طبيب الموت بكرداسة.. عندما تحولت الرحمة إلى نارر وبرميل
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
في قرية كومبرة الهادئة، اختبأت خلف جدران مركز طبي قصة سوداء خطها طبيبٌ انحرفت رسالته عن درب الإنسانية، الطبيب "أ. س"، الذي بدأ رحلته كطبيب نساء وتوليد، حوّل حلم الشفاء إلى كابوس، حيث أدار مركزًا غير مرخص منذ 2017 لإجراء عمليات إجهاض حمل السفاح، مقابل 1500 جنيه للروح الواحدة.
لم يكتفِ الطبيب بإنهاء حياة الأجنة، بل أحرقها في محرقة بدائية صنعها على سطح منزله، قبل أن يلقي بالبقايا لكلاب شرسة يربيها، وكأنما أراد أن يدفن آثار جرائمه في أمعاء الظلام.
وخلال مداهمة أمنية للمركز، وُجد الطبيب متلبسًا بإجراء عملية إجهاض، ومعه ثلاثة أجنة محترقة، وعقاقير مخدرة، وسلاح ناري.
وكانت العدالة في انتظاره، لتحكم عليه بالسجن المشدد عشر سنوات عن جرائم الإجهاض، وثلاث سنوات إضافية عن حيازة المواد المخدرة.
قصة هذا الطبيب ليست مجرد خبر، بل مرآة لظلام النفس حينما تُطفأ شعلة الرحمة، وتتوارى مهنة إنقاذ الحياة خلف ستار الجشع والتجرد من الإنسانية.
مشاركة
المصدر: اليوم السابع
كلمات دلالية: طبيب كرداسة اجنة عمليات
إقرأ أيضاً:
أوروبا في مواجهة الواقع.. واشنطن تحولت إلى خصم
على مدى سنوات، راود القادة الأوروبيين هاجس تقليل الاعتماد على الولايات المتحدة، التي بدت منشغلة بقضايا أخرى. لكن في اجتماع طارئ بباريس، الاثنين، لم يعد الأمر مجرد قلق، بل واقع فرض نفسه، حيث بدأت واشنطن تتصرف كخصم أكثر منها كحليف.
من السابق لأوانه الحديث عن حقبة ما بعد أمريكا في القارة
وكتب مارك لاندلير في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتفاوض مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تسوية سلمية في أوكرانيا، من دون دعوة الأوكرانيين أو الأوروبيين للمشاركة، أجبرت القادة الأوروبيين على مواجهة سلسلة من الخيارات الصعبة والمكلفة.
وحالياً، فإن احتمال قيام بريطانيا وفرنسا وألمانيا ودول أخرى بنشر عشرات الآلاف من القوات في أوكرانيا لحفظ السلام، مطروح على الطاولة، فيما تؤكد الحكومات الأوروبية حاجتها لزيادة كبيرة في موازناتها العسكرية.
????????Munich ’25 was a wake-up call. The US is no longer a reliable partner for Europe.
Hegseth betrayed Ukraine????????, suggesting it should cede land and drop NATO
VP Vance declared that Russia isn’t Europe’s main threat.
????Europe must act. And Georgia is the battlefield where we start pic.twitter.com/NtOVAiLgYQ
وقال الأستاذ الفخري لدراسات الحرب في كلية كينغز كوليدج بلندن لورانس فريدمان: "الجميع متحمسون في الوقت الحاضر، وهذا أمر مفهوم...الأمر الواضح هو أنه مهما حدث، سيتعين على أوروبا أن تكثف جهودها".
وبينما لا يزال الدعم الشعبي لأوكرانيا قوياً في أنحاء أوروبا، فإن إلزام القوات بمهام يحتمل أن تكون خطرة على الأراضي الأوكرانية، قد يتحول سريعاً إلى عبء سياسي.
وتختلف التقديرات في شأن حجم قوة حفظ السلام، ولكن بموجب أي سيناريو، ستكون هذه المهمة مكلفة جداً على الموازنات الأوروبية.
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي طرح للمرة الأولى فكرة إنشاء قوة لحفظ السلام العام الماضي، أصبح ضعيفاً سياسياً منذ خسارة حزبه الانتخابات برلمانية المبكرة في الصيف الماضي.
وقد لا تتمكن ألمانيا من تشكيل حكومة ائتلافية جديدة لأسابيع بعد الانتخابات التي ستجري في 23 فبراير (شباط).
والاثنين، رفض مستشارها أولاف شولتس الحديث عن قوات حفظ السلام، ووصفها بأنها "سابقة لأوانها تماماً" و"غير مناسبة إطلاقاً".
I hope Europe realises how we no longer have the ally we once did in the United States. This is the most blatant evidence of a seismic geopolitical realignment we have so far. Attacking Europe, coddling Russia.
For the UK, the focus must now be working towards CANZUK. https://t.co/eXKJvEfd9F
أما رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي لن يضطر إلى مواجهة الناخبين لمدة أربع سنوات، فقال إن بريطانيا منفتحة على "إرسال قوات إذا لزم الأمر".
لكن مسؤولين عسكريين سابقين قالوا إنه بعد سنوات من تخفيض الموازنة، فإن الجيش البريطاني ليس مجهزاً لقيادة مهمة واسعة النطاق وطويلة الأمد في أوكرانيا.
وصرح القائد السابق للجيش البريطاني ريتشارد دانات للبي بي سي: "بصراحة، ليست لدينا العدد ولا العدة".
وقدر أنه سيتعين على بريطانيا تقديم نحو 40 ألف جندي لقوة قوامها 100 ألف جندي.
ويرى بعض القادة الأوروبيين، أن من السابق لأوانه الحديث عن حقبة ما بعد أمريكا في القارة.
وحذر شولتس ورئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك، الزعماء من مغبة تقويض التحالف عبر الأطلسي، مهما بلغت التوترات الحالية.
ومن الناحية العملية، فإن إرسال قوة لحفظ السلام سيكون أمراً صعباً من دون دعم لوجستي من الولايات المتحدة.
ويقول المحللون إن الضمانات الأمنية الأمريكية كانت حاسمة لجعل الأمر مقبولاً سياسياً في العواصم الأوروبية.
المظاة الأمنيةوقال فريدمان إنه يعتقد أن كبار المسؤولين في إدارة ترامب مثل وزير الخارجية ماركو روبيو ومستشار الأمن القومي مايكل والتز، قد فهموا تلك الحقائق وليسوا عازمين على سحب المظلة الأمنية الأمريكية من أوروبا.
وفي مؤتمر ميونيخ للأمن نهاية الأسبوع الماضي، تفاقم القلق عندما لم يستطع رئيس المؤتمر كريستوف هيوسجن، حبس دموعه وهو يلقي خطابه الختامي.
ولم تكن معاناته ناجمة عن الأخبار المفاجئة المتعلقة بالمكالمة الهاتفية التي أجراها ترامب مع بوتين، ولا بسبب رفض وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، ضم أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، بل كان ذلك رداً على الخطاب اللاذع الذي ألقاه نائب الرئيس الأمريكي جي. دي. فانس في المؤتمر، والذي حض فيه الأوروبيين على التوقف عن نبذ أحزاب اليمين المتطرف، واتهمهم بقمع حرية التعبير.
ويشبه البعض ما يحدث الآن، بالنهج الذي اتبعه ترامب في دبلوماسيته النووية مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، خلال فترة ولايته الأولى.
وفي لقاء كيم بسنغافورة، قدم ترامب تنازلاً قيماً وهو عدم إجراء المزيد من التدريبات العسكرية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، من دون الحصول على مقابل، وتلاشت المفاوضات، ولم تتخلَ كوريا الشمالية عن ترسانتها النووية إلى الآن.