وظيفة "حمّالي" للشباب!
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
سالم بن نجيم البادي
وظيفة "عامل شحن وتفريغ" مطروحة للشباب، والمُقابلة في مبنى جهة حكومية والمطلوب البطاقة الشخصية والسيرة الذاتية، والذين سوف يتنافسون على هذه الوظيفة ثلة من الشباب المواطنين وهم في أوج القوة والنشاط والحيوية والحماس.
أعلم أنَّ العمل الشريف ليس عيباً وليس فيه منقصة للشاب العُماني ولا يُشكِّل إهانة له وما أجمل أن يأكل الإنسان من عمل يده، وأن يبذل عرق جبينه ليعيش بكرامة، ولا ريب أن ذلك أفضل من أن يسأل أهله ريالا أعطوه أو منعوه حسب ظروفهم المالية.
والشركة أجنبية والآمر والناهي فيها ربما كان أجنبيًا، وربما ستكون المعاملة قاسية، وربما قد يُعاني من نظرة دونية، وبالطبع لا أريد التعميم، فليس كل مواطن يعمل في شركة يُعامل مُعاملة غير لائقة من قبل الأجانب. لكنني استمعت لعدد من الحكايات من مواطنين يتحدثون عن سوء المعاملة التي يعانون منها من قبل الأجانب في الشركات، وعندما أسألهم لماذا يصبرون على ذلك، يكون الرد أنهم يرغبون في المحافظة على الوظيفة التي حصلوا عليها بصعوبة. إنِّه الخوف من شبح التسريح الذي يطارد من يعملون في القطاع الخاص.
ولندع الحديث عن تواضع وظيفة عامل شحن وتفريغ، وعن احتمالية سوء المعاملة وعن احتمالية التسريح، ولنتحدث عن الراتب الضعيف الذي سوق يُقتطع منه نسبة التأمينات الاجتماعية، خاصة وأن الحد الأدنى للأجور في القطاع الخاص هو 325 ريالًا عُمانيًا. ونسمع حكايات عن أنه يجري أحيانًا التلاعب في هذا المبلغ، بهدف إنقاصه تحت ذرائع مختلفة. وماذا عسى أن تفعل 300 ريال لشاب في مقتبل العمر يريد أن يعيش حياة كريمة في وطنه.
أترك الإجابة لكم. وأقول لمن يهمهم أمر الإنسان الذي يعيش على هذه الأرض الطيبة، اتقوا الله
في أحوال الناس وارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الكرة “السعودية” ودوري المحترفين الأجانب
تداولت المواقع خبراً مفاده أن الاتحاد السعودي لكرة القدم، ينوي اعلان زيادة عدد المحترفين الأجانب من ثمانية محترفين إلى عشرة لكل فريق في دوري روشن.
إن صح ذلك الخبر، فإنه يعنى أن فرصة اللاعب السعودي، أصبحت للاعب واحد فقط، وغالبا في خط الدفاع، وتحديداً في خانة الظهير. و بذلك لن نستطيع اختيار ٢٥ لاعباً في كامل الجاهزية، للعب في جميع المراكز. ولا أدري كيف سيختار مدرب المنتخب لاعبيه، هل سيقوم بمتابعة تمارين الفرق لكي يتابع
مستوى اللاعبين؟ أم سيتم الاعتماد على أسماء محددة بغض النظر عن مشاركتهم في المباريات، أو حتى مستواهم، كما حدث في بطولة الخليج الأخيرة؟
لقد كان تأثير وجود ثمانية لاعبين أجانب في الدوري، على انخفاض مستوى لاعبي المنتخب في دورة الخليج، وحتى في مباريات تصفيات كأس العالم، واضحاً للجميع.
تفوقت علينا منتخبات لاتملك ولا حتى عشر الإمكانات المتوفرة لمنتخبنا.
خرجنا من كاس الخليج وموقفنا صعب في تصفيات كأس العالم. سنلعب أربع مباريات أسهلها أمام الصين في السعودية. ثم أمام اليابان المتصدر في اليابان، و أمام البحرين في المنامة، وهي التي تفوقت علينا لعباً و نتيجة في آخر مباراة معها في كأس الخليج،
وآخر مباراة مع منتخب استراليا في السعودية.
اتضح للمتابعين، تأثر جميع اللاعبين بسبب عدم مشاركتهم في المباريات.
ولكن اتحاد الكرة يبدو أنه الوحيد الذي يرى أن مستوى اللاعبين السعوديبن تطور، وأنهم استفادوا من وجود الأجانب، ولذلك يتجه إلى زيادة عدد اللاعبين الأجانب.
بل ولم تكتف الأندية بذلك، بل أصبحت تحول لاعبين أجانب للمشاركة في دوري أبطال آسيا فقط، وتضيف لاعباً أجنبياً آخر مكانه في دوري روشن.
وإذا نظرنا إلى لاعبينا، فأغلبهم لديه ضعف بدني، و قليل منهم من يعمل على تطوير نفسه، وتثقيف نفسه كروياً، رغم أن المهارات موجودة.
وأذكر أن الكابتن سعود كريري، مدير الكرة بنادي الهلال حالياً، والذي لعب للاتحاد والهلال والشباب، كان يستعين بمعدّ أجنبي قبل بداية كل موسم، ولكن كم لاعباً يفعل ذلك؟
هناك من يقارن دوري روشن بالكرة الانجليزية، ويقول إن عدد اللاعبين الأجانب هناك، يفوق بكثير عدد أمثالهم من الانجليز في الفرق الانجليزية. و هنا نقول هذه مقارنة غير دقيقة. إن انجلترا لديها أكثر من ٩٢ ناد في أربع درجات للدوري، و لديها أربعون ألف ناد في جميع الدرجات الأخرى. مايعني أن الفرص متاحة للجميع. ثم أن اللاعبين الانجليز، يتدربون في أكاديميات الأندية الانجليزية مع مدربين متميزين منذ سن العاشرة. و بالتالي فإنهم معدُّون على أعلى مستوى للتنافس مع أقرانهم من الدول الأوروبية و اللاتينية. ومن لا يجد مكاناً في الأندية الانجليزية في البريميرليج، أو دوري التشامبيونشيب، فإنه لا يجد صعوبة في أن يتجه إلى الدوريات الأخرى في أوروبا.
نعود للحديث عن المنتخب و المنتخبات السنية. فذا كان أبرز اللاعبين لدينا، لا يستطيعون أن يمثلوا أنديتهم بشكل دائم سوى عدد محدود جدا، فماذا عن اللاعبين الشباب الذين لم ولن يحصلوا على أي فرصة لإظهار قدراتهم و لتطوير أنفسهم؟
السعودية ستقوم بتنظيم بطولة كاس آسيا التاسعة عشر في عام ٢٠٢٧، أي بعد سنتين من الآن، ولا نعرف متى سيبدأ اتحاد الكرة في إعداد المنتخب المشارك في هذه البطولة، خاصة وأن معظم الأسماء التى تمثل المنتخب الآن، ستكون قد اعتزلت اللعب. المنتخبات الآسيوية متقدمة مثل اليابان و كوريا الجنوبية واستراليا، والباقية تتطور بسرعة. والدليل البحرين واندونيسيا وغيرها.
هل تم إعداد خطة لإعداد منتخب لمباريات كاس العالم ٢٠٣٤، أم سنكتفي بالتنظيم؟