◄ إعادة تأهيل الموائل الطبيعية في البيئات البرية الصحراوية

◄ تعزيز جهود حماية تجمعات الأشجار والحيوانات البرية والزواحف

◄ العمل على إعادة توطين بعض الحيوانات التي تناقصات أعدادها

◄ قرار إنشاء المحمية يساهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي والأحيائي

◄ إنشاء مشاتل لإنتاج شتلات الغاف والنباتات المحلية الأخرى

◄ إطلاق برامج سياحية لجذب محبي الطبيعة والتخييم المستدام

◄ إشراك أفراد المجتمع في تقديم الخدمات السياحية مثل الإرشاد وبيع المنتجات التقليدية

الرؤية-ريم الحامدية

أكد المهندس سليمان الأخزمي مدير عام صون الطبيعة بهيئة البيئة، أن الهدف من إنشاء موقع محمي مؤقت في محافظة جنوب الشرقية باسم "محمية أشجار الغاف" على أن تكون مدة حماية المحمية 30 عامًا، هو حماية تجمعات أشجار الغاف في البيئات البرية والصحراوية، وحماية الأشجار والنباتات الأخرى مثل السدر والسمر والارطى وبعض النباتات الحولية والموسمية.

وأضاف- في تصريحات لـ"الرؤية"- أن قرار هيئة البيئة بإنشاء هذا الموقع يعزز من جهود حماية الحيوانات المنتشرة بالمحمية مثل الثعلب الأحمر والأرنب والقط البري والقنفذ والنمس، ومجموعة من الزواحف مثل الضب والرول، وأيضا بعض الطيور المهمة مثل الحجل العربي والرخمة المصرية وعقاب السهول وغيرها من الطيور، إلى جانب حماية الموائل الطبيعية المتعلقة بتلك البيئات البرية الصحراوية وإعادة تأهيل الموائل ومكافحة التصحر، بالإضافة إلى إعادة توطين بعض الأنواع التي تناقصت أعدادها مثل الغزال العربي.

وحول إسهام هذا القرار في تعزيز التنوع البيولوجي وحماية البيئة في المنطقة، أوضح مدير عام صون الطبيعة أن أحد اهداف إنشاء المحمية هو الحفاظ على القيم الطبيعية الرئيسية بالمحمية وهي أشجار الغاف، والتي تأتي على رأس الهرم الغذائي للأنواع الاحيائية، كما أنها الحاضن الرئيسي لعدد من الطيور والزواحف والثديات الصغيرة، مبينا: "خلال فترة الحماية سوف يتم البدء في عمليات استزراع أشجار ونباتات متنوعة وسيتم إعادة توطين أنواع أحيائية، ما يعزز من دور المحمية في الحفاظ على التنوع البيولوجي.

وأكد الأخزمي أن هناك معايير رئيسية تم الاستناد إليها في مسألة تحديد الموقعين بالمحمية، وأهمها هو الجانب الطبيعي وتوفر الموائل، إذ تم الأخذ في الاعتبار المناطق التي تعرضت للتصحر بحيث سوف يتم التركيز على اعادة تأهيلها، كما تمت مراعاة التوسع الحضري والتخطيط للمستقبل، حتى لا يتعارض الموقعان مع الخطط الاستراتيجية للتوسع الحضري.

وبيّن مدير عام صون الطبيعة أن اشجار الغاف تعتبر من الأشجار السائدة في مناطق المحمية أو بمثابة "أيقونة المحمية"، كما أنها ذات طبيعة اقتصادية باعتبارها عنصرا رئيسيا للرعي في المنطقة، ولها دور في امتصاص وتخزين الكربون، مضيفا: "فيما يخص خطط الهيئة لتوسيع حماية أشجار الغاف في مناطق أخرى في السلطنة، فبموجب قانون المحميات الطبيعية وصون الأحياء الفطرية فإن حماية أشجار الغاف تعتبر أساسية في المحميات وخارجها، وأغلب المحميات بها أشجار الغاف وهي من العناصر الرئيسية في تلك المحميات".

وأكد مدير عام صون الطبيعة أن المجتمع بكافة شرائحه عنصر أساسي في إدارة المحميات الطبيعية وتحقيق أهدافها، ولذلك من الضروري إشراكه في عمليات الحماية وتوعيته حول الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية وحماية مكونتاتها الطبيعية، مشيرا إلى أنه سيتم تنفيذ برامج رئيسية لإدارة المحمية مثل برنامج الصون وبرنامج الرقابة وبرنامج السياحة البيئية وبرنامج إعادة التأهيل، إلى جانب تدشين المبادريات والمشاريع التي تتطلب كادرا بشريا مؤهلا لتنفيذها.

وعن التحديات المتوقعة في حماية المحمية على المدى الطويل، بين الأخزمي أن هناك مجموعة من التحديات أبرزها التوسع العمراني والذي يتمثل في ازدياد النشاط السكاني والحضري، وهو ما قد يشكل ضغطا على حدود المحمية، وكذلك الرعي الجائر خاصة أن أشجار الغاف تُستخدم كعنصر رئيسي للرعي، وكذلك الأنشطة الاقتصادية غير المستدامة مثل الزراعة المكثفة والتي قد تؤدي إلى تدهور الموائل، وكذلك التغير المناخي الذي قد يؤثر على نمو الأشجار والنباتات الطبيعية، بالإضافة إلى التحديات الإدارية والمالية، لأن الحفاظ على المحمية يتطلب موارد مالية مستدامة.

وفي هذا الإطار، قال مدير عام صون الطبيعة: "إن التعامل مع الأنشطة البشرية أو الاقتصادية التي قد تؤثر على المحمية سيتم عبر عدة محاور، تشمل التوعية المجتمعية لتعريف السكان بأهمية المحمية وضرورة الحفاظ عليها، وفرض قوانين صارمة للحد من الأنشطة غير القانونية مثل الرعي الجائر وقطع الأشجار، كما سيتم إنشاء مناطق تقسيم لحماية المناطق الحساسة داخل المحمية ووضع مناطق عازلة تحيط بها لحمايتها من التأثيرات البشرية المباشرة، بالإضافة إلى إطلاق برامج بديلة تعزز دور السكان في تبني أنشطة اقتصادية مستدامة".

وأوضح أن الهيئة ستعمل على تنفيذ برامج تهدف إلى زيادة عدد أشجار الغاف وتعزيز نموها في المنطقة من خلال استزراع الأشجار لزيادة التغطية النباتية وإنشاء مشاتل متخصصة لإنتاج شتلات الغاف والنباتات المحلية الأخرى، كما سيتم التعاون مع أفراد المجتمع لتشجيع زراعة أشجار الغاف في المزارع والمناطق المحيطة، وإعادة تأهيل المناطق المتدهورة عبر زراعة أشجار الغاف والنباتات المساندة.

ولفت إلى أنه بعد انتهاء مدة الـ30 عامًا ستقوم الهيئة بإجراء تقييم شامل لتحديد نجاح أهداف المحمية، وإذا أظهرت النتائج أن البيئة والأنواع لاتزال بحاجة إلى الحماية، ستستمر الحماية مع العمل على تحويل المحمية إلى نموذج دائم يدمج في خطط التنمية المستدامة بالتعاون مع الشركاء لضمان تمويل طويل المدى ودعم إضافي للمحمية.

وعن تأثير إنشاء المحمية على الأنشطة الاقتصادية في المحافظة مثل الزراعة أو الرعي، أوضح: "سيؤثر ذلك بشكل إيجابي عبر تطوير فرص السياحة البيئية وتحسين الموارد الطبيعية مما يعزز الزراعة والرعي المستدامين، إلى جانب توفير فرص عمل للسكان، إذ سيتم تنظيم أنشطة الرعي والزراعة داخل حدود المحمية وتقليل الأنشطة الاقتصادية غير المستدامة".

وبشأن السياحة البيئية، قال إن المحمية ستتيح فرصًا سياحية مهمة حيث سيتم إنشاء مسارات مخصصة للزوار تتيح مشاهدة الطبيعة دون الإضرار بها، كما سيتم إطلاق برامج سياحية تعرف الزوار بأهمية المحمية مثل الجولات التعليمية وتنظيم فعاليات تشمل رحلات مراقبة الطيور والتخييم المستدام، وسيتم إشراك المجتمع في تقديم خدمات سياحية تشمل الإرشاد وتوفير المنتجات التقليدية، مما يعزز التنمية المستدامة في المنطقة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تدمير التنوع النباتي في سقطرى مخطط إماراتي جديد

يمانيون../
يواصل الاحتلال الإماراتي مخططاته وأجنداته المشبوهة داخل جزيرة سقطرى، والرامية إلى تدمير كل مقومات الحياة فيها.

و تعد سقطرى المطلة على المحيط الهندي والبحر العربي، والمسجلة على قائمة “اليونسكو” كأهم المواقع السياحية في العالم.

ومن أشكال المؤامرة على الجزيرة اليمنية الاستراتيجية، استهدافها عن طريق الزراعة، حيث أكد سكان محليون أن الاحتلال الإماراتي قام بإدخال آلاف الشتلات الزراعية الغربية والخطيرة إلى الأرخبيل، الأمر الذي من شأنه أن يشكل تهديداً حقيقياً على التنوع البيولوجي الفريد لهذه الجزيرة التي تحتضن آلاف النباتات والطيور النادرة على مستوى العالم.

وحذر أهالي سقطرى، من تنفيذ مخطط أبو ظبي الهادف إلى تخريب الزراعة في الجزيرة والإضرار بالبيئة عبر إدخال آلاف الشتلات الزراعية إلى الأرخبيل، وهي عبارة عن نباتات غازية تهدد تنوعها البيولوجي.

وذكرت مصادر محلية، أن شركة تابعة للاحتلال الإماراتي تدعى “المثلث الشرقي” قامت مؤخراً بتوزيع كميات كبيرة من الشتلات الزراعية بلغت حوالي 8 آلاف شتلة متنوعة من النباتات الغربية والمشبوهة في جزيرة سقطرى، تحت مزاعم مبادرات زراعية تهدف إلى دعم الأمن الغذائي وتعزيز الاكتفاء الذاتي للسكان.

ولقيت هذه المؤامرة التي يتبناها مندوب الاحتلال الإماراتي خلفان المزروعي، استياء واسعاً في صفوف المواطنين وخبراء البيئة، موضحين أن الاحتلال الإماراتي يعلم جيداً أن الجزيرة لا تحتاج إلى شتلات مشبوهة وغربية، فهي تعد حديقة طبيعية كبيرة، تحوي أكثر من 800 نوع من النباتات المختلفة، منها أكثر من 100 نوع لا يوجد في العالم إلا في سقطرى.

وكان المسح الميداني الذي نشرته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم “يونسكو” خلال سبتمبر 2023 قد كشف عن تهديد خطير تشكله الأنواع الغازية من النباتات على الاقتصاد المحلي والتنوع البيولوجي في جزيرة سقطرى اليمنية.

ورصد المسح ما لا يقل عن 126 نوعاً غريباً في الجزيرة حتى الآن، معظمها نباتات تم استيرادها لاستخدامها في الزراعة المحلية أو لأغراض الزينة ولكن بعض الحشرات وصلت أيضاً إلى الجزيرة.

ويضم أرخبيل سقطرى المعزول عن البر الرئيسي الأفريقي العربي منذ ملايين السنين، ويقع عند نقطة التقاء مناطق بحرية متعددة، عدداً كبيراً من النباتات المستوطنة لأكثر من ثلث 37% لأنواع النباتات الأرضية في سقطرى مستوطنة، وكذلك 42% من حشراتها، بينما يصل 90% من أنواع الزواحف و98% من أنواع القواقع الأرضية لا توجد في أي مكان آخر في العالم.

وتضم سقطرى ما لا يقل عن 848 نوعًا مختلفًا من النباتات و1670 نوعًا من الحشرات و250 نوعًا من الطيور، كما أن تنوعها البيولوجي البحري مثير للإعجاب أيضًا، حيث يوجد 253 نوعًا من الشعاب المرجانية التي تبني الشعاب المرجانية، و729 نوعًا من الأسماك الساحلية، و300 نوع من القشريات عشاري الأرجل.

وتكيفت الأنواع المستوطنة مع المناخ الجاف للأرخبيل، فعلى سبيل المثال، تتشكل أشجار سقطرى الرمزية على شكل زجاجات، أو مظلات لتوفير الظل لجذورها: وردة الصحراء، وشجرة الخيار، وشجرة التين سقطرى، وشجرة دم التنين في سقطرى، والعديد من أنواع شجرة اللبان.

المسيرة – هاني أحمد علي

مقالات مشابهة

  • مدير عام صون الطبيعة لـ"الرؤية": محمية أشجار الغاف تعزز جهود الحفاظ على التنوع الأحيائي وخلق فرص عمل للمواطنين
  • سوريا.. الرهان على الهوية الوطنية للخروج من الأزمة
  • مدير متحف الإسكندرية: استرداد الآثار المهربة حماية للهوية الوطنية وإحياء التاريخ المصري
  • قادمة من سوريا.. عاصفة ترابية تخنق البغداديين وتعيق الرؤية (صور)
  • فؤاد: مؤسسات المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية لها دور محورى في حماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية
  • ما هى الأولويات البيئية في مجال حماية الطبيعة والتغيرات المناخية؟
  • الداخلية الإماراتية تعزز جهود تصفير البيروقراطية في خدماتها بحلول 2025
  • حماية مؤسساتهم وتسيير العمل.. نداء عاجل للمواطنين من اتحاد عمال سوريا
  • تدمير التنوع النباتي في سقطرى مخطط إماراتي جديد