هكذا تغلغلت إيران في سوريا ثقافيا واجتماعيا.. تركة تنتظر التصفية
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
مع بدء الحراك الاحتجاجي بسوريا في عام 2011، أعلنت إيران أنها تريد التدخُّل ذلك البلد العربي لحماية الأماكن المقدَّسة والمقامات الشيعية ومن أبرزها مقام السيدة زينب في ريف دمشق، ومقام السيدة رقية في دمشق القديمة، إضافةً إلى مراقد أخرى لم تكن معروفة من قِبل السوريين.
وبحسب مركز حرمون للدراسات، فإن المراقد الشيعية في سوريا لم تبق مجرد مواقع دينية، بل تحولت إلى مواقع سياسية وعسكرية بعد عام 2011، لتسوّغ وجود قوات عسكرية إيرانية أو تابعة لإيران لحمايتها والدفاع عنها، وبالتالي للحصول على شرعية دخول سوريا ودعم نظام بشار الأسد.
ثم تعدى التغلغل الإيراني في سوريا فكرة حماية المراقد والمقامات، وبات أكثر سرعة واتساعاً. وبعد أن تحولت مظاهرات السوريين السلمية إلى أعمال مسلحة، أصبح انخراط إيران في دعم نظام الأسد أكثر وضوحاً. وأخذت إيران بإرسال عسكريين وخبراء وضباط من الحرس الثوري الإيراني للقتال بشكل مباشر إلى جانب نظام الأسد.
ومع توافد مقاتلين من إيران والعراق ولبنان وأفغانستان وباكستان، بدأت إيران بتوجيه تركيزها نحو اختراق المجتمع السوري من خلال تعزيز العلاقات مع رجال الأعمال السوريين مع بداية عام 2017، وذلك حسب تقرير منظمة "أتلانتيك كاونسيل" الصادر في نوفمبر 2020.
التواجد الإيراني الواضح في سوريا جعل أمر استهدافهم من قبل إسرائيل أسهل. مما دفع إيران لإعادة تعريف وجودها في سوريا من خلال إنشاء قوات الدفاع الوطني، ودعم ألوية محددة في الجيش السوري، وإنشاء شركات أمنية خاصة في سوريا.
وحسب التقرير نفسه، بلغ عدد مقاتلين ميليشيا قوات الدفاع الوطني حوالي 40 ألف مقاتل، عدا عن الميليشيات الأخرى.
وفي عام 2018، أعادت إيران تنشيط منتدى الأعمال السوري الإيراني، والذي لعب دوراً أساسياً في نشر المشاريع الإيرانية في مختلف المناطق في سوريا، وركزت في الغالب على مشاريع توليد الطاقة.
اختراق المجتمع
كما عملت إيران مع المنظمات الخيرية للاندماج بشكل أفضل في المجتمع السوري. ومن أبرز المنظمات المدعومة من إيران منظمة جهاد البناء، التي ركزت على قضية ترميم المدارس والمراكز الصحية وخاصة في محافظتي حلب ودير الزور.
على صعيد التوعية التعليمية، وصل عدد المرافق التعليمية التي تم بناؤها من قبل الإيرانيين إلى سبعة، بالإضافة إلى المراكز الثقافية الإيرانية التي لعبت دوراً مهماً في نشر الثقافة الإيرانية في المجتمع السوري.
في عام 2019، قامت منظمة جهاد البناء بترميم ستة عشر مدرسة في دير الزور وحدها. كما قامت بتوزيع المساعدات الغذائية على المدنيين في محاولة لكسب ولاء السكان المحليين.
أما على الصعيد الديني، فقد ازداد عدد الحوزات الشيعية ليصل إلى 21 حوزة موزعة على كامل الجغرافية السورية. والحوزة هي مركز دراسات شيعية تعمل على تخريج دعاة لنشر الإسلام الشيعي.
كما تم تأسيس بعض المعاهد والجامعات، كالجامعة العالمية للعلوم الإسلامية الشيعية والتي أنشئ فرع لها داخل مقام السيدة رقية في الشام القديمة، وفرع الجامعة الإسلامية الإيرانية الحرة في العاصمة دمشق عام 2018.
ومع سقوط نظام الرئيس بشار الأسد بات الوجود العسكري الإيراني في حكم الماضي لكن التخلص من التركة الإيرانية في الجانب الاجتماعي والديني والتعليمي والديموغرافي سيكون من أبرز التحديات أمام القيادة الجديدة في سوريا
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
إيران : بدء مناورات الدفاع الجوي للجيش الإيراني
متابعات ـ يمانيون
بدأت مناورات “اقتدار الدفاع الجوي 1403” التي يقودها سلاح الدفاع الجوي للجيش الإيراني، فجر اليوم الأحد في مناطق الدفاع الجوي في الغرب والشمال.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء ببدء مناورات اقتدار الدفاع الجوي 1403 التي يقودها سلاح الدفاع الجوي للجيش الإيراني، فجر اليوم، في مناطق الدفاع الجوي في الغرب والشمال.
وتُجرى هذه المناورات في ظروف واقعية تمامًا، وتشمل مشاركة وحدات الصواريخ، وأنظمة الرادار، والمراقبة ضمن خطة “بصيرت”، ووحدات الحرب الإلكترونية، ونظام “فاشا”، وأنظمة التمويه والخداع للدفاع الجوي، إضافة إلى الطائرات المأهولة وغير المأهولة التابعة للقوة الجوية، للقيام بمهام هجومية ودفاعية.
وأوضحت أن من الأهداف الرئيسية لهذه المناورات، التقييم الواقعي لفعالية العمليات الدفاعية لمخططات الدفاع الجوي في مواجهة هجمات العدو، وضمان الإشراف المعلوماتي وتحقيق القدرة على اكتشاف الأهداف المهاجمة في الوقت المناسب باستخدام أنواع مختلفة من الحساسات الرادارية النشطة، والتنصت الإشاري غير النشط، والأجهزة البصرية والمراقبة المتوفرة لدى الدفاع الجوي الوطني، وتقييم الأداء التكتيكي والتقني للعاملين في العمليات والفنيين في ظروف القتال الجوي الحقيقية، بالإضافة إلى التدريب على تنفيذ مبادئ الدفاع السلبي لأنظمة الدفاع الجوي مع التركيز على مبدأ التنقل السريع.
وفي هذه المناورات، تعمل قوة الدفاع الجوي التابعة للجيش باستخدام التشكيلات القتالية المتاحة لديها، لحماية المناطق المهمة والحساسة الواقعة تحت مسؤوليتها والمراكز المكلفة بمهامها، ضد الهجمات الجوية والصاروخية المحاكية، وذلك عبر مراحل الكشف، التعرف، التتبع، الاشتباك، وتدمير العدو الافتراضي، تحت قيادة شبكة الدفاع الجوي الموحدة للبلاد، حيث يتم صد العمليات الهجومية للعدو في مناطق فردو وخنداب.