خميس الجارحي لـ«الشاهد»: لم أنخرط في تنظيم الإخوان بسبب رفضي للعمل السري
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
قال خميس الجارحي منشق عن جماعة الإخوان الإرهابية، إنه التحق بجماعة الإخوان عندما كان تلميذا في المرحلة الإعدادية، موضحًا: «الجماعة كانت تستقطب الشباب في مرحلة الصغر، وكانوا يحرصون على جعلهم مرتبطين بالمسجد عبر الألعاب والهوايات، مثل كرة القدم، حتى يجد الشاب كل ما يحبه في هذه الجماعة والمسجد».
العمل السريأضاف «الجارحي» في حواره ببرنامج «الشاهد» الذي يقدمه الإعلامي محمد الباز، على قناة «إكسترا نيوز»: «كنت مرتبطا بالجماعة فكريا، لكنني لم أنخرط فيها تنظيميا، وفي أحيان كثيرة عُرض عليّ أن أحضر مع الأسر، لأنني لم أكن أحب العمل السري، طلبت منهم الحضور في المساجد بدلا من عقد الاجتماعات في بيوت الأعضاء».
وتابع منشق عن جماعة الإخوان الإرهابية: «نفوري من العمل السري، نجاني من الانخراط في التنظيم منذ صغري، وبعدما ارتبطت فكريا بالجماعة، كنت أخطب في مساجد الجماعة، وارتبطت بأشخاص في الجماعة، وفي أثناء كل ذلك، مورست عليّ الكثير من أشكال الدعوة الفردية، حتى أتحول من محب إلى عضو عامل، وبعد أحداث يناير عُرض عليّ رسميا أن أكون عضوا عاملا، لكنني رفضت».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الشاهد الإخوان محمد الباز
إقرأ أيضاً:
رسالة الي رفيق بعيد جغرافيا وقريب فكريا مع التحية
دكتور شهاب، تحية طيبة لك ولأفكارك التي أُقدر عمقها واهتمامها بطرح إشكاليات الحزب الشيوعي السوداني بين الماضي والحاضر. أود أن أشارك ببعض النقاط التي أعتقد أنها قد تضيف إلى الحوار وتغني النقاش.
نقد الاستقلال الصوري وأهداف التحرر الشامل: تناولك لرفض الحزب الشيوعي لاتفاقية الحكم الذاتي باعتبارها استقلالاً صورياً يعكس قراءة عميقة لأهداف التحرر من الاستعمار. ولكن هذا النقد يستند أيضاً إلى رؤية واسعة ترى أن التحرر ليس فقط تغييرًا في الشكل أو السلطة، بل هو أيضًا تغيير في البنى الاقتصادية والاجتماعية لضمان تحقيق العدالة والمساواة. إن الحزب، في سياقه التاريخي، كان يرى أن الانتقال من الاستعمار إلى نظام يعتمد على نخب محلية متحالفة مع المصالح الأجنبية لم يكن سوى انتقال من التبعية الخارجية إلى تبعية داخلية.
. التحليل المبدئي للحلول الناقصة بعد الثورة: أشرت إلى موقف الحزب الرافض للحلول السياسية الناقصة بعد ثورة ديسمبر، وهو موقف نابع من تمسك الحزب بمبدأ التغيير الجذري. ومع ذلك، أعتقد أن المشهد السوداني اليوم يتطلب قراءة أعمق لواقع جديد معقد، حيث تداخلت مصالح إقليمية ودولية مع التحديات الداخلية. هذا يطرح سؤالاً محوريًا: هل يمكن تجاهل تلك التعقيدات في سبيل تحقيق رؤية مثالية للحكم المدني؟ أم أن المرحلة تتطلب، بحكمة، نوعاً من المرونة التكتيكية لضمان الانتقال الديمقراطي ولو كان بصورة تدريجية؟
دور الجيش في الدولة وأثره على التغيير: إن موقف الحزب الثابت من استبعاد الجيش عن السياسة يعكس رغبته في تحقيق حكم مدني ديمقراطي كامل. ومع ذلك، قد يكون من الضروري، في ضوء التجارب الحديثة، مراجعة كيفية التعامل مع المؤسسة العسكرية بطريقة تُبقيها تحت رقابة مدنية ولكن تضمن استقراراً تدريجياً للدولة في هذه المرحلة الانتقالية. فالاستبعاد الفوري للعسكر عن الحكم في السياق الحالي قد يؤدي إلى مزيد من الانقسامات، وهو ما يزيد من تعقيد التحول الديمقراطي.
استقلالية الحركة الجماهيرية ووعيها بالواقع: دور الحركة الجماهيرية في تحقيق التغيير هو نقطة مركزية في فكر الحزب. ولكن ينبغي، في هذا السياق، أخذ واقع الحركات الجماهيرية بعين الاعتبار، حيث إنها تحتاج إلى وعي سياسي أكبر يجعلها قادرة على تجاوز الشعارات نحو تحقيق خطوات عملية ملموسة. على هذا الأساس، قد يكون الحزب بحاجة إلى دعم الحراك الشعبي بأدوات علمية ومهارات قيادية جديدة ليتمكن من مواجهة التحديات المعاصرة التي لم تكن موجودة في الفترات السابقة.
جدلية الحلول السياسية الناقصة والاستمرارية المبدئية: إن رفض الحزب المتكرر للحلول السياسية الناقصة يظهر مدى تمسكه بمبادئه، وهو ما يُحسب له. ومع ذلك، قد يكون هذا الثبات مثاراً للتساؤل: هل يكفي الثبات على المبادئ في ظل تغير السياقات السياسية والاجتماعية في السودان؟ إن التمسك الكامل بالتحرر الحقيقي والعدالة الكاملة قد يظل طموحًا نبيلًا، لكنه قد يكون بحاجة إلى تدرج واعٍ للمرحلة الراهنة.
بكل تأكيد، يعد النقاش الداخلي وسيلة أساسية لتطوير الحزب الشيوعي السوداني وتوجيه سياساته بشكل يضمن تحقيق رؤاه بشكل عملي وفعّال. فرغم أن مركزية القرار وسطوة القيادة في اللجنة المركزية، تُشكل عنصراً رئيسياً في الهيكل التنظيمي للحزب، إلا أن هذا لا يعني انغلاقاً على الذات أو تجنباً للنقاشات النقدية. بل على العكس، فإن الحزب يُشجّع دوماً على فتح حوار عميق وتبادل أفكار بين الأعضاء، ويتعامل مع النقاشات الفكرية كركيزة أساسية لتحليل توجهاته وتجديد طروحاته.
هذه النقاشات الداخلية تتيح للأعضاء فرصة للتعبير عن آرائهم بحرية، وتسمح بطرح رؤى قد تختلف أحياناً مع التوجهات التقليدية، لكن تتوافق مع أهداف الحزب الجوهرية في تحقيق العدالة والتحرر الكامل. ويمثل هذا النقاش المستمر وسيلة لإثراء الفكر السياسي داخل الحزب وصقل رؤى جديدة يمكن أن تكون أكثر قدرة على التفاعل مع التحديات الراهنة. إلى جانب ذلك، يوفر هذا النوع من الحوار منصة للتجديد الفكري، مما يجعل الحزب أكثر مرونة وقدرة على الاستجابة للتحولات السياسية والاجتماعية المعاصرة.
لذا، فإن اللجنة المركزية لا تكتفي فقط بفرض قرارات، بل ترى في الحوار الحر والعلمي مجالاً خصباً لطرح أفكار جديدة ومعالجة التحديات. من خلال هذا النهج، يسعى الحزب إلى تعزيز عمق النقاشات الفكرية، وتحقيق نهضة فعلية داخل الحزب تجعل من كيانه منصة فكرية متجددة، قادرة على قيادة التغيير وتحقيق الرؤى التي يتطلع إليها أعضاؤه والشعب السوداني ككل.
وأخيرًا، أقول إن النظر إلى مسار الحزب الشيوعي السوداني كحركة ثورية تطمح للتغيير الجذري أمر مُلهم ويؤكد على أهمية استمرارية النقد الذاتي. إلا أن التحولات المعاصرة تتطلب أيضًا أن يعيد الحزب تقييم استراتيجياته بناءً على مستجدات المرحلة، لضمان أنه لا يخسر المكاسب البسيطة التي قد تحقق خطوة ولو بسيطة نحو السودان الذي نحلم به جميعًا.
زهير عثمان
zuhair.osman@aol.com