جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-22@03:38:49 GMT

أسوأ نسخة

تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT

أسوأ نسخة

 

عائض الأحمد

في قريتي الصغيرة التي احتضنت طفولتي لم أكن أشعر بأنَّ أحدًا ممن كانوا حولي مختلف أو ينقصه شيء أملكه واتفرد به، أسنان المشط متساويات والشعر المنسدل على أكتافنا، لونه واحد ومن نفس الماء والمنبع، نغسله كلما تسنى لنا ذلك.

كل شيء نعده ونحسبه بقدر حاجتنا، لم نكن نتوجس خيفة من أحد ولم يكن لغريب أن يفسد قضيتنا، كنَّا القضاة وكنَّا الحكام فيما اختلفنا فيه الود والرأي لم يسقطا القضية أبدًا، ظهورنا لم يكن يتجاوز تلك المساحة الضيقة، يومنا ينتهي بحلول الظلام ونهارنا يبدأ بالنور به نحيا ونرتع ونسرح ونلتقي.

أحلامنا تشبه حياتنا محدودة ميسرة أقصاها حب عابر وكأنَّ ابنة الجيران سيدة نساء العالمين وطموح العاشقين ومن هام على وجهه صعودا ونزولا في قمم تلك الجبال التي سكنتنا قبل أن نسكنها، فقد أظهرت أجمل ما نملك، حب الحياة والتسامح وتقبل الآخرين.

كنت أشعر بأن الجميع آبائي وكل صدور الأمهات كصدر أمي، لم يكن بيننا إذن لقاء أو طلب يستنكره أحد، كانت منازلنا بدون أبواب مشرعة بأدب، أقصى مراتب العتب الغياب عن "الرواح" وفيه تثار الطرف وأخبار القرى الأخرى ولن تخلو من غارات وبطولات الأجداد وحماسة المستمعين ويختم النهار بشمس الأصيل، فتغلق أبواب لتفتح قلوب لم تكن تعرف إلا الحب.

بقاء الحال يشبه السؤال الذي لم يفتأ يطرحه دون أن يجد خلاصا من تبعاته الموجعة أين أنا من ذلك الأمس هل للأيام من عودة؟

الذكريات توقد مشاعل فتيل الصبا، وتنعَى حاضرها الغائر في قسوته وامتناعه عن رد الجمال بمثله، الكلمات تشبه الخطوات لن تكررها إن لم تصل بك إلى ما تريد، والأخطاء ربيبة البشر إن لم تتجاهلها لمن تحب، علقت في جدار قلبك وسحقت كل غراسك وذرته الرياح هباء إن حاولت تطويعه أصابك وهن صغره، وإن أكبرته سحقتك غلظته وردة فعله، وأنزلك منزلة الخائن العابث، حينها تظهر أسوأ نسخة حفظتها البشرية فقاطع الود كقاطع الوريد ومن قتل قلبًا واحدًا سهل عليه دك أفئدة أخرى.

لم يعد لنا من سبيل لاستحصارها فشرارة تلمع في محيط مظلم تظن بها خيرا نور قادم لا محاله، وإن كان صبرا فمن عاش عقدين كاملين لن يُضنه حولان آخران يربت فيهما على كتفيه، قبل أن ينزله متكى الغفلة ويسقط حمله ويودعها لم يعد لي بذلك قدرة أو فاقة.

حينما انزلتك الروح وستخلفت بأنفاسك أكسجين الحياه، فلا تقطعي وصالا أعيش له وانحني، دعي الرياح والشمس وما تحمله السماء ينبض حبا لم يكن يوما يسير بغير هداك.

ختاما: ليتني استبقيتك حلما، فالواقع أشد مرارة وسطوة وغفلة.

شيء من ذاته: سئمت صمت مشاعرك وبخلها، فتسولت طعاما لا يشبهني فذقت مرارته.

نقد: ما تراه يمثلني في ساعتي هذه فقط، الحساب لا يجمع دائما، النقص صفه إنسانية.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تسونامي ترامب قادم .. والعالم على أبواب تغييرات مرعبة

شهر واحد مضى على إدارته، لكنَّ ما فعله كان بمثابة زلزال في أمريكا ومحيطها، كلُّ ما فعله بايدن وقبله أوباما جرى شطبه بأكثر من ٢٠٠ أمر تنفيذي، ومقاربات حاسمة لملفات الاقتصاد والعلاقات الخارجية والإنفاق العسكري والمساعدات، وحرب أوكرانيا، وقد وصلت تداعيات الزلزال إلى العمق الأوروبي، وقارات العالم بدأت تصحو على تسونامي يضربها في مفاصلها الرئيسة.

التغييرات التي سيقدم عليها ترامب ستكون مرعبة لكثير من الدول، وخاصة الحليفة، ولن يكون غريباً اندلاع أزمة مع أوروبا، وفي مقدمتها ألمانيا وفرنسا، وربما حرب اقتصادية على خلفية أوكرانيا وصادرات الغاز، حيث تريد واشنطن أن تكون المصدِّر الرئيس للغاز إلى أمريكا، وتستخدم ورقة روسيا للضغط، وقد نصل إلى لحظة يهدد فيها ترامب بتجميد مشاركة بلاده في الناتو أو ينسحب منه، وترك دول الحلف مكشوفة أمام الخطرين الروسي والصيني، وبدأت واشنطن تخفيض حضورها العسكري في أوروبا، في رسالة واضحة ستهدد أمن القارة، وتعيد خلط الأوراق.

أولويات ترامب اقتصادية داخلية، واندفاعاته ستؤدي إلى ترك فراغات في العديد من الساحات، ولا بدَّ لشعوب المنطقة وحكوماتها أن تأخذ بعين الاعتبار مصالحها الوطنية، وما يمكن أن تتعرض له من ضغوط، وكيف سيؤدي سلوك واشنطن إلى إحداث هزَّات في أنحاء العالم، مما يعني التغييرات جيوسياسية صادمة ومفاجئة.لم يخفِ ترامب طلبه من أوكرانيا منحه نصف ثرواتها المعدنية الثمينة مقابل الدفاع عنها في وجه روسيا، وهو مطلب يثير الذعر في كثير من العواصم الحليفة، ودفع ذلك لندن، الحليف الموثوق، لترؤس مناورات الناتو، والتحرك لتوفير غطاء لاستمرار الحلف، من خلال عقد مفاوضات دفاعية مع النرويج لحماية شمال أوروبا، ولا يمكن تجاهل قلق المملكة المتحدة من ضغوط ترامب على كندا ومحاولة ضمِّها أو تركيعها، والتي تقع تحت حماية التاج البريطاني، إضافة إلى الأزمات المتعاقبة في أمريكا اللاتينية (المكسيك، بنما)، وأفريقيا (جنوب أفريقيا).

في الشرق الأوسط، ما يفعله ترامب برأي كثيرين، هو سكب الزيت على النار في مفاصل ملتهبة، ولا يبدو أنه يحمل جهاز إطفاء بقدر ما يلقي عود ثقاب، ويحتاج أن يستمع لدول المنطقة، كي يدرك خطورة السياسات التي يعلن عنها، كجزء من الضغوط، وفي مقدمة الدول التي يتوجب على الإدارة الاستماع إليها، المملكة العربية السعودية، التي نجحت في إحداث نقلة كبرى في أدائها خلال سنوات، وسبق أن حذرت من سياسات متهورة تبنتها إدارات ديمقراطية في واشنطن، عرضت فيها المنطقة وشعوبها لأزمات وعواصف وفوضى.

أولويات ترامب اقتصادية داخلية، واندفاعاته ستؤدي إلى ترك فراغات في العديد من الساحات، ولا بدَّ لشعوب المنطقة وحكوماتها أن تأخذ بعين الاعتبار مصالحها الوطنية، وما يمكن أن تتعرض له من ضغوط، وكيف سيؤدي سلوك واشنطن إلى إحداث هزَّات في أنحاء العالم، مما يعني التغييرات جيوسياسية صادمة ومفاجئة.

العالم يتغير بأسرع مما يتوقعه كثير من الخبراء.

مقالات مشابهة

  • حظك اليوم برج الجوزاء السبت 22 فبراير.. تفتح لك أبواب جديدة
  • تسريح العمال يتسارع في بريطانيا.. أسوأ وتيرة منذ 2008
  • تسونامي ترامب قادم .. والعالم على أبواب تغييرات مرعبة
  • القادم أسوأ.. روبي فاولر يحذر ليفربول من صعوبة استبدال محمد صلاح
  • مسنة تركية تخضع لجراحة نادرة بعد اكتشاف 63 قطعة حصى بمعدتها
  • حقوقي فلسطيني: الحرب على غزة أسوأ من أي كارثة معاصرة
  • ميزات «غير مسبوقة».. «آبل» تختبر نسخة جديدة من أنظمة «آي أو إس18»
  • جواو موتا: سامحوني أنا «أسوأ مدرب»!
  • آبل تختبر نسخة جديدة من أنظمة “iOS”
  • «الأرصاد»: انتهاء ذروة الموجة الحارة على القاهرة والسواحل.. وعودة نشاط الرياح