لماذا سيطرت إسرائيل على جبل الشيخ بعد سقوط الأسد؟
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
بعد سقوط بشار الأسد، سارعت إسرائيل إلى تنفيذ سلسلة من الهجمات على الأهداف العسكرية السورية.
وضربت إسرائيل ما يقرب من 500 هدف، شملت تدمير البحرية السورية وإزالة حوالي 90% من الصواريخ السورية الأرضية، بحسب ما تدعي. لكن أحد أكثر المكاسب الاستراتيجية أهمية كان الاستيلاء على قمة جبل الشيخ، التي تحتل موقعًا حساسًا على الحدود بين إسرائيل وسوريا، بحسب تقرير لشبكة "سي.
قمة جبل الشيخ، التي تُعتبر أعلى نقطة في المنطقة بارتفاع 2814 مترًا، كانت تحتفظ بها سوريا طوال السنوات الماضية، في حين كانت إسرائيل تسيطر على المنحدرات السفلى للجبل منذ حرب 1967. إسرائيل تنفّذ 17 هجوماً على أهداف عسكرية سورية - موقع 24شنّت إسرائيل ما بين ليل الجمعة والساعات الأولى من صباح اليوم السبت 17 غارة قصفت خلالها أهدافا عسكرية للنظام السوري السابق بما فيها قاعدة جوية ومخازن للصواريخ بريف دمشق، وذلك حسبما أفادت مصادر مختلفة.
لكن بعد التطورات الأخيرة في سوريا، سيطرت إسرائيل على القمة التي طالما كانت في منطقة عازلة بين القوات الإسرائيلية والسورية، وذلك بعد أن ظلت تحت حماية قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة حتى وقت قريب.
وقال إفرايم إنبار، مدير معهد القدس للاستراتيجية والأمن، إن جبل الشيخ هو "أعلى مكان في المنطقة"، موضحًا أن موقعه الاستراتيجي يجعله نقطة مراقبة هامة للمنطقة، إذ يطل على لبنان وسوريا وإسرائيل، مما يجعل السيطرة عليه ذا أهمية بالغة. ويضيف إنبار أن "لا يوجد بديل للجبال" في هذا السياق، مشيرًا إلى أن هذه القمة تتيح لإسرائيل القدرة على المراقبة الإلكترونية المتقدمة، وتوفير إنذار مبكر في حالة حدوث هجوم وشيك.
وفي تصريحات لوزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، يوم الجمعة، شدد على أهمية السيطرة على قمة جبل الشيخ من الناحية الأمنية، خاصة في ظل الوضع المتدهور في سوريا.
وطلب من الجيش الاستعداد للظروف الشتوية القاسية في المنطقة. كما ذكر أن السيطرة على هذا الموقع تُعد أمرًا بالغ الأهمية للأمن الإسرائيلي في المستقبل.
كما أفادت منظمة "صوت العاصمة" السورية بأن القوات الإسرائيلية قد تقدمت إلى بلدة بقاعاسم، على بعد حوالي 25 كيلومترًا من دمشق، لكن الجيش الإسرائيلي نفى هذه الادعاءات، مؤكدًا أنه لا توجد نية للتقدم نحو العاصمة السورية.
من جانب آخر، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكد في مقطع فيديو نشره بعد قصف مئات الأهداف العسكرية السورية، أن إسرائيل ليس لديها أي نية للتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، إلا أن الحفاظ على أمنها يبقى أولوية.
وأكد أن إسرائيل ستبذل ما في وسعها للحفاظ على الأمن في مرتفعات الجولان وعدم السماح لأي تهديدات عسكرية بتهديد المناطق الإسرائيلية.
وتعتبر قمة جبل الشيخ، التي ترتفع 9232 قدمًا (2814 مترًا)، أعلى من أي نقطة في سوريا أو إسرائيل، وهي تضع دمشق، التي تقع على بعد 35 كيلومتراً فقط، في مرمى المدفعية الإسرائيلية.
وقال إنبار في ورقة بحثية له، إن جبل الشيخ يسمح باستخدام المراقبة الإلكترونية في عمق الأراضي السورية، مما يمنح إسرائيل القدرة على رصد الأنشطة العسكرية المعادية قبل حدوثها.
لكن السيطرة على الجبل ليست فقط من أجل الأمن العسكري، مبيناً أن جبل الشيخ يتيح لإسرائيل القدرة على بناء نقاط مراقبة ثابتة، وهو ما يصعب تحقيقه باستخدام البدائل التكنولوجية مثل المراقبة الجوية، التي لا تستطيع أن توفر نفس القدر من الأمان والاستمرارية.
وتسيطر إسرائيل تسيطر على مرتفعات الجولان منذ حرب 1967، وسعت سوريا لاستعادتها في حرب عام 1973، لكنها فشلت.
وفي عام 1981، ضمت إسرائيل مرتفعات الجولان بشكل كامل، في خطوة لم تحظ باعتراف دولي باستثناء الولايات المتحدة.
وقال العميد المتقاعد يسرائيل زيف عن العمليات الإسرائيلية في سوريا: "هذا يشكل راحة لنا، لقد تعلمنا من الأحداث في بلدان أخرى كيف يمكن أن تستولي الجماعات على المعدات العسكرية إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة."
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل سوريا سقوط الأسد الحرب في سوريا إسرائيل قمة جبل الشیخ فی سوریا
إقرأ أيضاً:
أسماء الأسد تخرج عن صمتها وتتحدث لأول مرة بعد سقوط النظام
وكشف عن الحساب الجديد لأسماء الأسد نجلها حافظ الأسد في حسابه على منصة "تلغرام" الذي نشر فيه سابقا فيديو يظهر فيه في أحد شوارع موسكو.
وكتب الأسد الابن: "أعلن لكم عن حساب السيدة أسماء الأسد على منصة X. الحساب سيكون بعيدا عن السياسة، ويهدف إلى تقديم محتوى يعكس جوانب مختلفة من حياتها وأنشطتها الإنسانية".
وأضاف: "لكل حدث روايات، ولكل مرحلة أسرارها. ليس الهدف إثارة الجدل، بل أن تُروى القصة كما كانت، بعيدا عن التوتر والاتهامات. ما كان في الظل، حان الوقت ليُروى كما هو".
أما أسماء الأسد فكتبت على "إكس": "بعد فترة من الصمت، حان الوقت للانطلاق من جديد. الأمل والتغيير لا يتوقفان، فلنبدأ معا"، مشددة على أن "سوريا، بكل جمالها وتاريخها العريق، تظل في قلبنا. نتمنى لشعبها الأمان والازدهار، وأن تعود الأيام السعيدة لتملأ كل زاوية من أرضها الطيبة".
وأضافت: "الوطن هو القوة التي لا تنكسر، وأبناؤه هم الأمل الذي لا ينطفئ. مهما كانت التحديات، تبقى عزيمتهم أقوى من كل الصعاب. معا نواجه المستقبل بكل إصرار وأمل".
وتابعت: "خلال السنوات الماضية، كنت دائما ملتزمة بالصمت في ما يتعلق بالقضايا السياسية، ولن يكون لي أي تدخل في هذا المجال مستقبلا. لكن الأمل يبقى في أن يعم السلام والأمان في كل زاوية من هذا الوطن، ويعيش شعبه في أمان وطمأنينة. كل يوم جديد يحمل معه فرصة لبداية أجمل. لا شيء يبقى على حاله، والأمل هو سر الاستمرار".
وأكدت أسماء الأسد أن "الوطن ليس مجرد مكان، بل هو شعور يسكن في القلب مهما ابتعدنا. سوريا ستظل دائما الحكاية الأجمل"... "الحياة تأخذنا في طرق لم نخطط لها، تعلمنا، تغيرنا، تفتح لنا أبوابا لم نتخيلها يوما. كل مرحلة تحمل درسها، وكل تغيير له معنى".
وتابعت: "لكل شخص مساره الخاص، وبعض المسارات لم تكن يوما خياري. كما كنت دائما، أشارك هنا أفكاري بعيدا عن أي عناوين أخرى. هناك مراحل في الحياة لا تمحى، تبقى عالقة في الذاكرة بكل تفاصيلها… هل حان الوقت لمشاركتها؟".