أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة موسيقى في «الظفرة للكتاب» مهرجان للكتاب واحتفاء بالتراث.. يسقي الظفرة ويرويها

استضاف مهرجان الظفرة للكتاب 2024، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، جلسة «حين تسافر الحكاية: خراريف إماراتية»، قدمتها، أمس، الكاتبة الدكتورة فاطمة المزروعي في «حضيرة بينونة» بحديقة مدينة زايد العامة.


وبأسلوب تفاعلي ووسط أجواء تراثية، روت المزروعي «خراريف» جمعتها من التراث الإماراتي، موضحة أن «الخراريف» تمتلك أجنحة تجعلها تحلق في فضاء الأدب الإنساني. وقالت إن أبحاثاً أظهرت تشابهاً كبيراً في محتوى القصص بين الشعوب، عازية ذلك إلى أن التجارب الإنسانية تتقاطع في تناولها لمفاهيم الخير والشر مهما اختلفت مواقعها الجغرافية. وأكدت أن الحكايات تقفز فوق حواجز المكان لتتلاقى في المشترك الإنساني، لافتة إلى أن التجارة والسفر والتجوال من العوامل التي أسهمت في نشر قصص متشابهة المضمون بين شعوب الأرض.
وسردت المزروعي أمام الحضور عدداً من «الخراريف» التراثية الشهيـــرة، مثــل: «أم اليحة»، و«المـــرأة الدجاجة»، وتحدثت فيها عن الإعجاز الذي يحدث في «الخراريف»، إذ تنتهي الخروفة نهاية سعيدة بالعادة، وهو أمر يدل على البساطة والقناعة بانتصار الخير مهما كانت الصعوبات والتحديات.
وقالت، إن الأمهات والجدات كن يروين «الخراريف» للأطفال قديماً لتؤدي أغراضاً عديدة، من بينها الاستمتاع بالإنصات لتسلسل أحداث القصة، واستكشاف مصير شخوصها، واستخلاص الحكمة والعبرة منها، موضحة أن «الخروفة» تتمتع بقوة استشفائية، وهو ما يتجلى في قصص كشفت أن بطلها شفي من علته بفضل خروفة سمعها من جدة أحضرتها العائلة لإنقاذه.
وأكدت المزروعي أن مشاركتها في مهرجان الظفرة للكتاب، من خلال تقديم جلسة في «حضيرة بينونة»، تنسجم مع اهتمامها بالبحث في التراث الإماراتي، وتتماشى مع حرصها على تأليف الكتب في مجال أدب الطفل، ودراسة تأثير التراث عليه، مشيرة إلى أنها تعكف حالياً على التحضير لإصدار كتاب يضم أشهر «الخراريف» الإماراتية القديمة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: فاطمة المزروعي الأدب مهرجان الظفرة للكتاب الظفرة مركز أبوظبي للغة العربية بينونة التراث الإماراتي

إقرأ أيضاً:

فاكهة الأدب في المراسلات الشعرية

فاطمة البلوي

لفتت انتباهي الرسائل الشعرية بين شعراء سعوديين وآخرين مِنْ اليمن الشقيق يتعاطونها عبر اليوتيوب والتيكتوك بأغراض يحددها الشاعر المُرْسِل. مِنْها رسالة لشاعر سعودي في مدح موظف محطة يمني لموقفه المشرِّف معه تفاعل معه الشعراء اليمنيون وشكروه برسائل الشعر على ذكره لجميل اليمني وذكَّروه بعلاقة الدم والدين والعادات التي تربط الشعبين؛ والمراسلات الشعرية نوع مِنْ الأدب في إحداث لغة للتحاور حول موضوع يرسله شاعر لشاعر آخر لها نكهة أدبية جميلة تجبر المتلقي على متابعتها كونها تحمل إشارات وأخبارًا وتساؤلات ودعابات يُعرف بأدب المراسلات ويُسميها البعض -فاكهة الأدب- موجودة منذُ عهد الجاهلية؛ ومرَّت عبر التاريخ بتطورات وتغيرات حتَّى وصلت الرسائل في عصر التكنلوجيا الحديثة إلى وسائل التواصل الاجتماعي.

إلَّا أنَّ الشاعر السعودي/ مسعود ابن جرشب كان الأبرز في المراسلات الشعرية الشفهية عبر وسائل التواصل الاجتماعي في موضوع تحدٍ بأبيات شعرية وجهها لشعراء اليمن لمعرفته بثقل الشاعر اليمني الذي يقاسمه الانتماء للجزيرة العربية أصل الشعر. استقبل الشاعر/ مسعود ابن جرشب كماً كبيراً مِنْ رسائل الشعراء اليمنيين تنوعت ردودهم واختلَفت رؤيتهم في رسائله الشعرية وظهر في محتواها المورد الثقافي الواحد منْ شعراء الشقيقتين؛ وهذا أمر طبيعي لكوننا نعيش في مكوِّن واحد ممتد مِنْ حضارات الجزيرة العربية التي ينتمي لها الشعبان السعودي واليمني؛ وعرَّفتنا بشعراء لَمْ نكن نعرفهم وهذا مِنْ أحد أهداف الرسائل الأدبية. لَمْ يرتو ابن جرشب مِنْ شعراء اليمن بَعدْ؛ فأطلق لهم رسالة تحدٍ أخرى وأشهد أصدقاءه اليمنيين الملتفين حوله عليها؛ فمَا زال يبحث عَنْ ندٍ يماني يناطحه الشعر:

يا أهل اليمن يالله عساكم تسلمون

أنا اتحدى بالقصيد أطلق شنب

أنا اتحدى والنشامى يسمعون

هذا وأنا مَغيْر أحلَّي بالعنب

توافدت رسائل الشعر الشفهية قادمة مِنْ شعراء اليمن بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي على الشاعر مسعود ابن جرشب/ تحمل في محتاها محاريب الشعر منهم الشاعر اليمني عبدالرحمن الزبيري الذي أرسل رد بالشعر وضمنها رداً على بيت الدعابة الأخير لابن جرشب بدعابة مثلها ما دل روح التفاهم الأدبي والفكري الكبير بين الفريقين الشقيقين:

يا مرحبا تعداد ما شنّ المزون

تعداد ما بَرْق بسمانا قد ضرب

بالشاعر اللي مسكنه جوف العيون

من جيت في درب الصداقة والصَحب

يا من تحدى والنشامى يسمعون

احنا نجاوب لك على حسب الطلب

لأهل اليمن في الشعر عنوان وحصون

فينا الفصاحة والبلاغة والأدب

خلك من اشعار التحدي والفنون

وابقَ على أكل الفصافص والعنب

بعد مساجلات شعرية بينهم أرسل الشاعر مسعود ابن جرشب لشعراء اليمن رسالة شعرية مضمونها أنه اكتفى من ردودهم وأنه لمْ يتحدهم إلا لكونهم ذوي كفاءة وأهل شعر وثقافة ولأنه يحب مجاراة الشعراء وهو الشاعر البارز في ساحات الشعر النبطي السعودي والخليجي والعربي بجرأة وقوة فكرته وحضور قصيدته:

يا أهل اليمن كلٍ يريٍّحْ محلّه

تريّحوا وأنا شربت الفناجيل

اليا خذيت أبا أخذ العز كله

واليا تحدِّيت اتحدَّى الرجاجيل.

ثم أرسل أبيات شعر تُظهر مدى إجلاله برجال اليمن الشقيق وحبه وفخره بأصدقائه اليمنيين وكأنه يقول- كلمة حق أقولها فيكم بأنكم فخر لمن يخاويكم.

يا مرحبا يا أهل اليمن وألف ترحيب

أقولها ولواني عن الشعر جايز

اللي يخاوي واحدٍ من أهل الطيب

في ذمتي إنه على الكل فايز

فأرسل الشاعر اليمني عبدالرحمن الزبيري برسالة ضمّنها ترحيبه واعتزازهم به.

يا مرحبا وأهلا براعي المواجيب

بالشاعر اللي للفخر دوم حايز

وانشهد إنك كفو يابن الأجاويد

في مدحكم أمسيت أنا اليوم عاجز

وفي موقف جميل صادفه في نجران بعض من الإخوة اليمنيين وعرفوه ورحّبوا به وأبدوا له جل تقديرهم واحترامهم فأرسل الشاعر ابن جرشب رسالة شكر لأهل اليمن ذكرَ فيها خصالهم العربية مثل الطيبة والوفاء والكرم والشجاعة والثقافة.

يا أهل اليمن من بعد ما جيت نجران

استقبلوني بالعلوم الوفيّة

أنا استفز أهل المراجل على شان

ألقى المراجل والعلوم الطرية

توافدت للشاعر عدة رسائل من شعراء يمنيين يثنون على الشاعر ذكْره لليمن واليمنيين وذكَّروه أننا شعبان متلاحمان نحمل خصال وفكر الجزيرة العربية. اخترْتُ من بينها رسالة لشاعر لم يذكر اسمه يقول:

يشهد لنا التاريخ في كل ميدان

فينا الكرامة والشهامة عليَّة

الضيف لا جانا نرفع له الشأن

ونكرمه بالطيب منا بنية

متواردين القبيَّلة عبر الأزمان

يا ابن السعودي شل رَدي التحية

الشاعر مسعود ابن جرشب مُدركًا لثقافة شعب الحضارات والتاريخ العربي؛ فكمْ من شاعر فحل وأديب فذ قدمته أرض اليمن؛ ففيهم الفصاحة والبلاغة والفكر ومنهم الشاعر محمد محمود الزبيري الذي وقف في موسم حج 1940م – 1358هـ. بمكة المكرمة وقال قصيدة في الملك عبدالعزيز أثنى عليه:

قلب الجزيرة في يمينك يخفقُ

وهوى العروبة في جبينك يُشرِقُ

ولعمر مجد المسلمين لأنت في

أنظارهم أمل منير شيِّقُ

حتى قال:

وإليك يا أسد الجزيرة خفْقَة

من قلب صبٍ لمْ يزلْ بكَ يخفِقُ

ناءت بمحملها حنايا لوعتي

وهفت إليكَ بها القوافي السُبَّقُ

يمنيّة نجديّة مكيّة

قل ما تشاء فإنها لا تفرقُ

أظهرت الرسائل السابقة ما يتمتع بهِ شعراء البلدين الشقيقين من ثقافة واحدة راسخة في أخلاقهم وما يتمتعان به من رقي في تعاملهما المتبادل كأخوة تربطهما علاقات دم ودين وجوار منذُ بزوغ التاريخ.

عبدالرحمن الزبيري

مسعود ابن جرشب

الشاعر محمد محمود الزبيري

المصدر: صحيفة الرياض

 

مقالات مشابهة

  • مقاتلة روسية تصفع مدربها بعد خسارتها بالضربة القاضية (شاهد)
  • سهيل المزروعي: الإمارات السوق الأسرع نمواً لمصادر الطاقة النظيفة والمتجددة بالمنطقة
  • شوقي ضيف.. لماذا لقب بحارس التراث العربي؟
  • سهيل المزروعي : الإمارات السوق الأسرع نمواً لمصادر الطاقة النظيفة والمتجددة بالمنطقة
  • فاكهة الأدب في المراسلات الشعرية
  • الاتجاهات الأدبية والمدرسة المغربية
  • انطلاق مسابقات وفعاليات المحطة الختامية لـ مهرجان الظفرة
  • «قبر مكشوف».. رواية الألم الإنساني
  • بعد اختيارها لشخصية معرض الطفل هذا العام.. من هي الكاتبة فاطمة المعدول؟
  • قائمة منتخب الناشئات في مواجهة الكاميرون بتصفيات كأس العالم اليوم