أستراليا تُباغت الزوار الإسرائيليين بإجراء جديد: استبيان يُشعل القلق في تل أبيب
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
في خطوة أثارت قلقًا داخل إسرائيل، باتت سلطات الهجرة الأسترالية تطالب السياح الإسرائيليين الراغبين في دخول البلاد بملء استبيان شامل حول خدمتهم العسكرية. ووفقًا لتقارير إعلامية إسرائيلية، فإن هذا الإجراء الجديد أثار مخاوف من التشدد في الموقف الأسترالي تجاه الإسرائيليين.
ويشمل الاستبيان سلسلة من الأسئلة الدقيقة، منها: "هل سبق لك أن شاركت في الإبادة الجماعية أو الجرائم ضد الإنسانية أو جرائم الحرب في غزة؟".
ولا تقتصر الأسئلة على ذلك، بل تمتد لتشمل ما إذا كان مقدم الطلب قد شهد مثل هذه الجرائم، إضافة إلى استفسارات حول مشاركته في اعتقال مدنيين خلال نزاعات مسلحة. ويُلزم النموذج المتقدمين بتقديم تفاصيل وافية حول خدمتهم العسكرية.
هذا الإجراء أدى مؤخرًا إلى منع دخول شابين إسرائيليين إلى أستراليا، بعد أن كانا يعتزمان حضور عيد ميلاد جدة العائلة، وهي إحدى الناجيات من الهولوكوست. وبحسب التقارير، فإن السلطات الأسترالية أجلت معالجة طلباتهما للحصول على تأشيرة دخول، وطلبت منهما ملء استمارات استبيان موسعة مكونة من 13 صفحة، وهي استمارات مخصصة عادة للمقاتلين الأجانب والمسؤولين الحكوميين.
من جانبها، نفت وزارة الشؤون الداخلية الأسترالية وجود أي تغييرات في سياسات منح التأشيرات للإسرائيليين. وأوضحت الوزارة أن 11 ألف إسرائيلي حصلوا على تأشيرات دخول إلى أستراليا في العام الماضي، مضيفة أن طلب استكمال وثائق إضافية يُعد جزءًا من الإجراءات المعتادة في حال الحاجة إلى مزيد من المعلومات بشأن حالات محددة.
ورغم عدم صدور أي رد رسمي من إسرائيل حتى الآن، تشير وسائل إعلام إسرائيلية إلى وجود قلق من احتمال انتقال هذه السياسة إلى دول أخرى. وتأتي هذه التطورات في ظل توتر يشوب العلاقات بين إسرائيل وأستراليا.
ففي آب/ أغسطس الماضي، خلص تحقيق أجرته الحكومة الأسترالية إلى أن غارة إسرائيلية على قافلة إنسانية في قطاع غزة، أسفرت عن مقتل سبعة عمال إغاثة، كانت نتيجة "إخفاقات خطرة" ارتكبها الجيش الإسرائيلي، منها "خطأ في تحديد هوية" الهدف. وشملت قائمة الضحايا مواطنة أسترالية، وثلاثة بريطانيين، وأميركي-كندي، وبولندي، وفلسطيني، مما أثار غضبًا عالميًا ومطالبات بضمان سلامة عمال الإغاثة في القطاع.
Relatedأستراليا: مصدر دخل فريد من نوعه.. رجل يجمع علب الألمنيوم من النفايات، ثم يبيعهاتشريع تاريخي في أستراليا.. قيود صارمة على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لمن هم دون 16 عامًابين التأييد والرفض.. قرار أستراليا بحظر وصول القصّر إلى مواقع التواصل الاجتماعي يُشعل النقاشويُذكر أنه، على صعيد الدعم العسكري، أكدت حكومة أستراليا مرارًا أنها "لم تزود إسرائيل بالأسلحة أو الذخيرة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ولم تقدم أي دعم من هذا النوع على الأقل خلال السنوات الخمس الماضية".
كما أن أستراليا ألمحت إلى احتمال الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وأكدت وزيرة الخارجية بيني وونغ في تصريح سابق أن "حل الدولتين، الذي يتيح للإسرائيليين والفلسطينيين العيش جنبًا إلى جنب في دولتين منفصلتين، هو الأمل الوحيد لكسر دائرة العنف التي لا تنتهي".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية دروز سوريا في رسالة إلى إسرائيل: "قوموا بضمنا إلى هضبة الجولان" ارتفاع حصيلة القتلى والجرحى نتيجة تصاعد وتيرة القصف الإسرائيلي بغزة وتفاؤل أمريكي بشأن صفقة التبادل ترامب يدرس خيارات من ضمنها ضربات جوية لوقف البرنامج النووي الإيراني وإسرائيل مستعدة للتحرك قطاع غزةإسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني فلسطينإبادةأسترالياالمصدر: euronews
كلمات دلالية: بشار الأسد روسيا سوريا الحرب في سوريا أوروبا أمن بشار الأسد روسيا سوريا الحرب في سوريا أوروبا أمن قطاع غزة إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فلسطين إبادة أستراليا بشار الأسد روسيا سوريا الحرب في سوريا أوروبا أمن هيئة تحرير الشام حكم السجن دونالد ترامب أزمة إنسانية قصف المملكة المتحدة یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
لقاء بوهلر مع حماس يقرع أجراس الإنذار في تل أبيب.. لماذا؟
قالت المراسلة السياسية لصحيفة "معاريف" العبرية آنا بارسكي إن "الأوساط السياسية في تل أبيب لا زالت غاضبة من بوهلر الذي جلس مع قادة حماس، وكأنهم شركاءه في نادي الغولف، وقد طُرح الموضوع في قاعة اجتماعات المجلس السياسي والأمني المصغر، وأخذ الحديث نبرة عالية إلى حد ما، وتمت صياغته بعدة أشكال، وامتاز بقليل من الدبلوماسية، فقد كان بنيامين نتنياهو ووزيره رون ديرمر، المسؤول الرئيسي عن القناة المباشرة مع واشنطن، غاضبين للغاية، لأن الحادثة وقعت بحضوره، وتحت أنفه، ودون علمه".
وأضافت في مقال ترجمته "عربي21" أن "الوزراء طرحوا أسئلة لفهم مغزى الحدث، وهل أصبحت دولة الاحتلال بالصدفة شبيهة بزيلينسكي، الذي فوجئ بأن أصدقاءه في واشنطن انقلبوا عليه، صحيح أن بعض المحافل زعمت أن بوهلر كان سيخبر ديرمر مسبقًا بلقائه مع حماس، لكن المعلومات الحقيقية سرعان ما تغيرت بعد أن ظهر أن ديرمر متورط في القصة، لكنه لم يملك حق إبداء رأيه أمام شركائه في واشنطن، وبين الموقفين تبين أن بوهلر تصرّف بمبادرة شخصية منه".
وأشارت إلى أن "لقاء بوهلر مع حماس الذي أثار غضب الاسرائيليين يطرح السؤال البديهي: إذا سمح مسؤول ذو سلطة محدودة في مجال محدد للغاية، وهو في التسلسل الإداري ثانوي بعد المبعوث الخاص للرئيس، ستيف ويتكوف، لنفسه بتجاوز مائة كيلومتر شمال حدود التفويض، فلماذا لم يُفصل بعد دقيقة واحدة من اندلاع القضية، وهل نتعلم من هذا أن المحادثات المباشرة مع حماس، وتقديم مقترحات نيابة عن إسرائيل، أمر مقبول لدى ترامب، وأن هذا شيء سيكون له تكملة".
وأكدت أنه "رغم أحاديث الساعات الأخيرة بإبعاد بوهلر عن مواصلة التعامل مع موضوع المختطفين، لكن هذا المنصب قائمٌ في الإدارة منذ سنوات للتعامل مع الرهائن والأسرى الأمريكيين حول العالم، مما يمنح شاغله تفويضًا واسعًا للغاية، ويُسمح بلقاء من يراه مناسبًا لتحقيق هذا الهدف، وقد دأبت الولايات المتحدة لسنوات على دفع ثمن اختطاف مواطنيها في حروب تخوضها مع منظمات وأنظمة متطرفة حول العالم، مما يجعل بوهلر أكثر فعالية من الجنرال "غال هيرش" مسئول ملف المختطفين الذي عيّنه نتنياهو".
وأضافت: "بعيدا عن تفاصيل لقاء بوهلر مع قيادة حماس، فإن هناك أمرا أكثر إثارة للقلق من أي مؤامرة مُعقدة، وهو أن يكون ترامب أرسله لهذه المهمة، وكما نجح مبعوثه المقرب ستيف ويتكوف بتحقيق إنجاز وقف اطلاق النار عشية تنصيبه رئيسًا، فإن بوهلر يسعى لتحقيق إنجاز مشابه بالإفراج عن المختطف الأمريكي لدى حماس عشية أول خطاب لترامب عن "حال الاتحاد" في ولايته الحالية".
وتابعت: "المبعوث تلقى المهمة من الرئيس، واختار الوسيلة وفق تقديره لتحقيق النجاح الذي حققه ويتكوف، وقرر ليس فقط التنفيذ، بل المبادرة أيضًا، وهي قاعدة أساسية تُدرّس في كل "ورشة عمل قيادية"، حتى انزلق حديثه مع مسؤول كبير في حماس لإمكانية إطلاق سراح الرهائن الذين يحملون الجنسية الأمريكية، نيابةً عن إسرائيل، ودون علمها إطلاقًا، لكن النهاية جاءت سريعة، ومتوقعة تمامًا، فقد فشل بمحاولته إقناع حماس بالموافقة على صفقة ما، وفي الوقت ذاته ألحق الضرر بالجهود الدبلوماسية المركزية التي قادها ويتكوف، وتورط في تصريحات لوسائل الإعلام، التي بدلاً من توضيح القصة، وإنهائها، زادت من تعقيدها".
وزعمت أن "الضرر الناجم عن المحادثات المباشرة مع حماس هو نقل رسالة خطيرة إليها تُشير لنوع من منحها الشرعية، ورفع سقف التوقعات بين كبار مسؤوليها، وهذا ضرر حقيقي، وليس مرجحا تحييده بسهولة وبسرعة، لأن الضرر أصبح لا رجعة فيه".
ولفتت الأنظار إلى أن "حادثة بوهلر تحمل إشارة تحذيرية واضحة لصناع القرار في تل أبيب، إلى نتنياهو وديرمر، وغيرهما من كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين، الذين ما زالوا يعتقدون ويدّعون أن ترامب وإدارته معنا، ومعنا تمامًا، دون أي انحراف أو تحفظ، فقد أثبتت هذه الحادثة أن الإدارة الأمريكية الحالية، بعكس إدارة بايدن، لا تُفكّر وفق فئات ثابتة، ولا تُحدّد حدودًا قطاعية ثابتة لا يمكن تغييرها، فترامب يفكر بطريقة أخرى، من حيث المصلحة الأمريكية، ومن حيث القدرة على البقاء، ولديه ولدى فريقه عقلية تجارية مُتقلّبة، وقد شهد الرئيس الأوكراني زيلينسكي ذلك بنفسه في بث مباشر".
وختمت بالقول إنه "ينبغي على أصحاب القرار في تل أبيب توخّي أقصى درجات اليقظة، وعدم الاستهانة بأي شيء، لا "خطة العقارات لغزة" التي طُرحت قبل شهر، ولا المعارضة الأمريكية لـ"الخطة العربية لغزة" التي تُبقي حماس في الساحة، حتى لو كانت خلف الكواليس، وحتى دعم إدارة ترامب الكامل للعودة للقتال، إذا بلغت الجهود الدبلوماسية أقصى إمكاناتها، فإنني أنصح باعتبار ذلك دعمًا "في الوقت الحالي" فقط، وينبغي بناء الخطط بناءً على ذلك".