الاستهداف الصهيوني للقرآن الكريم محاولة لفك ارتباط الأمة بدينها والسيطرة عليها
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
أحمد عبدالله المتوكل: الواجب الإيماني يحتم علينا تفعيل سلاح المقاطعة الدكتور يحيى علي الضبعي: استهداف القرآن والمقدسات أهم التحديات التي تواجه العرب والمسلمين المهندس إبراهيم محمد الأشول: سلاح المقاطعة هو الجهاد الواجب القيام به في مواجهة أعداء الأمة
الثورة/ عادل محمد
الشعب اليمني المؤمن الحكيم استطاع من خلال مواقفه الإيمانية التي تنتصر للقرآن والمقدسات أن يجسد حقيقة الانتماء للإسلام المحمدي الأصيل.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
في مواجهة مشاريع ترامب ونتنياهو: بين ضرورات الأنظمة وخيارات الأمة؟
في تسعينيات القرن الماضي وفي ظل انتشار موجة المفاوضات بين العدو الصهيوني وبعض الدول العربية بعد حرب الخليج الثانية وعقد مؤتمر مدريد للسلام، أطلق الإمام الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين رؤية متكاملة لمواجهة تداعيات تلك المرحلة تحت عنوان: بين ضرورات الأنظمة وخيارات الأمة.
وتضمنت تلك الرؤية، التي قدمها الإمام شمس الدين خلال محاضرة له في دار الندوة في بيروت ومن ثم نُشرت في كتاب خاص، محاولة من أجل التوفيق بين حاجة الأنظمة العربية آنذاك للتفاوض مع العدو الصهيوني بعد حرب الخليج الثانية والضغوط الأمريكية لفرض السلام، وبين حاجة الأمة لمقاومة المشروع الصهيوني وحماية القضية الفلسطينية دون أن يؤدي الاختلاف بين ضرورات الأنظمة وخيارات الأمة إلى الصدام بين الأنظمة والجماهير أو قوى المقاومة.
وإضافة إلى إيجاد علاقة متكاملة بين الأنظمة والأمة لمواجهة مختلف التحديات، دعا الإمام شمس الدين في هذه الدراسة إلى التصالح بين مختلف التيارات القومية واليسارية والإسلامية والليبرالية لمواجهة مختلف التحديات ووقف الصدام بين قوى الأمة، وهذه الرؤية كانت المدخل لإطلاق المصالحة بين التيار القومي والتيار الإسلامي، والتي تبناها لاحقا مركز دراسات الوحدة العربية برئاسة المفكر الراحل الدكتور خير الدين حسيب ولاحقا المؤتمر القومي العربي، وتم عقد المؤتمر القومي- الإسلامي المستمر إلى اليوم.
نستعيد اليوم هذه الرؤية التي أطلقها الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين في تسعينيات القرن الماضي في ظل التحديات التي تواجهها الأمة العربية والإسلامية اليوم بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص، ولا سيما بعد الدعوة التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أجل تهجير أبناء قطاع غزة إلى مناطق أخرى وخصوصا مصر والأردن، بحجة إعادة إعمار القطاع، وكذلك الدعوة التي أطلقها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لإقامة دولة فلسطينية على الأراضي السعودية كبديل عن الدولة الفلسطينية على الأراضي الفلسطينية ضمن مشروع حل الدولتين، ويضاف إلى ذلك ما يطرحه نتنياهو من إقامة نظام شرق أوسط جديد وتهجير أبناء الضفة الغربية وتوجيه ضربة عسكرية لإيران، إضافة لاستمرار الحرب على لبنان، وما تتعرض له سوريا من مخاطر وتحديات، كذلك الأزمات التي تصيب أكثر من دولة عربية وإسلامية.
نحن إذن امام تحديات ومخاطر كبرى تطال الدول العربية والإسلامية، وقد دعت بعض الدول العربية لعقد قمة مصغرة في مصر تمهيدا لعقد قمة عربية طارئة لبحث كل التطورات والتحديات.
لكن إذا كانت الدول العربية والإسلامية قد تعتمد بعض السياسات والخطط الرسمية من أجل مواجهة مشروع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، وهذه الخطط قد تعتمد الأسلوب الدبلوماسي أو السياسي، فإنه بموازاة ذلك فإن أمام الأمة العربية والإسلامية مسؤوليات كبرى لمواجهة هذه المخاطر الكبرى. وعندما نشير للأمة العربية والإسلامية فإنها تشمل قوى المقاومة ومختلف الأحزاب والتيارات والحركات الإسلامية والقومية واليسارية، إضافة للنخب الثقافية وللمفكرين والعلماء ومؤسسات المجتمع المدني والهيئات العلمائية والمرجعيات الدينية.
والأهم في رؤية الإمام الشيخ شمس الدين؛ التكامل بين ضرورات الأنظمة وخيارات الأمة، وإذا كانت هذه الرؤية قد شهدت نقاشات وانتقادات كثيرة عندما أطلقها الإمام شمس الدين في تسعينيات القرن الماضي، فإن هذه الرؤية مطلوبة اليوم من أجل مواجهة التحديات الجديدة مع تطويرها بما يتناسب المتغيرات والتحديات الحاصلة إقليميا ودوليا.
نحن اليوم بحاجة لرؤية متكاملة قادرة على مواجهة مختلف التحديات بعد أن نجحت معركة طوفان الأقصى في تقليص الخلافات والصراعات الحزبية والمذهبية، وأعادت التركيز على القضية الفلسطينية على الصعيد العربي والإسلامي والدولي، ورغم كل ما ادت إليه هذه الحرب من دمار وسقوط هذا العدد الكبير من الشهداء ورغم نتائج الحرب على لبنان وما أدت إليه من تحديات كبيرة، فإننا اليوم أمام مرحلة جديدة على صعيد القضية الفلسطينية والمطلوب التركيز على النقاط الإيجابية ومعالجة الثغرات التي برزت، والأهم أن ما يطرحه المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون من مشاريع وطروحات مستفزة لا ينال فقط قوى المقاومة، بل هو يستهدف الأنظمة العربية والإسلامية كلها والأمة كلها، وليس فقط القضية الفلسطينية.
ومن هنا أهمية العودة للرؤية التي طرحها الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين أو غيرها من الطروحات القادرة على مواجهة مختلف التحديات والتي يمكن أن تجمع الأمة ولا تفرقها.
فهل تؤدي التحديات الجديدة إلى توحيد الأمة وتعاونها؟ أو سنظل غارقين في الصراعات والازمات وتضيع القضية الفلسطينية وتنهار الدول العربية والإسلامية أمام الجبروت الأمريكي والاسرائيلي؟
x.com/kassirkassem