سباق الأهرامات.. حينما تلتقي السياحة بالرياضة| تفاصيل
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
تُعد مصر مركزًا رياضيًا وثقافيًا هامًا، حيث تلعب الماراثونات الرياضية دورًا بارزًا في تعزيز السياحة والترويج للبلاد كوجهة رياضية عالمية.
ويأتي تنظيم سباق "نصف ماراثون الأهرامات" تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة، ليُظهر التزام الدولة بدعم الأنشطة الرياضية وتحفيز المشاركة المجتمعية.
هذا الحدث، الذي يستقطب آلاف العدائين من مختلف أنحاء العالم، يُتيح فرصة فريدة للتفاعل مع التاريخ والحضارة المصرية العريقة، حيث يجري السباق في منطقة الأهرامات الشهيرة.
ويُعزز هذا الماراثون من مكانة مصر على الخريطة السياحية، ويُظهر جمال البلاد وثقافتها الغنية.
ولقد أثبتت المشاريع الرياضية، مثل نصف ماراثون الأهرامات، قدرتها على جذب السياح والمشاركين، ما يُسهم في النمو الاقتصادي عبر زيادة العائدات السياحية.
كما يُسهم هذا الحدث في نشر الوعي بأهمية الرياضة كنمط حياة صحي، ما يُعزز من جودة الحياة ويُحفز على المشاركة الفعّالة في الفعاليات الرياضية.
وتعكس جهود الدولة المصرية في دعم الفعاليات الرياضية رؤية مستقبلية قائمة على تعزيز السياحة والتنمية المستدامة، وتجسد التزامها بتقديم بيئة مناسبة للرياضيين والمستثمرين.
وفى هذا الصدد وبرعاية وزارة الشباب والرياضة، أعلنت مراكز خلال مؤتمر صحفى عن رعايتها لنصف ماراثون الأهرامات، والذي سيُقام في 14 ديسمبر 2024.
سيشهد الحدث مشاركة أكثر من 6,000 متسابق من جميع أنحاء العالم، ويعكس التزام الشركات بدعم النشاط الرياضي والمشاركة المجتمعية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سياحة اهرام المزيد
إقرأ أيضاً:
النصف الآخر.. حينما نرى العالم بعينٍ أخرى
عادل بن رمضان مستهيل
adel.ramadan@outlook.com
في عالمٍ يتسم بالتعقيد المتزايد، تزداد الحاجة إلى رؤية مختلفة تُلقي الضوء على الجوانب الخفية من واقعنا، وتفتح آفاقًا جديدة للفهم والعمل. "النصف الآخر" ليس مجرد عنوان، بل هو دعوة لإكمال الصورة الناقصة، عبر عقلانيةٍ ترفض الانحياز، ومرونةٍ تسمح بفهم الآخر، وحكمةٍ تُترجم الأفكار إلى أفعال مؤثرة.
يقول الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه: "لا وجود للحقائق؛ بل هناك تأويلات". هذه العبارة تختصر جوهر فكرة "النصف الآخر"؛ فالحقيقة المطلقة تظل وهمًا، وما نراه لا يمثل سوى جزء من المشهد الأكبر. خذ النقاشات السياسية أو الاجتماعية على سبيل المثال؛ كثير منها يتحول إلى صراع عقيم لأن كل طرف يتمسك بوجهة نظره دون محاولة رؤية الأمور من زاوية الآخر. لكن، ماذا لو جربنا النظر من عين الخصم؟ حينها، يتحول الحوار من معركة إلى فرصة للبناء والتفاهم.
الأمر ذاته ينطبق على العلاقات الإنسانية؛ فكم من خلافات عائلية أو زوجية اشتعلت لأن أحد الأطراف رفض رؤية المشاعر من منظور الآخر؟ غالبًا لا يكون التحدي في إثبات صحة وجهة النظر، بل في محاولة فهم ما وراء كلمات الآخر، كما تقول الباحثة الأمريكية برينيه براون: "الإنسان يحتاج إلى أن يُفهم قبل أن يُحكم عليه".
نحن في عصر الأخبار الزائفة والخطابات العاطفية المبالغ فيها، تصبح العقلانية درعًا ضروريًا لحماية الفكر من الانجراف. لكنها لا تعني البرود أو التجرد من المشاعر، بل القدرة على التمييز بين الوقائع والانطباعات، والبحث عن الأدلة قبل إصدار الأحكام.
خذ على سبيل المثال قرارات الاستثمار أو الشراء؛ الناجحون هم من يدرسون المخاطر والفرص بعيدًا عن التوجهات العاطفية السائدة في السوق. وفي بيئة العمل، تشير دراسة أجرتها جامعة هارفارد إلى أن 85% من النجاح المهني يعتمد على المهارات الاجتماعية مثل التعاطف وحل النزاعات، بينما تعتمد 15% فقط على المهارات التقنية. وهذا يؤكد أن "العقلانية العاطفية" -أي المزج بين المنطق وفهم المشاعر- هي مفتاح التعامل مع التحديات بذكاء.
إنَّ رؤية الأمور من زاوية مختلفة لن تكتمل دون القدرة على التصرف بحكمة، أي تحويل الأفكار إلى ممارسات عملية. عبر التاريخ، لم تحدث التغييرات العظيمة بالكلمات وحدها؛ بل بالأفعال الجريئة. المهاتما غاندي، على سبيل المثال، لم يحرر الهند بالخطابات فقط، بل بتغيير طريقة تفكير الناس حول الخوف من الاستعمار.
اليوم.. يمكن تطبيق هذا المبدأ في أبسط المواقف: كموظف يواجه تحديًا إداريًا، أو كمواطن يرى مشكلة في مجتمعه. البديل ليس الصمت أو الغضب، بل البحث عن حلول تبدأ بسؤال: "ماذا لو جربنا نهجًا جديدًا؟" أحيانًا، الإبداع في التصرف -ولو بخطوات صغيرة- هو ما يُحدث الفرق الحقيقي.
في الختام: النصف الآخر.. اكتمالٌ لا انقسام.. والحديث عن "النصف الآخر" ليس دعوةً للتخلي عن المبادئ؛ بل لإثرائها بوجهات نظر تُكملها. كما أن البحر لا يُعرف بعمقه فقط؛ بل بمده وجزره، وأن الإنسان لا يُقاس بثباته على رأيه؛ بل بقدرته على رؤية ما لم يكن يراه من قبل؛ فلنكن ذلك النصف الذي يرفض الانغلاق، ويفتح الباب لحوار يخلق الحلول. في النهاية، العالم كبير بما يكفي ليستوعب الجميع.