جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-14@18:48:01 GMT

كلمات.. بين رجفة القلم واعتداله

تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT

كلمات.. بين رجفة القلم واعتداله

 

إسماعيل بن شهاب البلوشي

هل يرتجف القلم أم هي الأصابع التي تسير به أم هو العقل الذي يوجهه أم هي خواطر القلوب التي تنتقل ما بين قوائم الخيارات التي تشكل أخيرًا الكلمة التي تستقر حبرًا على الورق لتعيش ردحًا من الزمن؟!

ها أنا اليوم وقلمي عندما وصل العمر لأرثي والدي الحبيب، ليس كمالًا في سيرته وإنما بقدر ما يكون تحايلًا على النفس أني كتبت أو أنني استطعت أن أُشكل حروفًا هي حتمًا لن تروي عطش النفس لما أريد أن أقول.

والدي الحبيب.. أَعِدْني إلى مُعلمي الغالي محمد القبيلي لأحمل اللوح وقلم البوص والمداد كي لا أتأخر عن قفر أثر حليوان وأمه حلوة، ولكي أحضر جلسة المبرز، التي لم أعلم إلا أخيرًا أنكم كنتم تغرسون فينا اليقظة والشجاعة وحضور النفس لكل مهمات الحياة عندما تنادون بصوتكم المخيف (قهوة) أو (شربة) ليكون الجواب منَّا الحضور جميعًا، قفزة لا يسلم الفنجان خلالها من الكسر أحيانًا. أعدني إلى زحام الإبل والخيل للقفز على سروجها بل لأعلم أن الرماية وهي تسابق الريح ممكنة.

علمني فقد بدأت نسيان السير ليلًا في رحلات القنص في الليالي المظلمة ومسامرة النجوم وجمر السمر ورغيفه وإعداده، علمني بأنواع ذخائر "الشوزن" التي يحبها كثيرًا، وخاصة تلك التي يحمل مخزنها خمس طلقات والتي يُمكن رميها آليًا.

أين سنضع سيف سليم والبندقية التي أهداها السُّلطان سعيد بن تيمور لوالدك- رحمهما الله- ونسخة فلج الغبي ومراسلات الحكام والملوك والتي يقرأ من خلالها كم هي أيامكم معقدة صعبة، ولم تخلوا من المناسبات الجميلة في مناسبات أخرى أحيانا.. كم هي غنية بالأحداث والتي فرقت بين مستوى الرجال وشموخهم، هل سنستطيع أن نمر بين جنبات نخيلك في المازم وضنك والعراقي والعينين لكي تبقى شواهد لتاريخكم العزيز.

والدي الحبيب.. دعني أعيد القصيدة التي كتبتها فيك يومًا، عندما كنَّا نتكلم عن تقلبات الزمن والفروق بين عصركم الذي قفرتم فيه الإبل وتبعتم وخيذها وأعدتموها عنوة وحملتم همنا أفرادا وجماعة وتقدمتم الركب للرزق والكرامة وعزة المجتمع في زمان من الصعب أن يتصوره إنسان اليوم.

والدي الحبيب.. والله وعدًا مني أنني لن أنسى عندما عاقبتني يومًا عندما تأخرت عن صلاة الفجر، وبرحمته تعالى أني سأبرّك فيها كما تتمنى.

لكن وبعد كل هذا، من سيُعيد تذكيري بحاضرة "الغبي" وتاريخها ومساجدها وأسواقها ومدارسها وعلمائها وأفلاجها وعن تاريخ القبائل والأحداث التي يشيب لها الولدان والمازم وغرفة أولاد راشد ونخيلك المفضلة فيها وشعابها، والسمر الذي قضيت ووالدك فيها أيامًا خلال الشتاء، والتي كان أنيسكم فيها سمحة وحليوان وحلوه، غرفك في هيماء وصلالة وجلسة الخريف وزيارة كل المُحبين من كل عُمان وخارجها من سيغطيها وكم ستكون خفيفة صامتة صغيرة بدونك.

من سيملأ مكانك في مجلسك الذي جمع أيامًا عديدة من قبائل عُمان وخارجها رجالا تعددت مشاربهم وألوانهم بتلك اللحى الغانمة وصوتهم المهيب وحضورك الذي يساير أولئك العظماء من الرجال.

والدي الحبيب.. لمن ومن يعرف عن آخر تغرود ظل في ذاكرتك وأنت على الفراش:

خبيبنا أم العضود المالية // البدو شلت والمنازل خالية

ومن الذي سيستمتع بمطلع القصيدة التي قلتها يوما فيك:

يا بوي وأنت أقرب من الرمش للعين // وين ألحقك يلي مثل كل عالي

الأهم من كل هذا، ولأن نسيج عُمان الغالي ارتبط بالتراحم والتآلف والعلاقات بين القبائل، فهل سنستطيع أن نوفي حقك ونبِر بما وصلت إليه كلماتك ومعرفتك بكل محبيك في عُمان وخارجها؟

ولأن القلم يرتجف، علمت قبل أن أمسك به أني سأكتب حروفًا لا تعني إلّا النزر القليل، مما تحمل نفسي من ذاكرتك، التي هي كل ما أملك.. فلعلي وبعد حين يمُن الله عليّ أن أكتب فيك ما تستحق.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

زينة أشرف عبد الباقي: والدي فتح لي الأبواب ولا أنكر دعمه في مسيرتي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكدت المخرجة زينة أشرف عبد الباقي، أنها لا تنكر دور والدها في دعم مسيرتها المهنية، مشيرة إلى أن دعمه كان حاسمًا في بداية طريقها الفني.

وقالت زينة خلال استضافتها برفقة والدها في برنامج "معكم منى الشاذلي"، مساء الخميس، المذاع عبر شاشة "ON"، مع الإعلامية منى الشاذلي، إنه بالتأكيد، والدها ساعدها ودعمها، إذ أنها قدمت فيلم "مين يصدق" أول أفلامها قبل عامين، وكانت في سن صغيرة، ولم يكن من الممكن أن تجد منتجين يجلسون معها للاستماع إلى أفكارها لولا دعم والدها. 

وأوضحت زينة أن هذه هي الحقيقة، وهو أمر لا يمكن إنكاره وقال: "المنتجين يعرفوني من أين لولا اسم أبويا، فتحلي أبواب وأشتغل طول السنين دي عشان يفتحلي أبواب".

وأشارت زينة إلى أنها لا تخشى الحديث عن تأثير والدها على مسيرتها، وأنها تعتمد في النهاية على موهبتها وعملها الجاد لإثبات قدراتها.

أضافت المخرجة بالتأكيد على ثقتها في نفسها وفي قدرتها على إثبات نجاحها من خلال أعمالها، مشددة على أن الاعتراف بدعم والدها لا يقلل من جهدها الشخصي أو إبداعها الفني.

من جانبه علق الفنان أشرف عبد الباقي على الفكرة، موضحا أنه كان في بداياته عندما يرى أحد أبناء الفنانين يعمل، كان يعلق: "عشان أبوه ممثل".  

أضاف عبد الباقي أنه كان يشعر أن هذا الشخص أخذ الفرصة التي لم يحصل عليها بسبب كونه ابن ممثل، مشيرا إلى أن هذا الكلام فيه جزء من الحقيقة. 

وقال أشرف: يعني لو نظرنا للمجال، سنجد أن الأمر مشابه لما يحدث في مجالات أخرى؛ كأن يكون الأب طبيبًا والابن طبيبًا، أو الأب مهندسًا والابن مهندسًا.

وأكد أشرف عبد الباقي أن الفكرة الأساسية هي أن يكون الشخص ناجحًا في مجاله، وليس فقط لأنه ابن شخص معروف، وهذا ينطبق بشكل خاص على مجال التمثيل، لأن النجاح فيه لا يمكن أن يعتمد فقط على الواسطة، وقد رأينا كثيرًا من الفنانين الذين لم يستمروا لمجرد أنهم أبناء فنانين.
https://youtu.be/JQLGONYSdQ8?si=B8bp_5_cH75HEmWi

 

مقالات مشابهة

  • مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر ينهي معاناة فتى مع تشوه خلقي نادر بالركبة ويُعيد قدرته على المشي
  • شاهد بالفيديو.. بروفيسور ومؤرخ سوداني يفجر المفاجأت: البئر التي رمي فيها سيدنا يوسف موجودة بالسودان ووالده سيدنا يعقوب كان يقيم في جبل مرة بدارفور ورحل إلى مصر بعد الواقعة
  • زينة أشرف عبد الباقي: والدي فتح لي الأبواب ولا أنكر دعمه في مسيرتي
  • دار الإفتاء: الدعاء عند نزول المطر من الأوقات التي يستجاب فيها
  • سوريا.. تشييع جثمان مازن حمادة الذي فضح سجون الأسد وقضى فيها
  • أسرة الأدباء والكتاب تصدر "محمد الماجد.. القلم المتوحش الأليف"
  • تشييع جثمان مازن حمادة الذي فضح سجون الأسد وقضى فيها
  • دراسة تحدد أهم السمات النفسية التي تقود للنجاح
  • بالفيديو .. شاهد الشقق الفارهة التي يقضي فيها الأسد وقته في موسكو