نحو اختراق ديمقراطي مدني، لوطن رازح تحت حكم العسكر منذ استقلاله
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
د. احمد التيجاني سيد احمد
**مقدمة**
@ يشهد السودان تحديات متجذرة منذ استقلاله، أبرزها وطأة الحكم العسكري و دوره السالب في خلقي صراعات مسلحة مستمرة، مما أدى إلى أزمات سياسية وإنسانية غير مسبوقة.
@في هذا السياق، برزت تحالفات مدنية مثل تنسيقية القوى الديمقراطية والمدنية (تقدم) وتحالف القوى المدنية المتحدة (قمم)، كأطراف رئيسية تسعى لتحقيق السلام، العدالة، والتنمية.
@ تتناول هذه الورقة الخلفيات السياسية والتنظيمية لكل من “تقدم” و”قمم”، مع تحليل نقدي لمساراتهما، وتقديم روية للتكامل بينهما ( علي افتراض واهن بان كلاهما يتمتع بسند جماهيري ) لتعزيز الجهود المشتركة وبناء تحالف قوي يعكس تطلعات الشعب السوداني.
**سوال ملح**:
هل يمكن لتقدم و قمم ان يلتقيا ام الامر مجرد (ضياع وقت -ساكتً)؟ هذا ليس سؤالاً تعجيزيا و انما لتحفيز المنصتين علي التفكير في وسايل الالتقاء بدلا من تبادل الاتهامات و التخوين و الشيطنة
**أولًا: تنسيقية القوى الديمقراطية والمدنية (تقدم)**
١.الخلفية والتأسيس:
- *التأسيس: أكتوبر 2023،. إطار مدني تأسس علي مبادي الديمقراطية و السلام و العدالة .
- *التركيبة: تضم ممثلين عن قوى سياسية ومدنية، نقابات، ولجان مقاومة، والجبهة الثورية
- *الروية: تركز "قمم" علي تعزيز التحالفات الشعبية والتأثير المباشر علي المجتمعات المحلية، مع بناء روابط دولية تخدم قضيتها دون الاعتماد الكامل عليها.
٢. الأهداف والمبادرات :
- *إيقاف الحرب: التركيز على الحلول السلمية وضمان حماية المدنيين -
- *تحقيق العدالة: الالتزام بمبادئ العدالة الانتقالية ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات.
-* إعلان أديس أبابا (2024): اتفاق مع قوات الدعم السريع لوقف العدائيات وفتح ممرات إنسانية.
٣. التحديات:
- *اعتماد دولي كبير: يشكل الدعم والاعتراف الدولي قوة لـ”تقدم”، لكنه قد يُضعف تفاعلها المباشر مع القواعد الشعبية.
- *التوترات الداخلية: صعوبة توحيد مكونات التحالف والتنسيق مع قوى مدنية أخرى.
- *اتهامات بالانحياز: تواجه التنسيقية الاتهام بالاقتراب من احد طرفي النزاع ( قوات الدعم السريع) مما يضعف مصداقيتها في بعض الأوساط المدنية و الشعبية
**ثانيًا: تحالف القوى المدنية المتحدة (قمم)**
١.الخلفية والتأسيس:
-*التأسيس: إطار مدني تأسس على مبادئ الديمقراطية والسلام والعدالة.
-*الرؤية: يركز “قمم” على تعزيز التحالفات الشعبية والتأثير المباشر على المجتمعات المحلية، مع بناء روابط دولية تخدم قضيته دون الاعتماد الكامل عليها.
٢. الأهداف:
-* السلام المستدام: معالجة جذور النزاعات وتعزيز الوحدة الوطنية.
-* تعزيز القواعد الشعبية: التركيز على الشرعية المحلية وبناء التحالفات المجتمعية.
-* التأثير الدولي: استخدام العلاقات الخارجية كأداة لدعم القضايا الوطنية دون جعلها الركيزة الأساسية.
٣. التحديات: -
- *افتقار نسبي للموارد الدولية : يواجه "قمم" تحديا في حشد الدعم الدولي المالي مقارنة بـ”تقدم”..
- *إتهامات بالانحياز: يعتقد البعض ان "قمم" قد تكون غطاء سياسيا لقوات الدعم السريع، مما يضعف مصداقيتها لدي بعض القوي المدنية.
- *افتقار للبنية التنظيمية: :تحتاج "قمم" إلى تعزيز البنية التنظيمية لضمان استدامة العمل السياسي والمدني
**ثالثًا: تحليل نقدي لمواقف “تقدم” و”قمم”**
١. أوجه الالتقاء:
- *السلام والعدالة: يسعي التحالفان يسعى لتحقيق السلام الشامل والعدالة الانتقالية.—
- *أولوية القواعد الشعبية: يدرك الطرفان أهمية العمل مع القواعد الشعبية لتحقيق شرعية حقيقية ومستدامة.
- *العمل المدني المشترك: كلا التحالفين يعملان على توسيع التحالفات المدنية لمواجهة التحديات المشتركة.
٢. نقاط القوة والتكامل:
-*يمكن ل“قمم” و "تقدم" أن يقودا العمل الميداني من خلال العمل المباشر مع القواعد الشعبية
-*بينما يمكن ل“تقدم” ان تكمل هذا الدور عبر تسخير اتصالاته الدولية
-*التنسيق بين الطرفين يمكن أن يخلق تحالفًا قويًا يجمع بين الشرعية الشعبية والدعم الدولي.
**المشاريع المشتركة:
-*العمل على قضايا النازحين، الأمن الغذائي، وإعادة البناء يمكن أن يكون أساسًا للتنسيق بين الطرفين، مع تقسيم الأدوار بوضوح
**رؤية موحدة للتكامل**:
١. الأسس المشتركة للعمل:
**التوازن بين الداخل والخارج: يجب أن يكون العمل مع القواعد الشعبية محورًا أساسيًا، مع استخدام الدعم الدولي كأداة مساندة فقط و ليس كهدف لضمان استقلالية القرار الوطني .
**تعزيز القواسم المشتركة: التركيز على قضايا ذات أولوية وطنية مثل إعادة النازحين، تحسين الأمن الغذائي، وإعادة بناء البنية التحتية.
٢. خطوات التنسيق:
أ.إطلاق منصة حوار مشتركة
-* لقاءات منتظمة بين قيادات “تقدم” و”قمم” لتحديد الأهداف المشتركة.
-* توحيد الرؤية حول الأولويات الوطنية.
ب.مشاريع مشتركة:
-*تصميم وتنفيذ برامج لدعم النازحين، تعزيز الأمن الغذائي، وإعادة الإعمار.
ت. تعزيز الثقة:
-*توقيع ميثاق شرف يحدد معايير التعاون، مع الالتزام بمبادئ الشفافية والديمقراطية.
**رؤية السودان المستقبلية**
-*إيقاف الحرب: دعوة الأطراف المتحاربة إلى وقف فوري لإطلاق النار.
-*الحوار السياسي الشامل: منصة وطنية تضمن تمثيل جميع القوى السودانية.
-*إعادة الإعمار والتنمية: تنفيذ برامج تنموية تدعم التعليم، الصحة، والزراعة، مع التركيز علي اعادة النازحين
الخلاصه :
-*التكامل بين “قمم” و”تقدم” ضروري لانجاح التحول الديمقراطي :
-*التنسيق بين الطرفين ضروري و يمكن أن يخلق تحالفًا قويًا يجمع بين الشرعية الشعبية والدعم الدولي.
-*التركيز على مشاريع ملموسة مثل قضايا النازحين، الأمن الغذائي، وإعادة البناء يمكن أن يكون نقطة البداية لتحقيق هذا التكامل.
**التوصيات النهائية**:
١.توحيد الخطاب السياسي:
-*إصدار بيان مشترك يعكس الالتزام بالسلام والتنمية والعمل مع القواعد الشعبية.
٢.إطلاق مشاريع مشتركة:
-*تصميم برامج تدعم الأولويات الوطنية وتعزز التعاون بين الطرفين.
٣.تعزيز الشرعية الشعبية:
-*توسيع قاعدة الدعم الداخلي مع تقليل الاعتماد على الدعم الخارجي كركيزة أساسية.
**بهذا التنسيق، يمكن لـ”قمم” و”تقدم” أن يقودا السودان نحو مستقبل ديمقراطي قائم على العدالة والمشاركة الشعبية والتنمية المستدامة**.
د.احمد التيجاني سيد احمد
١٣ ديسمبر ٢٠٢٤، روما إيطاليا
**المراجع **:
***الوثايق الرسمية لتقدم و لقمم و الإعلانات و التصريحات الصادرة من كليهما
ahmedsidahmed.contacts@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
بعد السيطرة على ود مدني.. البرهان يتعهد باسترداد كل شبر من السودان
تعهد رئيس مجلس السيادة بالسودان عبد الفتاح البرهان، مساء السبت، أن يسترد الجيش "كل شبر" في البلاد سيطرت عليه قوات الدعم السريع، جاء ذلك في أول تعليق للبرهان، على استعادة الجيش السيطرة على "ود مدني" عاصمة ولاية الجزيرة، المحاذية للعاصمة الخرطوم، من ناحية الجنوب، في وقت سابق السبت.
وفي منشور عبر حسابه على منصة إكس، قال البرهان: "عهد القوات المسلحة السودانية لشعبها أن تسترد وتطهر كل شبر دنسته مليشيا الدعم السريع".
وأضاف: "التحية لشعبنا الذي صبر على أذى المليشيا الإرهابية (الدعم السريع)".
وأردف البرهان: "والتحية لشركاء معركة الكرامة (الحرب ضد الدعم السريع) من القوات المشتركة (حركات مسلحة موقعة على اتفاق سلام) وقوات الأمن والشرطة والمقاومة الشعبية ومجموعات الإسناد الشعبي (المتطوعون)".
والسبت، أعلن الجيش السوداني، دخول ود مدني، بعد نحو عام من فقدانها لصالح قوات "الدعم السريع".
ولاحقا أقر قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) عبر تسجيل صوتي، بفقدان السيطرة على "ود مدني"، لكنه اعتبر ذلك "مجرد خسارة لجولة وليست خسارة للمعركة".
وفي 20 أكتوبر/تشرين الأول 2024، اندلعت اشتباكات جديدة بين الجيش و"الدعم السريع" في ولاية الجزيرة، وذلك عقب انشقاق أبو عاقلة كيكل، الذي ينحدر من الولاية، عن قوات "الدعم السريع" وإعلانه الانضمام إلى الجيش.
وحاليا، مازالت تسيطر "الدعم السريع" على أجزاء من ولاية الجزيرة، باستثناء ود مدني ومدينة المناقل والمناطق المحيطة بهما، الممتدة جنوبا حتى حدود ولاية سنار (جنوب شرق الجزيرة)، وغربا حتى حدود ولاية النيل الأبيض.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات "الدعم السريع"، حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما يؤكد بحث لجامعات أمريكية أن إجمالي القتلى يصل إلى نحو 130 ألف شخص قتلوا بشكل مباشر وغير مباشر.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.
عادل عبد الرحيم/ الأناضول