون فی عدن
إقرأ أيضاً:
من الرجل المندهش إلى صدام حسين.. أبرز الشائعات حول السجون السورية
منذ التطورات الأخيرة التي شهدتها سوريا وسقوط نظام الرئيس بشار الأسد، ظهرت العديد من الشائعات التي تتعلق بالسجون السورية، وأصبح الذكاء الاصطناعي (AI) جزءًا من الأحاديث عنها، وخاصة سجن «صيدنايا» في ريف دمشق، فمنذ بداية الأحداث، ظهرت صور ومقاطع تداولتها منصات التواصل الاجتماعي، تتحدث عن السجون السورية ومعاناة المعتقلين.
بعد سقوط النظام، تداول العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي صورة توثق لحظة إطلاق سراح سجين من سجن صيدنايا، ووصفت بأنها «مرعبة»، وزعم متداولها أنها تظهر شخصًا أُطلق سراحه من سجون تحت الأرض، حيث أُشيع أنه لم يكن قادرًا على التفاعل بشكل طبيعي مع البشر بسبب طول فترة سجنه، وقيل أيضًا إنه «مندهش من رؤية وجه بشري»، وكان يظهر عليه علامات الخوف والرعب.
الذكاء الاصطناعي في أحداث سوريالكن بالرجوع لأدوات البحث باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المختلفة، كشفت أن الصورة ليست في سجون سوريا، واتضح أنها مأخوذة من مقطع فيديو تم إنشائه بواسطة الذكاء الاصطناعي، وتم نشره على منصة «تيك توك» منذ أيام، ومرفق بوسم «AI».
شائعة كبرى.. صدام حسين في سجون سوريالم يكن هذا الشاب هو الوحيد فقط الذي أثير بسببه جدلًا واسعًا، فكان للرئيس العراقي الراحل صدام حسين نصيبًا أكبر، إذ تداول نشطاء صورة لصدام حسين مع تعليق «قوات المعارضة السورية تعثر على الرئيس العراقي صدام حسين حي يرزق في نفق داخل سجن صيدنايا بعد 19 عامًا من اختفائه».
لكن بالبحث، وجد أن الصورة ليست لـ«صدام» من الأساس، بل تعود للحظة اعتقال الرئيس الجورجي السابق ميخائيل ساكاشفيلي، بعد دخوله إلى البلاد في أكتوبر 2021، وأن الصورة تم تعديلها بالذكاء الاصطناعي.
بولس يازجي.. وموسى الصدرونفت بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، في بيان لها، الصور ما يتم تداوله لصورة شخص قيل إنه خرج من أحد السجون السورية، وأنها للمطران بولس يازجي، مطران أبرشية حلب للروم الأرثوذكس، المختفي منذ 11 عامًا.
وليس هذا فحسب، بل تداول أيضًا وجود الإمام الشيعي موسى الصدر، المختفي منذ سنوات عدة، في سجون سوريا، وهو ما نفته عائلته، وفقا لوسائل إعلام الإيرانية.