قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إن كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- استطاعت توظيف عامل المفاجأة في عمليتها الأخيرة، مضيفا أن المقاومة باتت تنقل معاركها في قطاع غزة بين شماله وجنوبه.

وبثت كتائب القسام مشاهد جديدة لكمين محكم استهدفت من خلاله شاحنة تقل عددا من جنود الاحتلال غرب مخيم جباليا شمالي القطاع في التاسع من الشهر الجاري، فيما كان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن في وقت سابق عن مقتل ضابط وجنديين في كمين القسام في جباليا.

وأوضح حنا في تحليل للمشهد العسكري في غزة أن العملية تمت بناء على عملية رصد دقيقة واستطلاع ميداني متقدم، حيث أظهرت المقاومة قدرة عالية على تحديد نقاط ضعف القوات الإسرائيلية واستثمارها بفعالية.

وأضاف أن وجود الجنود الإسرائيليين في المنطقة المستهدفة أظهر شعورا بالأمان الميداني، مما سهّل للمقاومة تحقيق عنصر المفاجأة وتنفيذ الكمين بنجاح.

وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يعتمد في عملياته شمالي القطاع على عدة ألوية، أبرزها لواء غفعاتي، الذي تعرض لخسائر متكررة نتيجة الكمائن المحكمة التي تنصبها المقاومة، لافتا إلى أن هذه العمليات تعتمد على جمع معلومات دقيقة وتخطيط إستراتيجي يشمل مراحل الرصد والتنفيذ والانسحاب.

إعلان

مرونة ميدانية

وفيما يتعلق بأهمية هذه العمليات، بيّن حنا أن قدرة المقاومة على نقل المعركة بين شمال القطاع وجنوبه تعكس مرونة ميدانية وإستراتيجية.

وأوضح أن العمليات لا تقتصر على ضرب القوات الإسرائيلية فقط، بل تشمل أيضا تحقيق مكاسب نفسية وسياسية من خلال التوثيق الإعلامي الذي يعرض الخسائر البشرية والمادية التي يتكبدها الاحتلال.

وأكد حنا أن هذه الكمائن المحكمة تعتمد على إستراتيجية شاملة تشمل مراحل متعددة، تبدأ بجمع المعلومات الميدانية ورصد تحركات القوات الإسرائيلية، وتحديد العدد المناسب من العناصر والمعدات لتنفيذ العملية، ومن ثم التخطيط لانسحاب آمن بعد التنفيذ، وهو ما ظهر جليا في العملية الأخيرة التي نُفذت خارج نطاق المخيم المدمر.

وأضاف أن وجود الجنود الإسرائيليين في وضع مُستَرخ وبعيد عن حالة التأهب يعكس ضعفا في أمن العمليات لدى الجيش الإسرائيلي، مما أتاح للمقاومة استغلال هذا الوضع لصالحها.

واعتبر أن الصور التي نشرتها كتائب القسام قبل وبعد العملية عززت مصداقيتها وأظهرت حجم الخسائر التي لحقت بالجيش الإسرائيلي.

ويرى حنا أن المقاومة مستمرة في توسيع مساحات القتال خارج المخيمات، مما يضع جيش الاحتلال أمام تحديات أكبر، خاصة مع قدرتها على نقل المعركة بين شمال القطاع وجنوبه بطريقة مرنة ومدروسة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يحصي قتلاه بغزة.. أبرز عمليات المقاومة في الأشهر الأخيرة

نفذت المقاومة الفلسطينية سلسلة من العمليات التفجيرية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي وآلياته منذ بدء الاجتياح البري لقطاع غزة أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كان آخرها مقتل 4 جنود من لواء "ناحال" وإصابة 6 آخرين، بينهم نائب قائد اللواء، في كمين نفذته المقاومة أول أمس السبت في بيت حانون، والذي وصفه الإعلام الإسرائيلي بأنه حادث أمني خطير.

ورغم الحصار الإسرائيلي المستمر لشمال قطاع غزة منذ أكثر من 100 يوم، استمرت ضربات المقاومة، وكبدت جيش الاحتلال خسائر كبيرة في الأفراد والعتاد.

نستعرض في هذا التقرير أبرز عمليات المقاومة التي أعلنتها واعترف جيش الاحتلال ولو بصفة غير مباشرة بالعديد منها من خلال إعلاناته عن خسائره البشرية في الميدان:

13 يناير/كانون الثاني 2025 أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية مقتل 3 جنود وإصابة عدد آخر باستهداف مبنى في بيت حانون شمالي قطاع غزة. 12 يناير/كانون الثاني 2025 أعلنت هيئة البث الإسرائيلية إصابة 8 جنود -بينهم 3 في حالة خطرة- جراء انفجار عبوة ناسفة في مبنى بجباليا. بثت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– مشاهد لعملية استهدفت قوة إسرائيلية خاصة في مخيم جباليا شمال غزة، حيث أظهرت المشاهد تفخيخ منزل تحصّن فيه الجنود وتفجيره أثناء دخولهم الطابق الأرضي، كما وثّقت استهداف دبابة "ميركافا" في بيت لاهيا بقذيفة "تاندوم"، مما أدى إلى إصابتها واشتعال النيران فيها. إعلان

11 يناير/كانون الثاني 2025 أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 4 جنود من لواء ناحال وإصابة ضابط وجندي بجروح خطرة خلال معارك في شمال قطاع غزة. 9 يناير/كانون الثاني 2025 بثت سرايا القدس مشاهد لعملية استهدفت قوة إسرائيلية خاصة تحصّنت بأحد المنازل في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، إذ تضمنت العملية تفخيخ المنزل ورصد جنود الاحتلال أثناء دخولهم الطابق الأرضي قبل تفجيره وسط تكبيرات المقاتلين.

8 يناير/كانون الثاني 2025 أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 3 جنود وإصابة ضابط في المعارك الدائرة شمالي قطاع غزة. اشتبك مقاتلو كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس– مع قوات الاحتلال المتوغلة في جباليا شمالي القطاع، واستولوا على عدد من الطائرات المسيّرة. كما عرضت القسام مقطع فيديو يُظهر استهداف دبابة إسرائيلية من نوع "ميركافا" بقذيفة الياسين 105، إضافة إلى استهداف منزل تحصنت فيه قوة إسرائيلية، حيث تم قصف المنزل بقذيفة 105 المضادة للأفراد.

5 يناير/كانون الثاني 2025 أعلنت كتائب القسام تنفيذ عملية مشتركة مع سرايا القدس، حيث اشتبكوا مع قوة إسرائيلية راجلة قوامها 10 جنود باستخدام الأسلحة والقنابل اليدوية، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى. 3 يناير/كانون الثاني 2025 أعلنت كتائب القسام تدمير 5 دبابات إسرائيلية باستخدام عبوات شديدة الانفجار في محور التقدم شرقي جباليا البلد شمالي القطاع. أعلنت كتائب القسام بالاشتراك مع مقاتلي ألوية الناصر إطلاق صاروخ من طراز "سام" باتجاه مروحية إسرائيلية من نوع "أباتشي" كانت تحلق في أجواء مخيم البريج وسط قطاع غزة. 30 ديسمبر/كانون الأول 2024 نفذت كتائب القسام عملية مركبة في مخيم جباليا شمال غزة، أسفرت عن مقتل 5 جنود من مسافة صفر، وإحراق دبابة "ميركافا" بمن فيها. أعلنت كتائب القسام تدمير ناقلة جند إسرائيلية بقذيفة "الياسين 105″، في بيت حانون مما أدى إلى مقتل وإصابة طاقمها. 28 ديسمبر/كانون الأول 2024 بثت سرايا القدس مشاهد لاستهداف مقاتليها آليات الاحتلال الإسرائيلي وجنوده المتوغلين في محيط مسجد العطار غرب مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، والسيطرة على طائرة مسيّرة من نوع "درون" في محور التوغل برفح. إعلان 27 ديسمبر/كانون الأول 2024 أعلنت كتائب القسام تنفيذ عملية مركبة شرق جباليا، حيث فجّر أحد مقاتليها نفسه بقوة إسرائيلية مكونة من 5 جنود، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، إضافة إلى قنص جنديين قرب تل الزعتر بجباليا، واستهداف القوة بالقنابل. أعلنت سرايا القدس تدمير آلية عسكرية جنوب أبراج العودة في بيت حانون. 25 ديسمبر/كانون الأول 2024 بثت كتائب القسام مشاهد توثق قنص أحد جنود الاحتلال شرقي مخيم جباليا شمال غزة، حيث أظهرت اللقطات إصابة الجندي برصاصة مباشرة أثناء اعتلاء 5 جنود دبابة "ميركافا"، مما أدى إلى سقوطه أرضا وفرار رفاقه للاختباء.

23 ديسمبر/كانون الأول 2024 تمكن عدد من مقاتلي القسام من طعن وقتل 3 جنود إسرائيليين كانوا في مهمة حماية مبنى تحصنت به قوة إسرائيلية؛ ومن ثم اقتحموا المنزل، وأجهزوا على كافة أفراد القوة من مسافة الصفر، واغتنموا أسلحتهم وأخرجوا عددا من المواطنين الذين احتجزهم الاحتلال داخل المنزل في مشروع بيت لاهيا شمال القطاع. 9 ديسمبر/كانون الأول 2024 قالت كتائب القسام إنها هاجمت شاحنات وآليات عسكرية إسرائيلية قرب مفترق الاتصالات غرب مخيم جباليا، مما أدى إلى خسائر كبيرة للاحتلال.

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: عملية رفح تحول دراماتيكي للمقاومة وصفعة للاحتلال
  • المقاومة الفلسطينية تقصف جنود الاحتلال المتمركزين في محور نتساريم.. شاهد
  • كمين لـالقسام وسط مدينة رفح.. وإيقاع 25 جنديا بين قتيل وجريح
  • الاحتلال يحصي قتلاه بغزة.. أبرز عمليات المقاومة في الأشهر الأخيرة
  • خبير عسكري: أبو عبيدة يوجه رسالة لإسرائيل تزامنا مع المفاوضات الجارية
  • القسام تتحدث عن خسائر "خفية" في صفوف الجيش الإسرائيلي
  • أبو عبيدة يكشف عن خسائر الاحتلال بشمال القطاع خلال 72 ساعة
  • عاجل | أبو عبيدة: مجاهدونا كبدوا العدو خسائر فادحة خلفت أكثر من 10 قتلى وعشرات الإصابات خلال الساعات الـ 72 الأخيرة
  • خبير عسكري: ما لحق بلواء ناحال يكشف تطورا بأساليب المقاومة
  • خبير عسكري: عمليات المقاومة ببيت حانون نوعية وتوقيتها مهم ومؤثر