د. احمد التيجاني سيد احمد

**مقدمة**

@ يشهد السودان تحديات متجذرة منذ استقلاله، أبرزها وطأة الحكم العسكري  و دوره السالب في خلقي صراعات مسلحة مستمرة، مما أدى إلى أزمات سياسية وإنسانية غير مسبوقة.

@في هذا السياق، برزت تحالفات  مدنية مثل تنسيقية القوى الديمقراطية والمدنية (تقدم) وتحالف القوى المدنية المتحدة (قمم)، كأطراف رئيسية تسعى لتحقيق السلام، العدالة، والتنمية.



@ تتناول هذه الورقة الخلفيات السياسية والتنظيمية لكل من “تقدم” و”قمم”، مع تحليل نقدي لمساراتهما، وتقديم روية للتكامل  بينهما  ( علي افتراض واهن بان كلاهما يتمتع بسند جماهيري ) لتعزيز الجهود المشتركة وبناء تحالف قوي يعكس تطلعات الشعب السوداني.

**سوال ملح**:
هل يمكن لتقدم و قمم ان يلتقيا ام الامر مجرد (ضياع وقت -ساكتً)؟ هذا ليس سؤالاً تعجيزيا و انما لتحفيز المنصتين علي التفكير في وسايل الالتقاء بدلا من تبادل الاتهامات  و التخوين و الشيطنة

**أولًا: تنسيقية القوى الديمقراطية والمدنية (تقدم)**

١.الخلفية والتأسيس:
- *التأسيس: أكتوبر 2023،. إطار مدني تأسس علي مبادي الديمقراطية و السلام و العدالة .
- *التركيبة: تضم ممثلين عن قوى سياسية ومدنية، نقابات، ولجان مقاومة، والجبهة الثورية
- *الروية: تركز "قمم" علي تعزيز التحالفات الشعبية والتأثير المباشر علي المجتمعات المحلية، مع بناء روابط دولية تخدم قضيتها دون الاعتماد الكامل عليها.

٢. الأهداف والمبادرات  :
-  *إيقاف الحرب: التركيز على الحلول السلمية وضمان حماية المدنيين -
       - *تحقيق العدالة: الالتزام بمبادئ العدالة الانتقالية ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات.
-* إعلان أديس أبابا (2024): اتفاق مع قوات الدعم السريع لوقف العدائيات وفتح ممرات إنسانية.

٣. التحديات:
- *اعتماد دولي كبير: يشكل الدعم والاعتراف الدولي قوة لـ”تقدم”، لكنه قد يُضعف تفاعلها المباشر مع القواعد الشعبية.
- *التوترات الداخلية: صعوبة توحيد مكونات التحالف والتنسيق مع قوى مدنية أخرى.
- *اتهامات بالانحياز: تواجه التنسيقية الاتهام بالاقتراب من احد طرفي النزاع ( قوات الدعم السريع) مما يضعف مصداقيتها في بعض الأوساط المدنية و الشعبية

**ثانيًا: تحالف القوى المدنية المتحدة (قمم)**

١.الخلفية والتأسيس:
-*التأسيس: إطار مدني تأسس على مبادئ الديمقراطية والسلام والعدالة.
-*الرؤية: يركز “قمم” على تعزيز التحالفات الشعبية والتأثير المباشر على المجتمعات المحلية، مع بناء روابط دولية تخدم قضيته دون الاعتماد الكامل عليها.

٢. الأهداف:
-* السلام المستدام: معالجة جذور النزاعات وتعزيز الوحدة الوطنية.
-* تعزيز القواعد الشعبية: التركيز على الشرعية المحلية وبناء التحالفات المجتمعية.
-* التأثير الدولي: استخدام العلاقات الخارجية كأداة لدعم القضايا الوطنية دون جعلها الركيزة الأساسية.

٣. التحديات: -
- *افتقار نسبي للموارد الدولية : يواجه "قمم" تحديا في حشد الدعم الدولي المالي مقارنة بـ”تقدم”..
- *إتهامات بالانحياز: يعتقد البعض ان "قمم" قد تكون  غطاء سياسيا لقوات الدعم السريع، مما يضعف مصداقيتها لدي بعض القوي المدنية.
- *افتقار للبنية التنظيمية: :تحتاج "قمم" إلى تعزيز البنية التنظيمية لضمان استدامة العمل السياسي والمدني

**ثالثًا: تحليل نقدي لمواقف “تقدم” و”قمم”**

١. أوجه الالتقاء:
- *السلام والعدالة: يسعي التحالفان يسعى لتحقيق السلام الشامل والعدالة الانتقالية.—
- *أولوية القواعد الشعبية: يدرك الطرفان أهمية العمل مع القواعد الشعبية لتحقيق شرعية حقيقية ومستدامة.
- *العمل المدني المشترك: كلا التحالفين يعملان على توسيع التحالفات المدنية لمواجهة التحديات المشتركة.

٢. نقاط القوة والتكامل:
-*يمكن ل“قمم” و "تقدم"  أن يقودا  العمل الميداني من خلال العمل المباشر مع القواعد الشعبية
-*بينما يمكن ل“تقدم” ان تكمل هذا الدور عبر تسخير اتصالاته  الدولية
-*التنسيق بين الطرفين يمكن أن يخلق تحالفًا قويًا يجمع بين الشرعية الشعبية والدعم الدولي.

**المشاريع المشتركة:
  -*العمل على قضايا النازحين، الأمن الغذائي، وإعادة البناء يمكن أن يكون أساسًا للتنسيق بين الطرفين، مع تقسيم الأدوار بوضوح

**رؤية موحدة للتكامل**:

١. الأسس المشتركة للعمل:
    **التوازن بين الداخل والخارج: يجب أن يكون العمل مع القواعد الشعبية محورًا أساسيًا، مع استخدام الدعم الدولي كأداة مساندة فقط و ليس كهدف لضمان استقلالية القرار الوطني .
    **تعزيز القواسم المشتركة:  التركيز على قضايا ذات أولوية وطنية مثل إعادة النازحين، تحسين الأمن الغذائي، وإعادة بناء البنية التحتية.

٢. خطوات التنسيق:
أ.إطلاق منصة حوار مشتركة
         -* لقاءات منتظمة بين قيادات “تقدم” و”قمم” لتحديد الأهداف المشتركة.
        -* توحيد الرؤية حول الأولويات الوطنية.

ب.مشاريع مشتركة:
-*تصميم وتنفيذ برامج لدعم النازحين، تعزيز الأمن الغذائي، وإعادة الإعمار.

ت. تعزيز الثقة:
-*توقيع ميثاق شرف يحدد معايير التعاون، مع الالتزام بمبادئ الشفافية والديمقراطية.

**رؤية السودان المستقبلية**

-*إيقاف الحرب: دعوة الأطراف المتحاربة إلى وقف فوري لإطلاق النار.
-*الحوار السياسي الشامل: منصة وطنية تضمن تمثيل جميع القوى السودانية.
-*إعادة الإعمار  والتنمية: تنفيذ برامج تنموية تدعم التعليم، الصحة، والزراعة، مع التركيز علي اعادة النازحين

الخلاصه :
-*التكامل بين “قمم” و”تقدم” ضروري لانجاح التحول الديمقراطي :
-*التنسيق بين الطرفين ضروري و يمكن أن يخلق تحالفًا قويًا يجمع بين الشرعية الشعبية والدعم الدولي.
-*التركيز على مشاريع ملموسة مثل قضايا النازحين، الأمن الغذائي، وإعادة البناء يمكن أن يكون نقطة البداية لتحقيق هذا التكامل.

**التوصيات النهائية**:
١.توحيد الخطاب السياسي:
-*إصدار بيان مشترك يعكس الالتزام بالسلام والتنمية والعمل مع القواعد الشعبية.
٢.إطلاق مشاريع مشتركة:
-*تصميم برامج تدعم الأولويات الوطنية وتعزز التعاون بين الطرفين.
٣.تعزيز الشرعية الشعبية:
-*توسيع قاعدة الدعم الداخلي مع تقليل الاعتماد على الدعم الخارجي كركيزة أساسية.

**بهذا التنسيق، يمكن لـ”قمم” و”تقدم” أن يقودا السودان نحو مستقبل ديمقراطي قائم على العدالة والمشاركة الشعبية والتنمية المستدامة**.

د.احمد التيجاني سيد احمد
١٣ ديسمبر ٢٠٢٤، روما إيطاليا

**المراجع **:
***الوثايق الرسمية لتقدم و لقمم و الإعلانات و التصريحات الصادرة من كليهما

ahmedsidahmed.contacts@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

إنتهاء جولة محادثات وقف إطلاق النار في غزة دون حدوث اختراق

انتهت الجولة الأخيرة من محادثات استعادة وقف إطلاق النار المنهار في غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين دون تحقيق أي تقدم واضح، حسبما قالت مصادر اليوم الاثنين، وفق ما أوردت شبكة العربية.

الرئيس اللبناني: الجيش يقوم بواجبه في البلدات المنسحبة منها إسرائيلإشادة بالعلاقات المصرية القطرية .. وتأكيد على الدعم الكامل لخطة إعادة إعمار غزةالأمم المتحدة تدعو لوقف جميع أعمال القتل بمخيمي زمزم وأبو شوك في السودانالكرملين بشأن هجوم سومي: لا نهاجم سوى أهدافا عسكرية أو ذات صلة بها

وقالت المصادر إن حماس متمسكة بموقفها بأن أي اتفاق يجب أن يؤدي إلى وقف الحرب في غزة.

وأعلنت إسرائيل، التي استأنفت حملتها العسكرية في غزة الشهر الماضي بعد انهيار وقف إطلاق النار المتفق عليه في يناير أنها لن تُنهي الحرب إلا بالقضاء على حماس.

واستبعدت الحركة أي مقترح لإلقاء سلاحها.

لكن على الرغم من هذا الخلاف الجوهري، قالت المصادر إن وفد حماس بقيادة رئيس الحركة في غزة خليل الحية أظهر بعض المرونة بشأن عدد الرهائن الذين يمكن إطلاق سراحهم مقابل إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل في حال تمديد الهدنة.

وصرح مصدر لرويترز بأن الاقتراح الأخير لتمديد الهدنة سيشهد إطلاق حماس سراح عدد أكبر من الرهائن. 

وصرح الوزير الإسرائيلي زئيف إلكين، عضو مجلس الوزراء الأمني ​​المصغر لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لإذاعة جيش الاحتلال بأن إسرائيل تسعى لإطلاق سراح نحو عشرة رهائن، بعد موافقة حماس السابقة على إطلاق سراح خمسة منهم.

مقالات مشابهة

  • صحف قطرية: القاهرة والدوحة تعملان على تعزيز العمل العربي المشترك ووقف الحرب على غزة
  • وزير التنمية الإدارية ‏يناقش مع مديري الإدارات تعزيز الأداء المؤسسي وفق ‏التوجهات الحكومية ‏
  • البديوي: هيئة الاتحاد الجمركي دورها مهم في تعزيز مسيرة العمل الاقتصادي المشترك
  • وحُق لود مدني أن تذرف دمعها الفياض وكذا السودان
  • إنتهاء جولة محادثات وقف إطلاق النار في غزة دون حدوث اختراق
  • محافظ حضرموت يناقش سُبل تعزيز الاستقرار التمويني ويطلع على الانشطة الاكاديمية في كلية الشرطة
  • نائب وزير الخارجية يبحث مع برنامج الغذاء العالمي سبل تعزيز الدعم الإنساني
  • كيف تتفادى اختراق واتساب؟
  • رئيس اتحاد الصحفيين: حزمة إصلاحات نوعية بهدف تعزيز مهنية العمل
  • «مدني الشارقة» يسيطر على حريق في برج سكني