هل تستطيع الفصائل المسلحة إعادة بناء سوريا المحطمة؟
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
مع رحيل نظام بشار الأسد، تتزايد المخاوف بشأن مستقبل الدولة السورية، في ظل أن الحكام الجدد يسيطرون على المؤسسات إلى لطالما عانت الفساد، وسط رغبة في الانتقام من بعض ضحايا نظام الأسد، وفق ما يطرحه تقرير ريا جلبي وسارة دعدوش في صحيفة "فايننشال تايمز".
الأحد الماضي، كان عبد الرحمن يقضي حكماً بالسجن لمدة 15 عاماً في زنزانة ضيقة بسجن صيدنايا سيئ السمعة في سوريا، بعد مشادة مع ضابط شرطة العام الماضي في دمشق، بحسب الصحيفة.وبحلول صباح يوم الجمعة، كان في السوق القديم بالمدينة القديمة يبيع العلم السوري الأخضر، وهو العلم الذي رفعه المناهضون للأسد طيلة ما يقرب من أربعة عشر عاماً من الصراع.
وفي منتصف النهار، تمكن من الاستماع إلى خطبة في المسجد القريب وصفت الرئيس المخلوع بشار الأسد بأنه "طاغية". لحظات غير مسبوقة
"كم هي عظيمة فرحة السوريين، وكم هي عظيمة هذه النصرة!" هكذا أعلن رئيس الوزراء الجديد، الذي كان يلقي خطبة غير مسبوقة، وكانت كلماته تدوي عبر مكبرات الصوت خارج المسجد الأموي.
وقداستقبلت الرسالة بالهتافات، وارتسمت النشوة وعدم التصديق على وجوه الآلاف من الناس، الذين ما زالوا يحاولون التكيف مع سقوط الدكتاتورية التي حكمتهم بقبضة من حديد لأكثر من خمسين عاماً.
انتهى نظام الأسد بشكل مفاجئ يوم الأحد الماضي عندما فر إلى موسكو، في أعقاب هجوم خاطف شنته "هيئة تحرير الشام"، وفصائل متحالفة معها.
"Jolani now finds himself inheriting a country of rubble and ruin that needs rebuilding, an entirely stalled economy, a devalued currency, and hollowed-out public institutions," says Co-Director @ShirazMaher in his latest piece for @EngelsbergIdeas https://t.co/aNwpJBEHFr
— ICSR (@ICSR_Centre) December 9, 2024وبدأت المجموعة على الفور في تحرير السجناء المحتجزين في سجون البلاد، لكن بعض السجناء في زنزانة عبد الرحمن، تراجعوا ورفضوا الخروج في البداية، نظراً لعدم تصديقهم ما يحدث.
ويقول عبد الرحمن وهو يراقب تدفق الناس وهم يغادرون المسجد بعد صلاة الجمعة، وهم يهتفون بشعارات مناهضة للأسد: "اعتقدنا أنهم منخرطون في اشتباكات وأنهم جاؤوا لاستخدامنا كدروع بشرية، ما زلت في حالة صدمة، أشعر وكأنني في فيلم".
ولكن الشعور بالانتصار والارتياح الذي اجتاح سوريا خلال الأيام القليلة الماضية؛ يمتزج أيضاً بالواقعية، فيما يتصل بالتحديات التي تواجه البلاد الآن.
فقد استولى متمردو هيئة تحرير الشام على دولة دمرتها أكثر من عقد من الحرب الأهلية.
وقد أبدى العديد من الناس الذين احتشدوا في المسجد الأموي احتفالاً بالنصر سرورهم بالرسالة النصية التي تلقوها في الليلة السابقة من مجموعة تطلق على نفسها اسم "سوريا الحرة"، والتي جاء فيها: "سوريا ولدت من جديد، تهانينا لشعبنا، تهانينا لبلدنا".
لكنهم يدركون أيضاً مدى تعقيد مثل هذه الولادة الجديدة بالنسبة للمتمردين الذين نزلوا إلى العاصمة من شمال غرب إدلب - المحافظة، التي حكمتها هيئة تحرير الشام في السنوات الأخيرة.
وفق التقرير، تتولى الجماعة السيطرة على دولة معقدة ومتعددة الأعراق، ومؤسساتها أصبحت فارغة بسبب الفساد والمحسوبية، واقتصادها مدمر بسبب الصراع والعقوبات، ورغبة ملموسة في الانتقام من بعض ضحايا نظام الأسد.
The rebels face a monumental task of rebuilding and running a country after a war that left hundreds of thousands dead, cities pounded to dust and an economy hollowed by global sanctions. Syria will need billions of dollars in aid 8/10 pic.twitter.com/wnlf2JAQKC
— Reuters (@Reuters) December 9, 2024يقول موظف حكومي في محافظة دمشق: "على مدى السنوات الـ 13 الماضية، لم ينجح أي شيء: لا كهرباء، ونقص في كل شيء، واختناق كامل للمجتمع، يتعين على هيئة تحرير الشام أن تتحرك وتنظم الأمور الآن وتوقف هذا الفساد وإلا فإن الناس سوف ينقلبون عليها بسرعة".
سيطرت ظروف صعبة على حياة السوريين، منذ أن استولى الأسد الأب على السلطة الكاملة في انقلاب عام 1970، بحسب ما جاء في التقرير.
وفق التقرير، لقد أدى هذا إلى نشوء نظام بيروقراطي عزز اعتماد عامة الناس على الوظائف الحكومية وسمح للفساد على كافة مستويات المجتمع بالانتشار دون رادع.
لقد شهدت تلك الفترة تحول الدولة من نظام عتيق يديره حزب البعث الذي يتزعمه الأسد إلى خليط من المؤسسات المنهارة.
مستشفيات البلاد في حالة يرثى لها، ويتجلى نقص التمويل في جدرانها المتهالكة وأقسامها المثقلة بالأعباء؛ أما فنادقها المتداعية فقد تجمدت في الزمن.
وتعود أغلب السيارات التي تملأ شوارع دمشق إلى سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين، لأن قطع غيار السيارات الأحدث أصبحت أصعب في الحصول عليها وأكثر تكلفة في الاستيراد.
العقوبات الغربية التي تستهدف الدولة السورية والرئيس المخلوع ومموليه تؤثر في الغالب على المدنيين، حيث وجدت المستويات العليا من النظام طرقًا للالتفاف على القيود.
The political future of #Syria remains unclear after rebels toppled over the #Assad regime in surprising 10 day offensive. @FredericHof explains what the US can do to help the opposition rebuild a new inclusive Syria.https://t.co/Uz3hu65Pnj
— Atlantic Council Middle East Initiatives (@ACMideast) December 14, 2024 مجهولوأعلن رئيس الوزراء الجديد محمد البشير، أن حكومة مؤقتة ستقود البلاد حتى مارس (آذار) المقبل، لكنه لم يحدد ما سيأتي بعد، ولم يتم التطرق بعد إلى موضوع الانتخابات الوطنية.
وتعد هيئة تحرير الشام، فرعاً سابقاً من تنظيم "القاعدة"، وهي مصنفة من قبل الولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية، كما أنها الأقوى بين عدد لا يحصى من الجماعات المسلحة في بلد يضم مزيجًا متنوعًا من الأديان والطوائف.
ويدير أبو محمد الجولاني المجموعة كرجل قوي، وهناك مخاوف من أن الاستبداد قد ينزل بدمشق، التي يتساءل سكانها بالفعل، عما إذا كانت هيئة تحرير الشام ستحد من المظاهر العامة للاحتفالات بعيد الميلاد.
وعاد موظفو الحكومة إلى الوزارات يومي الثلاثاء والأربعاء، كما صدرت الأوامر للمدارس بإعادة فتح أبوابها يوم الأحد.
وفي ليلة الخميس، عشية عطلة نهاية الأسبوع في سوريا، عادت حركة المرور إلى الشوارع حيث امتلأت المطاعم والمتنزهات بالناس.
يقول أبو محمد، وهو رجل يبلغ من العمر 54 عاماً ويقيم في إحدى ضواحي دمشق الفقيرة: "على الرغم من كل ما فقدناه، فنحن الآن أحرار".
وبحسب التقرير، فإن أحد التحديات الحاسمة التي تنتظر سوريا هو إعادة بناء الاقتصاد، الذي كان في حالة من التدهور منذ عدة سنوات.
يعيش أكثر من 90% من السوريين الآن تحت خط الفقر، وتحصل أغلب الأسر في البلاد على أقل من ست ساعات من الكهرباء يومياً.
وكثيراً ما تكون مخازن الطعام خاوية في ظل نقص السلع الأساسية، وارتفاع معدلات التضخم إلى عنان السماء، وانهيار الليرة السورية.
Rebuilding Syria is a colossal task following a civil war that killed hundreds of thousands of people, reduced cities to ruins, and left the economy gutted by international sanctions https://t.co/AptpxqxoMP pic.twitter.com/Kfnkb0J0tZ
— Reuters (@Reuters) December 11, 2024 أزمة الوقودوقال نائب رئيس شركة النفط الوطنية مصطفى حساوية لصحيفة "فاينانشال تايمز": هذا الأسبوع إن أكثر من 80 في المائة من المنتجات النفطية في البلاد تستورد من إيران التي دعمت الأسد خلال الحرب".
وأضاف أنه في حين أن هناك مخزونات كافية لتدوم شهرا، فمن غير الواضح من أين سيأتي الوقود بعد ذلك.
لقد تعطلت عملية التصنيع المحلية بشكل كبير، حيث تم تدمير المصانع وإرسال العمال إلى الحرب خلال العقد الذي شهد صراعاً أهلياً.
وسوف يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن تبدأ عملية إعادة الإعمار: فما زال جزء كبير من البلاد في حالة خراب، وما زال أهلها يطاردهم أشباح أحبائهم الذين قتلوا أو اختفوا.
لقد استنزفت حكومة الأسد الأموال لتمويل الإنفاق العسكري، ورواتب القطاع العام، والسلع المدعومة ــ وهما الأخيران جزء أساسي من العقد الاجتماعي الأساسي في الدولة البعثية.
وعندما جاء داعمو النظام، روسيا وإيران، للمطالبة بديون الحرب المستحقة منذ فترة طويلة، وزع الأسد أجزاء من موارد الدولة على موسكو وطهران، بما في ذلك استخراج الفوسفات.
أما الديون الأخرى التي لم تسددها حكومته قط، بما في ذلك ديون موسكو، فتترك هيئة تحرير الشام مع جبل غير معروف من الديون وحسابات جيوسياسية معقدة حول من يجب سداده وكيف.
???????????? Syria’s new rulers signal shift to free-market economy
Syria's interim government, led by former rebel forces, announced plans to adopt a free-market model to attract investment and rebuild after 13 years of war, marking a departure from decades of state control.
Business… pic.twitter.com/nBx8l8a2NO
وهناك مخاوف أيضاً من الانتقام من جانب قوات الجولاني، ولكن المخاوف أكبر من جانب مئات الآلاف من الأشخاص الذين قد يكونون يبحثون عن تصفية الحسابات.
وينطبق هذا بشكل خاص على عائلات المفقودين، آلاف لا حصر لها من الذين فقدوا في شبكة السجون الضخمة التي يديرها الأسد.
وقد نزلوا إلى سجون البلاد في بحث يائس عن أحبائهم هذا الأسبوع، وعاد كثيرون منهم بخيبة أمل.
وفي إشارة إلى الغضب المتزايد، قال الجولاني إن المتورطين في التعذيب سيواجهون العدالة، في حين سيحصل الجنود غير المتورطين على عفو.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية بشار الأسد سوريا سوريا الحرب في سوريا سقوط الأسد هیئة تحریر الشام فی حالة
إقرأ أيضاً:
جَحيمُ ترامب قد يُحرق العراق: الوضعُ خطيرٌ لّلغاية والتوازن الدَقيق صعبُ المَنال
بغداد اليوم - بغداد
يشهد العراق حالة من الترقب والحذر وسط تصاعد التوترات الإقليمية، خاصة بعد التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي توعد فيها بإنهاء أي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة يوم السبت القادم في حال عدم اطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين لدى حماس. هذه التصريحات أثارت مخاوف العديد من الخبراء والمحللين السياسيين، الذين يرون أن العراق قد يكون واحداً من الدول الأكثر تأثراً بأي تصعيد أمريكي جديد.
ويرى بعض المراقبين أن السياسة التي قد يتبعها ترامب ستكون أكثر تشدداً من إدارة الرئيس السابق جو بايدن، مما قد يفتح الباب أمام مواجهات عسكرية جديدة داخل الأراضي العراقية، بالإضافة إلى إمكانية فرض عقوبات اقتصادية قد تمتد لتشمل الحكومة العراقية وليس فقط الفصائل المسلحة.
التفاصيل والتحليل
في حديثه لـ"بغداد اليوم"، أكد المختص في الشؤون الاستراتيجية محمد التميمي أن تهديدات ترامب الأخيرة لا تقتصر على غزة وحدها، بل من المحتمل أن تمتد تداعياتها إلى العراق أيضاً، خاصة في ظل الارتباط الوثيق بين الفصائل المسلحة العراقية والفصائل الفلسطينية ضمن ما يعرف بمبدأ وحدة الساحات.
هذا المبدأ الذي تقوم عليه بعض الفصائل المسلحة يعني أن أي تصعيد في غزة قد يدفع الفصائل العراقية إلى تنفيذ عمليات عسكرية ضد أهداف أمريكية أو إسرائيلية في المنطقة، مما قد يجعل العراق ساحة جديدة لصراع إقليمي واسع. ومن هنا، يرى التميمي أن التصعيد الأمريكي المحتمل قد يضع العراق في وضع خطير للغاية، خاصة إذا قرر ترامب اتخاذ خطوات عسكرية مباشرة ضد الفصائل العراقية أو فرض عقوبات اقتصادية على بغداد.
مرحلة جديدة
على الصعيد الأمني، فإن أي تصعيد أمريكي ضد الفصائل المسلحة في العراق قد يؤدي إلى اندلاع موجة جديدة من العنف داخل البلاد. فقد شهد العراق في السنوات الماضية العديد من الهجمات المتبادلة بين القوات الأمريكية والفصائل المسلحة، خاصة بعد اغتيال القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في غارة أمريكية مطلع عام 2020. وإذا قرر ترامب العودة إلى هذا النهج، فإن العراق قد يكون على موعد مع مرحلة جديدة من المواجهات العسكرية التي قد تطال الوجود الأمريكي في البلاد، سواء من خلال استهداف السفارة الأمريكية في بغداد أو القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة في عدة مناطق، مثل قاعدة عين الأسد في الأنبار أو قاعدة حرير في أربيل. وقد تؤدي هذه التطورات إلى تدهور الوضع الأمني وزيادة حالة عدم الاستقرار، وهو ما قد ينعكس سلباً على الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد
المواقف المختلفة من التهديدات الأمريكية المحتملة
الحكومة العراقية حتى الآن لم تصدر أي موقف رسمي بشأن تهديدات ترامب، لكن مصادر سياسية تؤكد أن بغداد تتابع الوضع عن كثب وتحاول اتخاذ موقف متوازن لتجنب الدخول في مواجهة مباشرة مع واشنطن. فمن جهة، تسعى الحكومة العراقية إلى الحفاظ على علاقاتها مع الولايات المتحدة، خاصة في ظل الحاجة إلى الدعم الأمريكي في مجالات متعددة، من بينها التعاون العسكري والتدريب وصفقات التسليح. ومن جهة أخرى، تجد الحكومة نفسها تحت ضغط الفصائل المسلحة التي ترفض أي وجود أمريكي في العراق وتعتبر أن الولايات المتحدة تمثل تهديداً لسيادة البلاد. وهذا التوازن الحساس قد يصبح أكثر صعوبة إذا قررت إدارة ترامب تنفيذ عمليات عسكرية ضد الفصائل أو فرض عقوبات اقتصادية على بغداد.
أما الفصائل المسلحة العراقية، فرغم عدم صدور مواقف رسمية منها حتى الآن، إلا أن مصادر مقربة منها تشير إلى أنها تراقب التطورات بحذر وتستعد لأي سيناريو محتمل. بعض الفصائل كانت قد توعدت سابقاً بالرد على أي استهداف أمريكي لها، مما يعني أن أي ضربة أمريكية قد تشعل موجة جديدة من الهجمات المتبادلة، وهو ما قد يعيد العراق إلى حالة عدم الاستقرار الأمني التي شهدها في فترات سابقة.
أما على الصعيد الدولي، فإن التهديدات التي أطلقها ترامب أثارت قلق بعض الدول التي تخشى أن يؤدي تصعيد جديد في الشرق الأوسط إلى زعزعة استقرار المنطقة بأكملها. فإيران، التي تعتبر الداعم الرئيسي للفصائل المسلحة في العراق وسوريا ولبنان، قد لا تبقى صامتة في حال قررت واشنطن شن عمليات عسكرية ضد حلفائها، مما قد يرفع من حدة التوتر بين طهران وواشنطن. كما أن بعض الدول الأوروبية، التي كانت قد حاولت لعب دور في تهدئة الأوضاع بين الولايات المتحدة وإيران خلال السنوات الماضية، قد تجد نفسها في موقف صعب إذا ما تصاعدت الأوضاع مجدداً.
بين المطرقة والسندان
في ظل هذه التطورات، يبقى العراق في موقف صعب بين مطرقة التهديدات الأمريكية وسندان التصعيد الإقليمي. ومع احتمالية عودة ترامب إلى البيت الأبيض، قد تواجه بغداد مرحلة حاسمة قد تحدد مستقبل علاقاتها مع واشنطن وطهران في آن واحد. والسؤال الأهم الذي يطرحه المراقبون الآن: هل ستتمكن الحكومة العراقية من اتخاذ موقف متوازن يحمي البلاد من الدخول في صراع جديد، أم أن العراق سيكون مجدداً ساحة لتصفية الحسابات بين القوى الكبرى في المنطقة؟
المصدر: بغداد اليوم+ وكالات