عاملون بالصرافة: الليرة السورية ترتفع مقابل الدولار
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
قال عاملون بالصرافة في دمشق، اليوم السبت، إن الليرة السورية ارتفعت إلى ما بين 11500 و12500 مقابل الدولار.
وكانت الليرة السورية قد فقدت قيمتها مقابل الدولار الأميركي بمقدار 270 ضعفا بين عامي 2011 و2023، مما أدى إلى زيادة التضخم في البلاد.
وفجر الأحد الماضي، 8 ديسمبر/كانون الأول الحالي، نجحت فصائل المعارضة في دخول العاصمة السورية دمشق، مما دفع بشار الأسد إلى الفرار من البلاد وإنهاء 5 عقود من حكم عائلته.
وترك نظام بشار الأسد في سوريا خلفه تحديات اقتصادية كبيرة، مع انهيار شبه كامل للبنية الاقتصادية، نتيجة السياسات التي نفذها هذا النظام على مدى أعوام طويلة، لا سيما مع بدء الحرب عام 2011.
ووفق بيانات من البنك الدولي والأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي، فإن الناتج المحلي الإجمالي لسوريا انكمش بأكثر من 85% منذ 2011 إلى 2023، لينخفض إلى 9 مليارات دولار، في حين من المتوقع أن ينكمش الاقتصاد السوري 1.5% أخرى هذا العام.
ويتوقع خبراء أنه مع انتهاء حكم نظام الأسد في سوريا، ستبدأ عملية التعافي الاقتصادي بدعم من دول إقليمية مثل تركيا.
وتتجه سوريا لتبني نظام اقتصاد السوق، بعد سنوات طويلة من النهج القائم على السيطرة المركزية للدولة على مختلف مفاصل الاقتصاد.
إعلانوقال رئيس غرفة تجارة دمشق باسل الحموي قبل أيام إن الحكومة السورية الجديدة أبلغت رجال الأعمال أنها ستتبنى نموذج السوق الحرة، وستدمج البلاد في الاقتصاد العالمي، في تحول كبير عن سيطرة الدولة على الاقتصاد لعقود.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
اعتقلوهم ثم أحرقوهم.. حكايات عن عدوان نظام الأسد على بلدة الهامة بريف دمشق
لكل مدينة وبلدة وقرية في سوريا قصتها الخاصة ومعاناتها خلال الثورة التي اندلعت في مارس/آذار 2011، وما تعرضت له من قمع الأجهزة الأمنية ونظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
ومن بين هذه القصص بلدة الهامة التي تقع غرب العاصمة دمشق، والتي يمر بها نهر بردى، وتمتاز بموقعها الإستراتيجي، لذلك حاصرها نظام الأسد من جميع الجهات وجعل التلال والجبال التي تحيط بها مركزا لقواته ومسكنا لضباطه.
ومع اندلاع الثورة السورية، شارك أهالي الهامة بقوة في الحراك السلمي إلى أن سقط أول قتيل في البلدة عام 2012، ليحمل أهلها السلاح للدفاع عن أنفسهم وأعراضهم وأرضهم، كما يروي بعضهم للجزيرة نت.
مدخل بلدة الهامة بريف دمشق (الجزيرة)وخلال تجول فريق الجزيرة نت في البلدة، بدأ الأهالي برواية قصة عائلة زيتون من أهل الهامة وماذا حدث لها مع دخول جيش الأسد وشبيحته إلى البلدة، وتقول السيدة أم محمد زيتون، وهي أخت 4 شبان اختطفهم جيش الأسد ثم قتلهم وأحرق جثثهم.
وبدأت أم محمد تروي للجزيرة نت ما حدث في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول 2012 مع دخول جيش الأسد إلى البلدة وانسحاب الثوار منها.
وقالت أم محمد إن أحد أخوتها (يدعى مسلم) انضم إلى الثوار مع بدء جيش نظام الأسد بقتل المدنيين وفي الخامس من أكتوبر/تشرين الأول 2012 وتستذكر أنه في يوم صادف يوم جمعة، دهم الجيش منزلهم وفتشه بحثا عن مسلم، إلا أنهم لم يجدوه فانسحبوا من دون أن يلحقوا الأذى بأحد.
وتضيف أم محمد زيتون: "في اليوم التالي، تفاجأنا بدخول قوات الفرقة الرابعة (قوات النخبة التابعة لماهر الأسد شقيق الرئيس المخلوع بشار الأسد) والشبيحة إلى الهامة، دخلوا علينا وصاروا بالبيت كسروا الباب، وفاتوا فورا طلعوا (أخرجوا) الرجال كلها لبرا مع والدي حجي كبير، أخرجوهم جميعهم للخارج، أما النساء والأطفال والبنات فجمعوهم بغرفة وفتشوا البيوت وكسروا، وقالوا لنا: نحن دخلنا عليكم بسبب مسلم".
إعلانوتكمل أم محمد ما حدث مع إخوتها الأربعة بالقول: "أحرقوا بيت مسلم حين لم يجدوه، وأخدوا إخوتي محمد وأحمد ومحمود ومصطفى معهم، فسألهم والدي إلى أين تأخذونهم؟!، فأجابوه "(نسألهم) سؤالين ورح نرجعهن"، وهي عبارة يعرفها السوريون جيدا عند اعتقال جيش النظام للثوار ومن الممكن أن يمتد غيابهم لسنوات في المعتقلات، وبعضهم لم يعد أبدا.
وتروي أم محمد في شهادتها قائله "وفي اليوم الثاني -الله يرحمهم- وجدوهم مقطعين ومقتولين ومكوّمين جثثا ومحروقين".
الأشقاء الـ4 الذين أحرق جيش الأسد جثثهم (الجزيرة) انتظرهم حتى مات كمدا
وتختتم أم محمد قولها إن والدها رغم علمه بوفاة إخوتها ظل يجلس أمام باب المنزل يوميا ولمدة سنة ونصف سنة وهو ينتظر عودة إخوتها، ويردد أن الضابط أخبره بأنه سيوجه لهم سؤالين فقط، وفي النهاية مات كمدا عليهم.
ودفن الإخوة محمد وأحمد ومحمود ومصطفى زيتون في مقبرة "السادات"، التي استحدثها أهل الهامة خلال الثورة السورية لتجنب عمليات القنص والقتل من قبل قوات وجيش الأسد.
وهناك قصص مأساوية كثيرة عاشها أهالي الهامة خلال فترة الثورة السورية بسبب بطش نظام الأسد بأهل البلدة، لا يسع تقرير واحد أن يذكرها.
الشقة التي أحرق فيها نظام الأسد الإخوة الأربعة (الجزيرة) الهامة جسد سُرق منه الروحأما مقبرة السادات فلها قصة مع أهل الهامة، حيث كانت قبل اندلاع الثورة السورية مكانا للتنزه ويوجد بها مزار لشخص يطلق عليه "السادات"، ولكن مع بدء الحراك الثوري لجأ إليها أهل البلدة لدفن قتلاهم فيها، لكونها أكثر أمانا من المقبرة الرئيسية للبلدة، لأنها مغطاة بالشجر.
ويقول صياح صادق -أحد أبناء البلدة الذين شاركوا في الثورة السورية- إنهم وضعوا في هذه المقبرة 3 طوابق من القبور فوق بعضها لضيق المكان.
وأحيا أهل الهامة ذكرى قتلاهم بجدارية كتبوا عليها أسماء من قتلهم جيش الأسد خلال الثورة السورية.
إعلان
أهمية الهامة وموقعها الإستراتيجي
أما عن أهمية الهامة بالنسبة لنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، فالتقت الجزيرة نت المسؤول الأمني في إدارة العمليات العسكرية ببلدة الهامة بسام "أبو عبدو"، الذي تحدث عن موقع البلدة الإستراتيجي، وقال "إن لبلدة الهامة طبيعة جغرافية مميزة، إذ إنها محاطة بالجبال من الجهات كافة، فإذا بدأنا من جهة الغرب نجد قرية جمراية وبها ثكنة عسكرية وهي للدفاع الجوي، وبعدها يأتي جسر الهامة الكبير الذي به مفرزة أمن، ومن بعده يأتي حي الشامية الذي حصلت فيه المجزرة، ويليه جبل الورد وهو عبارة عن سكن لضباط النظام وجنوده، وفي منتصف البلدة نجد جبل التربة، ويليه مؤسسة معامل الدفاع التي بها الإدارة العامة ومن بعده البحوث العلمية".
ويكمل بسام "وهنا مربط جبل الخنزير الذي كانت ترابط به قناصة النظام التي تكشف البلدة كافة، ومن ورائنا مركز تدريب الأغرار (المجندين الجدد في الجيش) في منطقة الدريج، وكانت لبلدتنا أهمية عند النظام كونها مدخل الغوطة الغربية وقربها من مركز العاصمة، لذلك كانت تلك لعنة على سكانها بسبب إجرام النظام".