على الرغم من أن تهدئة التوتر الإقليمي أحد أهداف إرسال مزيد من القوات الأمريكية إلى المنطقة، إلا أن هناك فرصا كبيرة أن يتسبب بزيادة التوتر، رغم التوقعات بتراجع العمليات الإيرانية ضد السفن، وأن تتجنب طهران القيام بأي استفزازات مباشرة.

هكذا يخلص تقدير موقف لمركز "أبعاد" للدراسات والبحوث ، متوقعا ألا يكون للخطوة الأمريكية نتائج فورية أو أن تنعكس على نحو مباشر على استقرار المنطقة سلباً أو إيجاباً.

وقبل أيام، أعلن الأسطول الأمريكي الخامس في البحرية الأمريكية، عن وصول أكثر من 3000 جندي أمريكي إلى البحر الأحمر في على متن السفينتين الحربيتين "يو إس إس باتان"، و"يو إس إس كارتر هول".

ويأتي وصول هذه القوات في سياق نشط سبق الإعلان عنه لتعزيز الوجود الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط.

ففي أواخر مارس/آذار، قامت الولايات المتحدة بإرسال طائرات عسكرية إلى المنطقة، وفي يوليو/تموز أعلنت عن قرار نشر قوات إضافية، بما في ذلك الآلاف من مشاة البحرية (المارينز) ومقاتلات (إف-35) و(إف-16)، بالإضافة إلى المدمرة "يو إس إس توماس هاندر".

ووفقاً للمسؤولين العسكريين الأمريكيين، فمن المخطط أن يكون لهذه القوات الإضافية تواجد دائم في المنطقة.

اقرأ أيضاً

الجيش الأمريكي يعتزم نشر مسيرتين في الخليج لـ"تعزيز الردع"

ومع أن من غير الواضح أين ستتمركز القوات الأمريكية الجديدة على نحو الدقة إلا أن منطقة عمليات الأسطول الخامس تشمل المياه الدولية امتداداً من مضيق هرمز وبحر عمان إلى مضيق باب المندب والبحر الأحمر وقناة السويس، بالإضافة إلى أجزاء من المحيط الهندي.

وسبق ووصلت تعزيزات عسكرية إلى القواعد الأمريكية شرقي سوريا، وأجرت القوات الأمريكية هناك مناورات عسكرية شاركت فيها قوات سوريا الديمقراطية "قسد" وجيش سوريا الحرة.

ومن المخطط أن تجري القوات الأمريكية في الأيام القليلة المقبلة تدريبات عسكرية وعمليات ميدانية أخرى مع شركاء في المنطقة.

ووفق تقدير "أبعاد"، فإن هذه التحركات ترتبط ببعض التطورات التي شهدتها المنطقة والعالم، وبالذات بالتقارب السعودي الإيراني الذي تم برعاية صينية والحرب في أوكرانيا، وبالتحولات في ديناميات علاقة دول المنطقة بالقوى العظمى، بما في ذلك التغير الذي لحق بعض حقائق السياسة الخاصة بعلاقات هذه الدول بالولايات المتحدة خصوصاً وبالغرب عموماً، والتي بدت طوال العقود الماضية راسخة.

وكشف التقارب السعودي الإيراني بالذات عن تنامي نفوذ الصين وتوسع أدوارها، وهو تطوركشفت عن ضعف النهج الأمريكي القائم تجاه المنطقة، ووضع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في موقف حرج، وسببت له ضغوطا داخلية، تطالبه بمراجعة السياسات القائمة.

ويشير تقدير الموقف، إلى أن إرسال قوات أمريكية إضافية إلى المنطقة "ليس نتيجة خالصة لمثل هذا التطورات فقط، فقد كشفت النتائج المتواضعة للدبلوماسية الأمريكية، عن الحاجة لأدوات إضافية تعزز فرص نجاح الجهود والتحركات السياسية الناعمة في مختلف ملفات المنطقة".

اقرأ أيضاً

صراع أمريكا وإيران في الخليج يهدد الاستقرار في الشرق الأوسط.. لماذا؟

ويضيف: "هذا ما يربط التحركات العسكرية الأمريكية ويجعلها تأتي متفقة مع مبدأ الردع الذي أعلنت إدارة بايدن تبنيه كأحد مبادئ سياستها تجاه المنطقة".

ويحدد تقدير الموقف 4 أهداف أمريكية رئيسية وراء هذه التعزيزات، أبرزها وأولها هو تعزيز المكانة والأدوار، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى احتفاظها بكونها الفاعل الأمني الأبرز في المنطقة، وهي بحاجة إلى إثبات أنها مازالت اللاعب الدولي الأهم والقوة الأكثر حضوراً وتأثيراً في المنطقة.

وبقدر حاجتها لتأكيد هذه المكانة واستثمارها، يشير ما يصدر عن المسؤولين الأمريكيين إلى أن واشنطن تعمل على تعزيز حضورها وتطوير قدراتها العسكري في المنطقة.

وحاجة كهذه تؤكد عليها حقيقة أن الأمن سيظل مسألة محورية في علاقة الولايات المتحدة بالمنطقة بما في ذلك بحلفائها الخليجيين والإسرائيليين.

أما ثاني الأهداف الأمريكية، فهو تصحيح العلاقة بالحلفاء، خاصة بعدما كشف التقارب السعودي الإيراني والطريقة التي تعاملت بها دول الخليج مع الحرب في أوكرانيا، من إشكالات تعاني منها علاقة الولايات المتحدة بحلفائها في المنطقة.

ويشير تقدير الموقف إلى أن "إدارة بايدين ترغب في لعب دور أهم في المنطقة، وتحقيق انتصار كبير في السياسة الخارجية، يدعم موقفها في الانتخابات الرئاسية المقبل، وتعمل في هذا الاتجاه لعقد صفقة واسعة مع السعودية تقول التسريبات إنها قد تتضمن تفاهمات أمنية تضمن الدفاع عن السعودية، بالإضافة إلى تطبيع العلاقة بين الأخيرة وإسرائيل".

اقرأ أيضاً

بعد نشر مقاتلات أمريكية بالخليج.. إيران تعلن تزويد بحريتها بصواريخ كروز

أما الهدف الثالث، فيخلص إلى ردع الأنشطة الإيرانية، وحماية التدفق الحر للتجارة الدولية، خاصة بعدما احتجزت أو حاولت طهران السيطرة على حوالي 20 سفينة خلال العامين الماضيين.

كما أن الولايات المتحدة، تسعى إلى بناء تنسيق عسكري أكبر ضد إيران.

وتسعى الولايات المتحدة عبر هدفها الرابع من تعزيز قواتها ف يالمنطقة، إلى احتواء نفوذ القوى المنافسة، خاصة الصين التي تتوسع وتتعمق شراكاتها مع دول المنطقة.

وبالإضافة إلى محاولة لتقليل فرص توسع النفوذ والأدوار العسكرية الصينية، تتقصد الولايات المتحدة من خلال تعزيز حضورها العسكري في المنطقة وإبراز قدراتها المتميزة محاصرة الأدوار السياسية الصينية، فمن شأنه-مثلاً- أن يجعل تعاون دول المنطقة مع الصين أقل جاذبية، وذلك بما يبرزه من قدرات متواضعة للصين ولقوى أخرى منافسة كروسيا.

ويقول تقدير الموقف، إن "تكريس السيطرة على أحدى أهم مناطق إنتاج الطاقة في العالم بإرسال مزيد من القوات إليها، يضيف أو يؤكد على ميزة في سياق التنافس مع القوى الدولية خصوصا الصين، ففي سيطرة كهذه تهديد للأخيرة التي يأتي جزء كبير من إمداداتها النفطية من الشرق الأوسط".

ويضيف: "يفترض أن ينعكس وضع كهذا في ضبط طموحاتها ولو نسبياً، بما في ذلك تعاونها العسكري مع روسيا التي شاركت معها مؤخراً في تدريبات بحرية وجوية واسعة في بحر اليابان وهي التدريبات التي أثارت قلق واشنطن خصوصاً في ضوء التوتر الحاصل بين الطرفين حول قضية تايوان".

اقرأ أيضاً

تليجراف: أمريكا تستعد لمواجهة مع إيران في الخليج

وعن تداعيات التعزيزات الأمريكية، يشير تقدير الموقف إلى زيادة التواجد العسكري الأمريكي يثير مخاوف إيران، خصوصاً بفعل هواجس شن هجوم عليها أو على منشآتها النووية، ما سيجعلها على أهبة الاستعداد ويدها على الزناد.

كما أن الشكوك التي تثيرها هذه التحركات لدى إيران حول وجود تعاون وتنسيق بين دول الخليج والولايات المتحدة ستنعكس بالسلب على التقارب مع هذه الدول وفي إضعاف وتيرته، وبما يرفع من حظوظ عودة التوتر إلى العلاقة بينهما، خصوصاً أن هناك من القضايا والخلافات والمواقف المسبقة التي تحفز على عودة هذا التوتر، كالخلاف حول حقل الدرة، والمناورات الإيرانية الأخيرة التي انطلقت من جزيرة أبو موسى.

وحول انعكاس هذه التعزيزات على الملف اليمني، يلفت تقدير الموقف إلى أنه "على الرغم من الافتراض الذي يرى أن التحركات العسكرية الأمريكية ستسهم من خلال ما تشكله من ضغوط على إيران والجماعة الحوثية في دفع مسار السلام باتجاه وقف الصراع، إلا أن الأمر قد ينتهي بنتيجة معكوسة على أساس أن هذه التحركات العسكرية ستجعل إيران أكثر تحفظاً وتمسكاً بالأسباب التي يفترض أنها تقف وراء تريثها وعدم استعجالها في حلحلة الملف اليمني وجعلتها حريصة على بقاء الأمور مراوحة حتى تتضح الرؤية حول ملفات أخرى، كالملف النووي".

ومع أن القوات الأمريكية متواجدة مسبقاً في البحار والممرات المائية حول اليمن ضمن تحالف القوات المشتركة، إلا أن الجماعة بدت أكثر استنفاراً.

ويضيف تقدير الموقف: "إن استخدام إيران للجماعة الحوثية وللملف اليمني لمقاومة التحركات الأمريكية له مؤشراته حتى اللحظة، ويظهر في المواقف التصعيدية الأخيرة للجماعة وفي عودة زعيم "حزب الله" اللبناني للحديث عن الأزمة اليمنية".

اقرأ أيضاً

دعت أمريكا التدخل.. صحيفة إسرائيلية تتهم إيران بمواصلة سلوكها غير القانوني في مياه الخليج

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أمريكا إيران الخليج تعزيزات أمريكية قوات عسكرية الصين روسيا الولایات المتحدة القوات الأمریکیة فی المنطقة بما فی ذلک اقرأ أیضا إلا أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

إيران: مارسنا حق الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة

صرّح عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، اليوم ، أن الهجمات الصاروخية التي شنّتها بلاده على إسرائيل جاءت في إطار ممارسة حق الدفاع عن النفس، وفقاً للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة ، وأكد عراقجي أن هذه الخطوة كانت ضرورية لحماية مصالح إيران في ظل التهديدات المتزايدة من الجانب الإسرائيلي.


 

وأشار عراقجي إلى أن التحرك الإيراني يأتي بعد سلسلة من الاعتداءات التي تعرضت لها البلاد، مشدداً على أن "هذا التحرك انتهى ما لم يقرر النظام الإسرائيلي استدعاء مزيد من الرد". وأوضح أن إيران تملك القدرة على الرد بشكل متناسب إذا استمرت الهجمات، معبراً عن قلقه من التصعيد المحتمل في المنطقة.


 

وأكد وزير الخارجية الإيراني أن الدول الداعمة لإسرائيل تتحمل مسؤولية كبيرة في هذه الأوقات، حيث يتعين عليها كبح جماح "مروجي الحرب" في تل أبيب. وأضاف أن السلام والاستقرار في المنطقة يعتمد على اتخاذ خطوات جادة من قبل المجتمع الدولي للحد من التوترات.


 

وتأتي تصريحات عراقجي في ظل تصعيد مستمر بين إيران وإسرائيل، حيث أظهرت التقارير الأخيرة أن إيران أطلقت نحو 200 صاروخ على أهداف داخل الأراضي الإسرائيلية، مما أثار ردود فعل قوية من الحكومة الإسرائيلية. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد وصف الهجوم الإيراني بأنه "خطأ كبير" تعهد بأن يدفع طهران ثمنه.


 

في سياق متصل، كانت هناك تأكيدات من المسؤولين الإسرائيليين على استعداد القوات المسلحة للتصدي لأي تهديد، مع تحذيرات من أن أي اعتداءات جديدة من إيران ستواجه ردوداً قوية. وقد دعت بعض الدول الغربية إلى ضبط النفس، محذرة من تداعيات تصاعد النزاع في المنطقة.


 

غالانت: إيران لم تتعلم الدرس ومن يهاجمنا سيدفع ثمناً باهظاً


 

أكّد وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، أن إيران لم تتعلم الدرس من الهجمات السابقة التي تعرضت لها، مشدداً على أن أي اعتداء على إسرائيل سيؤدي إلى عواقب وخيمة. جاء ذلك في إطار ردود الفعل على الهجمات الصاروخية الأخيرة التي شنتها طهران ضد أهداف إسرائيلية، والتي أثارت قلقاً واسعاً في المجتمع الدولي.


 

وأضاف غالانت أن الهجوم الإيراني، الذي جاء في وقتٍ حساس، يعكس إصرار طهران على مواصلة أنشطتها العدائية رغم التحذيرات المتكررة. وأشار إلى أن إسرائيل تمتلك القدرة على الرد بقوة، محذراً من أن "من يهاجمنا سيدفع ثمناً باهظاً". وأكد على أهمية الحفاظ على جاهزية القوات المسلحة لمواجهة أي تهديدات مستقبلية.


 

في السياق ذاته، جاءت تصريحات غالانت في وقت كانت فيه التقارير تتحدث عن نجاح الدفاعات الإسرائيلية في اعتراض عدد كبير من الصواريخ الإيرانية، مما يدل على كفاءة الجيش الإسرائيلي في التعامل مع التهديدات. وكانت هذه التصريحات تتزامن مع دعم دولي متزايد لإسرائيل، بما في ذلك تأكيدات من إدارة بايدن على التزامها بحماية حليفها.


 

كما أشار العديد من المراقبين إلى أن التصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل قد يؤدي إلى تصعيد أكبر في المنطقة، مما يتطلب تدخلًا دوليًا لمنع تفاقم الأوضاع. في هذا السياق، دعا عدد من المسؤولين إلى استئناف المحادثات الدبلوماسية لتخفيف التوترات.


 

وفي ختام تصريحاته، شدد غالانت على أن إسرائيل ستواصل اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان أمنها واستقرار المنطقة، مع تأكيده على ضرورة أن تفهم إيران أن أي تصرفات عدائية لن تمر دون عقاب.

مقالات مشابهة

  • إيران: مارسنا حق الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة
  • عاجل | مستشار الأمن القومي الأميركي: سنواصل مراقبة التهديدات والهجمات الإضافية من إيران ووكلائها
  • عاجل | جيك سوليفان: سنناقش مع إسرائيل كيفية الرد على إيران
  • الشاباك: إيران تزيد من جهود تجنيد عملاء داخل إسرائيل لتنفيذ اغتيالات
  • الولايات المتحدة ترسل المزيد من القوات والطائرات الحربية إلى الشرق الأوسط لمواجهة إيران
  • وزارة الحرب الأمريكية تعلن ارسال آلاف الجنود إلى المنطقة للدفاع عن الكيان الصهيوني
  • إسرائيل تطلب من الولايات المتحدة منع إيران من الرد على اغتيال حسن نصر الله
  • البنتاغون: واشنطن ستعزز قدرات الدفاع الجوي في الشرق الأوسط
  • النفط يقفز مع اشتعال التوترات في المنطقة
  • صحيفة: حزب الله أخطأ في تقدير ضعف إسرائيل وقوة إيران