مهرجان للكتاب واحتفاء بالتراث.. يسقي الظفرة ويرويها
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
سعد عبد الراضي
يختتم مهرجان الظفرة للكتاب فعالياته اليوم، تاركاً أثراً كبيراً لدى زواره والمشاركين فيه، نظراً لما تمثله أيامه ولياليه من متعة تجمع بين المعرفة والترفيه والاحتفاء بمختلف مفردات التراث الإماراتي الأصيل، وهذا الأثر هو ما يضيء على أهمية قرار مركز أبوظبي للغة العربية بتحويل معرضيّ العين والظفرة للكتاب إلى مهرجانين، كونه جعل المناسبتين أكثر اتساعاً لتقديم فعاليات متنوعة تجمع مختلف ألوان الآداب والفنون، بالإضافة إلى أن تعدد المواقع أتاح الفرصة لقطاع كبير من الجمهور الشغوف بعوالم الكتب والفن والتراث.
وفي نسخته الخامسة التي انطلقت قبل أيام تحت شعار «يسقي الظفرة ويرويها»، تشارك 100 دار نشر محلية وعربية تعرض 50 ألف عنوان، مع تنظيم أكثر من 200 فعالية ثقافية وفنية وترفيهية، ويهدف المهرجان إلى تعظيم الموروث الثقافي المحلي الغني في منطقة الظفرة بدافع تعزيز قيم الانتماء والإبداع والابتكار في المدينة والتأكيد على مكانة الظفرة في الساحة الثقافية بالدولة.
استحدث المهرجان، الذي يختتم فعالياته اليوم الأحد، أربع فعاليات أبرزها «حضيرة بينونة» إلى جانب فعالية «من عشانا»، التي قدمت عروض طبخ حية لطهاة محترفين وأسر منتجة في الظفرة، و«دوري الناشئين»، الذي تضمن مسابقات رياضية استقطبت الناشئة في بيئة تنافسية حماسية، و«البرنامج الموسيقي»، الذي تضمن جلسات غنائية أحياها الفنانون قصي المعمري، ومحمد المنهالي، وخالد محمد، بالإضافة إلى حفل لفرقة «كورال العرب». وقدم المهرجان 200 فعالية متنوعة، توزعت على سبعة أركان ضمن ثلاثة برامج، كما شهد حفل تكريم الفائزين بالدورة الثانية من جائزة «سرد الذهب»، الذي يقام في حصن الظفرة التاريخي.
وكانت ليالي الشعر- أصوات حبتها الناس، من أبرز فعاليات مهرجان الظفرة للكتاب، إذ استضافت مجموعة من أبرز شعراء الشعر الشعبي، لتبرز إبداعاتهم وتعرضها أمام الجمهور، وتسهم في إثراء الحركة الثقافية في المنطقة بشكل خاص وفي دولة الإمارات بشكل عام.
واحتفى مهرجان الظفرة للكتاب هذا العام بحرفة «السدو» هوية بصرية، مستفيداً مما تمثله من رمزية في الثقافة الإماراتية. ويأتي اختياره من قبل مركز أبوظبي للغة العربية، في إطار الاحتفاء بعناصر التراث التي تشكل عصب الهوية الوطنية الإماراتية، والتأكيد على حضوره في المشهد التراثي حرفة يدوية سجلتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، في قائمة التراث الثقافي غير المادي.
أما الفعالية المستحدثة بعنوان «حضيرة بينونة» فهي تحاكي مجلس الحي عند أهل البادية قديماً، والحضيرة مساحة محاطة بأغصان أشجار تنبت في البيئة المحلية وتتحمل قساوة ظروفها المناخية، وتبنى الحضيرة على شكل حلقة مفتوحة من جهة الشرق لحماية من يجلس بداخلها من الرمال، لأن الرياح في دولة الإمارات عادة ما تكون جنوبية شرقية، وكان أهل البادية قديماً يجتمعون في «الحضيرة»، التي تتوسطها نار موقدة لإعداد القهوة، للتسامر وسرد القصص والأحداث. ولم يختر المركز اسم «بينونة» إلى جانب كلمة «حضيرة»من فراغ، فهي من أهم مدن منطقة الظفرة. كما اقتبس المهرجان اسم المنصة الرئيسة، التي تقام عليه أهم فعالياته اليومية، من منطقة الرديم الواقعة في ليوا، والتي تمتاز بجمال طبيعتها الأخاذة.
كما قدم على مدار أيامه عروضاً علمية تفاعلية للأطفال، وذاك بمعدل 3 مرات يومياً ومسابقات بيئية، وبرامج توعوية صممت للناشئة، بهدف تنمية معرفتهم وثقافتهم، وتحفيز إبداعهم، وتشجيع روح الاستكشاف لديهم كما اشتمل البرنامج الموحه للطفل على عروض فيزيائية، وعروض تجمع بين أنواع العلوم كافة. وشهد المهرجان كذلك أربع ورش فنية مختلفة، استوعبت كل واحدة منها 30 شخصاً يستفيدون مما تقدمه من مهارات وأفكار، ما كرس الركن حدثاً سنوياً مهماً ينتظره زوار المهرجان، إذ أنه يسهم في تدريبهم على مهارات يدوية، ويمنحهم أفكاراً لتنفيذ أعمال فنية بأقل التكاليف، كما أنه كان منصة لتواصل الفنانين المشاركين مع الجمهور والتعرف على رغباتهم وميولهم الفنية. وشهد ركن الفنون ارتفاعاً متزايداً في أعداد المشاركين عبر الدورات المتتالية للمهرجان، ما أسهم في تحقيق رؤية مركز أبوظبي للغة العربية في الوصول إلى مختلف شرائح المجتمع، وتعزيز ثقافته الفنية، وبناء الوعي المعرفي لدى الأجيال التي تعد الفنون إحدى أهم مقوماته.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مهرجان الظفرة للكتاب الظفرة الثقافة العين معرض العين للكتاب دوري الناشئين الشعر التراث التراث الإماراتي الظفرة للکتاب
إقرأ أيضاً:
سلطان القاسمي يفتتح الدورة الـ16 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل
افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صباح اليوم، فعاليات الدورة الـ 16 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب تحت شعار «لتغمرك الكتب»، ويستمر حتى 4 مايو المقبل، وذلك في مركز إكسبو الشارقة.
كان في استقبال سموه لدى وصوله سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، ومعالي عبد الرحمن بن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، ومعالي الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة في جمهورية مصر العربية، وعدد من رؤساء ومديري العموم ومديري الدوائر والهيئات الحكومية والمؤسسات الثقافية والتربوية بالشارقة، والأدباء والمثقفين والمهتمين بأدب الطفل.
وقام صاحب السمو حاكم الشارقة بقصّ الشريط التقليدي إيذاناً بافتتاح المهرجان، تابع بعدها عرضاً فنياً قدّمه عدد من الأطفال المشاركين في المهرجان عبّروا فيه عن شكرهم لسموه على دعم الأطفال، وفرحتهم بالمهرجان ومختلف الفعاليات والأنشطة التي ظلّ يوفرها.
وتجوّل سموه في أروقة المهرجان الذي يجمع 122 دار نشر عربية وأجنبية من 22 دولة، ويقدّم ما يزيد على 1024 فعالية تجمع بين الثقافة والفنون والترفيه، وتتوزع على ورش العمل، العروض المسرحية، الجلسات التفاعلية، والأنشطة القرائية المتخصصة ويستضيف في دورته الجديدة أكثر من 133 ضيفاً من 70 دولة.
وزار صاحب السمو حاكم الشارقة عدداً من الأجنحة المشاركة في المهرجان وتعرّف على برامجها ومبادراتها الرامية إلى ترسيخ ثقافة القراءة لدى الأجيال الجديدة، وما تقدمه من فرصٍ تعليمية وتدريبية وأنشطة تسهم في رفع مستويات الأطفال على مستويات حب القراءة والتعلّم.
وتوقف سموه عند جناح أطفال الشارقة التابع لمؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين حيث أطلق سموه (منصة قارئ القرن) والتي تستهدف الأطفال والنشء، في الأعمار من 6 إلى 18عاماً، لتمكينهم في مجال الأدب والمعرفة وتعزيز دورهم الفاعل في المجتمع، وتشجعهم على الاستمتاع بقراءة الكتب والاستفادة من محتواها، مما يضمن تجربة ثقافية ممتعة ومفيدة.
وزار صاحب السمو حاكم الشارقة جناح المجلس الإماراتي لكتب اليافعين والتقى فيه ممثلي المجلس المصري لكتب اليافعين، ضيف شرف المجلس الإماراتي في مهرجان الشارقة القرائي للطفل، واستمع إلى رؤيتهم في تعزيز التعاون الثقافي بين دولة الإمارات وجمهورية مصر العربية، وتبادل الخبرات في مجال تطوير أدب الطفل والمبادرات الخاصة به.
ودشّن سموه الموقع الإلكتروني الجديد للجائزة الدولية لأدب الطفل العربي، الذي يعبّر عن هويتها الجديدة، وأطلق النسخة السابعة عشرة منها، والتي بدأت تلقي المشاركات من العاملين في إنتاج كتاب الطفل العربي من أنحاء العالم.
واطّلع صاحب السمو حاكم الشارقة خلال جولته في المهرجان على أجنحة ومنصات دائرة الثقافة وجمعية الناشرين الإماراتيين ومنصة (اقرأ أنت في الشارقة) التابعة لشركة منصة للتوزيع، وبيت الحكمة، واستمع إلى شرح حول جهودهم الرامية لتعزيز النشر والثقافة وتشجيع الأطفال على حب القراءة والكتابة.
وتوقف سموه أيضاً عند أجنحة دائرة الخدمات الاجتماعية، والملتقى العربي لناشري كتب الأطفال، ومؤسسة كلمات، وهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، ومجموعة كلمات، وتعرف على جهودها كمؤسسات فاعلة في مجال النشر والمعرفة تعمل على تقديم العديد من الفعاليات في مجال تنشئة الطفل وتشجيعه على القراءة والمطالعة وممارسة الأنشطة التفاعلية والتعليمية والترفيهية بأساليبٍ مبتكرة ومتنوعة.
وعرج سموه على معرض الشارقة لرسوم كتب الطفل 2025 الذي يضمّ مجموعة كبيرة من اللوحات شملت رسومات الفائزين بجوائز المعرض واستمع إلى شرٍح مفصّل من الفنانين المشاركين فيه من داخل دولة الإمارات وخارجها.
وكرم صاحب السمو حاكم الشارقة في ختام جولته الفائزين بجائزة الشارقة لكتاب الطفل.
فقد فازت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي بجائزة كتاب الطفل باللغة الإنجليزية للفئة العمرية من 7-13 عاماً عن كتاب «بيت الحكمة»، الصادر عن مجموعة كلمات.
وفاز بجائزة كتاب الطفل باللغة العربية للفئة العمرية من 4-12 عاماً، محمد كسبر من مصر عن كتاب «ششش... هذا سر»، الصادر عن دار أرجوحة للنشر والتوزيع.
وفازت بجائزة كتاب اليافعين باللغة العربية للفئة العمرية من 13- 17عاماً، أسماء السكاف من البحرين، عن كتاب «على خط الاستواء»، الصادر عن مكتبة حِزاية، بينما فازت بجائزة الشارقة للكتاب الصوتي (اللغة العربية)، ناهد الشوا من الأردن عن كتاب «البقراتُ العزيزات» الصادر عن كتب نون - مؤسسة ناهد الشوا الثقافية.
وفي جوائز معرض الشارقة لرسوم كتب الطفل 2025، فاز بالمركز الأول لويس ميغيل سان في سينتي أولي فيروس من المكسيك، وفازت بالمركز الثاني كريستينا بيرو بان من إيطاليا، بينما فازت بالمركز الثالث شين آمي من كوريا الجنوبية. وتقديرًا للمواهب الواعدة، تم منح جوائز تشجيعية لكل من هاني صالح من مصر، لورا ميرز من فنلندا، وعلي أصغر باقر زاده من إيران.
يتضمن مهرجان الشارقة القرائي للطفل في دورته هذا العام باقة جديدة من الفعاليات المبتكرة مثل متحف صناع المستقبل ومعرض «شيرلوك هولمز»، إلى جانب مجموعة من الورش الإبداعية، كالرسم بالمانجا، وفن الحوارات المصوّرة، والرسم بالخيوط، والروبوتات الدوارة، والتجارب العلمية التي تجمع بين الترفيه والمعرفة.
يمثّل المهرجان أحد أبرز المبادرات الثقافية والتعليمية المتخصصة التي تُكرّس وتُكمل جهود إمارة الشارقة في بناء جيل قارئ، يمتلك أدوات الإبداع، ووعياً معرفياً يمكّنه عبر التعلّم والتفاعل والتعليم والإعداد الصحيح من المساهمة في صناعة مستقبل أفضل للمجتمعات.
ويقدم المهرجان أكثر من 50 جلسة ثقافية يشارك فيها نخبة الكتّاب والرسامين العالميين، إلى جانب 85 عرضاً مسرحياً وجوالاً يقدّمها مشاركون وفنانون متخصصون من عدد من الدول.