عربي21:
2025-01-15@07:27:45 GMT

تحذيرات موسكو لرعاياها في ليبيا بين الأمني السياسي

تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT

وجهت الخارجية الروسية تحذيرا لرعاياها في ليبيا من استمرار البقاء في البلاد، كما حذرت من يرغبون السفر إليها من الروس من ذلك، وقد تزامن هذا التحذير مع حادثة توقيف روسي من قبل السلطات الامنية في طرابلس بطلب من النائب العام. واستصحبت الخارجية الروسية قرار المنع الصادر منذ العام 2011م، واستثنت من لهم مهام رسمية من هذا التحذير، وعللت قراراها بالظروف الأمنية في ليبيا خاصة في المنطقة الغربية.



الخارجية الليبية ردت ببيان يحتج على السلوك الروسي، واعتبرت أن ما وقع ضد المواطن الروسي في العاصمة طرابلس هو إجراء أمني اعتيادي تم بطرق قانونية، وأن التحذير الروسي يضر بالمصالح الليبية ويقوض مساعي دفع البلاد باتجاه الاستقرار.

والحقيقة أن اندفاع الخارجية الروسية إلى التحذير من البقاء أو الذهاب إلى ليبيا لمجرد توقيف مواطن روسي على خلفية اتهامات طلب النائب العام التحقيق فيها يشي بتسيس ويشير  إلى أن الحادثة في نظر موسكو أكبر من مجرد الاحتجاج على فعل ضد مواطنها.

بعض المصادر ذكرت أن القبض على الروسي في طرابلس تم بمساعدة أمريكية عبر تسريب معلومات تخص الروسي المذكور، وأن له علاقة بنشاط أمني وعسكري لروسيا في أفريقيا، وهنا ربما تأخذ الحادثة بعدا أكبر من مجرد مخالفة قانونية. خصوصا وأن هناك سابقة ـ ربما أكثر من واحدة ـ تعلقت بالأشخاص الذين تم اعتقالهم من سنوات مضت ينتسبون إلى مركز بحثي ويبدو أنه قد وقع تواصل بينهم وبين سيف الإسلام القذافي، والمعلومات دللت وقتها أن القضية أكبر من عمل بحثي علمي.

يوازي الحادثة تطورات مهمة تتعلق بالوجود الروسي في شرق ووسط وجنوب البلاد وموقف الأطراف الدولية الغربية منها، فبعد سقوط النظام السوري الحليف لموسكو وشروع الأخيرة في تفكيك ترسانتها العسكرية هناك، أكدت مصادر أنها يمكن أن تُنقل إلى السواحل الليبية في شرق البلاد.

قد يكون من الصعب اجتثاث الوجود الروسي من البلاد عبر عمل عسكري تقوم به قوة محسوبة على أحد أطراف النزاع الليبي، وأنه ما لم يقع تأييد في مناطق وجود الروس في الوسط والجنوب والشرق، فإن العمل العسكري قد يؤزم الوضع أكثر، وعليه فإن التركيز ربما سيكون على الفصل بين روسيا وحليفها في الشرق والجنوب، وهذا إما أن يكون بضغوط شديدة أو صفقة تظهر عبر تسوية سياسية شاملة في البلاد.الاستراتيجية الروسية التي خططت منذ عقود للوصول إلى المياه الدافئة في البحر المتوسط، ونجحت في العام 2013م في سوريا، واتجهت إلى السواحل الليبية بعد العام 2019م، سيكون من المنطقي بعد خروجها من سوريا أن تتمسك بليبيا لتكون البديل عن قاعدة طرطوس وغيرها من المواقع الحيوية.

ليس من المستبعد التحليل الذي يخلص إلى أن من بين أهداف تمرير خطط المعارضة السورية لإسقاط بشار، وربما دعمها، هو ضرب المخطط الروسي في البحر المتوسط ومنه إلى القارة الأفريقية، وخلخلة القاعدة الصلبة التي تقف عليها وتنطلق منها الاستراتيجية الروسية.

في حال تأكد أن الغرب وجد في الحراك العسكري ضد نظام بشار فرصة لتقويض الخطط الروسية في البحر المتوسط وأفريقيا، فإنه من الطبيعي بعد نجاحها التخطيط لكيفية حشر الروس أكثر والتضييق عليهم في ليبيا، وهنا يكون سياق تحذير الروس من البقاء في ليبيا أو الذهاب إليها يأخذ بعدا سياسيا، ومؤشرا على إمكانية تطور الوضع أكثر.

عاد في اليومين الماضيين الحديث عن القوة العسكرية في العاصمة طرابلس التي تتحصل على تدريب غربي، وكانت مصادر قد تحدثت عن تجهيز هذه القوة للقيام بعمل عسكري ضد الروسي في وسط البلاد كمرحلة أولى، وجنوبها كمرحلة ثانية، حيث الوجود الأكبر للقوات الروسية.

الجزم في هذا الملف يحتاج إلى معلومات دقيقة وصحيحة، وهذا غير متأتي حتى الآن، لكن وقع أن طالب وزير دفاع أحد العواصم الغربية العام 2020م القوات في غرب ليبيا، وذلك بعد هزيمة قوات حفتر المدعومة من موسكو في دخول العاصمة طرابلس، بالقيام بعمل عسكري ضد القوات الروسية في وسط وجنوب البلاد، وأبدى استعداد بلاده لتقديم الدعم لهذا العمل، ولم يلق الطلب تأييدا وقتها.

قد يكون من الصعب اجتثاث الوجود الروسي من البلاد عبر عمل عسكري تقوم به قوة محسوبة على أحد أطراف النزاع الليبي، وأنه ما لم يقع تأييد في مناطق وجود الروس في الوسط والجنوب والشرق، فإن العمل العسكري قد يؤزم الوضع أكثر، وعليه فإن التركيز ربما سيكون على الفصل بين روسيا وحليفها في الشرق والجنوب، وهذا إما أن يكون بضغوط شديدة أو صفقة تظهر عبر تسوية سياسية شاملة في البلاد.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ليبيا روسيا ليبيا روسيا علاقات رأي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة صحافة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الروسی فی فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

رئيس وزراء روسيا: موسكو تمكنت من التكيف مع العقوبات الأجنبية

روسيا.. قال رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، إن روسيا تمكنت من التكيف مع العقوبات الأجنبية وزادت من استبدال الواردات وإنتاجها الخاص.

ووفق لوكالة الأنباء الروسية "تاس"، قال ميشوستين خلال اجتماع مع دوائر الأعمال الروسية والفيتنامية:"إن روسيا تتعرض لضغوط عقوبات متزايدة، ومع ذلك، تمكنا من التكيف مع هذه الظروف، ويتطور الإنتاج المحلي واستبدال الواردات في مختلف الفروع".
وأضاف رئيس وزراء روسيا:"أن صناعتنا حققت نتائج جيدة، فبعد 11 شهراً من العام الماضي، تجاوز نموها 4%، مع 8% في قطاع المعالجة".
وأكد ميشوستين أن روسيا ستواصل القيام بكل ما هو ضروري لتحقيق الاستقرار في ديناميكية الاقتصاد واستعادة النشاط الاستثماري.

رؤساء الناتو يناقشون المساعدات المقدمة لأوكرانيا وخطط التحالف

وعلى صعيد آخر من المقرر أن يعقد رؤساء أركان دفاع حلف شمال الأطلسي من 27 دولة و20 دولة شريكة اجتماعا مقررا لمدة يومين في بروكسل اليوم وغدا (15 و16 يناير)، لمناقشة الوضع في أوكرانيا والمهام الجارية للحلف وخططه لمواجهة روسيا فضلا عن مراجعة الوضع في الجنوب العالمي، بحسب ما ذكرته الخدمة الصحفية لحلف شمال الأطلسي.
وسيرأس الاجتماع روب باور، رئيس اللجنة العسكرية، بدعم من الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، وكريستوفر كافولي، القائد الأعلى لقوات التحالف في أوروبا (SACEUR)، وبيير فاندييه، القائد الأعلى لقوات التحالف للتحول (SACT).
وبحسب الخدمة الصحفية، فإن كافولي سيطلع خلال الجلسة الأولى، رؤساء أركان الدفاع على استعداد حلف شمال الأطلسي لردع والدفاع عن المنطقة الأوروبية الأطلسية وحماية مليار نسمة من سكان المنطقة. 

كما سيجري الأمين العام للحلف مناقشات أوسع نطاقا حول المهام الجارية للحلف، والدعم المقدم لأوكرانيا، بما في ذلك برنامج المساعدة الأمنية والتدريب لحلف شمال الأطلسي لأوكرانيا (NSATU)، الذي بدأ في تحمل مسؤوليات دعم أوكرانيا".. بحسب تاس.
وسيتضمن الاجتماع أيضًا، جلسات موضوعية حول الجنوب العالمي ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ، مع إحاطات حول الوضع الأمني الاستراتيجي في كلتا المنطقتين، والتحديات الإقليمية وتأثيراتها على الأمن العالمي.
وسيناقش المشاركون أيضًا التعاون العسكري والتوحيد القياسي والتشغيل البيني، وستُعقد جميع الاجتماعات خلف أبواب مغلقة.

مقالات مشابهة

  • رئيس وزراء روسيا: موسكو تمكنت من التكيف مع العقوبات الأجنبية
  • هل يكون 2025 عاما للتعافي الاقتصادي بالسودان؟
  • المفوضية الأوروبية تتلقى طلبا من 6 دول لخفض سقف سعر النفط الروسي وسط تحذيرات خبراء
  • الرئيس عون استقبل أبو الغيط: سنعمل مع الجميع من اجل الاستقرار السياسي في البلاد
  • مصر تؤكد دعمها للحل السياسي في ليبيا وإخراج المرتزقة
  • استعراض سُبل تطوير التعاون الأمني العربي المشترك
  • الخارجية المصرية: نشدد على ولاية مجلسي النواب والدولة لقيادة مسيرة الحل السياسي في ليبيا
  • السنوسي إسماعيل: الحل في ليبيا لن يكون بإقحام مشروع الدستور الذي يلوح الدبيبة به
  • الدفاع الروسية: أوكرانيا خسرت أكثر من 350 جنديا في كورسك خلال الـ 24 ساعة الماضية
  • الروس يختارون مصر وجهة بديلة لتركيا