يمن مونيتور/ صنعاء / تقرير خاص

بعد أسبوع تقريباً من سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، لا تزال جماعة الحوثي تخشى تداعيات انتصار الثورة السورية، على المشهد اليمني، الأمر الذي دفعها إلى إطلاق سلسلة من التحذيرات والتهديدات، ناهيك عن شن حملات اعتقالات طالت المحتفلين بسقوط الأسد ونظامه في مناطق سيطرتها، في حادثة هي الثانية خلال شهور من حملة الاختطافات الترهيب التي طالت المحتفلين بثورة 26 سبتمبر .

التطورات في سوريا وقبلها لبنان، فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الحوثيين، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.

سقوط الأسد، دفعت أيضاً، التكتل الوطني للأحزاب اليمنية، ومسؤولي في الحكومة اليمنية، إلى مطالبة مجلس القيادة الرئاسي، بضرورة إنهاء التدخل الإيراني في البلاد، واستعادة مؤسسات الدولة من الحوثيين.

رافق ذلك، تصريحات المبعوث الأممي إلى اليمن مؤخراً، والتي حملت رسائل مبطنة بإمكانية أن يدخل اليمن في حرب مدمرة في حال لم يتفق الحوثيون مع الحكومة اليمنية على خريطة الطريق الأممية.

تهديدات وتحذيرات حوثية

وفي خطاب منفعل ومتشنج، ألقى عبدالملك الحوثي، مساء الخميس الماضي، أول خطاب له منذ انتصار الثورة السورية وتحرير دمشق وهروب الأسد، وانسحاب إيران من هناك.

ركز الخطاب الحوثي على سوريا وتحول ميزان القوى في المنطقة على حساب إيران، كما اتهم الثوار السوريين بالخيانة والعمالة والإرهاب لصالح الاحتلال الإسرائيلي ضد إيران لأن الأخيرة خصم للاحتلال.

وكان أهم ما ورد في خطابه توقع نموذج يمني شبيه بما حدث في سوريا قائلاً: إنهم سيتصدون لأي تحرك وقد أعدوا له براً وبحراً وجواً وتجنيد مئات الآلاف من الشعب”.

محمد عبدالسلام فليتة المتحدث باسم الجماعة علق بعد دقائق من انتهاء كلمة الحوثي قائلاً: “اليمن ليس سوريا ولن نسكت لأي تحرك ضدنا وسنستهدف من يدعمون أي تحرك”.

وأضاف “من عليه أن يقلق ويتخوف وأن يشعر بالرعب هو الطرف الآخر، لأن أي تحرك ضد الحوثي هو لصالح الصهاينة يعني حرباً كبيرة جواً وبحراً وبراً، وسنستهدف كل داعم للمرتزقة والخونة”.

ردود فعل

وتعليقاً على انفعالات الحوثيين، وقلقهم من انتقال النموذج السوري إلى اليمن، علق الصحفي اليمني، عدنان الجبرني في صفحته على منصة إكس في صفحته على منصة إكس “بصوت مرتفع، وقلق وفزع واضحين حاول انتشال معنويات أنصاره بعد انتكاسات سوريا ولبنان مؤكداً على رفع مستوى المواجهة والتصدي لمكائد الأعداء”.

من جانيه، قال الكاتب والباحث عبدالسلام محمد كتب على منصة إكس تعليقا على انفعال الحوثي: “خطاب زعيم الحوثيين اليوم متشنج، ولأول مرة يظهر بهذه الصورة المنعدم فيها الطمأنينة والسكينة، وحتى الوقار الزائف. حالته النفسية انعكاس طبيعي للاضطراب الذي يعيشه، هو وحركته المسلحة في اليمن، خاصة وهم يرون محور إيران يتهاوى ونفوذ حليفهم ينهار”.

محمد الباشا كتب أيضاً على صفحته وشارك مقطعاً من حديث الحوثي: “لم أرَ أو أسمع عبد الملك الحوثي بهذا الغيظ منذ زمن بعيد، لقد كان غضبه وشدته اليوم غير مسبوقين، حيث صرخ واندفع بعنف شديد لم نشهد له مثيلاً من قبل”.

وأضاف الباشا في تغريدة أخرى “طبول الحرب تقرع في اليمن.. عبد الملك الحوثي غاضب، وجهه محمر، وعروقه منتفخة من الصدغين، وهو يصرخ بأعلى صوته، صوته مليء بالغضب”.

الخبير والمحلل العسكري اليمني علي الذهب كتب على صفحته في منصة إكس: “خطاب مسكون بالرعب وارتعاد الفرائص ما ظهر فيه المتمرد عبدالملك الحوثي. انتفخت أوداجه وهو يزبد ويرعد، في انكشاف متوقع”.

اجتماع بالقبائل

وبعد نحو يومين فقط من سقوط نظام الأسد في سوريا، اتجهت الجماعة المسلحة، إلى القاء مشايخ القبائل في عدد من المحافظات الواقعة تحت سيطرتها والاجتماع بهم، في محاولة لتحييدهم عن أية مواجهة محتملة مستقبلًا وضمان عدم خروجهم وتهديدهم لسلطة الجماعة بعد أن تصاعدت المطالبات لقوات الحكومة المعترف بها دولياً بالتحرك واستعادة الدولة من الحوثيين.

وعلى خلفية ذلك، التقى القيادي في الجماعة، محمد حسين المقدشي، بقبائل عنس في محافظة ذمار، الثلاثاء الماضي، محذرًا إياهم من الانجرار بما يحصل في سوريا وعدم الاستماع لمن يدعو إلى خروج اليمنيين عن سلطة الحوثي.

ووسط عدد من رجال القبائل، ألمح المقدشي بأن أي محاولات أو تحركات لتكرار ما حصل في سوريا ستؤدي بكل تأكيد إلى حالة من الاقتتال والحرب، في رسالة واضحة مفادها بأن جماعة الحوثي ستتعامل بحزم وقوة مع أي معارضة محتملة تهدد وجودها في البلاد.

اختطافات في تعز

تحذيرات الحوثيين، تلاها حملات اعتقالات ضد المحتفلين بالثورة السورية، وسقوط الأسد، وفي هذا السياق، قالت مصادر محلية، يوم السبت، إن جماعة الحوثي اختطفت عدداً من الشباب في محافظة تعز، لمجرد تعبيرهم عن موقفهم من سقوط الأسد في سوريا.

وبحسب المصادر، فقد تم التحقيق مع الشبان وتفتيش أمتعتهم الشخصية وهواتفهم المحمولة لمعرفة ما إذا كان لديهم أي توثيق خاص بالاحتفالات أو آخر التطورات في سوريا.

من جانبها، أفادت الصحيفة “الشرق الأوسط” أن حكومة الحوثيين تتخذ خطوات إضافية لتوجيه الرأي العام، بما في ذلك إجبار موظفي القطاع العام وأولياء أمور الطلاب في المدارس الحكومية على زيارة الأماكن المقدسة لأنصار الحوثي، إلى جانب الاستماع الى الكلمة الأسبوعية للزعيم الروحي للجماعة عبدالملك الحوثي.

اختطافات واسعة

والثلاثاء، أفادت سكان محليون، باختطاف الحوثيين عدداً من الشباب من أحياء وشوارع العاصمة المختطفة صنعاء نتيجة كتاباتهم حول انتصار الشعب السوري ورحيل نظام الأسد.

وذكر السكان أن الحوثي اختطفت يوم الاثنين الماضي ثلاثة من الشباب الناشطين في منطقة الصافية والسبعين بأمانة العاصمة واقتادتهم إلى سجونها.

وأشاروا إلى أن الناشطين عبروا عن فرحهم بانتصار إرادة الشعب السوري باقتلاع نظام بشار الأسد الأمر الذي اثار قلق الجماعة ما دفعها الى اختطافهم.

من جانبها، قالت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، إن الجماعة المسلحة، قامت باعتقال (17) ناشطاً وشاباً من مختلف أحياء العاصمة بسبب تعبيرهم عن فرحتهم بانتصار الشعب السوري.

وأدانت الشبكة، تصرفات حكومة الحوثيين، التي تتم في انتهاك لكافة المواثيق الدولية، مشيرة إلى أن “تصرفات الحوثيين تعكس قلقها من تداعيات الوضع في سوريا على سيطرتها على صنعاء، والخوف من انتفاضة شعبية مماثلة في اليمن أيضاً”.

كما أن ذلك دفع الجماعة إلى زيادة انتشار القوات الأمنية لصالحها في أحياء العاصمة صنعاء.

اختطافات الجماعة المسلحة، وقلقها من تداعيات الوضع في سوريا، لم يقتصر على صنعاء وتعز، بل شمل أغلب المحافظات المناهضة لمشروعها الطائفي، خصوصا المناطق الوسطى من البلاد.

وحسب المصادر، فقد قامت الجماعة المسلحة باختطاف عدد من أبناء مديرية المخادر بمحافظة إب، وسط البلاد، وذلك أثناء تجمعهم ورفعهم لأعلام الثورة السورية، تضامنًا مع الشعب السوري واحتفالًا بسقوط نظام الأسد.

وفي محافظة ذمار (جنوبي العاصمة صنعاء)، احتفلت مجموعة من طالبات مدرسة 7يوليو في مدينة ذمار ووزعن الحلوى على زميلاتهن بمناسبة انتصار الثورة السورية، لتقوم جماعة الحوثي بإرسال حملة أمنية إلى المدرسة للتحقيق مع المعلمات والطالبات، واستدعاء أولياء أمورهن.

محادثات مكثفة في الرياض لدعم الجيش اليمني وسط تحذيرات الحوثيين حصري- الحوثيون يتحفزون لمواجهة زلزال سقوط الأسد السوري بتقديم التنازلات للخارج

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: إيران الأسد الحرب الحوثيون اليمن سوريا الجماعة المسلحة الثورة السوریة جماعة الحوثی الشعب السوری سقوط الأسد منصة إکس فی الیمن فی سوریا أی تحرک

إقرأ أيضاً:

اقتحام شركات ومتاجر في صنعاء لإرغام مُلاكها على دفع جبايات

وأفادت المصادر بأن مندوبي «هيئة الزكاة» الحوثية مسنودين بمسلحين ينتمون إلى ما يسمى «جهاز الأمن والمخابرات» التابع للجماعة، يواصلون منذ يومين تنفيذ حملات دهم للمتاجر والأسواق والشركات التجارية في صنعاء، ضمن حملة جباية الزكاة بالقوة.

وأغلق الانقلابيون ضمن حملتهم الابتزازية نحو 3 شركات تجارية و14 متجراً وسوقاً، كما استهدفوا عدداً من أصحاب المهن الصغيرة في مديريتَي السبعين ومعين بصنعاء.

وقاد التعسف الانقلابي المستمر كثيراً من أصحاب الشركات والمتاجر إلى الإغلاق والتهديد بوقف أنشطتهم التجارية، مع إطلاق آخرين منهم نداءات استغاثة لإنقاذهم من السلوك الذي تنتهجه الجماعة ضدهم بغية استنزاف ما تبقى من أموالهم.

واشتكى تجار وباعة طالهم أخيراً التعسف الحوثي بصنعاء لـ«الشرق الأوسط»، مما وصفوه بـ«تغول» مندوبي ومسلحي الجماعة الذين يهددون باعتقالهم وإغلاق متاجرهم إذا رفضوا دفع الأموال المفروضة عليهم بشكل غير قانوني.

وأوضح بعضهم أن الحملات التي استهدفت بالدهم والإغلاق التعسفي عدداً منهم، تأتي استكمالاً لحملات الجماعة السابقة التي تستهدف التجار ورجال المال بشكل عام، وكل الساعين لطلب الرزق المشروع.

واتهم رجل أعمال يمني استهدفته الجماعة في صنعاء، ما تسمى «هيئة الزكاة» بممارسة مختلف الضغوط الترهيبية ضده وضد من تبقى من المستثمرين بغية سرقة أموالهم.

وذكر علي جار الله، وهو مؤسس شركة «أصل العنب» بصنعاء، في منشور على «فيسبوك»، أن قوة مسلحة تتبع «هيئة الزكاة» بقيادة عبد الغني الحداد مدير فرع الهيئة بمديرية السبعين في صنعاء، داهمت مقر شركته، وأثارت حالة من الهلع والخوف في العاملين فيها.

وكان ناشطون في صنعاء قد تداولوا صوراً على منصات التواصل الاجتماعي تُظهر لحظة اقتحام الجماعة مقر شركة «أصل العنب» وإرغام مالكها على دفع إتاوات.

وفي سياق أعمال النهب المفروضة بقوة السلاح والتهديد على اليمنيين في صنعاء، داهم مسلحون حوثيون سوقاً شعبية في منطقة السنينة التابعة لمديرية معين بصنعاء، وفرضوا إتاوات على التجار وأصحاب المهن الصغيرة، كما اختطفوا آخرين وأودعوهم السجون لرفضهم الدفع

مقالات مشابهة

  • النائب الإيرلندي “وكلير”: اليمن واجه الإمبريالية العالمية وعلى العالم أن يتعلم منه
  • النائب الإيرلندي “وكلير”: اليمن واجه الإمبريالية العالمية وعلى العالم أن يتعلم من اليمن
  • الحوثي يُحمّل السعودية تبعات الضغوط الهادفة لنقل مقرات البنوك إلى عدن
  • اقتحام شركات ومتاجر في صنعاء لإرغام مُلاكها على دفع جبايات
  • مخاوف من تكرار سيناريو بيدري وغافي.. الإصابات تقلق البارسا
  • بدر الدين الحوثي الأب الروحي لجماعة الحوثيين في اليمن
  • هل سقطت شظايا من صاروخ الحوثي في المدينة المنورة؟ (شاهد)
  • وزيرة الخارجية الألمانية تجري زيارة جديدة لسوريا
  • الحوثيون يستهدفون مطار بن غوريون وإسرائيل تتوعد بالرد!
  • الحوثيون يعلنون استهداف مطار "بن غوريون" بصاروخ باليستي