باحثون يابانيون يختبرون عقارا رائدا يجعل الأسنان تنمو من جديد
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسنانا من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقارا رائدا يأملون أن يشكل بديلا لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.
على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا تنمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان.
لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا كاتسو تاكاهاشي.
في تشرين الأول/أكتوبر، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفرا لأشخاص بالغين دواء تجريبيا يقول الفريق الطبي إنّ قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية.
ويقول تاكاهاشي لوكالة الصحافة الفرنسية إنها تقنية "جديدة تماما" في العالم.
غالبا ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلا جراحيا.
ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن "استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها".
تشير الاختبارات التي أجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين اوساغ 1 USAG-1 يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صورا مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.
إعلانوفي دراسة نشرت العام الفائت، قال الفريق إن "العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان ويمكن أن يشكل اختراقا على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر".
ليست سوى البداية
في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات "الماسة" للمرضى الذين خسروا ستة أسنان دائمة أو أكثر منذ الولادة.
ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0,1% من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالبا ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم.
ويضيف إنّ "هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم".
لذلك، يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل العام 2030.
ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.
في حديث إلى وكالة الصحافة الفرنسيةالصحافة الفرنسية، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني "إنّ مجموعة تاكاهاشي تقود المسار".
ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي "مثير للاهتمام ويستحق المتابعة"، لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتينا مطابقا تقريبا لـUSAG-1 يُستخدم أصلا لعلاج هشاشة العظام.
ويضيف "السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيرا، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه".
ويتابع "إنها ليست سوى البداية".
يرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي "مبتكرة وتحمل إمكانات".
ويقول لوكالة الصحافة الفرنسي إن "التأكيد أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل".
إعلانويشير إلى أنّ "النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائما ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر".
ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير "تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفيا وجماليا على أن تحل محل الأسنان المفقودة".
موقع السنّ الجديد
يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديد في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.
وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على قوله.
ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى، إذ أن الهدف الرئيسي هو اختبار سلامة الدواء لا فعاليته.
لذا يمثل المشاركون في المرحلة الحالية بالغين صحتهم جيدة خسروا سنا واحدة على الأقل.
ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، إلا أن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.
إذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحا طبيا.
ويقول تاكاهاشي "سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك".
قد تلقى هذه الأنباء ترحيبا خاصا في اليابان، التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم.
وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90% من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاما خسروا سنّا واحدا أقلّه.
ويقول تاكاهاشي "ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تراقب المواقع النووية الإيرانية.. وترامب يدرس التحركات ويقول "أي شيء يمكن أن يحدث"
قالت قناة "فوكس نيوز " إن القوات الجوية الإسرائيلية تستعد لضربة محتملة ضد البرنامج النووي الإيراني حيث أفادت التقارير أن إدارة ترامب القادمة تفكر أيضًا في حملة "الضغط الأقصى 2.0" ضد طهران مع تطور الوضع في الشرق الأوسط بسرعة.
وذكرت القناة في تقرير لها أن سقوط نظام بشار الأسد - الحليف السابق لإيران - بسبب تفكيك حزب الله في لبنان، وفي سوريا، لم يغير المشهد السياسي في الشرق الأوسط مرة أخرى فحسب، بل ترك طهران معزولة بشكل متزايد.
وذكرت التقارير الإسرائيلية يوم الخميس أن الواقع المتطور في المنطقة دفع إسرائيل إلى التفكير مرة أخرى في استهداف البرنامج النووي الإيراني، والذي اعتبرته القدس وحلفاؤها الدوليون أحد أعظم التهديدات الناشئة في وقت تستمر فيه التوترات بين الغرب ودول مثل روسيا وإيران في التدهور.
وقال جيك سوليفان إن نتنياهو "مستعد لإبرام صفقة" مع إعلان حماس عن موافقتها على مطالب وقف إطلاق النار الإسرائيلية، لم تتمكن قناة فوكس نيوز ديجيتال من الوصول على الفور إلى قوات الدفاع الإسرائيلية للتعليق على الخطط المزعومة لضرب البرنامج النووي الإيراني، على الرغم من أنها خطوة طالما اعتبرت محظورة والتي سعت إليها القدس بالفعل في وقت سابق من هذا العام.
ومع ذلك، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الشهر الماضي أن جيش الدفاع الإسرائيلي ضرب جزءًا من البرنامج النووي الإيراني ودمره خلال ضربة انتقامية في أواخر أكتوبر، لكنه حذر من أن ذلك لم يكن كافياً لإحباط قدرة طهران على تطوير سلاح نووي.
وفي شعور مماثل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في نوفمبر/تشرين الثاني إن إيران "أكثر عرضة من أي وقت مضى للضربات على منشآتها النووية".
وأضاف "لدينا الفرصة لتحقيق هدفنا الأهم وهو إحباط والقضاء على التهديد الوجودي لدولة إسرائيل".
ووفق القناة فإنه لا يزال من غير الواضح إلى أي مدى تأثر البرنامج النووي الإيراني بالضربات الإسرائيلية، وتواصل الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقييم أن إيران تعزز بسرعة مخزوناتها من اليورانيوم المخصب بدرجة قريبة من الدرجة المستخدمة في الأسلحة.
وذكرت أن ترامب تعهد مرة أخرى باتباع نهج صارم عندما يتعلق الأمر بمحاولات طهران لتطوير سلاح نووي، وذكر تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال يوم الجمعة أن فريقه الانتقالي كان يقيم حملة "الضغط الأقصى 2.0".
ورد أن ترامب دعا فريقه إلى وضع خيارات حول كيفية تمكن الولايات المتحدة من الحد من طموحات إيران النووية، بما في ذلك من خلال الاستخدام المحتمل للضربات الجوية الوقائية، على الرغم من عدم جر الجيش الأمريكي إلى حرب مع طهران.
وكانت مجلة تايم تساءلت في مقابلة مع الرئيس المنتخب صدرت يوم الخميس عن إمكانية ذهاب الولايات المتحدة إلى حرب مع إيران، ليرد ترامب قائلا "أي شيء يمكن أن يحدث".