سودانايل:
2024-12-14@13:43:01 GMT

مكالمة الوداع !!

تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT

أطياف

صباح محمد الحسن

طيف أول :
مابين البُعد والمسافة ساعة تضبط ذاتها للرحيل
بعد أن ضللت عقاربها حواس الكون بالزحف الي الوراء
أحيانا تربكك فكرة صلبك على الحائط ويتعبك أستيعاب قدر الرحيل الذي لابد منه !!
وتركيا كانت أول الملوحين بالوداع للرئيس المخلوع بشار الأسد ، وأول الذين سلموا المفتاح لدك الأسوار والحصون، حتى تتمكن المعارضة السورية من إسقاط أكبر آمبراطورية للتعذيب والقتل والتشريد التي شيدها بشار الأسد تعديا على شعبه و الإنسانية
وأردوغان كان آخر المتصلين ببشار الأسد في مكالمة كانت الأخيرة قدم فيها خيارات التنحي و النصح له ولكن كان بشار من الذين وضعوا اصابعهم في آذانهم واستكبروا استكبارا
ولم يسمعه وذلك لغروره كحالة طبيعية وصفة وسلوك للطغاة ، الذين يزين لهم الشيطان ملكهم على جثث الشعب ، ولكن ماذا حدث بعد المكالمة التي جمعت بين الرئيس التركي والرئيس السوري المخلوع ، إنهارت بعدها الإمبراطورية على رأسه
ووزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن يهاتف أردوغان فيما يتعلق بسوريا، ويحدثه عن ضرورة الحفاظ على الأمن القومي الأقليمي
واردوغان بعدها يهاتف الفريق عبد الفتاح البرهان ليخبره رغبته في التوسط بينه ودولة الأمارات "حسب الأخبار" ، وهو بلا شك عنوان حركي للمكالمة فالحديث عن الوساطة بينهم والأمارات ليس هو مادفع اردوغان لمهاتفة الجنرال فتركيا تقود هذه الأيام خطا هجوميا على الأنظمة الدكتاتورية برغبة ورعاية أمريكية ، لذلك بادرت بمكالمة الوداع كصافرة أخيرة و التي تكشف بلاشك إخطار الجنرال بوصولة محطة النهاية!! وله أن يختار الخروج آمنا أو يحتار أن يكون بشار
فالعنوان الحقيقي هو طلب اردوغان من البرهان الذهاب الي التفاوض
فالحوار مع الإمارات يعني التوجه الي منبر التفاوض حتى ينتهي به، ولكن قد يكون عنوان الوساطة مقصود حتى يمنح البرهان فرصة لحفظ ماء الوجه ولقبوله التفاوض بصيغة أخرى حتى لايأتي القبول في وقت علت فيه لا الرفض
وتركيا بالرغم من أنها الدولة الحاضنة للفلول لكنها واحدة من الدول التي تدعم خط التغيير ووقف الحرب في السودان وفقا لما يجمعها من علاقة بالكبار
حتى أنها ظلت طوال فترة الحرب ممتنعة عن الدعم السياسي للبرهان في المنابر الدولية ، وتحفظت حكومتها عن أي تصريح يدعم حكومة الأمر الواقع، ولم تتضامن في يوم مع نظام الٱخوان المقيمين على اراضيها او تواسيهم في قضيتهم ولم تقدم دعما معنويا للعسكريين في السودان ولم تدون حكومتها أي انتقاد أي طرف، ظلت تتمتع بالحصافة السياسية في تعاطيها مع القضية السودانية ونظرت لقضية الإخوان من زاوية إقتصادية بحته وجردتهم من أموالهم لصالح بلدها، ودعم خطة الإستثمار هناك ، دون أن تمد لهم يد العون سياسيا
هذه الحصافة هي التي جعلت تركيا ، تجلس "موجب" طول فترة الحرب الأمر الذي يجعل حضورها الآن مقبول، وعليه أن يمكنها من قيادة دور مؤثر سيغير في النتائج بصفتها لاعب جديد على مستطيل الحل السياسي
فعندما سمحت تركيا لمنابرها ببث تصريحات عبد الحي يوسف عنها بأنها لم تدعم البرهان
لم يكن هذا مجرد "نكران جميل" لعبد الحي للبلد التي آوته وفتحت له ابواب التجارة والإستثمار ، ولكنها كانت تصريحات بموافقة الحكومة التركية للتمهيد لتبرئة اوردغان من علاقته بالبرهان وتسويق دوره الحالي
لذلك ذكرنا وقتها أن تصريحات عبد الحي تقف خلفها جهات خارجية ارادت أن تقدم تركيا بأيادي بيضاء للمساهمة في الحل السياسي الذي يضّعف إن كان للدولة دور في دعم ميدان الحرب ويقوى كلما إبتعدت عن الصراع ،وفي ذات الوقت تصور البرهان كمخطئ يستحق أن يرفع عنه الغطاء
والآن يظهر اردوغان في الوقت المناسب
ليخدم خط التحالف التركي الامريكي الإسرائيلي لتشكيل الوجه الجديد للشرق الأوسط
خطوة بلا شك تقطع آخر خيوط العشم عن العسكريين وتأتي ضد رغبة الفلول التي تأخذ من بلاد اردوغان مهربا ومخبأ لها
و
مكالمة الوداع تعني أن تركيا الآن سيكون لها دورا فاعلا وكبيرا ليس في وضع أسس الحل ولكن في رسم خارطة الطريق المؤدية للنهايات بالنسبة للفريق عبد الفتاح البرهان، وستتبعها روسيا في ايام قليلة بذات النهج في عملية التخلي كما تبعتها في سوريا، ولأننا تحدثنا بعد حق الفيتو الروسي أن القضية قضية صفقات وليس صفعات فيبدو أن امريكا تعمل الآن على "خلخلة" سقوف الإنظمة المتجبرة من أعمدة وزوايا الحلفاء!!
فالقادم لايبشر بالنسبة للقيادات العسكرية ونظام الإخوان وقد تشهد ايام قليلة قادمة إنسحاب قيادات عسكرية وإخوانية من الملعب، او ان يسارع البرهان بالسفر الي واحدة من دول الجوار لبحث كيفية تنفيذ الخطوة المطلوبة برؤية مختلفة
هذا إن لم تكن السعودية الآن تضيء قاعة التفاوض وتعيد ترتيب المقاعد حول الطاولة سيما أن الأنباء تتحدث عن وجود قيادات عسكرية الآن من الطرفين هناك بعيدا عن قاعة التفاوض .


طيف أخير :
#لا_للحرب
عقار السودان ليس بحاجة إلى مساعدات إنسانية بقدر احتياجه أولاً إلى حماية مواطنيه والدفاع عن السيادة وأراضي البلاد من الاحتلال
( بسيطة.. اعملو العليكم واتركوا المنظمات تعمل العليها)

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

خبير في الشؤون الإسرائيلية: نتنياهو لا يريد إنهاء الحرب في غزة

قال أحمد شديد، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، إن جلسة الكابينيت الإسرائيلي مهمة جدًا رغم القناعة بأن رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو متفرد بالسلطة وهو قادر على اتخاذ القرار الذي يراه مناسبًا ويفرضه على بقية الوزراء.  

وأضاف «شديد»، خلال مداخلة عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أن الجميع رأى كيف فرض نتنياهو وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، لافتًا إلى أن الهدف الأهم لدى نتنياهو الآن هو استعادة المحتجزين بأي طريقة والجدل إلى اليوم في الحكومة الإسرائيلية هو على ما بعد عملية تبادل المحتجزين وبكل تأكيد نتنياهو لا يريد إنهاء الحرب.

نتنياهو لم يتخذ قرارا إلى الآن بعودة الاستيطان إلى قطاع غزة

وتابع: «بنيامين نتنياهو لم يتخذ قرارا إلى الآن بعودة الاستيطان إلى قطاع غزة على عكس ما يريده وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش وهو عودة الاستيطان مرة أخرى في غزة فنحن الآن أمام نقطة خلافية ما بين نتنياهو وسموتريش، وما بين الأطراف داخل الحكومة»، مشيرًا إلى أن نتنياهو يريد أن يخفف من ورقة الضغط عليه وعلى حكومته في الشارع الإسرائيلي بالوصول إلى صفقة تبادل.

مقالات مشابهة

  • حمدوك يطالب البرهان وحميدتي بإيقاف الحرب فورًا
  • روسيا على عتبة بوكروفسك: المدينة التي تهدد خطوط الإمداد الأوكرانية.. وزيلينسكي غير مستعد للمفاوضات
  • لولا أنّها حربهم
  • خبير في الشؤون الإسرائيلية: نتنياهو لا يريد إنهاء الحرب في غزة
  • نائب “البرهان” يرسل رسائل ساخنة لمبعوث بريطانيا.. المساعدات لا يمكنها اعادة الموتى للحياة
  • ما الأسلحة التي دمرتها إسرائيل في سوريا حتى الآن؟ الإجابة في 7 نقاط
  • ???? ماهى الضربة الموجعة التي نفذها الجيش السوداني وجعلت “عبد الرحيم دقلو” يفقد أعصابه؟
  • التقى البرهان.. مسؤول بريطاني يؤكد الحاجة العاجلة لإنهاء الحرب والانخراط في حوار
  • “البرهان” يبحث مع المبعوث البريطاني جهود إنهاء الحرب في السودان