أشارت أمانة سرّ بطريركية السريان الكاثوليك الأنطاكية، في بيان، الى أنه "بعد التغيير الذي طال الحكم في سوريا اعتباراً من الثامن من كانون الأول الجاري، وبعد أن تواصل صاحب الغبطة مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، مع أصحاب السيادة مطارنة الأبرشيات السريانية الكاثوليكية الأربع في سوريا، وعدد من الآباء الخوارنة والكهنة والمؤمنين، يتابع غبطته عن كثب ما آلت إليه الأوضاع في سوريا العزيزة، بعد أن عانى الشعب السوري من الحرب التي اضطُرَّ لتحمُّل أوزارها زهاء ثلاثة عشر عاماً.

فتمّ طيّ حقبة من الزمن، لتحلّ محلّها مرحلة جديدة نأمل أن تحمل راية الحرّية والكرامة والعدالة للشعب السوري الحبيب بمختلف مكوّناته".

أضافت البطريركية في بيانها: "يتطلّع غبطته إلى قيام حكومة انتقالية تؤمّن عملية انتقال هادئة للحكم، وتحمي السوريين من الانتقام والتشفّي، إذ يكفي ما عاناه هذا الشعب الأبيّ طوال السنوات الماضية، مع ضرورة أن تلتزم الحكومة الانتقالية بمعايير الشفافية والمسامحة والعدالة بين جميع المواطنين. ويدعو غبطته إلى احترام التعدّدية الإثنية والدينية وإعطاء الحقوق لكلّ المكوّنات، لا سيّما وأنّ الشعب السوري يتألّف من عدّة إثنيات وقوميات، لكلٍّ منها هويّته الاجتماعية والدينية والثقافية، وعاداته وتقاليده ولغته، ومعاً تُشكِّل الشعبَ السوري الواحد التائق إلى إعادة بناء دولة سورية رائدة وحرّة، ما يدفع للتحذير من أيّة مغامرة تهدف إلى تغيير ديمغرافي أو ديني، مؤكّداً المطالبة بالحفاظ على سلامة أراضي سوريا ووحدتها الوطنية واحترام استقلالها وسيادتها ومقدّراتها الطبيعية والصناعية والاقتصادية".

وتابعت: "يشدّد غبطته على أنّ المسيحيين بمختلف مذاهبهم هم مكوِّن أصيل ومؤسِّس في سوريا، من هنا ضرورة صون حرّيتهم وحرّية المكوّنات كافّةً في ممارسة شعائرهم الدينية، وفي التعليم، وسائر الحرّيات التي تكفلها الشرعات والمواثيق العالمية، وفي طليعتها شرعة حقوق الإنسان التي صانت حرّية الدين والضمير لجميع المواطنين، وقبول الرأي الآخر، وكذلك أهمّية الحفاظ على النظام الخاصّ بأحوالهم الشخصية وإدارة أوقافهم. ويرفع غبطته الصلاة إلى الله كي يمنح الحكمة والتبصُّر للمسؤولين في إدارة شؤون البلاد، ليتجنّبوا فخاخ أعداء الوطن، ويرصّوا الصفوف بين الموطنين، فيتجمهر الجميع معاً للإنطلاق إلى بناء سوريا الغد، بشراً وحجراً، حتّى يُصار إلى إجراء انتخابات حرّة وديمقراطية ونزيهة، ليتمكّن الشعب من التعبير عن تطلّعاته نحو مستقبل مُشرِق للسلطة والنظام السياسي في البلاد".

وأعلنت أن البطريرك "يتوجّه بقلبه الأبوي إلى رعاة كنيستنا السريانية الكاثوليكية وأبنائها وبناتها المنتشرين في مختلف المحافظات السورية، في أبرشياتنا الأربع: في دمشق وريفها، وحمص وحماة والنبك، وحلب وتوابعها، والحسكة والقامشلي وسائر الجزيرة، بأساقفتها الأجلاء، وكهنتها الأفاضل، وشمامستها، ومؤمنيها، مشجّعاً إيّاهم على التسلُّح بفضائل الإيمان والرجاء والمحبّة، كي يتابعوا شهادتهم الأمينة للرب يسوع، الراعي الصالح، والتزامهم الكنسي، واثقين بوعد الرب لهم: "ثقوا أنا هو، لا تخافوا" (مر 6: 50)، "في العالم سيكون لكم ضيق، لكن تشجّعوا فأنا قد غلبتُ العالم" (يو 16: 33). فالتغيير الحاصل لا بدّ أن يحمل الخير والاستقرار لوطننا الحبيب، إذ بعد كلّ مخاض وألم ولادة جديدة تحمل نور الرجاء بغدٍ أفضل لبلدنا، ممّا يشجّع المهاجرين والنازحين على العودة إلى أرضهم الأمّ، ليساهموا بإعادة الإعمار وبناء وطن حرّ وديمقراطي وتعدّدي". 

وختمت البطريركية: "يتضرّع غبطته إلى إله السلام وسيّد الأمان، مع اقتراب الاحتفال بعيد ميلاده طفلاً في مذود بيت لحم، وبقدوم العام الجديد، أن يحفظ سوريا وشعبها والكنيسة والمؤمنين فيها، بدوام السلام والطمأنينة والاستقرار: "ليُعطِكُم السلامَ ربُّ السلامِ نفسه في كلّ حين وفي كلّ حال! ليكن الرب معكم أجمعين!" (2تس 3: 16)".

 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی سوریا

إقرأ أيضاً:

بطريركية الأرمن في القدس تحذر من مصادرة الاحتلال لممتلكاتها

حذرت بطريركية الأرمن في القدس المحتلة، الأربعاء، من نية سلطات الاحتلال الإسرائيلي مصادرة ممتلكاتها في المدينة، مدعية تراكم ديون "فلكية وغير قانونية" عليها منذ عام 1994.

وأفادت البطريركية في بيان بأن بلدية القدس الإسرائيلية تطالبها بدفع ضرائب، وإلا فإنها ستُعرض ممتلكاتها للبيع في مزاد علني.

وأوضحت البطريركية أن جلسة الاستماع في الالتماس الإداري الذي قدمته ستُعقد في 24 شباط/ فبراير الجاري، وذلك في محاولة لوقف عملية حجز الممتلكات العقارية التي تمتلكها البطريركية منذ قرون، بهدف تحصيل ديون ضريبة "الأرنونا" التي يُزعم تراكمها منذ عام 1994.

و"الأرنونا" هي ضريبة باهظة تفرضها بلدية القدس التابعة للاحتلال على الممتلكات بناءً على مساحتها.

وأضافت البطريركية: "إذا تم رفض الالتماس، لا قدر الله، فإن بلدية القدس ستصادر الممتلكات العقارية التابعة للبطريركية وتطرحها في المزاد العلني لتحصيل الديون المتنازع عليها".

وأشارت إلى أن الالتماس موجه ضد تصرفات موظف التحصيل في البلدية، الذي قرر أن البطريركية مدينة بدين "فلكي" دون مراعاة لقانون التقادم، ودون تقديم تفسير واضح لأساس هذا الدين المزعوم.

ولفتت البطريركية إلى أن جزءًا كبيرًا من الدين المزعوم يتعلق بممتلكات مؤجرة لبلدية القدس نفسها. وأكدت أن موظف التحصيل رفض مراجعة صحة الدين الذي قرره بنفسه، مستندًا إلى أسباب إجرائية مفادها أن الموعد النهائي للاعتراض قد انقضى.


كما أصدر أمرًا بحجز ممتلكات البطريركية لتحصيل الدين، وكأنه حكم قضائي، رغم أن البطريركية أثبتت أن المطالبات لم تُسلَّم إليها بشكل صحيح في الإطار الزمني المطلوب.

وأوضحت البطريركية أن إجراءات التنفيذ تم تعليقها مؤقتًا بعد تقديم الالتماس، لكنها حذرت من أن رفض الالتماس لن يسمح للبلدية باستئناف حجز ممتلكات محددة فحسب، بل سيؤسس أيضًا لسابقة قانونية خطيرة يمكن أن تشرع مصادرة حقوق الملكية والتصفية غير الطوعية لأصول المؤسسات والمجتمعات الدينية المسيحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأكدت أن ذلك سيُسبب ضررًا أكبر بكثير من مبلغ الديون المزعومة.

واعتبرت البطريركية أن هذا الإجراء يبدو وكأنه استهداف متعمد لها، حيث قالت: "بحسب أفضل ما لدينا من علم، فإن البطريركية الأرمنية هي الطائفة المسيحية الوحيدة المختارة – وربما المستهدفة – لمواجهة مثل هذه التدابير غير المسبوقة والتي لا رجعة فيها بسبب دين الأرنونا المزعوم".

وحذرت البطريركية من أن هذا السلوك قد يعرض "مهمتها الطويلة الأمد في الأرض المقدسة، التي تعود إلى القرن السابع، للخطر"، كما يهدد استمرار وجود المجتمع الأرمني الذي يعود تاريخه إلى القرن الرابع. واعتبرت أن هذا الإجراء "محاولة واضحة لتقويض البطريركية الأرمنية من خلال الضغط الاقتصادي، بهدف تقليص وجودها في الأرض المقدسة".

كما حذرت من أن أي حكم قضائي سلبي سيكون له أثر مدمر على الوجود المسيحي بشكل عام في الأرض المقدسة، وكذلك على الأنشطة الدينية والثقافية والتعليمية والرعوية لجميع المؤسسات المسيحية العاملة في المنطقة.


يذكر أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي كثفت في السنوات الأخيرة إجراءاتها ضد الكنائس التاريخية في القدس، بمطالبتها بدفع ضرائب باهظة. كما تتهم الكنائس السلطات الإسرائيلية بتسهيل استيلاء جماعات استيطانية على ممتلكات الكنيسة في المدينة، كما يحدث في منطقة باب الخليل بالبلدة القديمة في القدس.

وتأسست البطريركية عام 638م، وهي البطريركية الوحيدة التي صمدت في القدس ولم يغادر بطاركتها رغم كل ما مرت به هذه المدينة، ويعد البطريرك الحالي هو البطريرك رقم 97 للأرمن في القدس.

تبلغ مساحة الحي 120 دونمًا، ويعيش داخله مائتا عائلة، ويصل عددهم إلى 1500 نسمة من نحو 3 آلاف أرمني يعيشون في القدس.

تملك البطريركية العديد من الأملاك في القدس الغربية وفي كل من بلدة سلوان والطور، بالإضافة إلى أملاك في حيفا ويافا، وكثير منها مؤجر.

مقالات مشابهة

  • السيسي: أؤكد أهمية البدء في عملية سياسية تشمل جميع أطياف الشعب السوري
  • بطريركية الأرمن في القدس تحذر من مصادرة الاحتلال لممتلكاتها
  • اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري ‏تعقد جلسة حوارية في ‏حماة
  • مشاهد من الجلسة الحوارية مع اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري التي جرت اليوم بمدينة إدلب
  • قصر الدرعية يحمل راية السلام.. رمز للفخر السعودي واستضافة الأحداث التاريخية
  • ملف الأقليات في سوريا هل ستنجح الإدارة الجديدة في احتوائه؟
  • الخبراء يسعون لترميم المواقع الأثرية التي دمرتها الحرب في سوريا
  • بطريرك الأقباط الكاثوليك يشارك في استقبال رئيس أساقفة مرسيليا في المطرانية اللاتينية بمصر الجديدة
  • بطريرك الأقباط الكاثوليك يشارك في القداس الإلهي ببازيليك السيدة العذراء بمصر الجديدة
  • مجموعة السبع: نؤكد التزامنا تجاه الشعب السوري وندعم الانتقال السياسي في البلاد