كشفت صحيفة "واشنطن بوست"، يوم الخميس، وثائق سرية عن سير العمل في مصنع إنتاج مسيرات إيرانية داخل روسيا، يهدف إلى إنتاج 6 آلاف طائرة مسيرة إيرانية بتكنولوجيا روسية، بهدف استخدامها في حربها على أوكرانيا.

وعلى الرغم من أن صحيفة "وول ستريت جورنال" كانت قد كشفت في فبراير/شباط الماضي، عن خطة إيرانية روسية لبناء مصنع طائرات مسيرة إيرانية في موسكو، إلا أن الوثائق التي حصلت عليها "واشنطن بوست"، كشفت أن موسكو قد حققت تقدماً كبيراً في هدفها بإنتاج تلك الطائرات المسيرة، كما أنها تحاول تطوير المسيرات الإيرانية، بتكنولوجيا روسية، وجعلها تهاجم بشكل جماعي أهدافها بشكل ذاتي.

وقالت الصحيفة إنّ مدير عملية الإنتاج هو مسؤول سابق في هيئة الأمن الفيدرالي الروسي، كما كشفت الصحيفة أن روسيا قامت بالاستيلاء على جوازات سفر الموظفين المتخصصين في المصنع حتى لا يتمكنوا من مغادرة البلاد، واستخدم المهندسون أثناء مراسلاتهم لغة مشفرة، إذ تم استخدام كلمة "قوارب" بدلاً من طائرات مسيرة، وكلمة "مصدات" بدلاً من متفجرات، وكلمة "بيلاروسيا أو أيرلندا" بدلاً من إيران، شريكة روسيا في هذا المشروع.

وأوضحت الصحيفة أن هدف موسكو هو "بناء 6 آلاف طائرة بدون طيار محلياً بحلول عام 2025، وهو ما يكفي لعكس نقص الجيش الروسي في المسيرات"، وبحسب الصحيفة، فإن خطة موسكو، في حال نجاحها، قد تساعد في عرقلة جهود أوكرانيا لاستعادة الأراضي المحتلة، بسبب قدرتها على إنتاج عدد كبير من المسيرات، التي يشكل الحصول عليها ركيزة أساسية في حسم الحروب في الوقت الراهن".


ويرى باحثون في معهد العلوم والأمن الدولي الأميركي، طلبت منهم الصحيفة مراجعة الوثائق السرية، أن إنتاج المسيرات في المصنع يتأخر بواقع شهر عن الخطة التي رسمتها موسكو، مرجحين أن لا يستطيع المصنع إنتاج الكمية المطلوبة بحلول عام 2025.

مع ذلك، قال مفتش سابق للأسلحة في الأمم المتحدة، يقود فريق البحث الذي تولى النظر في تلك الوثائق، إن هدف موسكو أصبح لا يتعلق بإنتاج المسيرات فقط، وإنما بتطويرها أيضاً، وبالتالي فإن كمية المسيرات التي سيتم إنتاجها ستتجاوز قدرات المسيرات الإيرانية.

وحصلت الصحيفة على تلك الوثائق من شخص شارك في العمل في المصنع، لكنه يعارض غزو روسيا لأوكرانيا، قائلاً إن هذه الخطوة من شأنها أن تكثف الضغط الدولي وتفرض عقوبات إضافية على موسكو.

وأوضح فريق البحث الذي طُلب منه مراجعة الوثيقة، أنها "تبدو حقيقية، لأنها تتناول بتفصيل كبير قدرات الإنتاج وخطط وعمليات التصنيع، وكذلك خطط التمويه".

ومع ذلك، وجد فريق البحث أن المشروع يواجه تحديات تتعلق بقدرته على الوصول إلى مستويات التوظيف المطلوبة، لكنه حذر من أن روسيا قد تكون قادرة على التغلب على تلك الصعوبات.

ويعتقد المسؤول عن الفريق البحثي، أنّ "لدى روسيا طريقة معقولة لبناء قدرة هجومية كبيرة خلال العام المقبل، ويمكنها الانتقال من إطلاق عشرات الطائرات المسيرة ضد أهداف أوكرانية، إلى الهجوم بشكل منتظم بمئات منها".

وأشار إلى أن الكشف عن السجلات يجعل من الصعب على إيران، التي أعلنت بشكل علني أنها محايدة في الحرب، أن تدعي أنها لا تساعد موسكو في تطوير القدرة على تصنيع الطائرات بدون طيار في المنطقة.

 


ولم تستجب الحكومة الروسية لطلبات التعليق من الصحيفة، وكان الكرملين قد نفى تقارير تفيد بأنه يتلقى مساعدة من طهران في مجال الطائرات بدون طيار، قائلاً إن روسيا تعتمد على تطويرها وأبحاثها الخاصة. ولم تستجب بعثة إيران لدى الأمم المتحدة أيضاً لطلب التعليق.

وكانت واشنطن قد حذرت مراراً من أن طهران حافظت على مكانتها كمورد عسكري رئيسي لروسيا، وصرح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، في وقت سابق، بأن روسيا وإيران "توسعان شراكتهما الدفاعية غير المسبوقة"، مشيراً إلى أن إيران "أرسلت قذائف مدفعية ودبابات إلى موسكو، بالإضافة إلى أكثر من 400 طائرة دون طيار مسلحة، بما في ذلك مسيّرات شاهد".

وأضاف أن روسيا استخدمت معظم تلك الطائرات المسيرة لاستهداف البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا، مشيراً إلى أن "إيران عملت مباشرةً على تمكين الحرب العدوانية الروسية في أوكرانيا"، مؤكداً أن أبرز الشراكات بين روسيا وإيران هي تلك المتعلقة بالطائرات المسيّرة.

  

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

ماكرون: مستقبل أوروبا يجب أن يتحدد بها وليس في واشنطن أو موسكو

شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على أن مستقبل القارة الأوروبية يجب أن يتحدد بها وليس في واشنطن أو موسكو، وذلك على وقع التقارب بين الولايات المتحدة وروسيا وسط مساعي من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية عبر المفاوضات.

وقال ماكرون في خطاب تلفزيوني إلى الشعب الفرنسي، الأربعاء، إن "الطريق إلى السلام لا يمر عبر التخلي عن أوكرانيا. السلام لا يعني استسلام أوكرانيا أو انهيارها"، حسب وكالة الأناضول.

وشدد الرئيس الفرنسي على أن على الاستقلال في مجالي الدفاع والأمن في وقت تزيد فيه الولايات المتحدة وروسيا اتصالاتهما بشأن السلام في أوكرانيا وتخشى الدول الأوروبية من البقاء خارج طاولة المفاوضات.


ولفت إلى أن التطورات الجيوسياسية في العالم جعلت الأمن والازدهار أكثر غموضا، موضحا أن الأحداث التاريخية التي تحصل حاليا تدفع الجميع إلى الشعور بالقلق.

وقال الرئيس الفرنسي إن أوروبا واصلت دعم الأوكرانيين وفرض العقوبات على روسيا منذ بداية الحرب في أوكرانيا، مشيرا إلى أن التهديد الروسي يؤثر على الدول الأوروبية بما في ذلك فرنسا.

وبحسب الرئيس الفرنسي، فإن ن موسكو حولت الحرب الأوكرانية إلى صراع عالمي موضحا أن حرب أوكرانيا أكدت مرة أخرى وجود التهديد الروسي للأمن الأوروبي.


وقال ماكرون إن موسكو تواصل هجماتها الإلكترونية وتحاول التأثير على الرأي العام من خلال نشر معلومات كاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي.

يأتي ذلك على وقع تقارب بين روسيا والولايات المتحدة منذ عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، في حين تخشى أوروبا من أن تؤدي إعادة رسم السياسة الأمريكية حيال روسيا في عهد ترامب إلى تقديم تنازلات كبيرة لموسكو وإعادة صياغة الترتيبات الأمنية في القارة.

ومنذ شباط /فبراير عام 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا تشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في شؤونها.

مقالات مشابهة

  • ماكرون: مستقبل أوروبا يجب أن يتحدد بها وليس في واشنطن أو موسكو
  • واشنطن بوست نقلًا عن مسؤولي إغاثة دوليين: إسرائيل تسعى للسيطرة على مساعدات غزة
  • رحمة أحمد ترد على الانتقادات وتكشف مفاجأة عن ابنها في "80 باكو"
  • وزير الإنتاج الحربي: نعمل على النهوض بالصناعة الوطنية ومساندة الاقتصاد القومي
  • زيارة مفاجئة لوزير الإنتاج الحربي إلى شركة هليوبوليس للصناعات الكيماوية
  • وزير الإنتاج الحربي يتفقد شركة هليوبوليس للصناعات الكيماوية
  • مقال في واشنطن بوست يهاجم زيلينسكي: إما الاعتذار لترامب أو الاستقالة
  • الطائرات في أمريكا تواجه حالة غريبة
  • روسيا تعلن إسقاط 18 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل
  • روسيا تحبط مخطط كان يستهدف مترو موسكو