بشار الأسد والبرهان خاضا حروبهما حد الثمالة وسيلاقيان العقوبة حتى أقصى أمد المهانة
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
بقلم / عمر الحويج
لقد مثلتم خير تمثيل ، الدور المسرحي التراجيكوميدي ، لمسرحية "ديك المسلمية" المعروفة قصته وخاتمتها المأسوية ، فأنتم المبتهجون مثله ، قبل قَليكم ومن بعد طبخكم يتم إكلكم ، وارفقتم مسرحيتكم ، بتمثيل متمكن لدور "ديك العدة" الفوضوي التهريجي . وأنتم بفعل كل ذلك ، ما أنتم إلا كمن يلعب خارج "الشبكة الطاشة" كما يكثر قولها هذه الأيام .
فمسرحياتكم هذه ما فيها وما على خشبتها ، كله ضائع في كوم قش ، وأنتم باحثون عنها ، في صوت انصرافيكم وجوقة لايفاتيه ، ومجندي جداده الإلكتروني ، وكلها يديرها عميان لا يبصرون ، وآذانهم صماء ، في بلاد يقطنها أسوياء لا أغبياء .
فأستواء أمر النظر السليم للثورة السورية بلد التغيير الجذري القادم بقوة . هي بلا فكاك ، ولا بطولة لسان ، من وجود الإرتباط الوثيق ، بين الهروب الكبير لبشار الأسد ، ومعادلها الموضوعي ، الهروب الآتي للمدعو عبد الفتاح البرهان ، يعادلها في جانبها المأسوي الخياني الآخر ، الهروب الواضح والصريح ، لداعميه وداعميكم من الروس حماته وحماتكم ، حتى إمتدَّ ووصل الحامي الأول والأصيل دولة إيران الملالي ، التي تغلغلت داخل عظام نظام بشار الأسد ، وإن لم تجدوا أنتم منها إلا الخيانة المسبقة في حربكم ، غير الدفع المقدم لشراء المعدات العسكرية ، وكثير صمت وتجاهل ، وأنتم كما يصور لكم خيالكم المريض والمتعطش للسلطة والجاه ، أن معادلكم الذي أسستم عليه آمالكم وابتهاجاتكم ، وإرسال برقيات تهنياتكم ، في قياس إنتصار الثورة السورية ، هو دخول الداعشي الجولاني وجنده المستنفرة ، وأقتحامه دمشق وإستلامه القصر الجمهوري ، ونسيتم ما يخص معادلتكم المعقدة ( جيش سوريا يحارب ثورة وطنه ، وانتم تحاربون ثورة وطنكم بجيشها الوطني المختطف ) فتأمل ..!!
وطالت حجتكم وبهجتكم تلك ، حين كانت بداية التنوير لقائدهم أحمد الشرع "الجولاني" في خطبة المسجد الأموي ، وفرحاً هللتم وكبرتم ، هذا هو الإسلاموي الجديد ناصر ظهرنا وحربنا ..!! ، وزاد تهليلكم حين وصل نظركم وسمعكم ذلك الفيديو ، الذي تجمَّع فيه مسلحين من أنصار الجولاني وجمعكم مبتهجبن فرحين ، حين كانوا في تسجيل الفيديو ، يرددون ذات هتافكم من بدايته حتى خاتمته العدمية تحفظونها عن ظهر قلب ، وكم من آلاف المرات رددتموها في صحو مظاهراتكم ، وفي يقظة أحلامكم ، تذكرونها ، فقد رددوها بضبانتها ، وكأنهم في الساحة الخضراء يرقص على أنغامها ، المخلوع البشير ، ونصها كما سمعناها منكم "في سبيل الله قُمنا/ نبتغي رفع اللواء.. لا لدنيا قد عملنا/ نحن للدين فداء.. فليعُد للدين مجده/ أو ترق منَّا دماء.. أو ترق منهم دماء.. أو ترق كل الدماء" .
هذا كان مدخلكم الإبتهاجي الرنان ، وتصورتم بكل بساطة ، أن داعشكم الأسلاموي ، هو المنتصر ، وهو الذي سيكون نصيركم في حربكم العبثية .
هو قد يكون شبيهكم أو ليس شبيهكم ، قد يخرج فتواكم ، من فقه الضرورة والتقية ، وإستخدامه لنصرتهم كما فعلتم وفعل عرابكم ، أذهب أنت إلى القصر رئيساً ، وأنا إلى السجن حبيساً ، ربما ينخدع فيهم العالم حين التخفي قليلاً وربما لا ، لإعطاء الفرصة للمسكنة لتعمل عجلة التمكين في بلادهم ، كما أنخدعت فيكم المخابرات المصرية ، التي جعلت رئيسها حسني مبارك ، يقدمهم للعالم ، أنهم خرجوا من تحت جلبابه وثنايا عباءته . وردكم لجميله ، أنه كان على وشك أن يصبح الرئيس السابق ، حين قررتم إغتياله بيدكم لابيد عمرو ولكن الله ستر ، فكانت تنتظره التسميه بيد شعبه سبحان الله .
كل هذا في ذهن العالم ومخابراته ، تجارب ، تحفظها الشعوب بما فيها ، الشعب السوري ، كما يحفظها الجولاني " وهيئة تحرير الشام " التي يرأسها ، وكان هذا إسمه الحركي ، وتنظيمه السابق ، حامل إسم "النصرة " المصنف عالمياً كجماعة إرهابية ، وحتى لا تسكبوا مياه رؤيتكم لسراب البقيعة ، أو تتكلوا ظهركم على حوائط مائلة ، فالشعوب ما عادت نفس الشعوب ، والعالم ما عاد ذات العالم ، وحتى الجولاني ليس هو ذات الجولاني ، وقد فهم فقه الضرورة بغير فهمكم العدمي ، و( لاحظوا قرارته المقبولة من شعبه والعالم من حوله ، أكانت فقه ضرورة أو حقيقة) ومن ثم أحكموا له أو عليه .
وعليه سيكون مطروحاً ، في معمعة ما يحدث في سوريا الآن ، عدة سيناريوهات ، وإياً كانت متعددة ومتضاربة وربما متناقضة ، فهي لن تخرج عن غير ما أراه ويراه غيري محتملاً وقابلاً للتطبيق ، فلنحملها ونهمس بها في آذانكم الصماء وأبصاركم العمياء ، برغبة من الجميع ، لتوصيلها بطريقكم السالك إلى أذن البرهان الهالك ، النائم ديمة على وسادة حلم أبيه ، لتوقظوه من نومته الحالمة الظالمة ، برئاسة حكم السودان الذي يظنه هاملاً ، ليحكمه بجيشنا الوطني المختطف ، العائد إلى رشده ، عاجلاً لا آجلاً نراه قريباً . وصنوه الآخر الطامح مثله في سباق الرئاسة ، بجنده النهابة ، أوصلوا لهم الرسالة ، أن جهزوا حالكم بلا مالكم ، لمصيركم المرتقب ، الذي لن يكون غير مصير بشار الأسد : الهرب ، ثم إنتظار الملاحقة ، وسؤ الخاتمة .. والعقوبة .
والسيناريوهات المتوقعة لا تتعدى :
أولها :
وهو السيناريو الأسوا الذي لانتمناه عند الحدوث ، لشعب سوريا وجيرانها والإقليم ، وللعالم أجمع ، وهو ذلك الشبيه بما حدث في أفغانستان
لحظة إنسحاب الروس " السوفيت زمانها" ، وتركها لقمة سايغة في أيدي المليشات ، التي وجهت بعد حين سلاحها لبعضها البعض ، إلى أن أفنت نفسها بنفسها ، وسلمت أمرها وجبة طازجة وساخنة ، إلى طالبان صنيعة المخابرات الباكستانية ، وإلى يوم الناس هذا ، وأفغاستان غارقة في بحر التيه والتوهان والعدم ، يملأ فم شعبها الضياع والندم .
وتحت نظركم فيما مضى وقد يأتي ، حرب المليشيات الموازية للحرب داخل حرب السلطة ضد بشار ، بين النصرة التي بدلت أسمها الى هيئة تحرير الشام ( ربما فقه ضرورة كيزانية.. !! ) ، والآن كسلطة تحولت إلى هيئة العمليات العسكرية ، تقابلها في الساحة لازالت ، مليشات اخرى منها مليشيا تحت الحماية التركية ، واخرى باسم المليشيا الديمقراطية ، أما أكثرها وجوداً هي مليشيا "قسد" التي تكونت تحت الحماية الأمريكية ، وقد يكون قرار أمريكا اليوم بالبقاء في سوريا ، سبباً في تقوية هذه المليشيا ، لتحارب بها ، "كما جاء في البيان الأمريكي" الإرهاب الداعشي التي كانت تحمل لوائه "هيئة تحرير الشام " بقيادة ذات جولاني إسم الأمس وأحمد الشرعي بإسم اليوم ، بعدها قطعاً ، إذا تواصل شكل النص الأفغاني ، في التنفيذ ، ستواصل سوريا ، الغرق في سيول من دماء ليس لها من ضفاف توقفها عند حدها .
ثانيها :
هو السيناريو الأقل خطورة ، وأقل تكلفة ، ذلك التريث الذي تمارسه الدول الخارجية وأولها أمريكا ، كما يمارسه الشعب السوري وجيرانه والإقليم ، فجميعهم في حالة ترقب وإنتظار ، عبرت عنه صحفية سورية ، دخلت دمشق بعد غيبة طويلة ، وعلى مقهى ، وقف أمامها مسلحان ، سألها أحدهما ، لماذا لا تغطين شعرك ، قالها وإن كان بأدب ربما مفتعل ، وهي قبل ساعة سمعت بأذنيها بيان هيئة العمليات العسكرية ، يعلن أن لا دخل للسلطة فيما تلبسه النساء ، أمام الكاميرا سجلت موقفها قائلة ، تعرفني سورية وأهل سوريا ، أني مسيحية ، أنا في حالة إحباط قالت ، ولسان حالها يقول ، "أسمع كلامك أصدقك ، أشوف فعايلك أتعجب" ، ويظل الترقب ومتابعة السلوك التنفيذي ، في أي إتجاه تسير رياح الثورة السورية .. والجميع على أحر من جمر ينتظر .
ثالثها :
سيناريو ما حك جلدها سوريا المنكوبة مثل ظفرها ، وقد يكون ويحدث في اليوم التالي ، لإنتهاء الفترة الإنتقالية ، ومدتها أربعة أشهر ، والسؤال حينها : هل يُمَّلِك الشعب السوري ، إبان ذلك الوقت قدره وقدراته لصالح تقرير مصيره ، بمواصلة مسيرة ثورته السلمية ، أم يترك جثته تنهشها الكلاب الضالة في حروب عبثية .
ويبقى قائماً السؤال الأزلي في ظل صراع السلطة الأبدي ، في سوريا وفي غيرها ، هل يستلمها من وصلها بالسلاح لتنفيذ أغراضه وأهدافه الخاصة ، أم يستلمها وينضجها ويستلهمها ذلك الشعب ، الذي ضحى بعمر عاشه .. حرباً وقتلاً وسحقاً وتنكيلاً وتعذيباً وذلاً وتشريداً ونزوحاً ، على مدى ستين عاماً تحت حكم ، "إبن وأباه" ، خاضا في الإستبداد حتى آخر قاعه ومداه .
omeralhiwaig441@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: بشار الأسد
إقرأ أيضاً:
شقيقة زوجة ماهر الأسد تفضح زوجة بشار
وعرض برنامج "فوق السلطة" -في حلقته بتاريخ (2025/2/14)- مقابلة تلفزيونية لمجد جدعان شقيقة زوجة ماهر الأسد، اتهمت فيها أسماء الأسد بالتورط في تجارة أعضاء الأطفال في إحدى دور الأيتام بسوريا.
وقالت جدعان -خلال المقابلة- إن مصادر موثوقة أخبرتها أن أسماء الأسد كانت "تنقل الأطفال إلى دور للقطاء، مع العلم أن أهلهم شهداء ومعروفو النسب"، مشيرة إلى أنها كانت تبيع الأطفال إما "للدعارة أو لتجارة الأعضاء".
بدوره، تساءل مقدم برنامج "فوق السلطة" نزيه الأحدب قائلا "هل تفكر أسماء الآن في موسكو ببيع أعضاء زوجها غير منتهية الصلاحية؟".
والشهر الماضي، كشف تحقيق للجزيرة مصير أبناء معتقلين في عهد نظام بشار الأسد، بعد الحصول على وثائق رسمية من إدارة المخابرات الجوية بشأن ملف إيداع أطفال في دور للأيتام في حقبة النظام السابق.
وأصبحت أسماء الأسد السيدة الأولى لسوريا بين عامي 2000 و2024، وتم الترويج لها على مدار سنوات، لا سيما في الصحافة الغربية، على أنها الوجه المتحضر لسوريا، لكن تلك الصورة لم تتمكن من الصمود بعد موقفها الداعم لزوجها وللنظام في قمع الثورة السورية.
وعشية سيطرة فصائل المعارضة على العاصمة دمشق في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي، فرّ الأسد وعائلته إلى روسيا التي كانت أحد أبرز داعميه، خاصة منذ أن تدخلت قواتها في سوريا عام 2015 لدعم نظامه.
إعلانونقلت وكالة رويترز عن 3 مسؤولين أن الأسد لم يبلغ حتى شقيقه الأصغر ماهر بخطة فراره إلى موسكو. وكشف أحدهم أن ماهر غادر بطائرة مروحية إلى العراق، ثم غادر بالفعل إلى روسيا.
وكان ماهر الأسد يقود الفرقة الرابعة من الجيش السوري، ويحظى بنفوذ قوي في مفاصل الدولة.
14/2/2025