جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-25@23:22:05 GMT

بين تدمر وسبأ.. يُكتب مصير سوريا

تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT

بين تدمر وسبأ.. يُكتب مصير سوريا

 

د. محمد بن خلفان العاصمي

عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا" صدق رسول الله.

إنَّ ما يحدث في الشام وفي اليمن اليوم من اقتتال وصراعات أزهقت الأرواح والأنفس وتسببت في القضاء على أشكال الحياة الطبيعية وحولت هذين القطرين المباركين إلى خراب بعدما كانت حواضر الإسلام منذ بزوغ فجره ومنارات تاريخية شاهدة على عظمة تاريخ البشرية، فبين مملكة سبأ وملكتها بلقيس ومملكة تدمُر وملكتها زنوبيا، يقفُ تاريخ عظيم يحكي قصة البشرية وعمارة الأرض وقدرة الإنسان الذي سكنها، وربما هذا التشابه بين المملكتين حتى في من حكمهما يحكي مصيرهما المشترك عبر التاريخ إلى يومنا هذا وكأنَّ قدرهما نسج من خيط واحد.

وسبحان الله الذي جمع أقدار هاتين المملكتين رغم تباعدهما الجغرافي، فقد انتهت مملكة تدمُر بعد مُعاناتها من المناخ وسوء الأمن الغذائي كما يؤرخ الباحثون فضعفت التجارة وفسدت البلاد والعباد، وكذلك كان مصير مملكة سبأ العظيمة فقد توقفت الموانئ وضعفت التجارة البحرية وانحسرت الدولة وضعف سلطانها وفسدت وانتهت، وسبحان من جعل في التاريخ عبرة وعظة وسبحان من جعل الأيام دول تعيد نفسها حيناً بعد حين.

الشام واليمن اليوم- وعبر التاريخ- أُثخنثا بالحروب والصراعات، ولا تكاد تمر فترة من الزمن إلا ويدخلان في حرب، وما نراه اليوم هو حلقة في سلسلة لا تنتهي؛ حيث يقف الموقع الجغرافي على رأس أسباب هذه الصراعات التي تُعاني منها كلا المنطقتين، وتلعب التغييرات الجيوسياسية حاليًا دورًا رئيسيًا في الصراع الدائر في اليمن وسوريا؛ فالأطماع والمُخطَّطات والمصالح جعلت من البلدين مركزًا لصراع القوى الخارجية، والضحايا هم أبناء الشعبين الذين ذاقوا مرارة التشريد والقتل والمعاناة والتي لا تبدو لها نهاية في القريب.

تسقط أنظمة وتصعد أنظمة والحال لا يتغير، ولعل حالة سوريا بالأخص معقدة جدًا؛ وذلك لقربها من الكيان الصهيونى الغاصب، الذي لا يَخفى على أي متابع وقارئ ما لديه من أطماع توسُّعية وحلم بإنشاء ما يعرف بـ"إسرائيل الكبرى" عبر مشروع خُطِّط له منذ فترة طويلة وفق ما يُعرف سياسيًا بمشروع "الشرق الأوسط الجديد"، هذا المشروع الذي بُني على أساس تقسيم الشرق الأوسط إلى عدد كبير من الدول وفق أساس ديني وطائفي ومذهبي، وتجزئة المُجزَّأ إلى كيانات أصغر يسهل التعامل معها من قبل إسرائيل، وتجريدها من أسباب القوة العسكرية والسياسية والاقتصادية وفق خطة طويلة الأمد أساسها إشعال الفتن والحروب داخل هذه الدول.

هذا المخطط، ورغم علانيته والتصريح به وحتى مع تغليفه بغلاف نشر مبادئ الديمقراطية والحريات والمساواة في هذه الدول، إلّا أنَّ العرب والمسلمين يقفون عاجزين عن منعه؛ بل إنهم وبسبب فُرقتهم وصراعاتهم قد يساعدون في تنفيذه، وقد يكون بقصدٍ أو غير قصد، لكن الأغرب في الأمر كيف استطاعت إسرائيل تنفيذ مخطط بهذا الوضوح والعلانية والنهاية المعروفة ولا تجد من يعارضها أو يتصدى لها لوقف ذلك، فهل هو الهوان الذي بلغ مداه أم قلة الحيلة التي كبلت الأيدي وجعلتهم تابعين؟!

لن يقف الأمر عند سوريا، ولن يكون هذا هو السقوط الأخير، وهذا ليس رأيا شخصيا؛ بل هو خبر معلوم لدى الجميع وحديث بصوت عالٍ ومسموع، والمعاصر لسقوط الأنظمة في عديد الدول العربية سابقًا يرى مشهدًا مُكرَّرًا في سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وهي تراجيديا مُعادة في كل مرة ورغم ذلك ما زالت تلقى رواجًا ومشاهدين منبهرين! وكأنهم لم يسمعوا ويروا كل ذلك من قبل.. فهل هي الغشاوة أم أن العقول ما زالت لم تتحرر من السذاجة التي أصبحت علامة مسجلة لشعوب العالم الثالث وقدر لها أن تكون جزءًا من مسرحية لا دور لهم فيها إلّا المُعاناة والأمل الخادع؟

لا نقول سقط نظام الأسد، فهذا شأن يخص السوريين وحدهم؛ فهُم من لهم فقط الحق في تحديد من يحكمهم، وهم من يُقرر فقط من لا يحكمهم، ولكن نقول سقطت سوريا من يد العروبة كما سقطت قبلها دول أخرى، لقد أصبحت فلسطين دون ظهر يدفع عنها الظالمين وعجرفتهم، وأصبحت تحت رحمة العدو الذي نزل بثقله ليقضي على ما تبقى من أنفاس سوريا التي كانت تُرسل الأمل للقدس، حتى تصنع توازنًا في معركة لا متوازنة منذ قيامها.. لقد خسر العرب سوريا ولن يشعروا بمرارة الخسارة إلّا عندما يصل الجزار إلى عتبة الباب.. عندها لن يكون هناك خيار سوى الذبح أو الذبح!

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الشرطة تصدر توضيحا بشأن الحدث الذي وقع في رام الله

أصدرت المديرية العامة للشرطة الفلسطينية ، مساء اليوم الجمعة 25 أبريل 2025 ، توضيحا بشان الحدث الذي وقع في مدينة رام الله يوم الثلاثاء الماضي.

نص بيان الشرطة الفلسطينية كما وصل وكالة سوا الإخبارية


بيان صحفي صادر عن المديرية العامة للشرطة

رام الله - المديرية العامة للشرطة:

أصدر المتحدث باسم الشرطة، العميد لؤي ارزيقات، بياناً حول الحدث الذي وقع في مدينة رام الله يوم الثلاثاء الماضي بتاريخ 22/4/2025، وتم معالجته في حينه، وأنتشر عبر مواقع التواصل الإجتماعي اليوم الجمعة 25/4/2025، مؤكد بأن الإجراءات المرورية اتُخذت، وتم تحرير مخالفة للمواطن المخالف، وما نتج عنها من تبعات يتم معالجتها وفقاً للقانون ومتابعتها مع جهات الاختصاص.

وبيّن ارزيقات بأن الشرطة تعمل وفقاً للقانون وتطبيقه، بما يضمن حرية وكرامة المواطن دون المساس بهيبة وكرامة رجل الأمن.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين أبو عبيدة: مقاتلونا جاهزون للمواجهة وتبايعوا على النصر أو الشهادة "المركزي الفلسطيني" يصدر بيانه الختامي عقب انتهاء أعمال دورته الـ 32 وفد من حماس يتوجه اليوم إلى القاهرة لبحث مفاوضات غزة الأكثر قراءة سعر صرف الدولار والدينار مقابل الشيكل اليوم السبت 19 إبريل أجواء حارة وصافية تؤثر على طقس فلسطين هذه الأيام محدث: 44 شهيدا في قصف إسرائيلي متواصل على قطاع غزة شاهد: فيديو يوثق اعتداء جنود الاحتلال على طاقم إسعاف فلسطيني شمال الضفة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • الشرطة تصدر توضيحا بشأن الحدث الذي وقع في رام الله
  • مصير سلاح "حزب الله".. جدل الدولة والمقاومة في لبنان
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • كيف تدمر السوشيال ميديا عقول وسلوكيات أطفالنا؟.. استشاري نفسي يوضح
  • السيسي: التحديات التي يشهدها الاقتصاد العالمي تحتم تكثيف التعاون بين الدول العربية
  • سوريا .. أول تصريح علني لـ أحمد الشرع حول مصير الرئيس بشار الأسد
  • مصير طائرة طيران الهند التي بيعت العام الماضي بعد تلويحة الوداع.. فيديو
  • الشرع يكشف للإعلام الأمريكي عن الاطراف التي سوف تتضرر في حال وقعت في سوريا أي فوضى
  • ما التناجي الذي نهى عنه الرسول ومتى يجوز؟.. الإفتاء تجيب
  • أذكار الصباح اليوم الأربعاء 23 أبريل 2025.. «بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء»