الشيخ الشعراوي يروي قصة أصحاب السبت وسبب مسخهم إلى قردة
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
تحدثت النصوص القرآنية عن أمر الله لبني إسرائيل بتعظيم يوم الجمعة، إلا أن اليهود خالفوا هذا التكليف كعادتهم في معارضة الأوامر الإلهية وقرروا تعظيم يوم السبت، مبررين ذلك بقولهم إن الله بدأ خلق الكون يوم الأحد وانتهى يوم الجمعة، «واستراح يوم السبت»، في ادعاء باطل وكذب على الله تعالى.
كذلك صار النصارى على نهج مشابه، إذ اختاروا يوم الأحد بدلاً من الجمعة، زاعمين أنه اليوم الذي بدأ فيه الله خلق الكون، وبسبب تعنتهم ومعاندتهم، تركهم الله لما اختاروه، ووضع عليهم الإصر والأغلال كعاقبة لأفعالهم ومخالفتهم للأوامر الإلهية، إذ حرم الله عليهم العمل والصيد يوم السبت، ولكنهم خالفوا ذلك فمسخهم الله وأذلهم.
أوضح الشيخ محمد متولي الشعراوي في تفسيره لقول الله تعالى: قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ ۚ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ۚ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ (المائدة 60)، أن المعنى هنا لا يشير إلى مسخ شكلي أو خلقي، بل إلى مسخ أخلاقي ومعنوي، إذ يصف الله من خرجوا عن منهجه بتحولهم من الإنسانية المكرمة إلى بهيمية أدنى في القيم والإرادة.
وصف أصحاب السبت بالقردةوأشار «الشعراوي»، إلى أن «جعل» في الآية تعني تحولاً في الصفات والأخلاق وليس في الشكل فالمسخ هنا ليس خِلقي ولكنه خُلقي، وضرب مثالاً بالقرد الذي وصفه بأنه «مفضوح السوأة» وخفة الحركة، إذ عرى الله سوءة هؤلاء الذين لم يرتقوا بمنهج الله، فكانوا أشبه بالحيوانات في سلوكهم، كما أن القرد لا يُؤدب إلا بالعصا، مما يشبه حال هؤلاء الذين لم ينصاعوا إلا بعد رفع جبل الطور فوقهم كتهديد.
وصف المشايخ بالخنازيروتابع «إمام الدعاة»، أن مشايخهم وصفوا بالخنازير، إشارة إلى أنهم فقدوا الغيرة على إناثهم، وهي صفة قيل إنها موجودة فيمن انحرفوا عن منهج الله، موضحًا أن الطاغوت هو الإنسان الذي يتجاوز الحد في الغي والظلم، وأن من يعبد الطاغوت هو من يأتمر بأمره، أو يزين ظلمه، أو يبرر له طغيانه.
وأكد الشيخ الشعراوي في تفسيره بأن هذه الآية تقدم درساً في العقاب الإلهي الذي يأتي نتيجة الانحراف عن القيم الإلهية، مؤكدًا أن المسخ ليس دائماً شكلياً، بل قد يكون في الأخلاق والسلوكيات، ليصبح الإنسان أقل من مستوى التكريم الذي حباه الله به.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الشيخ الشعراوي أصحاب السبت المزيد
إقرأ أيضاً:
انطلاق سباق مهرجان الشيخ زايد للبوانيش الشراعية السبت
ينطلق غداً السبت سباق مهرجان الشيخ زايد للبوانيش الشراعية من جزيرة اللولو لمسافة 7 أميال بحرية، باتجاه خط النهاية عند مقر نادي أبوظبي للرياضات البحرية، على كورنيش أبوظبي، بمشاركة أكثر من 50 قارباً، وذلك ضمن أجندة النادي للسباقات التراثية لهذا الموسم.
يهدف نادي أبوظبي للرياضات البحرية من تنظيم هذه السباقات، إلى تعزيز جهود الحفاظ على التراث البحري، ونقل قيمه ومفرداته إلى الأجيال الجديدة، ضمن جهود ترسيخ الهوية الوطنية.
وأعلنت اللجنة المنظمة اليوم الجمعة، إغلاق باب التسجيل للمشاركة في السباق، وستتم صباح السبت إجراءات الفحص الفني للقوارب والتأكد من مطابقتها للوائح والقوانين لاعتماد القائمة النهائية للمشاركين.
ويعد هذا السباق هو الجولة الرابعة لهذه الفئة من القوارب خلال 2024، كانت آخرها الأسبوع الماضي في مهرجان السلع، وحققت جميعها نجاحات كبيرة في نسب الإقبال على المشاركة، والمستويات العالية من المنافسة، والحضور الجماهيري اللافت بما يظهر شغف الأبناء للسير على خطى الآباء والأجداد.
وأعلنت اللجنة الفنية للسباق اكتمال الترتيبات الفنية واللوجستية والتنظيمية لانطلاقة المنافسات وفق أعلى معايير السلامة للمشاركين، وطالبت الجميع بالالتزام بالتعليمات والتوجيهات للخروج بالحدث في أبهى صورة.
وتمثل سباقات البوانيش المرحلة الأولى للبحارة الشباب على سلم السباقات التراثية، وتستقطب أعداداً كبيرة، منهم من سبق لهم خوض هذه التجربة، ومنهم من يشارك لأول مرة لاكتساب خبرة ارتياد البحر، من أجل الترقي للمشاركة في سباقات المحامل وصولا إلى فئة 60 قدما وهي الأكبر والأغلي والأطول مسافة.