الحزب الشيوعي السوداني: الطريق البرلماني للاشتراكية (1956)
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
عبد الله علي إبراهيم
من الحقائق المغيبة عن الحزب الشيوعي أنه تبنى الطريق البرلماني للاشتراكية في مؤتمر الثالث (1956) بألمعية وحصافة لا تزال تنظر قلماً حاذقاً يسبر غور ذلك "النشوز" عما شاع إلى يومنا أن للاشتراكية طريق واحد هو ثورة البروليتاريا. ونشر الحزب ذلك الولاء للديمقراطية الليبرالية في كتاب "طريق السودان للسلم والاشتراكية" الذي تلاشى بالزمن وبقيت لمح منه في كتاب " آفاق جديدة" لأستاذنا عبد الخالق محجوب الذي صدر في أعقاب المؤتمر في 1956.
إمكانية التطورات الاشتراكية عن طريق ديمقراطي برلماني
"إن شعبنا قد اختار النظام البرلماني لطريق تطوره. وهو يستند على تقاليدنا القبلية من نظام الشورى وحرية ابداء الرأي وتقليب وجهات النظر.
إن التطورات الاشتراكية في بلادنا يمكن أن تحدث في بلادنا باتساع نطاق القوى الوطنية الديمقراطية في حركة واسعة ومستمرة وطويلة الأمد تحتل مركزها الجماهير العاملة السائرة نحو اليسار. وبوجود هذه الحركة الواسعة يمكن أن تحرز أغلبية برلمانية من الكتلة اليسارية المؤلفة من الشيوعيين وذوي الميول اليسارية من الاشتراكيين والديمقراطيين. ولكن السير في هذا الطريق لا يعتمد عليهم وحدهم، ولكنه يعتمد على مدى احترام الدستور من قبل الحكومات التي تسبق الحكومة الوطنية الديمقراطية وعلى هذه الحكومة أيضاً
. . .
بهذا يضع الشيوعيون أهمية كبرى للنظام البرلماني في بلادنا . . ." (صفحة 92).
ولن يفهم الناس الصراع الذي دار في أروقة الحزب حول الموقف من انقلاب مايو 1969 ما لم يقفوا على عقيدة الحزب في البرلمانية التي هي الضحية الأولى والدائمة للانقلاب العسكري ما دام. فلم يكن ذلك الصراع نزوة أو اعتباطاً، بل كان عن ولاء الحزب للبرلمانية حتى وهي تطرده من ساحتها طرد البعير الأجرب. فأبت نفسه زعم الانقلابيين استبدال الليبرالية فيما زعموا بديمقراطية جديدة بمحتو اجتماعي. وقال إنه صراخ "من أعلى البيوت" ولن نتسمى بها.
ومن أراد أن يتوسع في الصراع الداخلي في الحزب والمجتمع قبل انقلاب مايو وبعده على بينة من تمسك الحزب بالديمقراطية الليبرالية فعليه بكتابي "مصادر العنف في الثقافة السودانية" الصادر عن درا المصورات قي 2019.
وأزكى للراغبين المقال في الرابط ادناه الذي وثق بأن الماركسية اتفق لها بلوغ الاشتراكية عن طريق البرلمان في أصل نصها عند ماركس وأنجلز (وحتى لينين). واستغربت دائماً كيف هيص الناس للأحزاب الشيوعية الأوربية في انشقاقها عن النموذج السوفيتي في السبعينات والثمانينات، واختطاط البرلمانية طريقاً لتحقيق الاشتراكية. فخطة تلك الأحزاب في أصل الماركسية. ومما يدهش حقاً جراءة الحزب الشيوعي السودان لاجتراح البرلمانية طريقاً للاشتراكية في ذلك الوقت الباكر. وهي جراءة تستحق أن يتوقف عندها النظر.
مقال الدكتور كلايد بورو، الأستاذ بجامعة تكساس، عن سبل الماركسية الشتى لبلوغ الاشتراكية.
الرابط
(PDF) Marxist Political Theory, Diversity of Tactics, and the Doctrine of the Long Civil War
وله كتاب
The Dangerous Class: The Concept of the Lumpenproletariat
ibrahima@missouri.edu
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
المحرّمي يناقش مع السفير الأمريكي مستجدات اليمن ويدعو لإجراءات حازمة ضد الحوثيين
شمسان بوست / سبأنت:
بحث عضو مجلس القيادة الرئاسي، عبدالرحمن المحرّمي، اليوم الإثنين، مع السفير الأمريكي لدى اليمن، ستيفن فاجن، مستجدات الأوضاع في بلادنا، والتطورات الإقليمية، وعدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وتطرق اللقاء، إلى جملة من التحديات الاقتصادية والخدمية التي تواجه الشعب اليمني جراء استمرار التهديدات الحوثية على المنشآت الحيوية في بلادنا، بالإضافة إلى استهداف الميليشيا المستمر لخطوط الملاحة الدولية، وما يترتب على ذلك من تداعيات كارثية على بلادنا والمنطقة بشكل عام، وفي هذا السياق، دعا المحرمي المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية إلى اتخاذ خطوات أكثر ردعاً ضد مليشيات الحوثي الإرهابية، والعمل على وضع حد لممارساتها الإجرامية.
كما أطلع عضو مجلس القيادة الرئاسي المحرمي، السفير الأمريكي، على المستجدات المحلية بما في ذلك الإصلاحات الاقتصادية والإدارية التي يقودها المجلس والحكومة..مؤكداً على أهمية الدعم الدولي لهذه الجهود لإجراء المزيد من الإصلاحات، ومكافحة الفساد، وتعزيز بناء مؤسسات الدولة، والتخفيف من معاناة المواطنين.
من جانبه، جدد السفير الأمريكي، موقف بلاده الداعم لجهود مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة، والجهود المبذولة لإحلال السلام في اليمن..مؤكداً استمرار دعم الولايات المتحدة لليمن في مختلف المجالات، لا سيما في مواجهة التحديات الإنسانية والاقتصادية.