شعراء شعبيون: «ليالي الشعر» منصة لتنشيط الحراك الثقافي
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلة مهرجان للكتاب واحتفاء بالتراث.. يسقي الظفرة ويرويها عادل ضرغام: الشعر العربي مرتهن إلى تجاور الأشكال لا تعاقبهاأكد شعراء شعبيون أن ما يقدمه مهرجان الظفرة للكتاب 2014 من فعاليات ثقافية وتراثية بقالب مبتكر يسهم كثيراً في حفظ التراث الشعبي لدولة الإمارات، ويعزز حضور الشعر الشعبي في ذاكرة الأجيال، مثمنين دور مركز أبوظبي للغة العربية، الجهة المنظمة، في تنشيط الحراك الثقافي بمناطق مختلفة من الدولة، وإسهامه في بناء جيل قارئ متمسك بعاداته وتقاليده، وإرثه الثقافي العريق.
وأوضح الشاعر سلطان الرفيسا الكتبي، أن مهرجان الظفرة للكتاب يتمتع بصيت كبير، وأن نجاحه جاء نتيجة تنوع فعالياته وثرائها المعرفي والثقافي، فإلى جانب الكتب التي يوفرها هذا الحدث لزواره، والتي بلغت هذه الدورة 50 ألف عنوان، فإن المهرجان يقدّم موروثاً شعبياً شاملاً من شعر شعبي وحكايات شعبية وحرف وفنون مختلفة، يتلقفه جمهور محب ومخلص لإرثه وثقافته.
وعبر الكتبي عن سعادته للمشاركة في برنامج «ليالي الشعر»، الذي يحرص المهرجان على تنظيمه في كل دورة، مثنياً على دوره في تعريف الجمهور بالشعراء الشعبيين، وإيجاد علاقة تفاعلية بينهم تمكن الشعراء من معرفة آراء الجمهور بأشعارهم. وقال إن البرنامج المتواصل للعام الثالث على التوالي، مناسبة لالتقاء الشعراء، وإيجاد تواصل حقيقي بينهم، في أجواء حماسية وتنافسية.
فرصة ثمينة
وأوضح الشاعر راشد الفطيمة المنصوري، أنه فخور بالمستوى المتطور الذي حققه مهرجان الظفرة للكتاب، وقال المنصوري: «المهرجان قام بدور كبير في نشر الثقافة والحفاظ على التراث الإماراتي، وقد أتاحت فعالية (ليالي الشعر) للشعراء والجمهور على حد سواء فرصة ثمينة للتعرف على شعراء شباب، والاطلاع على تجاربهم الشعرية».
وأكد الشاعر حمدان السماحي، أن المهرجان يحتل مكانة عالية في قلبه ووجدانه، فهو يكتشف المواهب ويرعاها، مشدداً على أن كل من يشارك فيه أو يزوره يكون سعيداً، فهو يقدم الشعر والثقافة والفنون بأسلوب مبتكر، وضمن تنظيم رائع. وقال السماحي: إن مركز أبوظبي للغة العربية أثبت حضوره في العين والظفرة من خلال مهرجاني الكتاب اللذين ينظمهما في المدينتين، ما أسهم في نشر الشعر الشعبي، والعادات والتقاليد الإماراتية، والفنون والحرف التراثية، وتعزيز ثقافة القراءة في مناطق بعيدة عن مركز العاصمة. وحثّ الشعراء الإماراتيين الشباب على المشاركة في برنامج «ليالي الشعر»، والاهتمام بالقصيدة وأساسياتها حتى تخرج بالشكل المطلوب.
تجارب ملهمة
قال الشاعر سلطان بن خليف الطنيجي: إن مهرجانات الكتب التي ينظمها مركز أبوظبي للغة العربية، حفظت الموروث الشعبي الإماراتي والهوية الوطنية، مشيراً إلى أن برنامج «ليالي الشعر» حرص على تذكير الناس بالشعراء الشعبيين، وأصبح محطة لتبادل التجارب الشعرية المختلفة.
وتحدث الطنيجي عن أهمية استضافة مهرجاني الكتاب في العين والظفرة، شعراء كبار غابت أسماؤهم عن الساحة الإعلامية؛ بهدف تعريف الجيل الجديد بهم، وبتجاربهم الشعرية الملهمة. واعتبر «ليالي الشعر» بمثابة إحياء لمجالس الشعر، التي توقفت في منتصف التسعينيات، لافتاً إلى تقديم مركز أبوظبي للغة العربية دعماً غير محدود في مجال جمع دواوين لشعراء شعبيين إماراتيين، والإسهام في إصدارها.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مهرجان الظفرة للكتاب الظفرة مركز أبوظبي للغة العربية أبوظبي التراث الشعبي التراث الإماراتي الشعر مرکز أبوظبی للغة العربیة لیالی الشعر
إقرأ أيضاً:
ذكرى ميلاد علَامة اللغة العربية وآدابها شوقي ضيف
تمر اليوم ذكرى ولادة الأديب وعالم اللغة المصري أحمد شوقي عبد السلام ضيف، الرئيس السابق لمجمع اللغة العربية بالقاهرة، والذي يعتبر علم من أعلام الثقافة العربية، وقد صدرت له حوالي 50 كتاباً في الأدب العربي، وترك إرثا أدبيا وعلميا لغويا، غنياً وقيماً كان ثمرة جهوده العظيمة في خدمة اللغة العربية وآدابها.
ولد شوقي ضيف بقرية أولاد حمام بمحافظة دمياط في مصر، وكان عضوا في مجمع اللغة العربية بدمشق، وعضو شرف في مجمع الأردن، والمجمع العراقي، ومن أشهر مؤلفاته "سلسلة تاريخ الأدب العربي" التي كتبها على امتداد 30 عاما، وتضمنت مراحل الأدب العربي منذ 15 قرناً من الزمان، من شعر ونثر وأدباء منذ الجاهلية وحتى عصرنا الحديث، وتميزت بأسلوب سلس، وبأمانة علمية، وبنظرة موضوعية، وتعد السلسلة مشروع حياة ضيف، وطبع أول كتاب في سلسلة العصر الجاهلي 20 طبعة تقريباً.
قدم ضيف العديد من الخدمات لإرث اللغة العربية، فقد نشر وحقق كتابه "الرد على النحاة لابن مضاء"، وهو من المخطوطات القديمة، حيث درسه وحققه ثم أعاد نشره، وكان ابن مضاء قد ألف هذا الكتاب في النحو وألغى بعض الأشياء التي تسببت في تعقيد النحو العربي وجعلته صعب الفهم، ومن كتب الدكتور شوقي ضيف، بهذا المجال: "كتاب تجديد النحو"، "كتاب تيسيرات لغوية" و"الفصحى المعاصرة"، وجميعها تتناول موضوع تجديد قواعد النحو وتبسيطها، لتصبح أيسر أمام المتعلمين لها، ورغم ما أخذت عليها من بعض المآخذ، إلا أن ذلك لم يضر بجودة المشروع بشكل عام.
وتعتبر معظم مؤلفات شوقي ضيف، قابلة للتحميل، منها "العصر الجاهلي" و "العصر الإسلامي" و "العصر العباسي الأول" و "عصر الدول والإمارات (الأندلس)" و "والإمارات (الشام)" و"عصر الدول والإمارات (الجزائر ـ المغرب الأقصى ـ موريتانيا ـ السودان)، و "الفن ومذاهبه في الشعر العربي".
وله العديد من المؤلفات العلمية في الدراسات الإسلامية: منها "الوجيز في تفسير القرآن الكريم" و"سورة الرحمن وسور قصار" "الحضارة الإسلامية من القرآن والسنة" و " عالمية الإسلام"، "معجزات القرآن" ومحمد خاتم المرسلين ثم القَسَم في القرآن الكريم.
كما كتب في الدراسات البلاغية والنقدية منها: "البلاغة تطور وتاريخ" "في النقد الأدبي" "فصول في الشعر ونقده" و "في الأدب والنقد"، وصدرت له الكثير من الكتب في تاريخ الأدب العربي بمختلف عصوره وأقاليمه: منها "العصر الجاهلي"، "العصر الإسلامي" "العصر العباسي الأول" و"العصر العباسي الثاني" ثم "عصر الدول والإمارات (الجزيرة العربية، العراق، إيران) و "عصر الدول والإمارات (الشام)، وعصر الدول والإمارات (مصر) وعصر الدول والإمارات (الأندلس)، وعصر الدول والإمارات (ليبيا – تونس – صقلية)، عصر الدول والإمارات (الجزائر – المغرب الأقصى – موريتانيا – السودان).
و صدر له في الدراسات اللغوية: "المدارس النحوية"، "تجديد النحو"، "تيسيرات لغوية"، "تيسير النحو التعليمي قديمًا وحديثًا"، كما كتب ضيف في الترجمة والسيرة الذاتية، عدة مؤلفات، تناول فيها أعلام من الأدب، منهم "ابن زيدون الشاعر الأندلسي"، "شوقي شاعر العصر الحديث" و"البارودي رائد الشعر الحديث"، "مع العقاد"، "معي" (جزءان).
ومن إصداراته في مجال الدراسات الأدبية، "الفن ومذاهبه في الشعر العربي"، "الفن ومذاهبه في النثر العربي"، "التطور والتجديد في الشعر الأموي"، "دراسات في الشعر العربي المعاصر" "الأدب العربي المعاصر في مصر"، "الشعر والغناء في المدينة ومكة لعصر بني أمية"، "البحث الأدبي: طبيعته، مناهجه، أصوله، مصادره"، "الشعر وطوابعه الشعبية على مر العصور"، "في التراث والشعر واللغة"، "في الشعر والفكاهة في مصر"، " الحب العذري عند العرب" "من المشرق والمغرب: بحوث في الأدب" و"البطولة في الشعر العربي"، "الفكاهة في مصر".
وحقق ضيف عدة كتب في التراث، وألف أيضا في فنون الأدب العربي، كما نال أكثر من جائزة، وتم تكريمه من عدة جهات، حيث نال، جائزة مبارك للآداب عام 2003، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1979، وجائزة الملك فيصل العالمية في الأدب العربي عام 1983، وتم منحه دروعا من جامعات عريقة مثل جامعة القاهرة، والجامعة الأردنية وصنعاء وغيرها، وفي يوم الخميس الموافق، 10 مارس (آذار) 2005 رحل العالم والأديب شوقي ضيف عن عمر يناهز 95 عامًا، تاركاً إرثا أدبيا وعلميا ولغويا، غنياً وقيماً كان ثمرة جهوده العظيمة في خدمة اللغة العربية وآدابها.