سبع دول فقط حول العالم تنعم بهواء نقي.. تعرف إليها
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
نجحت سبع دول فقط حول العالم بالحفاظ على مستويات تلوث هواء آمنة خلال عام 2023، وفقًا لتقرير صادر عن شركة IQAir السويسرية. التقرير الذي شمل أكثر من 30,000 محطة رصد في 134 دولة، كشف أن 124 محطة تجاوزت المستويات الآمنة للجسيمات الدقيقة PM2.5، المعروفة بتأثيرها الخطير على الصحة العامة.
الدول السبع التي تفي بمعايير جودة الهواءالدول السبع التي التزمت بالحد الآمن من الجسيمات الدقيقة، تشمل أستراليا، إستونيا، فنلندا، غرينادا، أيسلندا، موريشيوس، ونيوزيلندا.
وفي أوروبا، تصدرت أيسلندا القائمة كأنظف هواء في القارة، اذ بلغت مستويات الجسيمات الدقيقة 4 ميكروغرام/م³، تلتها إستونيا بـ 4.7 ميكروغرام/م³، ثم فنلندا بـ 4.9 ميكروغرام/م³. وتشير البيانات إلى تحسن واضح في جودة الهواء مقارنة بالعام السابق، فقد ارتفعت نسبة المدن الأوروبية المصنفة "خضراء" من 39% في 2022 إلى 54% في 2023.
استخدم التقرير مقياسًا لونيًا لتصنيف مستويات التلوث، فقد وُضعت العديد من الدول الأوروبية في الفئة الخضراء التي تشير إلى ضعف المعيار الآمن. ومن بين هذه الدول السويد، أيرلندا، النرويج، البرتغال، ليختنشتاين، الدنمارك، المملكة المتحدة، أندورا، لاتفيا، أوكرانيا، هولندا، لوكسمبورغ، سويسرا، ألمانيا، بلجيكا، فرنسا، النمسا، إسبانيا، وروسيا.
أما الدول التي وقعت في الفئة الصفراء، التي تصل مستويات التلوث فيها إلى ثلاثة أضعاف المعيار الآمن، فقد شملت ليتوانيا، جمهورية التشيك، المجر، مالطا، سلوفاكيا، بلغاريا، كرواتيا، بولندا، قبرص، سلوفينيا، وإيطاليا. وأظهرت كرواتيا أكبر تحسن في خفض مستويات PM2.5، اذ انخفض متوسط التلوث بأكثر من 40% مقارنة بالعام السابق. تحقق ذلك بفضل زيادة اعتمادها على مصادر الطاقة المتجددة، التي شكلت 31% من مزيج الطاقة في البلاد، وهي نسبة تفوق متوسط الاتحاد الأوروبي البالغ 23%.
كما نفذت كرواتيا سياسات للتخلص التدريجي من الفحم بحلول عام 2033، وخفض انبعاثات الميثان بنسبة 30% مقارنة بمستويات عام 2020، مع التزامها بوقف إزالة الغابات بحلول عام 2030.
أما الدول التي تندرج في الفئة البرتقالية، التي تصل مستويات التلوث فيها إلى خمسة أضعاف المعيار الآمن، فتشمل مولدوفا، رومانيا، ألبانيا، اليونان، تركيا، صربيا، والجبل الأسود. وعلى الرغم من أن البوسنة والهرسك حققت انخفاضًا بنسبة 18% في مستويات PM2.5 مقارنة بعام 2022، إلا أنها تظل أكثر الدول تلوثًا في المنطقة، تليها مقدونيا الشمالية، وكلاهما يقع في الفئة الحمراء بمستويات تلوث تتجاوز خمسة أضعاف المعيار الآمن.
Relatedباكستان: لاهور تتصدر قائمة المدن الأكثر تلوثاً في العالم والحكومة تتخذ إجراءات عاجلة للحد من الأزمةباكستان تستعد لمواجهة تلوث الهواء: خطة طموحة لزيادة المركبات الكهربائيةأزمة تلوث الهواء في باكستان تتفاقم.. وأطباء: أخطر من كوروناالدول الأكثر تلوثًا في العالميتركز أسوأ تلوث للهواء في جنوب ووسط آسيا، وتحتل بنغلاديش المرتبة الأولى عالميًا بمستويات تلوث تصل إلى 79.9 ميكروغرام/م³، أي أكثر من 15 ضعف الحد المسموح به. وجاءت باكستان في المرتبة الثانية، اذ تجاوزت مستويات التلوث فيها المعايير الآمنة بمقدار 14 ضعفًا، تليها الهند، التي سجلت مستويات تزيد بمقدار 10 أضعاف عن المعيار الآمن. وتُعد مدينة بيجوساراي الصناعية في شمال شرق الهند الأسوأ تلوثًا.
كما جاءت طاجيكستان وبوركينا فاسو في المركزين الرابع والخامس، مع تجاوز مستويات PM2.5 المعيار الآمن بتسع مرات. وعلى مستوى أمريكا الشمالية، تصدرت كندا قائمة الدول الأكثر تلوثًا في القارة، والتي ضمت 13 من أكثر المدن تلوثًا في المنطقة.
وتُعد مدينة إغدير في تركيا أكثر المدن تلوثًا في أوروبا، مع ارتفاع مستويات PM2.5 فيها عن تسعة أضعاف الحد المسموح به، مما يعكس الحاجة الملحّة لمعالجة أزمة التلوث.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية دراسة: الماركات العالمية للملابس الداخلية النسائية الأكثر تلوثاً بالمواد السامة ما هي المدن الأوروبية الأكثر نظافة إلى الأكثر تلوثا من حيث خلو الهواء من الأجزاء الدقيقة المؤذية؟ للمرة الثانية على التوالي.. التلوث في مياه السين يلغي تدريباً أولمبياً الصحةأيسلنداغازات دفيئةتلوث الهواءالبوسنة والهرسككرواتياالمصدر: euronews
كلمات دلالية: روسيا بشار الأسد سوريا إسرائيل الحرب في سوريا فرنسا روسيا بشار الأسد سوريا إسرائيل الحرب في سوريا فرنسا الصحة أيسلندا غازات دفيئة تلوث الهواء البوسنة والهرسك كرواتيا روسيا بشار الأسد سوريا إسرائيل الحرب في سوريا فرنسا أوروبا أمن هيئة تحرير الشام قطاع غزة ميشال بارنييه المملكة المتحدة مستویات التلوث المعیار الآمن میکروغرام م یعرض الآن Next تلوث الهواء الأکثر تلوث تلوث ا فی فی الفئة
إقرأ أيضاً:
اتجاهات مستقبلية
اتجاهات مستقبلية
الأزمات الدولية والعولمة الاقتصادية
تُهدد الأزمات الدولية العولمة الاقتصادية، لتنكمش حركة السلع ورأس المال والخدمات والتكنولوجيا. ومن نماذج هذه الأزمات جائحة كورونا، عندما أغلقت الدول على نفسها مع انتشار الإصابات بالفيروس، ونموذج آخر هو الحرب في أوكرانيا، عندما أثرت على سلاسل التوريد، لارتباط التحديات اللوجستية بالصراع العسكري. كما تُشير سياسة الرسوم الجمركية من الولايات المتحدة، تجاه الصين وأوروبا وكندا، إلى معنى من معاني “الانعزالية”، حيث يكون الاعتماد على الذات أكثر من التفاعل مع العالم الخارجي.
ومن المعروف أن أبعاد العولمة تتعدد، ما بين اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية، إلّا أن البُعْد الاقتصادي ربما يتحمل العبء الكبير من الانتقادات، خاصة من الدول النامية. فبالرغم من تحرر وتوسع التجارة الدولية على مدى العقود الماضية، وبالتالي ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي للدول، تعتبر بعض الدول النامية أنها أُجبرت على انفتاح اقتصادي غير مخطَّط له، كما تواجه بعراقيل من الدول المتقدمة أمام حركة العمالة، في مقابل استقطاب العمالة الماهرة من الدول النامية، مع حرية خروج رؤوس الأموال، ناهيك عن عدم قدرة العولمة على تحسين حياة الإنسان، بل ربما زادت حدة الفقر على المستوى العالمي.
وعلى أرض الواقع تنخرط معظم دول العالم، بما تبقَّى لها من نُظُم التخطيط المركزي، في سياسات معولمة، وتتفاخر بارتفاع معدلات التبادل التجاري مع العالم، لكن عند تبدأ الأزمات الكبرى تتغير الأوضاع، وتتجه الدول إلى “التخندق” حول ذاتها. وقد كان للعولمة دور في انتشار جائحة كورونا، دخل العالم نتيجة لها في مرحلة ركود اقتصادي، وبدأت الدول -خاصة الكبرى- تبحث عن ذاتها فقط، مع تعطل الحياة والإنتاج في أوقات الأزمات، وزادت حالة القلق واللايقين في المستقبل.
ونتيجة للتقدم السريع في الاتصالات والنقل، والاتفاقيات التجارية الدولية، استفادت بعض الدول من تسهيلات العولمة، فيما كانت استفادة الدول الأفريقية أقل من بلدان آسيا وأمريكا اللاتينية. وقد فتحت العولمة الطريق للشراكة في التصنيع بين أكثر من دولة لنفس المنتج، نظرًا لتوفر عناصر الإنتاج أو قلة التكلفة، ثم القيام بتجميعها وتركيبها بعد ذلك كوحدة متكاملة جاهزة للبيع، كما رسخت العولمة من وجود منظمات دولية تنظم التجارة والعمل وغيرها.
وفي جانب الاستهلاك، نوعت العولمة من المنتجات، وقللت من التكاليف، وحسّنت من الجودة، لكنها رسّخت ثقافة الاستهلاك حتى في المجتمعات الفقيرة، فيما أسهمت حرية انتقال الأموال في التقلبات الفجائية باقتصاديات الدول النامية، مع اتجاه رأس المال بشكل كبير إلى البلدان العظمى. وفي نفس الوقت تعرضت البنوك للأزمات، ولعل الأزمة المالية العالمية في 2008 -وهي نتيجة لأزمات بنكية أمريكية- تحولت إلى أزمة تجوب العالم كله.
وبغض النظر عما سبق، شكلت العولمة عالم اليوم على مستوى تبادل الأفكار والثقافات، والتكامل الاقتصادي بين الدول والتكتلات، والاعتماد المتبادل بين الدول في السلع والخدمات والتقنيات ورؤوس الأموال في جميع أنحاء العالم، وباتت إحدى سمات عصر العولمة، لكن يبدو أننا أوشكنا على الاقتراب من النهاية.
في كل الأحوال لن تتوقف حركة التجارة الدولية، ولن تتراجع معظم مظاهر العولمة المختلفة. لكن، مع وجود احتمال الأزمات الدولية من المُتوقع أن يُفضي تَوَجُّه بعض القوى الكبرى نحو الانعزالية إلى مجتمعات أقل تشابكًا في الأسواق الدولية. ومن الواضح أن السياسات الحمائية الأمريكية تتجه نحو هذا المسار، ولاسيّما مع العودة إلى سياسات تضع قيودًا كبيرة على حركة التجارة مع الحلفاء والأعداء، انطلاقًا من سياسة “الدولة أولًا”، أو “لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى”، وهي سياسة إن أفضت إلى حرب تجارية فقد تذهب بنا إلى ركود عالمي.
إن بعض الأزمات قد تدفع باتجاه انحسار العولمة الاقتصادية، مع تسارع وتيرة الأزمات الدولية؛ كالحرب الروسية في أوكرانيا، وجائحة كورونا، والمنافسة الجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين، وخاصة أن الأزمات تكشف مدى الهشاشة في النظام الاقتصادي الدولي، من اعتماد متبادل في خطوط الإنتاج، والاستيراد والتصدير، والمشاركة في الأفكار. وعلينا ترشيد سُبُل التعاون الدولي من خلال أداء المنظمات الاقتصادية الدولية دورًا تنظيميًّا أكبر في عملية العولمة الاقتصادية، وعدم الانغلاق على الذات، فالدول الكبرى تحتاج إلى العالم حتى تبقى كبيرة.