«عيد الميلاد المجيد».. احتفال كنسى رسمى ينتظر «توحيد الموعد»
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
تستعد الكنائس المصرية الثلاث «الأرثوذكسية، والإنجيلية، والكاثوليكية» لاحتفالات عيد الميلاد المجيد، وفقاً للتقويمين الشرقى، والغربى، وسط أمنيات كبرى بتوحيد موعد الاحتفال بالأعياد الرسمية الدينية الكبرى.
وتحتفل الكنيستان الأرثوذكسية، والإنجيلية بعيد الميلاد المجيد، وفقاً للتقويم الشرقى فى السادس من يناير المقبل، فى حين تحتفل «الكاثوليكية» فى الخامس والعشرين من ديسمبر الجارى، وفقاً للتقويم الغربى.
ورغم أمنيات يحملها الأقباط فى بداية العام الجديد، تتجلى فى أن يسود السلام المنطقة العربية بعد الأحداث الأخيرة التى تقع فى «فلسطين»، وسوريا، فإن ثمة أمنية أكبر تأتى فى أن يصبح احتفال الكنائس موحداً بـ«عيد الميلاد المجيد».
ومنذ قدوم قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، للكرسى البابوى، وعلى قائمة أولوياته يندرج ملف «توحيد مواعيد الأعياد» مع الكنائس الغربية، والفاتيكان، ضمن رغبته فى إقامة الوحدة المسيحية.
ولقاء ذلك، أبدت كنائس اهتماماً بقضية «موعد الأعياد»، وتشكلت لجان لاهوتية للحوار، ودراسة نقاط الخلاف، أملاً فى الوصول إلى حلول تدريجية، تحد من الخلاف.
لكن تياراً داخل المجمع المقدس عارض توجه البطريرك الذى أشار إليه خلال رحلة رعوية للولايات المتحدة الأمريكية عام 2019، معتبراً أن هذا الطرح قد يُحدث انقساماً داخل الكنيسة الأرثوذكسية.
وبدوره قال الأنبا أغاثون أسقف مغاغة، والعدوة: إنه بصدد إعداد بحث للرد على مقترح توحيد مواعيد الأعياد مع الكنائس الغربية، على أن يعرض للمناقشة خلال جلسات المجمع المقدس.
واستند أسقف مغاغة فى طرحه إلى أن توحيد مواعيد الأعياد ينبغى أن ينطلق من وحدة الإيمان، داعياً إلى أن إقامة حوار لاهوتى أولاً بين الكنائس عبر لجان المجمع المقدس، لافتاً إلى أن الأعياد الدينية تشكل جانباً من التقليد الكنسى، بما يعنى أنها مقدس ثابت، لا يجوز المساس به.
من جانبه أعرب الأب رفيق جريش المستشار الصحفى للكنيسة الكاثوليكية عن أمله فى أن يتزامن احتفال عيد الميلاد المجيد المقبل مع إقامة سلام شامل فى المنطقة العربية.
وقال: إن مثل هذه الأحداث التى تجرى فى فلسطين، وسوريا، تطيح بأفراح العيد، لكن «عيد الميلاد» يظل يحمل بين طياته الرجاء، والأمل.
وبشأن مقترح «توحيد عيد الميلاد المجيد» بين الكنائس أضاف لـ«الوفد» أن ثمة حوارات قائمة حالياً لتوحيد موعد الاحتفال بعيد القيامة المجيد باعتباره العيد الأكبر فى الكنيسة، مشيراً إلى أن لجاناً مشتركة بين الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية تناقش الأمر، بعد أطروحة «البابا تواضروس، وبابا الفاتيكان».
واستطرد قائلاً: أما مسألة موعد عيد الميلاد فربما لم تقطع فيها خطوات إيجابية حتى الآن، مشيراً إلى أن فروق التقويم لم تتم دراستها بعد.
وفى السياق ذاته كشف القمص يوحنا نصيف «راعى كنيسة العذراء» بشيكاغو -الولايات المتحدة الأمريكية- عن إعداد بحث يهتم بتوحيد موعد الأعياد، يدرس الأدلة العلمية، والعقائدية لمقترح وحدة الأعياد مع الفاتيكان، والكنائس الغربية.
خلال بحثه أشار «كاهن كنيسة العذراء» بشيكاغو، إلى أن التقويم القبطى أقدم من التقويم الميلادى المأخوذ عنه، مؤكداً أن الأول تقويماً نجمياً، وليس شمسياً، ومبنياً على حسابات فلكية قديمة.
ولفت إلى أن التقويم المصرى القديم دقيق إلى حد كبير، ولكنّه غير متطابق تماماً مع التقويم الشمسى الميلادى المعمول به فى العالم حالياً.
وأردف قائلاً: «بما أنّ الأرض هى أحد كواكب المجموعة الشمسيّة، ودورانها حول الشمس مع وضع محورها المائل هو الذى يحدّد أوقات الفصول الأربعة وأطوال النهار والليل على مدار أيّام السنة، فالأصوب أن يكون التقويم الشمسى بالنسبة لسكّان الأرض هو الأدقّ من أى تقويم آخَر يتبع نجماً ثانياً غير الشمس».
وانتهى «نصيف» إلى ضرورة ضبط التقويم الآخر على نظيره الشمسى، إذ ليس مطلوباً إلغاء التقاويم الأخرى، وإنما ضبطها على التقويم الشمسى.
وأوضح كاهن شيكاغو أن التقويم المصرى جرى تعديله فى عهد «بطليموس» للمرة الأولى، حيث كانت السنة 365 يوماً فقط، وأضيف ربع يوم لكل سنة، أو يوم كامل كل أربع سنوات، معرجاً على أن الوقت الراهن يحتم علينا المزيد من الحاجة إلى ضبط التقويم بحساب فرق الدقائق، لتصبح السنة القبطية متطابقة مع الشمسية.
واستطرد قائلاً: «إن بقاء الوضع على ما هو عليه الآن، ينتج عنه أنّ موعِد عيد الميلاد يقترب تدريجياً من موعِد عيد القيامة، فكيف يمكن أن نحتفل بعيد الميلاد وعيد الغطاس التالى له فى أيّام الصوم الكبير، أو بعد عيد القيامة؟ هذا بالتأكيد غير مقبول».
وعرج فى دراسته على نمو وانتشار الكنيسة القبطية حول العالم، وخاصة العالم الغربى، مشيراً إلى أنه ثمة عدم ارتياح بين كنائس المهجر بسبب اختلاف مواعيد الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، فى ظل عدم وجود عطلة للمدارس، والأعمال فى عيدى الميلاد، والغطاس.
وقال: إن الوقت قد حان للبحث عن حلول بدلاً من الاستغراق فى شرح أسباب الاختلاف سنوياً، بما لا يقدم حلولاً على المستوى الشعبى.
«كاهن شيكاغو» أضاف أن الأجيال الجديدة فى المهجر تعانى، وبحاجة إلى حل قضية موعد الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، لدعم انتمائهم للكنيسة، والوطن، محذراً من خطورة احتفال الكنيسة بالمهجر فى الخامس والعشرين من ديسمبر، بينما تحتفل الكنيسة فى مصر بعيد الميلاد فى السادس من يناير.
وأشار إلى أن الأمر تاريخياً يخص التقويم القبطى، بعيداً عن أمور العقيدة، مرجحاً طرح الأمر للدراسة على اللجان المختصة بالمجمع المقدس.
يأتى ذلك مخالفاً لما طرحه دياكون «ديسقورس» حول مسألة توحيد مواعيد عيد الميلاد، مؤكداً أن الأعياد ترتبط بالعقيدة، وليس التقويم فقط وفق الفكر الآبائى للكنيسة.
وقال: إن طقوس الأعياد المسيحية الأرثوذكسية ترتبط بالفكر اللاهوتى العقدى، إذ إن العيد هو إعلان عن عقيدة، وفكر، وليس مجرد احتفال تتخلله لحظات فرح.
وأضاف لـ«الوفد» أن تحديد مواعيد الأعياد فى الكنيسة الأرثوذكسية يجرى وفق نظام تقويمى يشير إلى المعتقد الراسخ الذى سلمه الآباء الأوائل، لافتاً إلى أن عيد الميلاد يأتى بعد نحو 275 يوماً من عيد البشارة، ليصبح رمزاً لكمال حمل العذراء مريم بالسيد المسيح.
وأردف قائلاً: «إذا تراجعنا عن موعد احتفال عيد الميلاد، وتغير موعده للخامس العشرين من ديسمبر، ستضيع رمزية حمل المسيح كاملة».
وسبق أن أشار البابا تواضروس الثانى إلى وجود حوار لاهوتى بين الكنائس، يستهدف الوصول إلى صيغة تفاهمية حول العقائد، والإيمان، لكنها نقاشات لم تثمر واقعياً بعد، ومن هذه النقطة أثيرت مسألة «توحيد الأعياد»، حيث إن الطوائف المسيحية مجتمعة تؤمن بـ«ميلاد المسيح»، وقيامته.
واستطرد قائلاً: «إن الكنائس الشرقية الأرثوذكسية لديها مجمع كبير بكل طوائفها، وستتم مناقشة الأمر، فإذا جرى التوافق على توحيد موعد عيد القيامة، فإن ذلك سيكون إنجازاً كبيراً لجميع الكنائس، ومن بعده سيبدأ العمل فوراً لبحث توحيد موعد عيد الميلاد المجيد، مستنكراً احتفال الكنيسة الأم فى مصر بعيد الميلاد المجيد فى السادس من يناير، فى حين أن كنائسها بالمهجر تحتفل به فى تاريخ مختلف».
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة أسيوط يستقبل وفدًا من قيادات الكنائس للتهنئة بعيد الفطر المبارك
استقبل الدكتور أحمد المنشاوي، رئيس جامعة أسيوط،وفدًا رفيع المستوى من قيادات الكنائس، وممثلي الطوائف المسيحية بمحافظة أسيوط، لتقديم التهنئة لأسرة الجامعة بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك.
ضم الوفد حضور؛ الأنبا يوأنس أسقف أسيوط وتوابعها على رأس وفد من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ونيافة الأنبا بيسنتي أسقف أبنوب والفتح وأسيوط الجديدة ورئيس دير الشهيد مارمينا المعلق بجبل أبنوب، والقس رفيق ثابت راعي الكنيسة الإنجيلية الثانية، والقس باسم عدلي راعي الكنيسة الإنجيلية الأولى.
أعرب الدكتور أحمد المنشاوي عن تقديره لهذه الزيارة التي تعكس روح الود والتآخي بين المصريين، مؤكدًا أن الأعياد والمناسبات الدينية تعد فرصة لإبراز النسيج الوطني القوي الذي يربط أبناء الشعب المصري، والذي يقوم على المحبة والتضامن.
وتقدم الدكتور أحمد المنشاوي، رئيس جامعة أسيوط، بخالص التهنئة إلى للرئيس عبد الفتاح السيسي، بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، داعيًا الله أن يعيده عليه بموفور الصحة والسعادة، وعلى مصرنا الحبيبة بالمزيد من التقدم والرخاء.
وأعرب الدكتور المنشاوي عن تقديره العميق للجهود الكبيرة التي يبذلها الرئيس السيسي في قيادة مسيرة التنمية الشاملة، وترسيخ دعائم الاستقرار والتقدم، متمنيًا لمصر دوام الأمن والازدهار تحت قيادته الحكيمة.
ترسيخ قيم الولاء والانتماءكما أشاد رئيس الجامعة بالدور الإيجابي الذي تقوم به الكنيسة في دعم جهود التنمية المجتمعية، مؤكدًا على حرص الجامعة على التعاون مع مختلف مؤسسات الدولة لترسيخ قيم الولاء والانتماء وتعزيز ثقافة التعايش المشترك.
من جهتهم، عبّر القساوسة عن سعادتهم بزيارة جامعة أسيوط وتقديم التهنئة بعيد الفطر، مشيدين بالمكانة العلمية المتميزة التي تحظى بها الجامعة على المستويين الإقليمي والدولي. كما أكدوا اعتزازهم بحالة التفاهم والتلاحم الوطني التي تجمع المصريين، مشيرين إلى أن مصر تعد نموذجًا فريدًا للوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي.
وأشاد الجميع بالجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة المصرية تحت قيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي أثمرت عن تنفيذ مشروعات قومية وتنموية كبرى في مختلف القطاعات، رغم التحديات الكبيرة التي تواجه الوطن. وأكدوا أن هذه الجهود تعكس رؤية طموحة لتحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز مكانة مصر على المستويين الإقليمي والدولي.
التلاحم الوطني بين أبناء الشعب المصريكما ثمّن الحضور النهج الذي تتبعه القيادة السياسية في إرساء قيم المواطنة، وترسيخ مبادئ التآخي والتلاحم الوطني بين أبناء الشعب المصري، مشيدين بحالة الاستقرار والتقدم التي تشهدها الدولة في مختلف المجالات، والتي تعزز آمال الجميع في مستقبل أكثر ازدهارًا ورفعةً لمصر وشعبها.
حضر اللقاء عدد من قيادات الجامعة، من بينهم الدكتور أحمد عبدالمولى نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتور محمود عبد العليم نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور جمال بدر نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتورة مديحة درويش عميدة كلية الطب البيطري والمشرف العام على الأنشطة الطلابية، والدكتور حسن حويل عميد كلية التربية، والدكتور دويب صابر عميد كلية الحقوق والمستشار القانوني لرئيس الجامعة، والدكتور وجدي رفعت عميد كلية التربية النوعية الأسبق، والدكتور وديع مكسيموس عميد كلية التربية الأسبق، و شوكت صابر أمين الجامعة، و غريب خيري مدير عام العلاقات العامة والإعلام ، وعدد من قيادات العمل الإداري، ومديري العموم بالجامعة.