ظهرت العديد من التقنيات لـ«الذكاء الاصطناعى»، والتى جعلته محط اهتمام الجميع فى الآونة الأخيرة، واكتسب ميزة تنافسية فى مختلف المجالات، ليتمكن من اقتحامها بكل سهولة، ليلجأ الكثيرون إلى استخدامه فى أعمالهم الحالية، التى تؤهلهم إلى جوانب الحياة المختلفة مستقبليا، إذ تشير الأبحاث إلى سيطرته على كل المجالات التى تعود بفوائدها على البشرية.

وذلك راجع إلى الدقة المتناهية التى يعتمد عليها لإنجاز المهام فى أسرع وقت ممكن، فى حين أن قيام الإنسان البشرى بها يتطلب جهداً مضاعفاً واستغراق وقت أطول، لذا فى ظل التطور التكنولوجى الذى يشهده العالم وبعد إتاحته، لجأ بعض الأشخاص إلى استخدامه فى أعمالهم باختلاف طبيعتها، لذا تستعرض «الوطن» بعض النماذج التى لجأت للذكاء الاصطناعى فى عملها فى السطور المقبلة.

«فكرى»: اعتمدته فى تبسيط عملية التعليم التقليدية وصناعة تطبيق ليعرض المنهج بطريقة ملائمة

كانت دراسته محفزاً له لاستخدام الذكاء الاصطناعى، باعتباره خريج معهد تكنولوجيا المعلومات، ليكون خير وسيلة له لتطوير مهاراته بالاعتماد عليه فى رسالة الماجستير، التى كانت الأولى من نوعها فى طرح فكرة توظيف الذكاء الاصطناعى فى قياس المستوى التعليمى للفرد.. «أحمد فكرى»، رئيس مركز تميز للتعلم الإلكترونى، التابع لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، كان موضوع رسالته حول استخدام بعض تقنيات الذكاء الاصطناعى فى «تحليل سلوك وانفعالات الطالب الجامعى» التى استغرقت عامين وذلك بتوظيفه بشكل ما، وذلك راجع إلى كونه واحدة من الآليات التى تستخدم للقيام ببعض الأمور دون الحاجة إلى العنصر البشرى، بالاعتماد بشكل كلى على البيانات التى يتم إدخالها مسبقاً لتؤهلها إلى التصرف بشكل تلقائى، دون الحاجة إلى أى تدخل خارجى، وذلك يعتمد على بعض الأمور المعقدة، التى قد تتعلق أحياناً ببعض المعادلات الرياضية والرموز المختلفة، أو إدخال فيديو يصور الطالب أثناء قيامه بالشرح.

«كنت بحاول من خلال رسالة الماجستير تبسيط عملية التعليم التقليدية، بالاعتماد على الذكاء الاصطناعى، بتوظيفه فى صناعة تطبيق يفهم احتياجات الطالب، لتقديم المنهج الملائم لطريقة تفكيره، لتصبح عملية التعلم شخصية وليس بالشكل المعتاد عليه، بتحليل السلوك الخاص به، أثناء قيامه بعملية البرزنتشين، لإعطائه الدرجة المناسبة له وفقاً للغة جسده والمحتوى الذى يقدمه لزملائه، وبعد إدخال كافة البيانات الخاصة بالطالب، يمكن استغلالها مستقبلاً فى قياس سلوك أشخاص آخرين»، هكذا قال «فكرى».

«فكرى» اعتمد على الذكاء الاصطناعى نتيجة لفاعليته، واعتماده بشكل أساسى على مصطلحين فى غاية الأهمية، الأول يعرف بـ«تعلم الآلة» يركز بدوره على إمكانية تطوير البرنامج لمهاراته وأدواته دون أى تدخل بشرى، بينما الآخر يسمى بـ«التعلم العميق» الذى يعنى بسهولة محاكاة العقل البشرى فى طريقة التفكير، ليكون لهم الدور الأكبر فى إمكانية تطبيق الفكرة بشكل نظرى، إلى جانب الاعتماد أيضاً على إدخال البيانات الخاصة بالطلاب، الذين سيتم إجراء التحليل لهم، ليكون البرنامج قادراً على التعرف عليهم وتقديم أدق تحليل لهم، إلى جانب ذلك الأمر يمكن استخدام الذكاء الاصطناعى فى عملية التصحيح الإلكترونى.

للأسئلة المقالية، أو الكشف عن المحتوى المشابه الموجود فى ورق إجابات الطلاب يتطلب الأمر جهداً كبيراً من الإنسان لفحصها وتمييزها، «فى الغالب كان بيبقى الاعتماد أكثر على الحاسوب فى تصحيح الأسئلة الاختيارية، لكن حالياً الذكاء الاصطناعى يتيح فرصة تصحيح الأسئلة المقالية أيضاً، فى وقت أقل مقارنة بالإنسان البشرى الذى يتطلب مجهوداً أكبر، خاصة إذا كان عدد الطلاب يتجاوز الآلاف، فهذه الخاصية تتيح الأمر فى دقائق معدودة، بالإضافة إلى إتاحة مستقبلاً إمكانية خلق محتوى بالكامل بمجرد إعطائه صورة مبدئية عنها فقط»، هكذا أضاف، ليتم اعتماد الرسالة فى النهاية بالتوصية بالنشر فى العديد من الجامعات، وتم نشر أيضاً ثلاث رسائل بحثية فى مؤتمرات علمية بكل من تونس والأردن ومصر، ليسعى حالياً إلى محاولة تطوير مهاراته لتنفيذ الفكرة أو ما شابه على أرض الواقع، ليتم الاعتماد عليها مستقبلاً، وينوى استخدامها فى الدكتوراه قريباً.

«فرج»: نشرت كورسات لزيادة وعى الأشخاص لاستخداماته

كانت طبيعة مهنته تتطلب الاعتماد على الذكاء كلياً، فعمله كمصمم ومطور مواقع منذ 22 عاماً دفعه إلى التعمق فى الذكاء الاصطناعى، ليتعرف على خباياه وأسراره، التى تمكن «جمال فرج» من توظيفها لمحاكاة الصور للعنصر البشرى، فشغفه بالرسم دفعه إلى توظيف هوايته فى عمله، ومتابعته لآخر التطورات التكنولوجية جعلته ملماً بالذكاء الاصطناعى وتقنياته، وقال: «بحب الرسم جداً وبستغله طبعاً فى شغلى فى الديزاين، بس الهواية دى دايماً كنت حابب إنها تبقى وظيفة لكن مهنة الفن صعبة جداً تتطلب تكاليف ومزيداً من الوقت، فمن أكتر من سنة كنت عارف إن الذكاء الاصطناعى هو المستقبل القادم، فبدأت من خلال جروب إنى أنشر كورسات لزيادة وعى الأشخاص نحو الذكاء الاصطناعى باعتباره لغة العصر».

لم يكن الأمر سهلاً فى البداية على «فرج» لتوظيف الذكاء الاصطناعى فى مجال عمله، إذ كان الأمر يتطلب فى البداية «تأجير» سيرفر لبرنامج «stable diffusion»، باعتباره أقوى أداة لخلق الصور والفيديوهات بطريقة مبتكرة، استخدمها فى تحويل تصميمات فاشون لشركة إماراتية من مجرد سكتش لشخصيات، إلى صورة شبة حقيقية، استغرق عملية تحويلها بعض الوقت، الذى كان يتم تحديده وفقاً للصورة ذاتها، ومدى الاختلاف الذى تطلبه لإيصالها إلى الشكل المطلوب فى النهاية، وتتطلب فى بعض الأحيان إجراء بعض التصحيح لإخراجها أكثر دقة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي ثورة الذكاء الاصطناعي التكنولوجيا الذکاء الاصطناعى فى

إقرأ أيضاً:

ترامب حول الذكاء الاصطناعي لسلاح جديد في ترسانته الدعائية

استغل الرئيس الأميركي دونالد ترامب أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل واسع للغاية خلال السنوات الماضية، محولا إياها لأداة دعائية يعتمد عليها حتى وإن لم يكن المحتوى الذي ينشره حقيقيا، وذلك وفق دراسة مكثفة أجرتها صحيفة "نيويورك تايمز".

واعتمدت الدراسة بشكل أساسي على مراجعة كافة المنشورات التي نشرها ترامب من خلال حسابه في منصته الخاصة "تروث سوشيال"، ثم تحليلها باستخدام أدوات اكتشاف المحتوى المولد بالذكاء الاصطناعي فضلا عن المراجعة اليدوية لهذه المنشورات.

وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن ترامب لم يتوان عن استخدام ومشاركة الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي حتى وإن كانت مهينة في بعض الأحيان أو تضم معلومات مضللة بشكل واسع.

ولكن كيف استخدم ترامب هذه المواد؟ وإلى أي مدى وصل استخدامه لها؟

استخدام في أكثر من 60 حالة مختلفة

وجدت الدراسة أن ترامب استخدم أدوات الذكاء الاصطناعي وشارك المقاطع والصور المولدة بالذكاء الاصطناعي في أكثر من 60 حالة منفصلة منذ عام 2022.

وتضمن هذا الاستخدام مهاجمة صريحة وواضحة لأعدائه ومنافسيه، فضلا عن تعظيم وتبجيل متنوع لشخصه في العديد من الحالات مثل تصوير نفسه ملكا متوجا على عرش أو حتى بطلا مغوارا ونجما موسيقيا، ولم يسلم منصب بابا الفاتيكان من هذا الاستخدام أيضا، إذ صور نفسه مرتديا زيه.

وأشارت الدراسة إلى أن ترامب هاجم خصومه باستخدام الذكاء الاصطناعي أكثر من 14 مرة مختلفة، من بينها توليد مقطع فيديو يقترب من الحقيقة لرجال الأمن وهم يلقون القبض على الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، وهو مقطع تسبب في ارتباك العديد من المتابعين الذين ظنوا بأنه حقيقي.

Donald Trump just posted a video of former President Obama getting arrested.

Anything to distract from the Epstein files…
pic.twitter.com/To58NfRkii

— Republicans against Trump (@RpsAgainstTrump) July 20, 2025

إعلان

ولم يقتصر الأمر على هذا، إذ شارك أيضا صورة تظهره واقفا على الحدود الكندية وهو ينظر إلى المستقبل، معززا رؤيته بأن كندا يجب أن تصبح الولاية الـ51 ضمن الولايات المتحدة الأميركية، كما صور نفسه وهو يفوز بجائزة نوبل للسلام إلى جانب كونه ملكا متوجا.

وقام أيضا بمشاركة مقطع فيديو وهو يلقي بالقاذورات من طائرة حربية على المتظاهرين ضده في الآونة الأخيرة.

Donald Trump posted an Al video of himself in a 'King Trump' jet dumping feces on 'No Kings' protesters. pic.twitter.com/eAsRD438I8

— Pop Crave (@PopCrave) October 19, 2025

وتجدر الإشارة إلى أن جزءا كبيرا من هذه المقاطع والمنشورات تمت إزالتها من حساب ترامب في منصة "تروث سوشيال"، ولكن المستخدمين قاموا بالتقاطها وإعادة رفعها للإنترنت، كما أن تقرير "نيويورك تايمز" يؤكد أنه نشر هذه المقاطع.

الذكاء الاصطناعي في الهجوم على غزة وتحقيق رؤيته الانتخابية

واستخدم ترامب أيضا الذكاء الاصطناعي التوليدي في محاولة منه لتحقيق رؤيته سواء كان بالتخويف أو الترغيب، إذ شارك مقاطع تعرض ما قد يحدث في حالة انتخابه أو عدمها.

وتضمنت هذه المنشورات صورا ومقاطع متنوعة تعكس حالة أميركا في حالة انتخاب كاميلا هاريس من ازدحام كبير في الشوارع وحتى التعرض للسرقة والقتل.

ولكن الاستخدام الأبرز الذي قام به ترامب والذي أثار حنق العديد من الحقوقيين، كان تحويل رؤيته لقطاع غزة بعد السلام وبناء فندقه الفاره مع وجود المشاهير مثل إيلون ماسك في المنطقة.

ووصف المدافعون عن حقوق الفلسطينيين إلى جانب بعض النواب الديمقراطيين هذا المقطع بكونه مثيرا للغثيان ومهينا بشكل كبير.

لماذا يفعل ترامب هذا؟

يرى أدريان شهباز نائب رئيس قسم الأبحاث والتحليل في منظمة "فريدوم هاوس" في حديثه مع "نيويورك تايمز" أن ترامب كان يتعمد مشاركة هذه المقاطع المثيرة للجدل حتى تحقق انتشارا واسعا بين المستخدمين.

ويضيف قائلا: "تحقق المقاطع المثيرة للجدل انتشارا مضاعفا عن غيرها، إذ يشاركها المؤيدون والمعارضون على حد سواء".

ومن جانبه، يرى هنري أجدر خبير الذكاء الاصطناعي ومؤسسة شركة استشارية في هذا القطاع أن ترامب هو الشخص الأكثر شهرة الذي يعتمد على أدوات الذكاء الاصطناعي لتوجيه الرسائل السياسية بشكل واضح، وذلك وفق تقرير "نيويورك تايمز".

ويصف جهود ترامب هذه قائلا: "لقد صممت المنشورات لتنتشر بسرعة رغم كونها مزيفة بكل وضوح، فإنها تحمل رسالة تبدو خفية".

ويشير التقرير أيضا إلى مخاوف الخبراء والسياسيين من انتشار استخدام مقاطع الذكاء الاصطناعي في الدعاية الانتخابية، وذلك لأنها ستكتسب شريعة من استخدام ترامب الذي أصبح رئيسا للولايات المتحدة لها.

ويظل السؤال، هل يكون ترامب الترس الذي يدفع مقاطع الذكاء الاصطناعي المزيفة لتصبح أداة انتخابية معتادة تؤثر في آراء البسطاء وعامة الشعب؟

مقالات مشابهة

  • رئيسة المفوضية الأوروبية: سنتيح للمصريين الوصول إلى مصانع الذكاء الاصطناعى الخاصة بنا
  • «أم كلثوم: دايبين فى صوت الست».. حين تتحول الأسطورة إلى إنسانة من لحم ودم
  • ترامب حول الذكاء الاصطناعي لسلاح جديد في ترسانته الدعائية
  • ننشر توصيات قمة الاستثمار العربى الأفريقى
  • حكم استخدام الذكاء الاصطناعي في مراقبة الموظفين
  • إلى من يهمهم الأمر: الذكاء الاصطناعي يحرف الأخبار على نطاق واسع
  • مذيعة «من مواليد» الذكاء الاصطناعي
  • فيستون ماييلى يحل أزمة الهجوم الأحمر
  • إيطاليا تُخطط لاستخدام الذكاء الاصطناعى لحماية كنوزها الأثرية
  • الأجيال الجديدة لا تتخيل الحياة بدون الذكاء الاصطناعي.. الآلة تتحكم بالبشر