الأمينة العامة للعفو الدولية: العالم ملزم بوقف حرب إبادة غزة
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
لأكثر من عام، تحاول إسرائيل إقناع حلفائها ومعظم العالم بأن جهودها لإبادة قطاع غزة عمل مشروع للدفاع عن النفس، وهي التي تشن هجوما عسكريا وحشيا لا هوادة فيه على القطاع المحتل ردا على هجمات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
بهذه المقدمة افتتحت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنييس كالامار مقالا لها بمجلة نيوزويك الأميركية قالت فيه إن الزعم بأن حرب إسرائيل على غزة تهدف إلى تفكيك حماس فقط، لا إلى تدمير الفلسطينيين جسديا كجماعة وطنية وإثنية ولو جزئيا، لا يصمد أمام التدقيق، حيث نشرت منظمتها مؤخرا أدلة قاطعة على أن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة وما زالت تفعل ذلك.
وأوضحت مسؤولة منظمة العفو الدولية أن الاستنتاج بأن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية يستند إلى بحث مضن وتحليل قانوني صارم، إذ تُظهِر أبحاثنا -كما تقول- أن إسرائيل ارتكبت أعمالا محظورة بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة، بما في ذلك القتل والتسبب في أضرار جسدية ونفسية خطيرة، وفرض ظروف معيشية متعمدة تهدف إلى تدميرهم جسديا.
وذكرت الكاتبة أن القوات الإسرائيلية دمرت غزة بسرعة وعلى نطاق لم يشهده أي صراع آخر في هذا القرن، حيث هدمت مدنا بأكملها ودمرت البنية الأساسية الحيوية والأراضي الزراعية والمواقع الثقافية والدينية، مشيرة إلى أن قتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين في عام واحد، وحصيلة المجاعة والمرض، يشكلان مأساة مذهلة.
إعلانولكن ما يجعل هذه الأعمال إبادة جماعية بموجب القانون الدولي هو النية، كما تقول المسؤولة، والأدلة المقدمة في تقرير المنظمة تظهر بوضوح أن الهدف المتعمد للحملة العسكرية الإسرائيلية هو تدمير الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث عملت التصريحات التي أدلى بها مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى على تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم، ودعوا إلى ارتكاب أعمال إبادة جماعية، مما يكشف عن النوايا الحقيقية لإسرائيل.
الإبادةوذكرت الكاتبة أن إسرائيل أصدرت مرارا وتكرارا موجات من أوامر "الإخلاء" الجماعية التعسفية والمربكة، مما أدى إلى تهجير المدنيين قسرا إلى مناطق أصغر وأقل ملاءمة للسكن، مع هجمات على البنية التحتية الحيوية التي تدعم الحياة، كما تعمدت عرقلة ومنع وصول المساعدات الإنسانية، متجاهلة نداءات المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية، وحتى أوامر محكمة العدل الدولية الملزمة قانونا باتخاذ خطوات فورية لتجنب الإبادة الجماعية.
وخلصت أنييس كالامار إلى أن تحديد نية الإبادة الجماعية في الصراعات المسلحة أمر معقد وصعب ولكنه ليس مستحيلا، ومن الضروري أن يتم الاعتراف بالإبادة الجماعية في سياق الصراع المسلح على حقيقتها، وألا يسمح للحرب بأن تبررها، وألا تحجب "حرارة المعركة" الحقائق على الأرض.
وأوضحت كالامار أن الأدلة الواردة في تقرير المنظمة تظهر بوضوح أن تدمير الفلسطينيين في غزة كان ولا يزال هدفا بالنسبة لإسرائيل، لتحقيق أهدافها الأخرى، ولا يمكن إلا استخلاص استنتاج واحد معقول من الأدلة، وهو أن نية الإبادة الجماعية كانت جزءا لا يتجزأ من الحرب على قطاع غزة.
تقاعس"ومهما كانت نتائجنا غير مريحة -كما تقول كالامار- فإن التقاعس في مواجهة مثل هذه القسوة أمر لا يمكن الدفاع عنه، لأن الأدلة التي نشرناها تعني أنه لا يوجد مجال للاختباء، وبالتالي يجب على حلفاء إسرائيل التوقف عن التظاهر بأن الجرائم الدولية لم تُرتكب".
إعلانوتابعت المسؤولة قائلة إن الوقت حان للدفاع عن الإنسانية، داعية إلى معالجة سياسات إسرائيل وممارساتها القديمة المتمثلة في الفصل العنصري والاحتلال غير القانوني، ووقف الإفلات من العقاب الذي تمتعت به إسرائيل لعقود من الزمان، مما مهد للإبادة الجماعية التي نشهدها اليوم".
ودعت كالامار المجتمع الدولي الذي حمى إسرائيل من المساءلة بجموده، إلى أن يدفع باتجاه إنهاء فوري للحصار الإسرائيلي غير القانوني واللاإنساني لغزة، وقالت إن على أولئك الذين يواصلون إرسال الأسلحة إلى إسرائيل أن يعلقوا عمليات نقل الأسلحة الآن وأن يدركوا أنهم يخاطرون بالتواطؤ في الإبادة الجماعية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات الإبادة الجماعیة الفلسطینیین فی إبادة جماعیة أن إسرائیل قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
كوبا تنضم رسمياً إلى دعوى الإبادة الجماعية ضد كيان الاحتلال
يمانيون../
أعلنت محكمة العدل الدولية، اليوم الإثنين، أن كوبا انضمت رسمياً إلى الدعوى القضائية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد كيان الاحتلال الصهيوني، بتهمة الإبادة الجماعية في فلسطين.
وأوضحت المحكمة، في بيان، أن كوبا قدّمت إعلاناً استناداً إلى المادة الـ63 من نظامها الأساسي، للتدخل في القضية المتعلقة بتطبيق اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، والتي تشمل الجرائم المرتكبة في قطاع غزة.
وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية الكوبية، أكدت هافانا أنها تشارك المخاوف التي أعربت عنها جنوب أفريقيا بشأن الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين، معتبرة أن المحكمة تمر بلحظة حاسمة للحفاظ على مصداقية النظام القانوني الدولي الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية.
وأضاف البيان أن كوبا، بصفتها طرفاً في اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948، ملتزمة بتنفيذ كل الإجراءات الممكنة لمنع الإبادة الجماعية ومعاقبة مرتكبيها، مشددة على ضرورة التصدي لأي محاولات تهدف إلى تدمير جماعات وطنية أو إثنية أو دينية بشكل كلي أو جزئي.
يُذكر أن جنوب أفريقيا رفعت الدعوى في أواخر عام 2023، وانضمت إليها عدة دول، من بينها نيكاراغوا، كولومبيا، ليبيا، المكسيك، فلسطين، إسبانيا، وتركيا، في خطوة تسعى إلى تحقيق العدالة ومحاسبة كيان الاحتلال على جرائمه ضد الشعب الفلسطيني.