بقلم : سمير السعد ..

في الوقت الذي يسعى فيه العراقيون إلى تعزيز استقرار بلدهم، تنشط بعض الجماعات المغرضة التي تعمل على بث الشائعات والدعاية الرمادية بين صفوف المواطنين. هؤلاء الأفراد، الذين نبذهم المجتمع العراقي نتيجةً لأفعالهم وأحقادهم، لم يعودوا خفيين كما كانوا في الماضي، بل يحاولون التسلل من جديد بأفكارهم العدائية التي تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار.


هؤلاء الحاقدون، الذين أُبعدوا عن مواقعهم السياسية بسبب فشلهم وتآمرهم، لم يتعلموا من دروس الماضي، إذ ما زالوا أسرى أحقادهم وضغائنهم، ينشرون دعاياتهم المغرضة محاولين إثارة الفتن بين أبناء الوطن الواحد. ولكن ما غاب عن أذهانهم أن الشعب العراقي اليوم أكثر وعيًا من أي وقت مضى، ولا يمكن خداعه بهذه المحاولات البائسة التي تهدف إلى إضعاف وحدة العراق.
إن العراق، الذي أثبت مرارًا قوته وقدرته على مواجهة التحديات، يقف اليوم موحدًا بأبنائه الأصلاء الذين يرفضون الانجرار خلف هذه الشائعات. رسالتنا لهؤلاء الذين يحاولون بث الفرقة بين أبناء الوطن ، العراق أكبر من مؤامراتكم، وأبناءه يقفون صفًا واحدًا في مواجهة كل من تسول له نفسه المساس بأمنه واستقراره.
اليوم، يردد الشعب بصوتٍ واحد “كلنا مع بلدنا في السراء والضراء”. هذه الوحدة الوطنية هي السلاح الأقوى الذي يواجه به العراقيون كل مخططات الإمبريالية والصهيونية وأي محاولة لزعزعة كيانهم. العراق سيبقى موحدًا وقويًا، ولن يلتفت إلى محاولاتكم اليائسة.
وطننا اليوم أقوى بتلاحم أبنائه وإصرارهم على بناء مستقبل مشرق، ولن يعود أبدًا إلى الوراء. إلى كل من يحمل نوايا دنيئة: رسالتنا واضحة، خرجتم من صفحات تاريخ هذا الوطن ولن تعودوا أبدًا.
العراق لن يكون ساحةً لتصفية الحسابات أو مسرحًا لتحقيق مصالح شخصية ضيقة على حساب أمنه واستقراره. الأحقاد والضغائن لا مكان لها بين أبناء هذا الوطن الذين أدركوا أهمية التكاتف في وجه أي عدو، سواء كان خارجيًا أو داخليًا، يسعى إلى النيل من وحدة العراق وكرامته.
إن هذه المخططات، مهما كان شكلها أو
مصدرها، ستتحطم على صخرة وعي شعبنا الواعي وإرادته الصلبة. أبناء الوطن الذين تجاوزوا أصعب المراحل وأشد المحن، لن يسمحوا أبدًا بعودة هذه الفئات البغيضة إلى المشهد مجددًا.
الرسالة واضحة وجلية العراق قوي بأصالته وتاريخه وبأبنائه الذين لا يرضون إلا بالعزة والكرامة. لن تُخدعوا بأكاذيبهم ولن تنطلي عليكم ألاعيبهم، فالشعب الذي عرف كيف يُميز بين من يبني ومن يهدم، سيبقى وفيًا لوطنه ولأحلامه.
اليوم وأكثر من أي وقت مضى، عراقنا يحتاج إلى أبنائه الشرفاء، إلى المثقفين والإعلاميين، إلى الشباب والعلماء، ليكونوا حائط الصد الأول أمام هذه الحملات المضللة. واجبنا الوطني يحتم علينا الوقوف معًا، ورص الصفوف، وإفشال أي مخطط يهدف إلى زعزعة استقرار العراق أو تمزيق نسيجه الاجتماعي.
العراق موحد وسيبقى موحدًا. رسالة أعدائه واضحة ، خابت مساعيكم ولن تنالوا منا. سنبقى نبني عراقنا بسواعدنا، ونحمي أرضه بقلوبنا، وندافع عن وحدته بكل ما نملك. هنا العراق، وهنا أبناءه الأصلاء الذين لن تهزهم الرياح، مهما كانت عاتية.

سمير السعد

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

من يحدد معايير “المحتوى الهابط” في العراق؟

16 فبراير، 2025

بغداد/المسلة: ترفع السلطات في بغداد من وتيرة إجراءاتها للسيطرة على المحتوى الرقمي، في حملة وصفت بأنها الأوسع لمكافحة ما يسمى بـ”المحتوى الهابط”، وسط انقسام بين مؤيدين لهذه الإجراءات باعتبارها “حماية للمجتمع”، ومعارضين يرون أنها محاولة جديدة لتقييد الحريات.

الأسبوع الماضي، صدر حكم بالسجن لمدة عامين على صانعة محتوى معروفة بعد نشرها مقاطع فيديو على منصة تيك توك وهي ترقص وتغني.

واعتبرت السلطات أن هذه المحتويات تسيء إلى “الذوق العام”، فيما قالت مواطنة على فيسبوك: “إنهم يلاحقون الفتيات لأنهن يرقصن، لكنهم لا يلاحقون من ينشرون خطاب الكراهية والطائفية!”.

وقال مصدر في هيئة الإعلام والاتصالات إن “هناك أكثر من 10 آلاف صانع محتوى في العراق، ويجب السيطرة على ما يبثونه من أفكار وثقافات”، مؤكداً أن “العديد من هؤلاء يروجون لخطاب طائفي يشجع على الكراهية ويحرض ضد الحريات”.

لكن مغرداً عراقياً رد على ذلك قائلاً: “إذا كان المحتوى الهابط مشكلة، فماذا عن المحتوى السياسي الفاسد؟ من يحاسبه؟”.

وتحدث محمود الساعدي، الباحث الاجتماعي من بغداد، عن “خطورة المحتوى الهابط الذي أصبح ظاهرة متنامية في العراق خلال السنوات الأخيرة”، مشيراً إلى أن “التركيز على مقاطع الترفيه وتجاهل الخطابات التحريضية يعكس ازدواجية في التعامل مع وسائل التواصل”.

وأضاف: “بعض المحتويات قد تكون سطحية، لكنها لا تؤذي بقدر ما تؤذي الأخبار الملفقة والترويج للعنف!”.

في المقابل، تسعى بعض القوى السياسية إلى الدخول إلى هذه الصناعة وامتلاك جانب منها، عبر تمويل منصات وشخصيات مؤثرة لتوجيه الرأي العام.

وقال مصدر، ان “هناك حسابات على تيك توك وإنستغرام تدار من قبل جهات سياسية، وتنشر خطاباً محسوباً ومدروساً لخدمة أجندات معينة”.

هيئة الإعلام العراقية أصدرت قراراً بوضع “لائحة تنظيم عمل المشاهير وأصحاب المحتوى الرقمي”، في خطوة رآها البعض محاولة لـ”شرعنة” الرقابة على الإنترنت.

واعتبر ناشط عراقي أن “هذه اللائحة ليست سوى طريقة جديدة للحد من حرية التعبير، فمن يقرر أن المحتوى هابط؟ ومن يضمن عدم استغلال هذا القانون ضد المعارضين؟”.

وبينما تتحكم السلطة بالمحطات الفضائية والصحف والوكالات الإخبارية، فإن مواقع التواصل الاجتماعي باتت تشكل فضاءً يصعب السيطرة عليه، ما جعلها هاجساً مقلقاً للجهات الرسمية.

ويرى مراقبون أن “التضييق على المؤثرين قد يكون مقدمة لحملة أوسع تستهدف أي صوت معارض، بحجة تنظيم المحتوى”.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • إب.. تطبيق قتالي لخريجي دورات “طوفان الأقصى” بمديرية بعدان
  • “صناع الأمل” تعلن تفاصيل حفلها الختامي لتتويج بطل نسختها الخامسة
  • تطبيق قتالي لخريجي دورات “طوفان الأقصى” من بعدان
  • مسير ووقفة لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في مديرية صعفان بمحافظة صنعاء
  • مسير ووقفة لخريجي الدورات المفتوحة “طوفان الأقصى” بمديرية صعفان في محافظة صنعاء
  • “الوطني للتنمية” يهنئ الليبيين بالذكرى الرابعة عشرة لثورة 17 فبراير
  • “حريات العمل الإسلامي” تطالب بوقف نهج الاعتقال السياسي وعلى خلفية قضايا دعم المقاومة
  • مناوي، ردا على دعوات إعلان “حكومة منفى” في السودان إن “مجرد سيطرة طرف على أي مكان، يعني أنه كون فيها حكومة أمر واقع
  • مديرية التحيتا بالحديدة تشهد عرضًا عسكريًا لخريجي دورات التعبئة “طوفان الأقصى”
  • من يحدد معايير “المحتوى الهابط” في العراق؟