لأكثر من عام، تحاول إسرائيل إقناع حلفائها ومعظم العالم بأن جهودها لإبادة قطاع غزة عمل مشروع للدفاع عن النفس، وهي التي تشن هجوما عسكريا وحشيا لا هوادة فيه على القطاع المحتل ردا على هجمات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

بهذه المقدمة افتتحت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنييس كالامار مقالا لها بمجلة نيوزويك الأميركية قالت فيه إن الزعم بأن حرب إسرائيل على غزة تهدف إلى تفكيك حماس فقط، لا إلى تدمير الفلسطينيين جسديا كجماعة وطنية وإثنية ولو جزئيا، لا يصمد أمام التدقيق، حيث نشرت منظمتها مؤخرا أدلة قاطعة على أن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة وما زالت تفعل ذلك.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ستراتفور: إثيوبيا والصومال تفتحان الباب لتسوية النزاع بينهماlist 2 of 2صحف عالمية: إسرائيل تتصرف بوحشية وقصر نظر باحتلالها أراضي سوريةend of list إبادة جماعية

وأوضحت مسؤولة منظمة العفو الدولية أن الاستنتاج بأن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية يستند إلى بحث مضن وتحليل قانوني صارم، إذ تُظهِر أبحاثنا -كما تقول- أن إسرائيل ارتكبت أعمالا محظورة بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة، بما في ذلك القتل والتسبب في أضرار جسدية ونفسية خطيرة، وفرض ظروف معيشية متعمدة تهدف إلى تدميرهم جسديا.

وذكرت الكاتبة أن القوات الإسرائيلية دمرت غزة بسرعة وعلى نطاق لم يشهده أي صراع آخر في هذا القرن، حيث هدمت مدنا بأكملها ودمرت البنية الأساسية الحيوية والأراضي الزراعية والمواقع الثقافية والدينية، مشيرة إلى أن قتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين في عام واحد، وحصيلة المجاعة والمرض، يشكلان مأساة مذهلة.

إعلان

ولكن ما يجعل هذه الأعمال إبادة جماعية بموجب القانون الدولي هو النية، كما تقول المسؤولة، والأدلة المقدمة في تقرير المنظمة تظهر بوضوح أن الهدف المتعمد للحملة العسكرية الإسرائيلية هو تدمير الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث عملت التصريحات التي أدلى بها مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى على تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم، ​​ودعوا إلى ارتكاب أعمال إبادة جماعية، مما يكشف عن النوايا الحقيقية لإسرائيل.

الإبادة

وذكرت الكاتبة أن إسرائيل أصدرت مرارا وتكرارا موجات من أوامر "الإخلاء" الجماعية التعسفية والمربكة، مما أدى إلى تهجير المدنيين قسرا إلى مناطق أصغر وأقل ملاءمة للسكن، مع هجمات على البنية التحتية الحيوية التي تدعم الحياة، كما تعمدت عرقلة ومنع وصول المساعدات الإنسانية، متجاهلة نداءات المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية، وحتى أوامر محكمة العدل الدولية الملزمة قانونا باتخاذ خطوات فورية لتجنب الإبادة الجماعية.

وخلصت أنييس كالامار إلى أن تحديد نية الإبادة الجماعية في الصراعات المسلحة أمر معقد وصعب ولكنه ليس مستحيلا، ومن الضروري أن يتم الاعتراف بالإبادة الجماعية في سياق الصراع المسلح على حقيقتها، وألا يسمح للحرب بأن تبررها، وألا تحجب "حرارة المعركة" الحقائق على الأرض.

وأوضحت كالامار أن الأدلة الواردة في تقرير المنظمة تظهر بوضوح أن تدمير الفلسطينيين في غزة كان ولا يزال هدفا بالنسبة لإسرائيل، لتحقيق أهدافها الأخرى، ولا يمكن إلا استخلاص استنتاج واحد معقول من الأدلة، وهو أن نية الإبادة الجماعية كانت جزءا لا يتجزأ من الحرب على قطاع غزة.

تقاعس

"ومهما كانت نتائجنا غير مريحة -كما تقول كالامار- فإن التقاعس في مواجهة مثل هذه القسوة أمر لا يمكن الدفاع عنه، لأن الأدلة التي نشرناها تعني أنه لا يوجد مجال للاختباء، وبالتالي يجب على حلفاء إسرائيل التوقف عن التظاهر بأن الجرائم الدولية لم تُرتكب".

إعلان

وتابعت المسؤولة قائلة إن الوقت حان للدفاع عن الإنسانية، داعية إلى معالجة سياسات إسرائيل وممارساتها القديمة المتمثلة في الفصل العنصري والاحتلال غير القانوني، ووقف الإفلات من العقاب الذي تمتعت به إسرائيل لعقود من الزمان، مما مهد للإبادة الجماعية التي نشهدها اليوم".

ودعت كالامار المجتمع الدولي الذي حمى إسرائيل من المساءلة بجموده، إلى أن يدفع باتجاه إنهاء فوري للحصار الإسرائيلي غير القانوني واللاإنساني لغزة، وقالت إن على أولئك الذين يواصلون إرسال الأسلحة إلى إسرائيل أن يعلقوا عمليات نقل الأسلحة الآن وأن يدركوا أنهم يخاطرون بالتواطؤ في الإبادة الجماعية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات الإبادة الجماعیة الفلسطینیین فی إبادة جماعیة أن إسرائیل قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

حماس تدعو المجتمع الدولي لإلزام الاحتلال بتنفيذ قرار وقف حرب الإبادة في غزة

الجديد برس|

رحبت حركة حماس بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة المُطالِب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتمكين السكان المدنيين من الوصول الفوري إلى الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية، ورفض أي مسعى لتجويع الفلسطينيين، داعية المجتمع الدولي لإلزام حكومة الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذه.

وأكدت حماس في بيان اليوم الخميس، تجاوبها في كافة مراحل حرب الإبادة المتواصلة منذ 14 شهراً، مع أي قرارات أو مبادرات تؤدي لوقف إطلاق النار.

وقالت، إن “مجرم الحرب نتنياهو ووزراءه الفاشيين، ضربوا بعرض الحائط كافة الجهود والقرارات، وواصلوا حرب الإبادة الوحشية ضد المدنيين الأبرياء، بدعم وغطاء كامل من الإدارة الأمريكية”.

ودعت حماس المجتمع الدولي، بما فيه الدول العربية والإسلامية، والدول الفاعلة، للعمل على إلزام حكومة الاحتلال بتنفيذ هذا القرار، “الذي يعبّر عن الضمير العالمي المطالِب بوقف الإبادة الوحشية في قطاع غزة”.

كما دعتها لاتخاذ خطوات لجلب قادة الاحتلال مجرمي الحرب إلى محكمة الجنايات الدولية، تنفيذاً لقرارات الاعتقال الصادرة بحقهم، ومحاسبتهم على جرائمهم ضد الإنسانية.

واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء أمس الأربعاء، بأغلبية كبيرة قرارا يطالب بوقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة.

ويطالب القرار بوقف غير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة من قبل جميع الأطراف. كما يؤكد دعم الأمم المتحدة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في عملها بالأراضي الفلسطينية المحتلة.

وتم اعتماد القرار بأغلبية 158 صوتا في الجمعية العامة التي تضم 193 عضوا.

ويطالب القرار الأمين العام للأمم المتحدة بتقديم تقرير مكتوب في غضون 60 يوما يتضمن تقييما للاحتياجات في غزة ويوضح العواقب الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية للوضع هناك.

ويواصل الاحتلال حرب الإبادة على غزة للشهر الـ15 على التوالي، وقد استشهد وأصيب أكثر من 151 ألف فلسطيني -معظمهم أطفال ونساء- ودُمرت أغلبية البنية التحتية من منازل ومدارس ومستشفيات.

مقالات مشابهة

  • سيكولوجية الإبادة الجماعية.. كيف يقتل جنود جيش الاحتلال بدمٍ بارد؟
  • أبرز المعطيات عن حملات الاعتقال والأسرى الفلسطينيين في الضفة منذ بدء حرب الإبادة
  • “اليونيسيف” تدعو إلى حماية أطفال غزة من استمرار حرب الإبادة الجماعية
  • محكمة هولندية ترفض طلبا بوقف صادرات الأسلحة لـ إسرائيل
  • كالامارد: حان الوقت لتوجيه تهم الإبادة الجماعية لكل قادة “إسرائيل”
  • الأونروا: هدف إسرائيل هو تجريد الفلسطينيين من حقهم بالعودة
  • حماس تدعو المجتمع الدولي لإلزام الاحتلال بتنفيذ قرار وقف حرب الإبادة في غزة
  • حماس تدعو لإلزام العدو الصهيوني بقرار الأمم المتحدة وقف حرب الإبادة في غزة
  • إيرلندا تنضم لجنوب إفريقيا في مقاضاة الكيان الصهيوني بتهمة الإبادة الجماعية في غزة