موقع 24:
2025-03-23@22:36:24 GMT

روسيا خسرت مكانتها بعد سقوط الأسد

تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT

روسيا خسرت مكانتها بعد سقوط الأسد

يرى المحلل السياسي نيكولاي كوزانوف، أن سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، قد ألحق ضرراً بالمصالح الروسية على نحو يتجاوز حدود سوريا، فأولاً، يعد انهيار النظام بمثابة ضربة خطيرة لسمعة روسيا، كحليف موثوق به قادر على ضمان بقاء شركائه.

وقال كوزانوف، وهو أستاذ مساعد باحث، بمركز دراسات الخليج بجامعة فطر، وزميل استشاري في برنامج روسيا وأوراسيا في معهد "تشاتام هاوس"، إنه منذ تدخلها العسكري في عام 2015، تضع آلة موسكو للدعاية، روسيا في موقع ضامن الاستقرار وحامي للنظم (عادة الديكتاتورية)، من الضغط الخارجي والتهديدات الداخلية.

The overthrow of the Assad regime has undermined Moscow’s claims to be a reliable security guarantor. But Russia’s position in the Levant is a secondary priority to Ukraine.https://t.co/bjUYLglhup

— Chatham House (@ChathamHouse) December 14, 2024

وأضاف كوزانوف، في تقرير لمعهد تشاتام هاوس (والمعروف رسمياً باسم المعهد الملكي للشؤون الدولية)، أن خسارة الأسد سوف تقوض ثقة الحلفاء المحتملين في الضمانات الروسية. وعلى الأقل، سوف يكون من الصعب بالنسبة لموسكو أن تقول "إننا لا نتخلى عن أي أحد".

وفقدت روسيا أيضاً استثماراتها، وليس فقط القروض بملايين الدولارات التي قدمتها لنظام الأسد، بل ذهبت الجهود العسكرية والدبلوماسية للحفاظ على الأسد هباء ببساطة، ولن تجلب أي مكاسب. وكان الوجود العسكري الروسي في سوريا منذ فترة طويلة، رمزاً لثقل موسكو السياسي في شؤون الشرق الأوسط. وعلاوة على ذلك، فإن الوجود العسكري لروسيا في سوريا أدى بشكل كبير إلى تحالف موسكو الحالي مع إيران.

وتابع كازانوف أنه "مع سقوط الأسد، فقدت موسكو هذا النفوذ. ولكنه قد أظهر بوضوح أن من المبكر (أو ربما فات الأوان) بالنسبة لروسيا، أن تؤكد نفسها كقوة عالمية".

ورغم تصريحات بعض الخبراء الروس، لا تقع المسؤولية عن خسائر روسيا في سوريا على عاتق الولايات المتحدة، أو الرئيس المنتخب دونالد ترامب أو الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن. وكانت إجراءات الفاعلين الإقليميين، تركيا وإسرائيل، إضافة إلى الضعف الخطير الذي أصاب إيران، هي السبب وراء هذه الخسائر.

وأخيراً، كانت طموحات روسيا في أفريقيا موضع تساؤلات أيضاً. وكانت قاعدة حميميم في سوريا عنصراً مهماً في العملية اللوجستية العالمية لروسيا، حيث كانت تسهل نقل القوات والأسلحة الثقيلة إلى أفريقيا. وسوف تحتاج روسيا الآن بشكل عاجل إلى إعادة هيكلة طرق للدعم الذي تقدمه. وهذا أمر ممكن، ولكنه سوف يتطلب أموالاً ووقتاً وجهداً.

غير أن خسائر روسيا ليست كارثية. وكان اقتصاد الحرب للبلاد الذي وضعه الأسد، بيئة سامة حيث أنه حتى رجال الأعمال الروس والإيرانيون كافحوا للعمل هناك. ولم ير الأسد نفسه أي سبب لتبنى دعوات روسية للتغيير. وكان غارقاً في مناورات سياسية داخلية، حيث كان يدمر أو يضعف مواقف أولئك الذين قاتلوا إلى جانبه في بداية الحرب الأهلية.

وبحلول عام 2024، أظهر الاقتصاد السوري المدعوم بتجارة المخدرات غير المشروعة ومخططات الفساد، أشارات إلى انهيار وشيك. ووصل الشعور باليأس بين الشعب وغياب الدوافع بين وحدات الجيش إلى ذروته، ما حول النظام إلى دولة جوفاء.

وكان هذا الوضع على النقيض تماماً مع جيوب الفصائل المسلحة المدعومة من جانب تركيا، مما خلق احتمال إيجاد بديل لنظام الأسد. وبالنسبة للروس كان هذا يعنى الاختيار بين تكرار مصير الاتحاد السوفيتي في أفغانستان، وتحمل المسؤولية المالية والاقتصادية والعسكرية الكاملة عن سوريا بقيادة الأسد، وتمويل اقتصادها بالكامل والقتال نيابة عن الجيش السوري، أو التراجع. ومع الوضع في الاعتبار الحرب الرئيسية لبوتين في أوكرانيا، كان الخيار الأول غير واقعي.

ومكن سقوط دمشق، رغم أنه ضربة لاشك فيها للطموحات الروسية في المنطقة، الكرملين من الخروج من صراع طويل لم يكن في حاجة إليه. وكان من الممكن أن يكون تغيير السلطة في سوريا أسوأ بالنسبة لموسكو. وأبدت الفصائل المسلحة استعداداً للتفاوض مع العالم الخارجي، وتركت آليات الدولة سليمة. وهذا أمر مهم بالنسبة لروسيا، حيث تفضل موسكو عادة التعامل مع مؤسسات الدولة وليس مع عناصر غير حكومية.

French Salafi Jihadists celebrate and taunt the Russia Army as Russian soldiers are forced to escape toward Turkey from the Russian Khmeimim Air Base in Latakia, Syria

???????????????????????? pic.twitter.com/Q50c9EJVzL

— Visegrád 24 (@visegrad24) December 12, 2024

وبصفة عامة، ربما لا يزال هناك مكان لروسيا في سوريا في حقبة ما بعد الأسد (رغم أن فرص موسكو في الاحتفاظ بالسيطرة على قاعدتي حميميم وطرطوس العسكريتين متدنية للغاية). ولا تعد صورة الروس في أعين الشعب السوري دائماً سلبية مثل صورة إيران أو حاشية الأسد. وشكلت قوات موسكو درعاً بين الإيرانيين والنظام من جهة، والمناطق التي وقعت اتفاقيات وقف إطلاق نار مع دمشق من جهة أخرى. وحافظت روسيا على قنوات اتصال مع الفصائل المسلحة وحاولت حتى من حين لآخر إيجاد بديل للأسد.

وفهمت الفصائل المسلحة جيداً أن مستقبل البلاد يكتنفه الغموض، وكانت تريد أن تكون روسيا، إن لم تكن كصديق، طرفاً محايداً. ومن المحتمل أيضاً أن يكون قد تم التوصل إلى بعض الاتفاقات بين روسيا والمعارضة عشية أو خلال الزحف إلى دمشق.

وتصرفت السفارة الروسية في دمشق بهدوء إزاء تطور الأحداث، التي كانت تتكشف بينما أقامت موسكو علاقات دبلوماسية مع المعارضة بسرعة ملحوظة. ووافقت على عدم المساس في الوقت الحالي، بالقواعد الروسية في حميميم وطرطوس.

وبعد سقوط الأسد، من المرجح أن تتخذ روسيا استراتيجية الانتظار والترقب، في محاولة لفهم الطريقة التي سوف يظهر من خلالها نظام جديد في سوريا. وسوف يكون الهدف الرئيسي لموسكو الحفاظ على أدنى مستوى على الأقل من النفوذ من خلال وجود عسكري، على سبيل المثال في قواعدها أو من خلال اتصالات مع قوى إقليمية أخرى مثل تركيا.

وفي نفس الوقت، سوف تسعى موسكو للتقليل إلى أدنى حد التكاليف وتعيد توجيه نفسها صوب مناطق واعدة أكثر في الشرق الأوسط. وسوف تظل سوريا مهمة ولكن لن تعد عنصراً له أولوية في الأستراتيجية الروسية في المنطقة.

غير أن الوضع في سوريا ربما يكون له تأثير معم على أوكرانيا. ويتمثل أحد الاستنتاجات التي ربما يستخلصها الخبراء الاستراتيجيون في الكرملين في أن سقوط الأسد كان نتيجة تقديم الكثير من التنازلات للخصوم، مما يسمح بأن تصبح الحرب الأهلية نزاعاً مجمداً طويلاً، وفشل في استعادة جيوب تحت سيطرة العدو.

واختتم كوزانوف تقريره بالقول إنه "في أوكرانيا، يمكن أن يتضح هذا في رفض دعوات وقف إطلاق النار أو إجراء مفاوضات. ومن المرجح أن تتخذ روسيا موقفاً أكثر تشدداً حيث تعتقد أن نهج القوة فقط، وفرض شروطها يمكن أن يضمن نتائج إيجابية على المدى الطويل".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية روسيا الأسد سوريا سقوط الأسد روسيا الحرب في سوريا الفصائل المسلحة سقوط الأسد الروسیة فی فی سوریا روسیا فی

إقرأ أيضاً:

هل تستعيد إيران نفوذها في سوريا؟

في المرحلة الأولى من الحرب الأهلية السورية، نفت إيران وجود قواتها على الأراضي السورية رغم الأدلة التي أثبتت عكس ذلك، قبل أن تضطر إلى الإقرار بتدخلها، مبررةً ذلك بحماية مرقد السيدة زينب في دمشق. 

طهران استثمرت كثيراً من الدماء والموارد في سوريا

غير أن التغلغل الإيراني العميق في سوريا تجاوز الرمزية الدينية بمراحل؛ إذ كان بمنزلة موطئ قدم استراتيجي دافعت عنه طهران بثمن باهظ، مضحيةً بآلاف من قواتها، حسب ما أفاد د. لقمان رادبي، خبير في الشؤون الكردية والشرق الأوسط. 
كان سقوط بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول) 2024 حدثاً مزلزلاً، وجّه ضربة قاسية لنفوذ إيران وروسيا في سوريا. وبينما تتمسك موسكو بقواعدها العسكرية في سوريا رغم حربها في أوكرانيا وتزايد العقوبات الغربية ضدها، فإن موقف إيران أكثر تعقيداً، فخلافاً لروسيا، التي تنظر إلى سوريا من زاوية المصالح الجيوسياسية والعسكرية، ترى إيران سوريا كساحة أيديولوجية واستراتيجية مركزية لطموحاتها الإقليمية.


ضعف السلطة في دمشق

وقال الكاتب في تحليله بموقع "جيوبوليتيكال مونيتور" الكندي إن  النظام الفعلي في دمشق يواجه صراعاً شاقاً لبسط سيطرته على دولة ممزقة آخذة في الانهيار؛ فالأحداث الأخيرة، التي أسفرت عن مقتل أكثر من ألف شخص، بينهم مدنيون، في اللاذقية والمدن الساحلية الأخرى التي تعد معاقل تاريخية للطائفة العلوية، تعكس ضعف قبضة الحكومة على السلطة. 
وأضاف أن هذه الاضطرابات، التي يؤججها فلول نظام الأسد، لا يمكن احتواؤها عبر عمليات أمنية منفصلة أو فرض حظر تجول فقط، بل تكشف عن حالة استياء أعمق لا تستطيع دمشق ولا داعمتها الخارجية، تركيا، القضاء عليها بسهولة.

Syria’s Next Chapter: Iran Reshapes its Influence https://t.co/yV7hXKwIqC

— Charbel Antoun (@Charbelantoun) March 19, 2025

ورغم معارضة إيران لنظام إسلامي سُنّي في دمشق، فلا تزال تحتفظ بنفوذها داخل المجتمع العلوي، الذي كان العمود الفقري لنظام الأسد. فقد حرصت طهران على بناء تحالفات دينية وسياسية مع العلويين، بما يضمن استمرار بصمتها الأيديولوجية في سوريا، حتى في ظل التحولات السياسية.
وتابع الكاتب "يزيد الوضع تعقيداً الدستور الانتقالي الجديد، الذي يرسّخ هوية سوريا "العربية"، رافضاً الاعتراف بالهويات غير العربية، مع اعتبار الشريعة الإسلامية "مصدراً رئيساً" للتشريع. هذا الإطار الإقصائي قوبل برفض قاطع من الأكراد والدروز، الذين يرونه استمراراً لنهج الأسد بواجهة إسلامية سنية جديدة". 




جنوب وغرب سوريا

في جنوب سوريا، يسعى الدروز، الذين طالما تحفّظوا على الفصائل السنية المتطرفة والهيمنة الإيرانية، إلى تعزيز حكمهم الذاتي. وتحت المظلة الإسرائيلية، من غير المرجح أن ينحاز الدروز إلى أي طرف بعينه، بل سيحاولون استغلال وضعهم لتحقيق مزيد من الاستقلالية. 
في هذه الأثناء، تتابع إسرائيل المشهد بحذر، محافظةً على وجودها العسكري في الجنوب السوري. فمن منظور تل أبيب، يشكل نظام إسلامي  متطرف في دمشق تهديداً أمنياً أكبر بكثير من حكومة تهيمن عليها إيران، مما يجعل الحسابات الإسرائيلية في سوريا أكثر تعقيداً من أي وقت مضى.

Insight from @AhmadA_Sharawi: "The idea that Iran and its proxies have vanished from Syria is pure fantasy. Tehran is actively fueling instability to claw back its influence, and Syria’s new government faces a tough battle to keep Hezbollah...at bay."https://t.co/OEruyIC5CT

— FDD (@FDD) March 18, 2025

أما تركيا، فتواجه مزيجاً من الفرص والتحديات. فرغم أن أنقرة قد تجد قواسم مشتركة مع الفصائل  الساعية للسيطرة على سوريا، فإنها ستظل مقيدة بالمصالح الإيرانية. فقد رسّخت إيران وجودها في المؤسسات العسكرية والاقتصادية والسياسية السورية، ولعب الحرس الثوري الإيراني دوراً محورياً في تشكيل سياسات النظام السابق. 
وقدمت طهران تضحيات هائلة، شملت آلاف المقاتلين من قوات القدس وقوات الحرس الثوري، بالإضافة إلى مليارات الدولارات، للحفاظ على الأسد في السلطة، ومن غير الوارد أن تتخلى ببساطة عن استثماراتها في سوريا.


عودة النفوذ الإيراني

ولفت الكاتب النظر إلى أن إيران اتبعت هذه الاستراتيجية من قبل؛ فبعد ثماني سنوات من الحرب مع العراق وخسائر هائلة، تمكنت من توسيع نفوذها داخل القطاع الشيعي العراقي. وحتى بعد سقوط صدام حسين وصعود تنظيم داعش، نجحت إيران في تأسيس ميليشيات موالية لها، مما ضمن بقاء العراق في حالة عدم استقرار دائم. 
وعبر سيطرتها على الأحزاب الشيعية، سعت إيران إلى قمع حكومة إقليم كردستان وإبقاء السُنّة في وضع ضعيف. وينبغي لمن يملكون مصلحة في مستقبل سوريا، يقول الكاتب، أن يتوقعوا تكرار إيران لهذه الاستراتيجية، هذه المرة عبر الطائفة العلوية. ولن تسمح طهران لتركيا، التي استثمرت في سوريا أقل بكثير منها، بجني الفوائد السياسية والاقتصادية على حسابها.


ساحة للصراع

وأوضح الكاتب أنه في المستقبل ستظل سوريا ساحةً تتصارع فيها القوى الإقليمية والدولية، كلٌّ وفق مصالحه وأجنداته الخاصة. فالجزء الغربي من البلاد، حيث يكافح النظام الجديد لترسيخ سلطته، سيبقى بؤرةً للاضطرابات. 
في المقابل، من المرجح أن تحافظ المناطق الخاضعة للسيطرة الكردية والدرزية على استقرار نسبي، حيث استطاعت القوات الكردية، بفضل هياكلها العسكرية والسياسية المنظمة، تعزيز سلطتها وتأسيس آليات حكم مستقلة عن دمشق.
أما إسرائيل، فلا تجد دافعاً قوياً لدعم أي تغيير جذري قد يفضي إلى تمكين فصائل معادية. ولا يمكن إنكار أن النظام الجديد في دمشق يفتقر إلى القدرة اللازمة لاحتواء النفوذ الإيراني الراسخ. 
وقال الكاتب إن طهران استثمرت كثيراً من الدماء والموارد في سوريا بحيث تظل قوةً لا يمكن لأنقرة ولا للحكام الجدد في دمشق تجاهلها، إذ ما يزال محور المقاومة قادراً على إعادة تشكيل نفسه، كما يتضح من الصراع الدائر بين هيئة تحرير الشام في دمشق وحزب الله، في لبنان.



 

مقالات مشابهة

  • محلل سياسي: سوريا الجديدة تسعى للتعاون مع موسكو من أجل الاستقرار
  • هل تستعيد إيران نفوذها في سوريا؟
  • تسليم رواتب عناصر الشرطة في السويداء للمرة الأولى منذ سقوط نظام الأسد
  • مفاجأة في العلاقات السورية الروسية: "الشرع" يطلب من بوتين هذا الأمر بشأن بشار الأسد
  • بريطانيا: موسكو تجبر أوكرانيين على الجنسية الروسية
  • أحمد الشرع يطالب روسيا بتسليم بشار الأسد للمحاكمة.. فيديو
  • بعد هجمات أوكرانيا..موسكو تهدد بالرد على قصف منشآت الطاقة في روسيا
  • عودة 48,844 سوريا من الأردن إلى وطنهم منذ سقوط الأسد
  • «التعاون الخليجي»: وساطة الإمارات بين روسيا وأوكرانيا تعكس مكانتها الإقليمية والدولية
  • أكراد سوريا يحتفلون بأول عيد نيروز بعد سقوط الأسد