قالت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية إن الغرب لن يسمح لمجموعة صغيرة إرهابية في اليمن بتعطيل التجارة البحرية العالمية بشكل كامل، في الوقت الذي تترنح فيه إيران وفقدانها سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد وتحرير العاصمة دمشق على يد قوات المعارضة السورية في الثامن من ديسمبر الجاري.

 

وتساءلت الوكالة في تحليل للكاتب جيمس ستافريديس ترجم أبرز مضمونه إلى العربية "الموقع بوست" فيما هل حان الوقت لتوجيه ضربة للحوثيين وشل قدرات إيران بعد سقوط الأسد؟ كما حددت مسارات للقضاء على التهديد الحوثي للملاحة الدولية في البحر الأحمر وإضعاف إيران بعد سقوط نظام الأسد في دمشق.

 

وقالت "مع سقوط الدكتاتور السوري بشار الأسد، هُزم وكيل إيراني شرس آخر، ودُمر نظامه البغيض. وفي قطاع غزة، تحولت حماس فعليًا إلى منظمة مكسورة، حيث قُتل الآلاف من عناصرها ومات زعيمها يحيى السنوار. وفي لبنان، تم القضاء على معظم قيادات حزب الله العليا بكل شيء بدءًا من الاغتيالات بطائرات بدون طيار إلى الضربات الجوية الدقيقة إلى أجهزة الإنذار المتفجرة، وتم قطع التمويل والدعم من إيران فعليًا".

 

 وحسب التقرير فإن بعض المحللين، سواء في إسرائيل أو الولايات المتحدة، يدعون إلى شن المزيد من الضربات الأكثر قوة مباشرة ضد إيران (ضرب الإسرائيليون عددًا محدودًا من المواقع العسكرية الإيرانية في أكتوبر). والحجة هي أن الإيرانيين ضعفوا إلى حد كبير بسبب خسائر وكلائهم وإضعاف دفاعاتهم الجوية من قبل إسرائيل لدرجة أنه حان الوقت لتوجيه ضربة مشلولة لهم.

 

وأشار إلى أن هناك أهداف مغرية: مواقع البحث والبناء للأسلحة النووية الإيرانية، ومرافق إنتاج النفط، والمنشآت العسكرية الصناعية الأخرى. ولكن هناك عدو بالوكالة نهائي يجب التعامل معه على الفور: الإرهابيون الحوثيون الذين يعملون في اليمن على شواطئ البحر الأحمر.

 

وذكر التحليل أن هؤلاء الإرهابيين الحوثيين الذين دربتهم وجهزتهم ونظمتهم ووجهتهم طهران. تم الآن تحويل معظم الشحن الغربي الرئيسي بعيدًا عن البحر الأحمر وقناة السويس، حيث انخفضت حركة المرور بنسبة تزيد عن 50٪ منذ هجمات 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل من قبل حماس. أغلق الحوثيون إلى حد كبير أحد الطرق البحرية الرئيسية في العالم، من قناة السويس في الشمال إلى مضيق باب المندب في جنوب البحر الأحمر، مما أجبر الناقلات وسفن الشحن على الذهاب طوال الطريق حول القارة الأفريقية.

 

وقال: مع سقوط الأسد وتراجع أنصاره الروس، وإيران في موقف عسكري ضعيف، والنجاحات الإسرائيلية في جميع أنحاء المنطقة، وإدارة دونالد ترامب القادمة التي لن تخشى استخدام القوة العسكرية، كيف ستبدو الحملة ضد الإرهابيين الحوثيين؟

 

وأوضحت أن الخطوة الأولى ستكون تحقيق التوافق الكامل للمجتمع البحري العالمي. وهذا يستلزم تكثيف هيكلين دبلوماسيين قائمين بالفعل: عملية حارس الرخاء، الكونسورتيوم العسكري بقيادة الولايات المتحدة الذي يجري عمليات الدفاع عن الشحن التجاري؛ واتفاقات إبراهيم لعام 2020، التي جمعت إسرائيل وعدة دول عربية في تعاون متزايد.

 

وترى أن ما هو مطلوب لوقف الحوثيين هو مزيج من القوة الجوية والبحرية والبرية. من خلال توزيع المهام على مختلف المكونات الدولية لهذين العنصرين، يمكن استخدام المستوى المناسب من القوة.

 

وأكدت أن التقسيم الأولي الجيد للعمل سيكون هو أن تلتزم الولايات المتحدة بوجود مجموعة حاملة طائرات ضاربة في محطة قبالة الساحل الجنوبي لليمن. ولن يشمل هذا فقط الطائرات المقاتلة الثمانين التي تحملها حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية، بل وأيضاً القوة النارية للطرادات والمدمرات التي ترافقها: صواريخ توماهوك الهجومية البرية، والنيران البحرية، وكوادر القوات الخاصة. وستتمركز القوة على بعد 100 ميل من مدخل البحر الأحمر.

 

والمهمة الرئيسية الثانية وفق التحليل ستكون قطع روابط الإمداد بين إيران والحوثيين. ويمكن تسليم هذه المهمة إلى الاتحاد الأوروبي.

 

وقال "يمكن لقوة عمل أوروبية تتمركز على حاملة طائرات بريطانية أو فرنسية، مدعومة بسرب من الفرقاطات والمدمرات، أن تقطع فعلياً إمدادات الأسلحة المتقدمة المتدفقة من طهران إلى الحوثيين. وستعمل هذه القوة في المياه الواقعة إلى الشرق من قوة حاملة الطائرات الأميركية، قبالة المدخل الجنوبي لمضيق هرمز.

 

وزاد أن المكون الثالث قد يأتي من الدول العربية وإسرائيل. ومع تجريد إيران من قوتها بشكل حاد، قد تكون المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر وعمان ومصر والأردن على استعداد لتوفير قوة برية مشتركة للعمليات في اليمن ضد الحوثيين.

 

وأردف "يمكن لهذه الوحدات العربية أن تتلقى معلومات استخباراتية كبيرة وعمليات خاصة ودعمًا بحريًا وجويًا من إسرائيل. كما ستوفر مجموعات حاملات الطائرات الأمريكية والأوروبية الدعم اللوجستي والدعم الناري المشترك للقوات البرية.

 

واستدرك "قد يبدو من الصعب تصديق أن الجيوش الإسرائيلية والعربية ستتعاون بهذه الطريقة، لكنها تفعل ذلك بالفعل (إما بشكل علني أو سري) في مجال الاستخبارات والقوات الخاصة والدفاع الجوي. وهذا من شأنه أن يضيف العمليات البرية لمكافحة الإرهاب إلى القائمة".

 

كما أكد أن الهدف الأولي سيكون القدرة العسكرية الحوثية - القوارب والمروحيات والطائرات بدون طيار والصواريخ ومخابئ الذخيرة ومنشآت الرادار. ويمكن أن تشمل الموجة الثانية من الأهداف محطات القيادة والسيطرة البرية والمراكز اللوجستية المستخدمة لإصلاح وتخزين الآلات العسكرية الحوثية. إن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تؤدي إلى تدمير القوات البرية الحوثية، مما يعوق قدرتها على مهاجمة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والتي تقاتلها في حرب أهلية لا تبدو لها نهاية.

 

يضيف "سوف يتم نشر القوات البرية للتحالف لتنفيذ عمليات محددة بدقة، ثم يتم سحبها بسرعة إلى البحر بعد إنجاز مهامها. هذا هو النمط الذي استخدمته قوات حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي لملاحقة القراصنة الصوماليين بنجاح قبل عقد من الزمان".

 

على الجانب الدبلوماسي، يقول التحليل إن تتويج وقف إطلاق النار في غزة سيكون مفيدا. لقد شن الحوثيون هجماتهم ظاهريا تضامنا مع حماس؛ وقد يؤدي وقف إطلاق النار في غزة إلى دفع الإرهابيين إلى وقف حربهم على الشحن العالمي. ولكن لا يمكننا السماح لهم بالاحتفاظ بالقدرة على إعادة بدء هجماتهم بسرعة - إما من تلقاء أنفسهم أو بناء على طلب إيران.

 

واستطرد إن "طهران تمتلك أضعف أوراقها منذ عقدين من الزمان، منذ أن بدأت في بناء شبكتها المعقدة من وكلائها الإرهابيين".

 

وخلصت الوكالة الأمريكية في تحليلها إلى القول إن "القضاء على التهديد المتبقي على شواطئ البحر الأحمر هو المسار الأفضل لإضعاف النظام الفاسد في طهران وإعادة فتح أحد أهم ممرات الشحن في العالم".

 

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن إيران الحوثي أمريكا البحر الأحمر البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

خبير أمريكي: حماس وحزب الله جزء من نسيج مُعقد لن تنهيهما الضربات العسكرية

الثورة نت/..

أكد الكاتب الأمريكي والخبير في شؤون الأمن والاستخبارات كولين بي. كلارك، أن حركة حماس وحزب الله ليستا مجرد منظمات يمكن القضاء عليها بالضربات العسكرية.

وقال كلارك في مقال نشرته صحيفة “لوس أنجلوس تايمز”، اليوم الأحد: إن الهجمة العسكرية ضد الحركتين “حققت نجاحات تكتيكية”، ولكنها تفتقر إلى استراتيجية سياسية شاملة لمعالجة جذور الصراع، مما يهدد باستمرار دوامة التصعيد وتمديد أمد الحرب لسنوات قادمة.

وأوضح أن سلطات الاحتلال الصهيوني ومنذ عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر 2023، شنت حملة عسكرية واسعة النطاق، مستهدفة البنية التحتية العسكرية والمدنية في غزة ولبنان، بالإضافة إلى تنفيذ عمليات اغتيال ضد قادة بارزين في كلا التنظيمين، “لكن هذه الإنجازات العسكرية، رغم أهميتها، لا تعني نهاية المطاف، فحماس وحزب الله جزء من نسيج اجتماعي وسياسي معقد في منطقتهما”.

وأضاف كلارك: إن “إسرائيل” ورغم نجاحاتها العسكرية إلا أنها تفتقر إلى رؤية سياسية واضحة لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع.. لافتا إلى أن الحملة العسكرية التدميرية، “لم تقدم حلولًا للقضايا الأساسية مثل الاحتلال الصهيوني والحقوق الفلسطينية والأوضاع الاقتصادية المتردية في غزة ولبنان.. بل على العكس، خلّفت هذه الحملة دمارًا هائلًا ومعاناة إنسانية ستغذي مشاعر الغضب والرغبة في الانتقام لدى الأجيال القادمة”.

وتابع قائلًا: “بدون استراتيجية سياسية شاملة، يبدو أن الصراع سيتواصل لسنوات قادمة.. فحركتا حماس وحزب الله، رغم الضربات التي تلقتها، لديها القدرة على إعادة بناء نفسها وتجنيد مقاتلين جدد.. ففي غزة، سيتم تجنيد آلاف الشباب الذين عانوا من ويلات الحرب، بينما في لبنان، سيستمر حزب الله في تقديم الخدمات التي تجذب المؤيدين”.

وأكد كلارك أن غياب الرؤية السياسية الصهيونية يعكس إشكالية أعمق في التعامل مع الصراع.. فبدلًا من البحث عن حلول دبلوماسية أو سياسية، تعتمد إسرائيل على القوة العسكرية كحل وحيد، مما يزيد من تعقيد الوضع ويؤدي إلى استمرار دوامة التصعيد.

وختم مقاله بالقول: “في النهاية، يبدو أن الحملة العسكرية الصهيونية، رغم نجاحها التكتيكي، تفتقر إلى الرؤية الاستراتيجية اللازمة لإنهاء الصراع.. فبدون معالجة الأسباب الجذرية للصراع، ستستمر حركتا حماس وحزب الله في الصمود، وسيبقى مستقبل المنطقة غامضًا ومليئًا بالعنف”، وفق تعبيره.

مقالات مشابهة

  • اعتراف بريطاني بتراجع منسوب السفن البريطانية والأمريكية في البحر الاحمر
  • معهد أمريكي يحذر: ضعف إيران يزيد من خطرها
  • بايدن: حشدنا أكثر من 20 دولة لحماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر .. هل سيصدق في استهداف الحوثيين
  • رئيس الاستخبارات الإسرائيلي السابق يكتب عن الاستراتيجية الصحيحة طويلة المدى لمواجهة الحوثيين؟ (ترجمة خاصة)
  • ارتفاع أسعار الشحن إلى الولايات المتحدة مع استمرار هجمات اليمن في البحر الأحمر
  • معهد أمريكي: تحركات السوداني وعون تهدد استراتيجيات إيران في المنطقة
  • تقرير أمريكي: نشاط سفن التجسس الإيرانية لصالح الحوثيين يتجاوز البحر الأحمر (ترجمة خاصة)
  • قائد القوات البرية يزور كلية زايد الثاني العسكرية
  • خبير أمريكي: حماس وحزب الله جزء من نسيج مُعقد لن تنهيهما الضربات العسكرية
  • بشأن الحوثيين.. تقرير إسرائيلي يهاجم المجتمع الدولي ومجلس الأمن ويصف قرارات الأخير بالنمور من ورق (ترجمة خاصة)