سودانايل:
2025-01-15@15:19:42 GMT

مكالمة الوداع !!

تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT

أطياف

صباح محمد الحسن

طيف أول :
مابين البُعد والمسافة ساعة تضبط ذاتها للرحيل
بعد أن ضللت عقاربها حواس الكون بالزحف الي الوراء
أحيانا تربكك فكرة صلبك على الحائط ويتعبك أستيعاب قدر الرحيل الذي لابد منه !!
وتركيا كانت أول الملوحين بالوداع للرئيس المخلوع بشار الأسد ، وأول الذين سلموا المفتاح لدك الأسوار والحصون، حتى تتمكن المعارضة السورية من إسقاط أكبر آمبراطورية للتعذيب والقتل والتشريد التي شيدها بشار الأسد تعديا على شعبه و الإنسانية
وأردوغان كان آخر المتصلين ببشار الأسد في مكالمة كانت الأخيرة قدم فيها خيارات التنحي و النصح له ولكن كان بشار من الذين وضعوا اصابعهم في آذانهم واستكبروا استكبارا
ولم يسمعه وذلك لغروره كحالة طبيعية وصفة وسلوك للطغاة ، الذين يزين لهم الشيطان ملكهم على جثث الشعب ، ولكن ماذا حدث بعد المكالمة التي جمعت بين الرئيس التركي والرئيس السوري المخلوع ، إنهارت بعدها الإمبراطورية على رأسه
ووزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن يهاتف أردوغان فيما يتعلق بسوريا، ويحدثه عن ضرورة الحفاظ على الأمن القومي الأقليمي
واردوغان بعدها يهاتف الفريق عبد الفتاح البرهان ليخبره رغبته في التوسط بينه ودولة الأمارات "حسب الأخبار" ، وهو بلا شك عنوان حركي للمكالمة فالحديث عن الوساطة بينهم والأمارات ليس هو مادفع اردوغان لمهاتفة الجنرال فتركيا تقود هذه الأيام خطا هجوميا على الأنظمة الدكتاتورية برغبة ورعاية أمريكية ، لذلك بادرت بمكالمة الوداع كصافرة أخيرة و التي تكشف بلاشك إخطار الجنرال بوصولة محطة النهاية!! وله أن يختار الخروج آمنا أو يحتار أن يكون بشار
فالعنوان الحقيقي هو طلب اردوغان من البرهان الذهاب الي التفاوض
فالحوار مع الإمارات يعني التوجه الي منبر التفاوض حتى ينتهي به، ولكن قد يكون عنوان الوساطة مقصود حتى يمنح البرهان فرصة لحفظ ماء الوجه ولقبوله التفاوض بصيغة أخرى حتى لايأتي القبول في وقت علت فيه لا الرفض
وتركيا بالرغم من أنها الدولة الحاضنة للفلول لكنها واحدة من الدول التي تدعم خط التغيير ووقف الحرب في السودان وفقا لما يجمعها من علاقة بالكبار
حتى أنها ظلت طوال فترة الحرب ممتنعة عن الدعم السياسي للبرهان في المنابر الدولية ، وتحفظت حكومتها عن أي تصريح يدعم حكومة الأمر الواقع، ولم تتضامن في يوم مع نظام الٱخوان المقيمين على اراضيها او تواسيهم في قضيتهم ولم تقدم دعما معنويا للعسكريين في السودان ولم تدون حكومتها أي انتقاد أي طرف، ظلت تتمتع بالحصافة السياسية في تعاطيها مع القضية السودانية ونظرت لقضية الإخوان من زاوية إقتصادية بحته وجردتهم من أموالهم لصالح بلدها، ودعم خطة الإستثمار هناك ، دون أن تمد لهم يد العون سياسيا
هذه الحصافة هي التي جعلت تركيا ، تجلس "موجب" طول فترة الحرب الأمر الذي يجعل حضورها الآن مقبول، وعليه أن يمكنها من قيادة دور مؤثر سيغير في النتائج بصفتها لاعب جديد على مستطيل الحل السياسي
فعندما سمحت تركيا لمنابرها ببث تصريحات عبد الحي يوسف عنها بأنها لم تدعم البرهان
لم يكن هذا مجرد "نكران جميل" لعبد الحي للبلد التي آوته وفتحت له ابواب التجارة والإستثمار ، ولكنها كانت تصريحات بموافقة الحكومة التركية للتمهيد لتبرئة اوردغان من علاقته بالبرهان وتسويق دوره الحالي
لذلك ذكرنا وقتها أن تصريحات عبد الحي تقف خلفها جهات خارجية ارادت أن تقدم تركيا بأيادي بيضاء للمساهمة في الحل السياسي الذي يضّعف إن كان للدولة دور في دعم ميدان الحرب ويقوى كلما إبتعدت عن الصراع ،وفي ذات الوقت تصور البرهان كمخطئ يستحق أن يرفع عنه الغطاء
والآن يظهر اردوغان في الوقت المناسب
ليخدم خط التحالف التركي الامريكي الإسرائيلي لتشكيل الوجه الجديد للشرق الأوسط
خطوة بلا شك تقطع آخر خيوط العشم عن العسكريين وتأتي ضد رغبة الفلول التي تأخذ من بلاد اردوغان مهربا ومخبأ لها
و
مكالمة الوداع تعني أن تركيا الآن سيكون لها دورا فاعلا وكبيرا ليس في وضع أسس الحل ولكن في رسم خارطة الطريق المؤدية للنهايات بالنسبة للفريق عبد الفتاح البرهان، وستتبعها روسيا في ايام قليلة بذات النهج في عملية التخلي كما تبعتها في سوريا، ولأننا تحدثنا بعد حق الفيتو الروسي أن القضية قضية صفقات وليس صفعات فيبدو أن امريكا تعمل الآن على "خلخلة" سقوف الإنظمة المتجبرة من أعمدة وزوايا الحلفاء!!
فالقادم لايبشر بالنسبة للقيادات العسكرية ونظام الإخوان وقد تشهد ايام قليلة قادمة إنسحاب قيادات عسكرية وإخوانية من الملعب، او ان يسارع البرهان بالسفر الي واحدة من دول الجوار لبحث كيفية تنفيذ الخطوة المطلوبة برؤية مختلفة
هذا إن لم تكن السعودية الآن تضيء قاعة التفاوض وتعيد ترتيب المقاعد حول الطاولة سيما أن الأنباء تتحدث عن وجود قيادات عسكرية الآن من الطرفين هناك بعيدا عن قاعة التفاوض .


طيف أخير :
#لا_للحرب
عقار السودان ليس بحاجة إلى مساعدات إنسانية بقدر احتياجه أولاً إلى حماية مواطنيه والدفاع عن السيادة وأراضي البلاد من الاحتلال
( بسيطة.. اعملو العليكم واتركوا المنظمات تعمل العليها)

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

البرهان: علاقات السودان مع الخارج مبنية على مواقف الدول من الحرب

قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان عبد الفتاح البرهان، الاثنين، إن علاقات الخرطوم مع الخارج ستبني على "مواقف الدول من الحرب" الدائرة حاليا ضد قوات الدعم السريع، جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده البرهان مع رئيس غينيا بيساو عمر سيسوكو امبالو، بالعاصمة بيساو، في ختام زيارته للبلاد استمرت يومين، بحسب بيان للمجلس السوداني.

وفي المؤتمر الصحفي، قال البرهان إن "الحرب لن تتوقف إلا بخروج هذه المليشيا (الدعم السريع) من الأعيان المدنية ومساكن المواطنين، وايقاف الدعم من الدول التي تدعم المليشيا سياسياً وعسكريا، دون تحديد دولة بعينها.

وأكد أن "علاقات السودان ستبنى على مواقف الدول من هذه الحرب".

ومنذ أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع" شبه العسكرية حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وحوالي 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر.

وذكر البرهان أن "السودان يواجه حربا تعددت أطرافها، وتم غزوه بواسطة مرتزقة ومليشيات الدعم السريع التي دمرت البنية التحتية للدولة، وارتكبت جرائم ممهنجة ضد الشعب.

وأضاف: "العالم يعلم جيدا أن هذه المليشيا ارتكبت جرائم حرب وإبادة جماعية في حق المواطنين".

وجدد البرهان "موقف الشعب السوداني الرافض للتفاوض والجلوس مع الدعم السريع ووجودها في المستقبل"، وفق البيان.

وشدد رئيس مجلس السيادة الانتقالي على "أهمية حل المشاكل الداخلية لدول القارة داخل البيت الإفريقي، والنأي عن الحلول الخارجية"، داعيا إلى "الاستفادة من الموارد التي تذخر بها إفريقيا ورفض الوصايا من الخارج".

بدوره، أكد رئيس غينيا بيساو على "استعداد بلاده لدعم جهود وقف الحرب في السودان"، بحسب المصدر ذاته.

وأعرب عن أمله بأن يشهد السودان "المزيد من الأمن والاستقرار".

والأحد، وصل البرهان إلى غينيا بيساو، في ثاني محطة ضمن جولة إفريقية بدأها في مالي السبت، وتشمل أيضا سيراليون والسنغال.

وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.

عادل عبد الرحيم/ الأناضول  

مقالات مشابهة

  • البرهان من نواكشوط .. رسائل للداخل والخارج
  • البرهان: الحرب لن تتوقف إلا بالقضاء على «الدعم السريع»
  • البرهان: الحرب لن تتوقف إلا بالقضاء على التمرد
  • "كنتُ اليد الحازمة التي كان العالم بحاجة إليها".. بايدن يخرج من البيت الأبيض منتشيًا بـ"إنجازاته"
  • السودان.. قصف يودي بحياة 120 شخصًا في أم درمان
  • البرهان: علاقات السودان مع الخارج مبنية على مواقف الدول من الحرب
  • «البرهان»: علاقات السودان الخارجية ستُبنى على مواقف الدول من الحرب
  • رئيس مجلس السيادة السوداني: نواجه الآن حربا متعددة الأطراف
  • بعد ارتكابها جرائم إبادة.. البرهان يؤكد رفض التفاوض مع الدعم السريع
  • وسط آمال بإنهاء الحرب في أوكرانيا.. مكالمة مرتقبة بين «ترامب» و«بوتين»