أحمد عاطف 

أخبار ذات صلة مهرجان للكتاب واحتفاء بالتراث.. يسقي الظفرة ويرويها «المسرح الصحراوي».. سحر المكان وجماليات الفرجة

تداخل الشعريات والتحولات المذهبية، والتغيرات الجذرية، وقضايا الأجيال، والجدل بين القصيدة العمودية وقصيدة النثر، يتناولها الناقد المصري د.عادل ضرغام في أحدث مؤلفاته «شعائرية المجاز في القصة القصيرة، وكتاب الشعرية المعاصرة محاولة اقتراب».

وللدكتور ضرغام منهجه عند تحليل النصوص الروائية، وفي حديثه لـ «الاتحاد» يضيء على تجربته النقدية وانشغالاته الفكرية، قائلاً إن مقاربته لكل الفنون تندرج داخل حدود القراءة النصية الجمالية، وهي ممارسة لا تستحضر هذه الثنائية الخاصة بالشكل والمحتوى أو المضمون، فكلاهما مندمج بالآخر، ويتمدد في إطاره، فالمحتوى في النهاية ليس إلا شكلاً، والشكل ليس إلا حاملاً للمضمون، حتى في ظل الأنواع أو التوجهات البعيدة عن الاعتراف بوجود معنى أو قيمة أخلاقية للأدب.
ويضيف، أن الفنون أبنية، لكنها في النهاية، تمسّ الواقع، وتتشكّل في حدوده، فحتى في ظل دعوات الفن للفن، يمكن التوقف عند نثار واقعي يتجلى بشكل ما، وربما يمثل التأويل شكلاً من التعاظم على هذه الثنائية، لأن التأويل فعل ثقافي منفتح ومنطلق على واقع، ويرشد وجوده ويؤسسه من خلال البنية النصية.
وأوضح، أن التأويل فعل لا يبحث - ولا ينطلق - من نظرية جاهزة، لكنه يصنع لكل نص نظريته الخاصة المتساوقة مع منحاه التأويلي، فالتأويل تشكيل مستمر للنظرية النصية، وليس معنى ذلك أنه يبدأ أو يضرب في فراغ، لكن معناه أنه في تشكل دائم، لأنه يمتلك قدرة على التطور والتطويع.
الرواية والشعر 
ويرى ضرغام، أن الرواية العربية تمر بتحولات مذهبية وجذرية تختلف عن تحولات الشعر، في الرواية يجد القارئ نفسه أمام نهر كبير يتفرع إلى نهيرات عديدة، تختلف في الحجم والكثافة والعمق، لكن الماء واحد والشكل العام والآليات واحدة، مثلها في ذلك مثل النظريات في العقود الثلاثة الأخيرة تتوالد ذاتياً من بعضها البعض، في ظل قيمة عامة تسيّج التوجه.
وعلى العكس في الشعر، فلأن تاريخنا يحمل ميراثاً طويلاً، فالخلخلة تجابه بمجابهة قوية وبمعارضة شديدة، ومن ثم نجد هناك تمسكاً بحالة ارتداد دائم للشكل الكلاسيكي، ونجد أيضاً تخوّفاً من معاينة الجديد، فضلاً عن القبول به.
ويستطرد: في الوقت الذي يجب أن نتوجه فيه لوصف أشكال وأبنية قصيدة النثر، هناك أصوات ما زالت تناقش المسمى الاصطلاحي، وكأن ذلك الأمر لم يمر عليه خمسون عاماً على الأقل، ولم يعد طرحه مقبولاً، ومن ثم أصبح الشعر العربي مرتهناً إلى حالة تجاور الأشكال لا تعاقبها، لأن الخروج عن الشكل الكلاسيكي يجابه بمعارضة، وكأنه مروق من مقدّس. 
إشكالية الجديد 
إشكالية أخرى يتطرق إليها ضرغام، وهي تقبُّل الجديد وإفساح مساحة لنموه وحركته في ظل التحولات المذهبية في الشعر العربي الحديث، معرباً عن اعتقاده بأن تقبّل الجديد في الأدب العربي يمرّ بمهمة ميلاد عسيرة في بعض البلدان، وبشكل فيه نوع من السهولة في بلدان أخرى، ويمكن أن نلمح في النسق الأخير وجوداً وميلاداً لبعض الأشكال الجديدة يقوم على التقليد، دون أن يكون هناك بنية ثقافية واجتماعية تؤسس وتحمل هذا التطور.
وأوضح، أنه يمكن النظر إلى الأشكال العديدة التي قارب بها الشعراء العرب على اختلاف أزمانهم قصيدة النثر، فتلقي أنسي الحاج لهذه القصيدة أو أدونيس يختلف بالضرورة عن مقاربة وإنجاز أجيال تالية تعامل شعراؤها مع هذا الشكل الشعري وفق خطوة جديدة قائمة على التمثل، وعن أجيال أخرى أكثر وعياً وحداثة، لم تتمثل الشكل فقط، ولكنها قامت - في إبداعها الشعري- بمحاورته وتخصيبه، ومن ثم أصبحت قصيدتهم عربية الشكل والملامح. 
هوية النسق الشعري 
يقول د. ضرغام: هوية النسق أو الشكل الشعري قائمة على الميراث القديم وعلى الإبداع، وقدرة الشاعر في الانفلات من سطوة هذا النسق، ولكلّ شكل شعري هوية جاهزة في متخيل القارئ، ويمكن أن تكون متسقة ومتساوية مع المختزن لديه، والتطور الذي يغيّب هذه الهوية، أو يقلقها هو التحول المفصلي في شعرنا العربي، يجمع كل التحولات الجزئية السابقة، ويجعل منها منطلقاً لتحول جذري جديد.
مشيراً إلى أنه لم يحدث إلا مع شعر التفعيلة وقصيدة النثر، وما سبقهما يمثل تحويرات جزئية على الهوية الفنية للنسق الشعري الذي لا يخلو من ثقل واضح يكشف عن ذلك وجوده المتواصل في شكل قائم على التجاور، فميلاد شكل شعري جديد لا ينفي السابق، ولا يقضي عليه، بل يحدث ما يمكن أن نسميه نوعاً من التفاوض بين القديم والجديد، فكلاهما مرتبط بالآخر في ظل وجود اختلاف في الهوية الفنية والوجود المتجاور.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الشعر العربي الشعر الإمارات الثقافة القصة القصة القصيرة الرواية

إقرأ أيضاً:

هشام حنفي: إبراهيم عادل أفضل لاعب في مصر

تحدث هشام حنفي نجم النادي الأهلي السابق، عن فوز الإسماعيلي ضد طلائع الجيش ضمن منافسات مسابقة الدوري المصري الممتاز.

وقال هشام حنفي في تصريحات عبر برنامج ستاد المحور:" سعيد جدا بفوز الإسماعيلي وفرحة جماهيره بعد الانتصار أمام الطلائع الجيش".

وأضاف:"تحقيق بطولة كأس مصر أسهل من الدوري وفرصة لكل الأندية".

وأكمل:"حسام حسن يجيد الاختيار في قائمة المنتخب ويعلم جيدا كيف يوظف لاعبيه، هو يريد أن يضع بصمته ويحفر اسمه مع المنتخب مثل حسن شحاتة والجوهري".

وأردف:"إبراهيم عادل أفضل لاعب في مصر حاليا ولكن من الصعب أن يشارك بشكل أساسي مع المنتخب".

واختتم حديثه قائلًا:"ما يفعله محمد صلاح "صعب جدا في الكرة" وهو رقم واحد في العالم حاليا".

مقالات مشابهة

  • ‎دراسة تكشف أثر جانبي صادم لـ أوزمبيك
  • تايونية تتسبب في بتر أصابع رضيعتها
  • أطعمة تساعد على نمو الشعر وزيادة كثافته
  • العراق و4 دول تستحوذ على 70% من الناتج المحلي الإجمالي العربي
  • ناقد موضة يعلق على إطلالة أصالة الرمضانية في أحدث ظهور |شاهد
  • عادل الباز يكتب: الخطة (ط): التطويق (1)
  • طبيبة تحذر: التوتر العاطفي يؤدى إلى تساقط الشعر
  • لهم فضْلُ القديمِ وسابقاته.. عن لغة الشعر النبطي
  • هشام حنفي: إبراهيم عادل أفضل لاعب في مصر
  • حيل عبقرية لتجفيف الشعر بدون سشوار: طرق مبتكرة ستحقق لك نتائج مدهشة