موقع 24:
2025-04-17@18:02:53 GMT

معتقلون سابقون في دمشق يصفون "اليأس" من زنزانات الماضي

تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT

معتقلون سابقون في دمشق يصفون 'اليأس' من زنزانات الماضي

بعد أيّام من سقوط بشار الأسد، عاد محمد درويش إلى الزنزانة رقم 9 في "فرع فلسطين" أحد فروع المخابرات العسكرية السورية في دمشق، حيث أوقف قيد الحقيق لأكثر من 120 يوماً قبل سنوات، متحدثاً عن "اليأس" الذي راوده خلف القضبان.

وفي الزنزانة الواقعة تحت الأرض في المبنى الكبير المؤلف من طوابق عدة، تنتشر رائحة العفن ومياه الصرف الصحي الجارية في الأروقة بين الزنزانات.

لا نافذة تدخل الضوء من الجدران السوداء المليئة بالدبق في الغرفة الضيقة، التي بالكاد اتسعت لأكثر من 100 شخص.

وهذا الفرع الذي يخشاه السوريون كثيراً، كان يستقبل خصوصاً موقوفين بتهم "الإرهاب"، لكنّ كثراً يدخلونه على قيد التحقيق وتنقطع أخبارهم تماماً عن ذويهم.

ودخل الصحافي محمد درويش (34 عاماً) إلى السجن في فرع فلسطين لمدة 120 يوماً، قيد التحقيق في العام 2018 بتهمة "تمويل الإرهاب بالمعلومات، والترويج للإرهاب".

وفي الزنزانة رقم 9، يتذكّر البقعة الضيقة التي حجر فيها مع 50 آخرين لإصابتهم بالسلّ. يتذكّر الشاب التركي الذي كان موقوفاً معهم وأصيب بـ"الجنون" على حدّ قوله من كثرة الضرب.

ويروي الشاب "أنا من أكثر الأشخاص الذين حققوا معهم، لأن تهمتي بالنسبة لهم كانت كبيرة جداً، تهمة الإعلام، كانوا يحققون معي مرة في الصباح ومرة في المساء".

ويضيف "كانوا يقولون لي إن المسلح برصاصة يقتل شخصاً واحداً، بينما أنا بكلمتي أقتل الآلاف"، بينما يقول إنه كان يصور تقارير عن الواقع الخدمي في دمشق.

وبعدما نقل إلى سجن آخر، خرج بعد عام وأكثر من "التوقيف العرفي". ويصف الشعور خلف القضبان "بشعور فقدان الأمل واليأس، عندما يغلقون هذا الباب عليك، تفقد الأمل بالغد، هذه البقعة شهدت مآسي، عائلات فقدت معيلها فقدت أبوها فقدت أخوها".

ويتابع "يكفي كنتيجة لهذه الثورة كلها، إنهاء الاعتقال القسري والعرفي من دون أي تهمة واضحة".

معاوية.. طفل أشعل ثورة سوريا بـ4 كلمات على جدار - موقع 24كتب معاوية صياصنة، البالغ من العمر 16 عاماً وأصدقاؤه 4 كلمات على جدار في ملعب مدرستهم في محافظة درعا، معبرين عن غضبهم من الحياة في ظل حكم الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد. نخرج الموتى من الزنزانات

وفرغ "فرع فلسطين" أو الفرع 235 في المخابرات العسكرية، تماماً من كلّ العناصر الأمنية التي كانت موجودة فيه منذ الأحد. لكنّ زواره الآن على غرار محمد، هم موقوفون سابقون جاؤوا تحدياً للألم الذي عانوه هنا، أو تحدياً للخوف.

وآخرون قرروا زيارة المكان للبحث في الوثائق والأوراق والملفات التي تركت فيه، علّهم يجدون قريباً لهم فقد في السجون السورية ولم يسمعوا عنه خبراً، كما فعل كثر منذ سقط حكم حزب البعث قبل أيام.

وفي غرفة سوداء توزعت فيها آلاف الأوراق والملفات، وقفت امرأة وهي تقلب بين بطاقات هوية بحثاً عن قريب لها. وتقول فيما غطت وجهها بوشاح رمادي إن "اليائس يبحث عن أي خيط يوصله إلى ما يريد"، مفضلة عدم كشف اسمها.

وآلاف فعلوا مثلها منذ الأحد الماضي، حين فتحت أبواب السجون والمقرات الأمنية في مناطق مختلفة من سوريا، لا سيما سجن صيدنايا السيئ الصيت.

وعند مدخل "فرع فلسطين"، شاحنة عسكرية متوقفة، فرش مبعثرة، وأوراق خضراء وصفراء صغيرة رميت على الأرض. تركت بعض البدلات العسكرية والأحذية في مكانها.

عاد أدهم بجبوج (32 عاماً) أيضاً، لزيارة زنزانته السابقة، الزنزانة رقم 7. ويقول الشاب المتحدر من درعا والذي سجن في 2019 لانشقاقه عن الجيش مع بداية خروج التظاهرات المناهضة للسلطة في العام 2011: "قيل لنا إن دخولنا هنا إلى فرع فلسطين، من الشرطة العسكرية، لن يتعدى السؤال والجواب، لكنني بقيت 35 يوماً، أو 32 يوماً، لم أعد أذكر، في الزنزانة هذه".

ويقاطعه شقيقه الذي كان يقف قربه قائلاً: "دخل وزنه 85 كيلوغراماً، وخرج 50 كيلوغراماً". وكانت وظيفة القابعين في هذه الزنزانة تحديداً هي "السخرة" وفق أدهم. ويقول "نخرج من الخامسة صباحاً، نمسح الأرضيات، ننظف مكان التعذيب، نخرج الموتى من الزنزانات، ننظف الحمامات والمكاتب".

ويضيف أدهم النحيل الجسد أنه عاد إلى هنا الآن تحدياً للخوف الذي كان يشعر به من هذه الأروقة. ويروي الرجل "بعدما خرجت من هنا... بتّ أخاف أن أمر من قربه، حتى لو كان على طريقي، أبدل الطريق وأختار طريقاً أطول لكي لا أمر من أمامه".

ويتذكر اللحظة الأولى التي دخل فيها الفرع قائلاً: "ضربونا ضربتين أو 3 بالكرباج... يحتاج المرء لعلاج يومين من بعدها من شدّة قوتها".

مأساة

وفي الطابق الأعلى، "غرف التعذيب" كما يصفها المساجين السابقون. غرف معتمة رمادية، على أحد جدرانها نافذة زجاجية كبيرة، لكن "كانوا يعذبوننا في الرواق أيضاً"، يقول أحدهم.

وفي الجناح الآخر من المبنى الضخم، مكاتب وغرف الضباط والمسؤولين التي حرقت بالكامل. تنبعث رائحة دخان قوية من المكان الذي خلّعت أبوابه وتحوّل أثاثه إلى رماد. وفي غرفة بالكاد فتح بابها، تظهر رفوف وزّعت عليها آلاف الأوراق المحروقة التي يعتقد زوار المقر أنها أوراق "مهمة" و"سرية" أحرقها المسؤولون قبل فرارهم.

ومن بين تلك الأوراق، رسالة من القيادة العامة للجيش إلى "النيابة العامة المختصة بمعالجة قضايا الإرهاب"، تحتوي على تفاصيل توقيف مجند في الجيش لملاحقته "بجرم علاقته بالمجموعات الإرهابية المسلحة وبكل جرم يظهر بحقه خلال مرحلتي التحقيق والمحاكمة"، موقعة من رئيس شعبة المخابرات في العام 2022.

ويقول وائل صالح (42 عاماً)، الذي جاء أيضاً لزيارة زنزانته رقم 9 "جرّموني بالإرهاب، حتى اللحظة أنا مجرم بالإرهاب". ويضيف الرجل فيما حدّق بسجنه السابق "كانت مأساة، حتى هذه اللحظة أتذكر الأيام التي كنا فيها هنا، كنا 103 أشخاص، كنا نقف نحن ونترك الكبار في السن ينامون".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية السوريون المخابرات العسكرية سقوط الأسد الحرب في سوريا فرع فلسطین

إقرأ أيضاً:

صناعة الذهب والمجوهرات في الشرقية.. إطلالة على الماضي وإشراقة على المستقبل

تُعد الحُلي الذهبية والمجوهرات من المقتنيات المحببة لدى النساء، لما تضفيه من رونق وبهاء على من ترتديها، إذ تسعين لاقتناء مختلف أنواعها من العقود، والأقراط، والأساور، والخواتم وغيرها، أو تقديمها كهدايا للأعزاء.
وعُرف أهالي المنطقة الشرقية منذ مئات السنين بإتقانهم العديد من الصناعات والحرف اليدوية، من أبرزها صياغة الذهب والمجوهرات، وهي مهنة احترفتها عدة عائلات في محافظتي الأحساء والقطيف، وأسهمت في تنشيط الحركة التجارية والاقتصادية بالمنطقة.
أخبار متعلقة الفزع يسيطر.. عبارة تواجه عاصفة قوية في مضيق ميسينا الإيطاليالأحساء.. ورشة عمل حول أدوات وثغرات اختراق تطبيقات الويب الشائعةومع النمو الاقتصادي للمملكة، اتجه بعض أصحاب هذه الحرفة إلى مهن أخرى أو وظائف مكتبية، فيما تحول آخرون إلى التجارة في الذهب بيعًا وشراءً أو استيراده من الخارج، بينما حافظت فئة منهم على مزاولة هذه المهنة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } صناعة الذهب والمجوهرات في الشرقية.. إطلالة على الماضي وإشراقة على المستقبلمهنة عريقةوفي هذا السياق، يستعرض الرئيس الأسبق للجنة الذهب والمجوهرات بغرفة التجارة والصناعة بالمنطقة الشرقية محمد علي الحمد، المنتمي إلى عائلة عُرفت بصناعة وتجارة الذهب، ملامح هذه المهنة بين الماضي والحاضر، مشيرًا إلى أنه التحق بها منذ صغره، وورثها عن والده وأجداده، الذين أبدعوا في تشكيل الذهب باستخدام أدوات بسيطة لإنتاج حُلي مميزة، تُباع في محال صغيرة أو عبر باعة متجولين.
ويوضح أن الصائغ في الماضي لم يكن متقنًا لمهنته فحسب، بل كان تاجرًا بالفطرة، يستقبل الزبائن في دكانه، يبيعهم مشغولاته أو يعيد صياغة ما يجلبونه من ذهب وفضة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } صناعة الذهب والمجوهرات في الشرقية.. إطلالة على الماضي وإشراقة على المستقبل
وكان بعضهم يتنقل سيرًا على الأقدام أو بوسائل النقل القديمة بين القرى والبوادي، يبيعون ويشترون الذهب المستعمل والفضة وزري البشوت (الخيوط الذهبية المطرزة للعباءة)، مستخدمين ميزانًا يدويًا ومعايير تقليدية مثل الجنيه أو الريال الفضة قبل أن تُفرض وحدة الجرام قبل أكثر من 50 عامًا، وكانت المعاملة تقوم على الثقة المتبادلة، حيث يُباع الذهب بالدين أو يُسلَّم للصائغ لإعادة صياغته أو إصلاحه.
ويستذكر الحمد، سعر الذهب في طفولته عندما كان يرافق والده لشراء سبيكة بوزن عشر تولات (مما يعادل 116 جرامًا) مقابل 600 ريال، موضحًا أن هذا السعر آنذاك لم يكن يُعد زهيدًا.من الصناعة للتجارةويشير إلى مراحل الصياغة القديمة، بدءًا بصهر الذهب في "الكوبجة" (البوتقة) على الجمر باستخدام منفاخ جلدي، ثم تشكيله بالمطرقة والصندالة (السندان)، وهي من الأدوات الرئيسة لدى الصائغ، إذ تدل وثيقة شرعية تعود لأكثر من 200 عام على بيع "صندالة"، مما يعكس أهميتها، إضافة إلى أدوات أخرى كان الصائغ يصنعها بنفسه، ويعرض نتاج عمله في صندوق يُعرف بـ "المطبقة".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } صناعة الذهب والمجوهرات في الشرقية.. إطلالة على الماضي وإشراقة على المستقبل
وبيّن أن النمو الاقتصادي الذي شهدته المملكة دفعت الكثير من الصاغة إلى التحول للتجارة، بفتح محلات أو ورش ومصانع، فيما غادر آخرون المهنة إلى الشركات الوطنية أو الوظائف الحكومية، مؤكدًا أنه ينتمي لجيل مارس الصياغة يدويًا قبل أن ينتقل إلى تجارة الذهب وإنشاء ورش متخصصة.
أما المهندس جعفر بن أحمد الناصر، الشاب الذي أكمل دراسته في الهندسة الكهربائية بالولايات المتحدة الأمريكية، وفضّل مواصلة مسيرة أسرته في صياغة الذهب، يذكر أن صناعة الذهب والمجوهرات شهدت تغيّرات كبيرة مقارنة بالماضي، نتيجة عوامل اقتصادية وثقافية واجتماعية، أبرزها انفتاح المجتمع على الثقافات الأخرى، ما زاد من طلب الزبائن على التصاميم المميزة، ودفع الصاغة إلى ابتكار طُرز جديدة باستخدام آلات دقيقة مستوردة من مختلف دول العالم.
وأشار إلى أن ارتفاع سعر المعدن الثمين أثر مباشرة على هذه الصناعة، إذ إن القطع كبيرة الحجم أسهل من حيث التشكيل، لكنها أغلى ثمنًا، ما يضع المصمم أمام تحدٍّ لإنتاج أجمل الحُلي بأقل وزن ممكن، وهو ما يسعى إليه المصنعون اليوم.

مقالات مشابهة

  • الأونروا: لم تدخل أي مساعدات إلى قطاع غزة منذ 2 مارس الماضي
  • صناعة الذهب والمجوهرات في الشرقية.. إطلالة على الماضي وإشراقة على المستقبل
  • رؤساء سابقون للمؤسسات الأمنية الإسرائيلية التقوا الرئيس الإسرائيلي وحذروا من أن سلوك نتنياهو يقود لكارثة جديدة
  • عيد الفصح في بلدة سورية تتحدث لغة المسيح: معلولا بين ندوب الماضي والخوف من المستقبل
  • إعلام إسرائيلي: مسؤولون سابقون حذروا الرئيس من كارثة بسبب سياسات نتنياهو
  • وزير الداخلية السوري: تم إحباط مخطط انقلابي كان يجهز له ضباط سابقون
  • باراك وقادة كبار سابقون بجيش الاحتلال ينضمون إلى عريضة صفقة مقابل إنهاء الحرب
  • صحف عالمية: زامير يرى احتلال غزة وهماً وعملاء سابقون للموساد ضد الحرب
  • الطائرات التي أسقطت خضعت لتحسينات قتالية وتكنولوجية عالية خلال العام الماضي 2024م
  • تعاظم حالة اليأس داخلَ كيان العدوّ بعد الضربات اليمنية الجديدة: أمريكا لا تحقّقُ شيئًا