جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-19@09:45:22 GMT

كلمات.. بين رجفة القلم واعتداله

تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT

كلمات.. بين رجفة القلم واعتداله

 

إسماعيل بن شهاب البلوشي

هل يرتجف القلم أم هي الأصابع التي تسير به أم هو العقل الذي يوجهه أم هي خواطر القلوب التي تنتقل ما بين قوائم الخيارات التي تشكل أخيرًا الكلمة التي تستقر حبرًا على الورق لتعيش ردحًا من الزمن؟!

ها أنا اليوم وقلمي عندما وصل العمر لأرثي والدي الحبيب، ليس كمالًا في سيرته وإنما بقدر ما يكون تحايلًا على النفس أني كتبت أو أنني استطعت أن أُشكل حروفًا هي حتمًا لن تروي عطش النفس لما أريد أن أقول.

والدي الحبيب.. أَعِدْني إلى مُعلمي الغالي محمد القبيلي لأحمل اللوح وقلم البوص والمداد كي لا أتأخر عن قفر أثر حليوان وأمه حلوة، ولكي أحضر جلسة المبرز، التي لم أعلم إلا أخيرًا أنكم كنتم تغرسون فينا اليقظة والشجاعة وحضور النفس لكل مهمات الحياة عندما تنادون بصوتكم المخيف (قهوة) أو (شربة) ليكون الجواب منَّا الحضور جميعًا، قفزة لا يسلم الفنجان خلالها من الكسر أحيانًا. أعدني إلى زحام الإبل والخيل للقفز على سروجها بل لأعلم أن الرماية وهي تسابق الريح ممكنة.

علمني فقد بدأت نسيان السير ليلًا في رحلات القنص في الليالي المظلمة ومسامرة النجوم وجمر السمر ورغيفه وإعداده، علمني بأنواع ذخائر "الشوزن" التي يحبها كثيرًا، وخاصة تلك التي يحمل مخزنها خمس طلقات والتي يُمكن رميها آليًا.

أين سنضع سيف سليم والبندقية التي أهداها السُّلطان سعيد بن تيمور لوالدك- رحمهما الله- ونسخة فلج الغبي ومراسلات الحكام والملوك والتي يقرأ من خلالها كم هي أيامكم معقدة صعبة، ولم تخلوا من المناسبات الجميلة في مناسبات أخرى أحيانا.. كم هي غنية بالأحداث والتي فرقت بين مستوى الرجال وشموخهم، هل سنستطيع أن نمر بين جنبات نخيلك في المازم وضنك والعراقي والعينين لكي تبقى شواهد لتاريخكم العزيز.

والدي الحبيب.. دعني أعيد القصيدة التي كتبتها فيك يومًا، عندما كنَّا نتكلم عن تقلبات الزمن والفروق بين عصركم الذي قفرتم فيه الإبل وتبعتم وخيذها وأعدتموها عنوة وحملتم همنا أفرادا وجماعة وتقدمتم الركب للرزق والكرامة وعزة المجتمع في زمان من الصعب أن يتصوره إنسان اليوم.

والدي الحبيب.. والله وعدًا مني أنني لن أنسى عندما عاقبتني يومًا عندما تأخرت عن صلاة الفجر، وبرحمته تعالى أني سأبرّك فيها كما تتمنى.

لكن وبعد كل هذا، من سيُعيد تذكيري بحاضرة "الغبي" وتاريخها ومساجدها وأسواقها ومدارسها وعلمائها وأفلاجها وعن تاريخ القبائل والأحداث التي يشيب لها الولدان والمازم وغرفة أولاد راشد ونخيلك المفضلة فيها وشعابها، والسمر الذي قضيت ووالدك فيها أيامًا خلال الشتاء، والتي كان أنيسكم فيها سمحة وحليوان وحلوه، غرفك في هيماء وصلالة وجلسة الخريف وزيارة كل المُحبين من كل عُمان وخارجها من سيغطيها وكم ستكون خفيفة صامتة صغيرة بدونك.

من سيملأ مكانك في مجلسك الذي جمع أيامًا عديدة من قبائل عُمان وخارجها رجالا تعددت مشاربهم وألوانهم بتلك اللحى الغانمة وصوتهم المهيب وحضورك الذي يساير أولئك العظماء من الرجال.

والدي الحبيب.. لمن ومن يعرف عن آخر تغرود ظل في ذاكرتك وأنت على الفراش:

خبيبنا أم العضود المالية // البدو شلت والمنازل خالية

ومن الذي سيستمتع بمطلع القصيدة التي قلتها يوما فيك:

يا بوي وأنت أقرب من الرمش للعين // وين ألحقك يلي مثل كل عالي

الأهم من كل هذا، ولأن نسيج عُمان الغالي ارتبط بالتراحم والتآلف والعلاقات بين القبائل، فهل سنستطيع أن نوفي حقك ونبِر بما وصلت إليه كلماتك ومعرفتك بكل محبيك في عُمان وخارجها؟

ولأن القلم يرتجف، علمت قبل أن أمسك به أني سأكتب حروفًا لا تعني إلّا النزر القليل، مما تحمل نفسي من ذاكرتك، التي هي كل ما أملك.. فلعلي وبعد حين يمُن الله عليّ أن أكتب فيك ما تستحق.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بوزن 27 كيلوغراماً.. محكمة تدين والدي راقصة باليه بتهمة الإهمال القاتل

أصدرت محكمة أسترالية حكماً بالسجن على والدي راقصة باليه مراهقة، كانت تزن 27 كيلوغراماً فقط، بعد إدانتهما بتزوير شهادة ميلادها لتبدو أصغر، وحرمانها من الطعام للحفاظ على الوزن الذي يتناسب مع متطلبات الرقص.

وأشارت التقارير إلى أنه عند إدخال الفتاة إلى المستشفى، كان مؤشر كتلة الجسم لديها 12.5، وهو ما يعد منخفضاً للغاية مقارنة بالنطاق الصحي الذي يتراوح بين 18 و25 عاماً.

حينها، رفض والداها تغذيتها عبر الأنبوب الطبي، مما دفع السلطات للتدخل ووضع الفتاة تحت رعاية الدولة، وفقاً لما نقلته صحيفة "نيويورك بوست". 

الابنة تطالب بالإفراج عنهما

وفيما طالبت الابنة إسقاط جميع التهم عن والديها، قضت محكمة مقاطعة بيرث في أستراليا الغربية بالسجن لمدة 6.5 سنوات على الأب و5 سنوات على الأم، بسبب إهمالهما لابنتهما التي كانت تعاني من سوء التغذية الشديد وكانت مهدّدة بخطر السكتة القلبية والوفاة.

وبرّرت الشابة دفاعها عن والديها بالقول: "أنا معتمدة بالكامل عليهما في جميع نفقاتي اليومية، من الطعام والملابس، بالإضافة إلى أن رسوم جامعتي تُدفع من قبلهما".
 وفقاً لوقائع المحاكمة، ذكر الوالدان، اللذان لم تُكشف هويتهما أو هوية الفتاة، أن ابنتهما اختارت أن تكون نباتية، مما أدى إلى تعرضها لنحافة مفرطة.

تعاني من التقزم

ذكرت القاضية أن الوالدين قاما بتجويعها، وعندما أصبح حجمها يتناقص، قاما بتزوير شهادة ميلادها لتصغير سنّها إلى 17 عاماً، رغم أنها كانت قد تجاوزت العشرين.

ولفتت القاضية إلى أن الفتاة، نشأت في المنزل، حيث كانت والدتها تدرسها في المنزل، ولم تتعرف على المجتمع إلا من خلال دروس الرقص.

ورأت أن الفتاة تعرّضت لتقزم جسدي بسبب نقص التغذية، كما منعها والداها من استخدام الأشياء المناسبة لسِنها، مما أثر على تطورها الطبيعي وصحتها.

القاضية تكذّب المحامي والوالدين

نفى محامي الوالدين، أوليفر باكسمان، أن يكون موكلاه قد جوّعا ابنتهما، مؤكداً أنهما قدما لها كل ما تحتاجه من حب ورعاية.

وأضاف أن الفتاة كانت حرة في تناول الطعام، إلا أن نقص التغذية نجم عن اتباعها نظاماً غذائياً نباتياً أثر على صحتها.

مع ذلك، رفضت القاضية بلاك تصديق المحامي والزوجين، اللذين كذبا في مناسبات عديدة بشأن عمر ابنتهما في محاولة واضحة للتغطية على حقيقة أنها تعاني من سوء التغذية الحاد.

مقالات مشابهة

  • أقلام مدادها السم الزعاف !!
  • تحدث بصراحة مع الحبيب.. حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 19 فبراير
  • جواد نصر الله: والدي الشهيد حسن نصر الله كان يرى في اليمن مدرسةً فريدة في المقاومة
  • حكم قضائي بسجن والدي راقصة باليه مراهقة بسبب تجويعها
  • عاجل | القناة 13 الإسرائيلية عن مصادر: الجيش سيتدخل بالأماكن التي لا يوجد فيها الجيش اللبناني وسيتعامل مع أي انتهاك
  • كان صوفيا.. الفنان ياسر علي ماهر: والدي نشأ في بلد رفاعة الطهطاوي
  • أمانة القلم والكلمة
  • بوزن 27 كيلوغراماً.. محكمة تدين والدي راقصة باليه بتهمة الإهمال القاتل
  • القوات: انتهى الزمن الذي كانت إيران تعتبر فيه بيروت إحدى العواصم التي تسيطر عليها
  • رجفة اليد: أسبابها وأنواعها المختلفة