أفاد تقرير غربي أن منطقة البحر الأحمر تعد نقطة ساخنة جيوسياسية. فهي تتمتع بأهمية بحرية استراتيجية كطريق عبور للتجارة العالمية وتلعب دورًا حاسمًا في أمن المنطقة الأوسع واستقرارها الاقتصادي.

 

وقال موقع theconversation في تقرير ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن جهات فاعلة مختلفة تتنافس على النفوذ في هذه المنطقة المهمة.

ومن بينها تركيا والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والصين والولايات المتحدة وإيطاليا، التي أنشأت قواعد عسكرية.

 

وأكد أن انعدام الأمن في منطقة البحر الأحمر له تأثير مضاعف على تكلفة التجارة العالمية. وتهدف هذه القواعد العسكرية إلى حماية النفط والشحن التجاري.

 

"مع المصالح المتضاربة هنا، أصبح حوض البحر الأحمر ساحة للعلاقات العالمية المعقدة. وكان هذا واضحًا بشكل خاص بعد اتفاق أوائل عام 2024 بين إثيوبيا غير الساحلية ودولة أرض الصومال المنفصلة لمنح أديس أبابا حق الوصول إلى البحر الأحمر. وكان للاتفاق، الذي اعتبرته الصومال إهانة، آثار ضخمة لا تزال مستمرة. فقد أشعل فتيل اتفاقيات أدت إلى تحالفات جديدة - ولكنها اختبرت أيضًا التحالفات القديمة"، وفق التقرير.

 

وحسب التقرير فإنه مع تصادم المصالح المحلية والأجنبية، تعمل ديناميكيات جديدة على تشكيل سياسات المنطقة.

 

اتفاق إثيوبيا وأرض الصومال

 

نقل الموقع عن أليكسي إيلونين قوله "في 1 يناير 2024، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد ورئيس أرض الصومال موسى بيهي عبدي عن خطة لمنح إثيوبيا غير الساحلية إمكانية الوصول إلى ساحل أرض الصومال لمدة 50 عامًا. وفي المقابل، ستفكر إثيوبيا في دعم سعي أرض الصومال للحصول على الاعتراف الدولي كدولة ذات سيادة. وأعلنت الصومال، التي تطالب بأرض الصومال، أن الاتفاق عمل عدواني. توضح الصفقة ــ والمعارضة الدولية اللاحقة التي أثارتها ــ الشبكة المعقدة من التحالفات والمنافسات التي تشكل سياسة المنطقة، كما يوضح.

 

التهديد الحوثي

 

كما سلط أوائل يناير الضوء على التأثير العالمي لانعدام الأمن في منطقة البحر الأحمر. أصبحت ميليشيا الحوثي، التي هي عبارة عن متمردين متمركزين في اليمن، واحدة من أكثر التهديدات الأمنية إلحاحًا في حوض البحر الأحمر.

 

وزعم المتمردون أنهم يستهدفون السفن المرتبطة بإسرائيل للاحتجاج على حرب إسرائيل ضد حماس في غزة. ومع ذلك، كانت السفن السعودية هي الضحية الأكبر لهجماتهم.

 

وأكدت هذه الهجمات على انعدام الأمن المستمر في أحد أكثر الممرات المائية استراتيجية في العالم. ويقترح المحلل الأمني ​​بوراك شاكر أن معالجة هذا الأمر تتطلب استجابة دولية منسقة.

 

تركيا في المياه الصومالية

 

ردًا على التهديد الحوثي والتهديدات الأمنية الأخرى في المنطقة، عمقت تركيا مشاركتها في الصومال. أعلنت أنقرة عن اتفاقية دفاع جديدة مع مقديشو في فبراير 2024.

 

وبموجب شروط الصفقة، ستقدم تركيا مساعدات عسكرية وتدريبًا لمساعدة الصومال على حماية مياهها من القرصنة والصيد غير القانوني.

 

ولكن كما يوضح أستاذ العلاقات الدولية فيديريكو دونيلي، فإن الاتفاق ما هو إلا جزء من الاستثمار الاستراتيجي الطويل الأجل لتركيا في المنطقة.

 

ويدعم الانخراط في الدفاع البحري استراتيجية أنقرة الأوسع في السياسة الخارجية لكسب قدر أعظم من الاستقلال في السياسة العالمية.

 

حوض البحر الأحمر

 

ويرى التقرير أن انخراط تركيا المتزايد في الصومال قد أدى إلى توتر علاقاتها التاريخية مع إثيوبيا. فإثيوبيا، التي تحاول بالفعل التعامل مع تداعيات اتفاقها مع أرض الصومال، تنظر إلى التطورات البحرية مع مقديشو باعتبارها تهديدًا محتملاً.

 

وأشار إلى أن العلاقات بين إثيوبيا وتركيا كانت ودية منذ أوائل القرن العشرين، وازدادت تقاربًا في السنوات الأخيرة مع مواجهة كل منهما لانتقادات من الغرب بشأن السياسات الداخلية.

 

ويوضح عالم التاريخ مايكل بيشكو أن علاقات تركيا مع إثيوبيا اقتصادية إلى حد كبير، في حين أن علاقاتها مع الصومال عاطفية. ويتطلب التعامل مع المصالح المختلفة في المنطقة عملاً متوازنًا دقيقًا.

 

وقال إن مثل هذه الصراعات المحلية والعالمية تؤكد على الأهمية الجيوسياسية للبحر الأحمر، حيث تعمل المصالح الاقتصادية والسياسية على تغذية التعاون والتوتر.

 

وخلص التقرير إلى أن استقرار المنطقة - أو عدم استقرارها - له عواقب بعيدة المدى على التجارة والأمن والسياسة العالمية.

 

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن البحر الأحمر الحوثي اقتصاد تركيا البحر الأحمر أرض الصومال

إقرأ أيضاً:

محادثات أنقرة: اتفاق تاريخي بين إثيوبيا والصومال

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

اقرأ ايضاًهل سهلت تركيا هروب الأسد ؟

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

اقرأ ايضاًتركيا تُسلّم الإمارات المتهمين بقتل الحاخام الإسرائيلي

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.

Via SyndiGate.info


Copyright � Saudi Research and Publishing Co. All rights reserved.

محرر البوابة

يتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة

الأحدثترند فوائد المشيمة للبشره محادثات أنقرة: اتفاق تاريخي بين إثيوبيا والصومال فوائد السمسم للرحم والمبايض فوائد الشمندر الأحمر المسلوق كيف أتعامل مع برج العقرب عند الغضب؟ Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • تحليل أمريكي يحدد الخيارات العسكرية للتخلص من الحوثيين.. وهذا المسار الأفضل لإضعاف إيران بعد سوريا (ترجمة خاصة)
  • منصة دولية تسلط الضوء على جودة وتميز القهوة اليمنية في لندن.. بلغ سعر الكيلوجرام 1159 دولار (ترجمة خاصة)
  • الثورة السورية تربك إيران.. هل تترنح طهران بعد سقوط نظام الأسد في سوريا؟ (ترجمة خاصة)
  • ستراتفور: إثيوبيا والصومال تفتحان الباب لتسوية النزاع بينهما
  • في البحر الأحمر.. مسجد حمزة بن عبد المطلب يحتضن لقاء الجمعة للأطفال
  • الوساطة التركية تنجح في الوصول لاتفاق تاريخي بين إثيوبيا والصومال (تفاصيل)
  • أردوغان يستأنف جهود الوساطة بين إثيوبيا والصومال
  • بعد وساطة تركية.. إثيوبيا والصومال يتشاوران بشأن إقليم أرض الصومال الانفصالي
  • محادثات أنقرة: اتفاق تاريخي بين إثيوبيا والصومال