شـواطئ.. سفيرة النجوم فيروز وسوسيولوجيا الإبداع (4)
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يتابع الدكتور محمد الشيخ فى كتاب "فيروز.. وسوسيولوجيا الإبداع عند الرحبانية 1960 – 1980" والصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب بقوله: في العام 1969 تقدم مسرحية جبال الصوان التي فيها تم تركيب قصة مقاومة الاحتلال الإسرائيلي على الانتفاضات اللبنانية ضد الاحتلال والظلم الاجتماعي، حيث يتم التركيز على الانتفاض ضد الظلم، وتظهر نظرة لعوب تجاه مفهوم الغربة والاغتراب: فيروز اسمها غربة، وهى المنذورة لتحرير الشعب من الاحتلال الأجنبي.
بين ليل القرية الغارق في السواد والجهل، وبين ضوء القنديل الذي يحمل النور والأمل لأهل القرية، ويكشف مكامن النبل والنقاء فى نفس المجرم الفار من وجهة العدالة، فيعيد إليه شيئًا من الإحساس بالتزاماته الإنسانية. وكأنهم بذلك أرادوا القول بأن دور العلم والحضارة، وقناديل السهر في ليالي الألفة، هي التي تصنع المعنى الحقيقي للأمان والسلم الاجتماعيين. وتطهر المجرمين من آثامهم، بل تنير لهم دربًا آخر، قد لا يسلكونه عندما تفتح أمامهم الطرقات المنيرة، وفى (بياع الخواتم) الذي دخل به الرحبانية عالم السينما عام 1965م، بعد أن قدموه كعمل مسرحي، ثمة نقد سياسي عميق، لكل الأنظمة التي تبرر وجودها وامتيازاتها باختراع عدو خارجي.
ويأتي تأثير صوتها وتلوينه المختلف في جميع الأعمال الوطنية بين الحزن والانتظار والانكسار والتحدي والأمل والاستمرار في الكفاح والنضال. وغنت لكل بعيد، عليه يرجع. لكل طفل صلت عليه يكبر. للموجوع والحزين أنشدت للقرية والريف والمدينة صدح صوتها، لبيروت والحب والشمس والقمر، إنها "سفيرتنا إلى النجوم" كما يلقبها اللبنانيون. حصلت فيروز على وسام الاستحقاق اللبناني من الرئيس كميل شمعون، وهو أعلى وسام فى الدولة يناله فنان. وقدم لها الملك حسين ميدالية الكرامة، وكانت تلك أول ميدالية يقدمها الملك، كما منحها وسام النهضة الأردني من الدرجة الأولى وهو أرفع وسام في المملكة الأردنية الهاشمية ويُهدى للملوك ورؤساء الدول. وكرمت سوريا فيروز ومنحها الرئيس نور الدين الآتاسى، وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، وحصلت فيروز على جائزة "مفتاح مدينة القدس"، وقلدها وزير الثقافة الفرنسي جاك لانج وسام الفنون والآداب "الكومندور" في عهد فرانسوا ميتران، وهو من أهم الأوسمة في أوروبا. وتم إصدار طوابع بريد تذكارية عليها صورة الفنانة فيروز كنوع من التكريم من بلدها لبنان الذي لم تتركه ورفضت النزوح منه، حتى حين فقدت ابنتها "ليال" بعد أن تعرض منزلها لقصف صاروخي في الحرب اللبنانية، ممثلة بذلك أعلى درجات حب الوطن والانتماء، وبقيت فيروز طيلة فترة الحرب منقطعة عن الغناء في لبنان حتى لا تحسب على فئة دون أخرى.
تعتبر أعمال الرحبانية وفيروز جزء من مسيرة الحداثة في الموسيقى العربية، وذلك لأنها حداثة منطلقة من العناصر الحية في التراث الموسيقى العربي، ويتبلور ذلك في المزج بين الفولكلور والكلاسيكية، فعندما تغنت فيروز للضيعة اللبنانية، اقترن غناؤها إلى حد بعيد بالقرية العربية، ومن أمثلة ذلك في مسرحية "جسر القمر" قدمت الضيعة العربية في نموذجها اللبناني، كما تتجلى ملامح الضيعة وإبرازها في أعمال غنائية تضمنت ذكر كل ما يتعلق بعين الماء والمعصرة، والطاحونة، والساحة العامة، وتلال القرية. ولم تقتصر أغنية فيروز على الدور التسجيلي في إطاره الموسيقى والصوتي، بل دعت إلى العمل والزراعة وسقى المزروعات في أجواء الأزجال والمواويل وفنون القول، فقد شكلت أغنية فيروز من خلال تمكين أساليب الحداثة من التراث بإعادة صياغته ليصبح حافزًا نهضويًا، فهي على الأقل ساهمت بفعالية في إيجاد مناخ ثقافي وفني دعا إلى الحوار والتحرر.
وفى الخاتمة يقول الدكتور محمد الشيخ: هي عصفورة الشمس وزهرة الحرية، هي الشاهدة المنسية على القدس العتيقة، هي زهرة المدائن، هي صوت الشجن والندم والفراق واللوعة والوحدة والانتظار، والإيثار والوعد، هي كرامة العشاق وحرقة الأشواق، هي نسمة الصيف وبرد الشتاء، هي التراتيل والآذان، هي المواسم والحصاد. تنظر إليها بأذنيك فتفتح لك صندوق الدنيا، حين تنعم عليك بتراتيل فترى أرض المسيح، ومريم، وتشعر بالغفران فتتنفس صعداء الجمعة الحزينة، وتقضم أرغفة العشاء الأخير وتنهل من تراتيل العذراء، تجوب بك شوارع القدس القديمة، فتدخل أغوار الرؤيا الفضية ويخال لك البراق، والجامع والمصلى، وترتعد قدماك من مخيلة عمر بن الخطاب.. إنها الكبيرة فيروز.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: شواطئ سفيرة النجوم فيروز وسوسيولوجيا الإبداع
إقرأ أيضاً:
لعبة «الراكت» تزين شواطئ الإسكندرية بعد غياب نوة الفيضة الكبرى (فيديو)
شهدت شواطئ الإسكندرية، اليوم الاثنين، عودة مميزة لنشاطات الشتاء المحببة، وأبرزها لعبة «الراكت» الشهيرة، وذلك بعد تحسن الأحوال الجوية وغياب نوة الفيضة الكبرى التي كان من المفترض أن تضرب الإسكندرية هذه الفترة، إلا أن الأجواء تبدلت وأصبحت أفضل من المتوقع.
الأجواء مشمسة والطقس المعتدل شجعا العديد من أهالي المدينة وزوارها على التوجه إلى الشواطئ، والاستمتاع بيومهم في الهواء الطلق.
طقس معتدل يعيد البهجة إلى الإسكندريةوشهدت الإسكندرية اليوم تحسنًا كبيرًا في الطقس، حيث بلغت درجة الحرارة العظمى 21 درجة مئوية، بينما سجلت الصغرى 10 درجات، ومع غياب الأمطار واستقرار الأجواء، أصبح الكورنيش والشواطئ وجهة مثالية لقضاء وقت ممتع بعيدًا عن برودة الأيام الماضية.
عودة الأنشطة الرياضية إلى الشواطئكانت شواطئ الإسكندرية، خاصة شاطئ جزيرة الدهب، من أبرز الوجهات التي شهدت إقبالًا ملحوظًا اليوم، حيث توافد المواطنون، كبارًا وصغارًا، لممارسة الرياضة والاستمتاع بالملاعب المجهزة هناك.
وفي هذا السياق، عادت لعبة الراكت، التي تعد من أشهر الأنشطة الرياضية الشتوية في المدينة، لتزين الشواطئ مرة أخرى، حيث جمعت الأصدقاء والعائلات في أجواء من المرح والحيوية.
دعوة للاستمتاع بالطقس الجميلوشجعت الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية، في بيان اليوم، المواطنين على الاستفادة من الطقس المعتدل، داعيةً إياهم إلى اصطحاب عائلاتهم وأطفالهم إلى الشواطئ لقضاء يوم ممتع وممارسة الرياضة أو الاسترخاء وسط الطبيعة. كما أكدت الإدارة أن جميع الشواطئ جاهزة لاستقبال الزوار مع توفير الأمان والمرافق المناسبة.
الإسكندرية في أبهى صورها الشتويةوتُعرف الإسكندرية بجمال أجوائها في فصل الشتاء، ومع غياب النوات الشديدة، تتحول المدينة إلى وجهة مثالية للتنزه والاستجمام. وتظل شواطئها، سواء للمشي على الرمال أو ممارسة الرياضة، الخيار المفضل لأهلها وزوارها على حد سواء.
شغف أهالي الإسكندرية بلعبة الراكتعودة لعبة الراكت إلى شواطئ الإسكندرية ليست مجرد رياضة، بل تعكس ارتباط أهل المدينة بجوها الفريد وشغفهم بالحياة البحرية.
وتعد لعبة شعبية في الإسكندرية توارثها أبناء المدينة منذ الاحتلال البريطاني لمصر وهي لعبة مميزة تلعب على رمال الشواطئ.